إنضمامك إلي منتديات استراحات زايد يحقق لك معرفة كل ماهو جديد في عالم الانترنت ...

انضم الينا
استراحات زايد الصفحة الرئيسية


إضافة رد
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 08-31-2009, 05:20 AM
عضو ماسي
بيانات محروم.كوم
 رقم العضوية : 503
 تاريخ التسجيل : Dec 2007
الجنس : female
علم الدوله :
 المشاركات : 2,100,613
عدد الـنقاط :3341
 تقييم المستوى : 2139

كلمة الشيخ عبدالجليل المقداد (حفظه الله)
المكان: (البلاد القديم) مأتم المحمدية (الحاج موسى العالي).
الموافق: 25-8-2009م
المناسبة: محاضرات في أول 15 ليلة من شهر رمضان المبارك عند الساعة التاسعة والنصف مساءً.
بسم الله الرحمن الرحيم
والحمد لله رب العاليمن
والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين
ولعنة الله على أعدائهم أجمعين إلى قيام يوم الدين
ذكرت في البارحة أن بعض العمومات والقضايا العامة لا يمكن أن يطرأ عليها تخصيص، ولا يصح أن يستثنى منها من قبيل الآية المباركة: "وَلا تَعْتَدُوا إِنَّ اللَّهَ لا يُحِبُّ الْمُعْتَدِينَ" الإعتداء والتجاوز مرفوض، في كل زمان ومكان ومن أي شخص، يعني لا يمكن أن نقول إن الله لا يحب المعتدين إلا هذا المعتدي أو إلا في هذا الظرف الزماني أو في هذا الظرف المكاني، القضية عامة لا يمكن أن يطرأ عليها استثناء كالمعصية، المعصية قبيحة مرفوضة من كل أحد، حتى من أولياء وأنبياء الله، لا يمكن أن نستثني ونقول أن المعصية قبيحة ومرفوضة إلا إذا تحققت مثلاً من الرسول الأعظم _والعياذ بالله_ وحاشاه أن يصدر منه، ولذلك القرآن يقول: "لَئِنْ أَشْرَكْتَ لَيَحْبَطَنَّ عَمَلُكَ وَلَتَكُونَنَّ مِنَ الْخَاسِرِينَ" وبالتالي نقول كيف نفهم آيات الجهاد في القرآن الكريم؟ هل نتلقاها على أنها إعتداء وتجاوز؟ أو نتلقاها على أنها دفاع؟ الفقهاء قسموا الجهاد إلى قسمين. جهاد ابتدائي، والجهاد الإبتدائي: أن يبتدأ المسلمون الكفار ويذهبوا لهم في عقر دارهم، يقاتلونهم من أجل أن يُسلموا وينشروا كلمة الله سبحانه وتعالى في الأرض. وعندنا جهاد دفاعي، دفاع عن النفس: لا يمكن لنا أن نتصور ونقول بأن الجهاد بكلا قسميه أمر قبيح ومرفوض. الحرب إذا كانت من أجل استذلال الآخرين وتطويعهم ونهب ثرواتهم والإعتداء عليهم فهذا بلا إشكال أمر قبيح، دولة تزحف على دولة أخرى أو جماعة تزحف على جماعة أخرى لا لشيء إلا لأنها تريد تشبع رغبتها في السيطرة والإستيلاء وتريد أن تضع يدها على أرض هذه الدولة وعلى خيراتها ومقدراتها هذا تجاوز قبيح، وقد رأينا كيف صدام قد أدخل شعبه وشن حربين من هذا القبيل أولاً حربه على الدولة الإسلامية وبعد ذلك حربه على الكويت، هذا أمر قبيح بلا إشكال، لكن تارة الإنسان يدافع عن نفسه وعن حرماته وعرضه، هذا أيضاً لا إشكال أنه أمر جائز بل راجح، يعني إذا أمة وجماعة يعيشون بأمن واستقرار وهناك جماعة جائتهم واستهدفتهم، تريد إذلالهم وسلب أراضيهم وخيراتهم، يعني هل يضعون اليد على الأخرى؟ لا، الفطرة والمنطق السليم يقول ينبغي لهم أن يدافعو عن أعراضهم ومقدراتهم، إذا وجدوا إلى ذلك سبيلا، آيات القرآن الكريم هل تتحدث عن جهاد إبتدائي أو جهاد دفاعي؟ وإن قسم الفقهاء الجهاد إلى قسمين جهاد إبتدائي وجهاد دفاعي، إلا أن بعض العلماء حاول أن يرجع الجهاد كله إلى نوع واحد، يعني ليس عندنا إلا جهاد دفاعي، مثلا في قوله سبحانه وتعالى:" أُذِنَ لِلَّذِينَ يُقَاتَلُونَ بِأَنَّهُمْ ظُلِمُوا وَإِنَّ اللَّهَ عَلَى نَصْرِهِمْ لَقَدِيرٌ الَّذِينَ أُخْرِجُوا مِنْ دِيَارِهِمْ بِغَيْرِ حَقٍّ إِلا أَنْ يَقُولُوا رَبُّنَا اللَّهُ " ، هذا إذن إلهي إلى المسلمين بعد أن لاقوا ما لاقوا من صنوف العذاب والتنكيل من المشركين، وكانوا يطلبون الإذن من رسول الله (صل الله عليه وآله وسلم) أن يأذن لهم بأن يدافعوا عن أنفسهم. ثلاثة عشر سنة والنبي (صلوات الله وسلامه عليه) في مكة والمسلمون يلاقون ما يلاقون من الأذى والتنكيل إلا أنه ما أذن لهم بأن يقاتلوا بعد ذلك لعله في السنة الثانية جاء الإذن الإلهي، هذا الإذن من أجل ماذا؟ واضح أنه من أجل الدفاع عن النفس، هؤلاء جماعة مضطهدة مظلومة لاقت الأمرين من هؤلاء الكفار فجاء الإذن الإلهي، إذاً هذا المستوى وهذه المفردة وهي الحرب دفاعاً عن النفس أو عن المال أو عن العرض لا إشكال في أنه حرب دفاعية جائزة. وهنا لطيفة، لماذا المسلمون بقوا في مكة ثلاثة عشر سنة وهم يعانون الظلم والإضطهاد من قبل المشركين؟ لكن الله سبحانه وتعالى ما أذن لهم برفع السلاح، بعضهم هاجر إلى الحبشة بعضهم هاجر إلى المدينة وما جائهم الإذن وما سمح لهم الرسول الأعظم (صل الله عليه وآله وسلم) بأن يرفعوا سلاح، لعله لهذه النكتة، حمل السلاح سهل، لكن أي يد تحمل السلاح؟ كلمة لطيفة في حق أصحاب النبي (صلوات الله وسلامه عليه) وهي تلك الفئة التي وقفت مع الرسول ودخلت معه الحروب، أنهم حملوا بصائرهم على سيوفهم، إذا تحمل سيفاً ويكون في يدك سلاح بلا بصيرة، ساعد الله الناس والضعفاء والمستظعفين من هذا الإنسان، فرق بين إنسان يحمل سلاحاً مع بصيرة وبين إنسان يحمل سلاحاً بلا بصيرة، اليوم خوارج هذا الزمن، لاحظ حينما حملوا السلاح بلا بصيرة، لماذا تحمل السلاح؟ قال جهاد في سبيل الله، لكن هنا لا يوجد عقل، جهاد في سبيل الله وهو يقتل الأبرياء، لعل في تأخر الإذن وعدم اعطائهم الإذن بحمل السلاح، لعله لهذه النكتة أولاً هؤلاء ينهلون من معين الثقافة والرحمة والتعاليم الدينية وتكون في قلوبهم رحمة ومعرفة وبعد ذلك يُعطون السلاح، هؤلاء إذا أعطوا السلاح بعد التثقيف والمعرفة لن يضعوه إلا في مواضعه، أمير المؤمنين يقول في حق الخوارج أنتم تحملون سيوفكم على سواعدكم لا تفرقون بين السقيم والبريء.

عندنا في الفقه أن الإنسان إذا هجم عليه إنسان ينبغي له أن يدافع عن نفسه مع مراعاة المراحل، إذا كان بالصوت والصراخ يفر لا يحتاج أن يتوسل بآلة قالتة.
لدينا حالة أخرى أيضاً هذه من الحرب الدفاعية، حرب دفاعية وليست إبتدائية، يعني هذه مآلاً هي حرب من أجل الدفاع، كما لو كانت أمة مستظعفة ومضطهدة ومظلومة، يخرج المسلمون دفاعاً عنهم، ولرفع الظيم والظلم النازل بهم، الله سبحانه وتعالى يقول : "وَمَا لَكُمْ لَا تُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَالْمُسْتَضْعَفِينَ مِنَ الرِّجَالِ وَالنِّسَاءِ" هذه أيضاً حرب دفاعية ليس بالضرورة أن الإنسان يدافع عن نفسه ،إذا كان هناك شعب مستظعف، كما نلاحظ الآن أخواننا في فلسطين، ألا يستحق هؤلاء أن ينهض للدفاع عنهم ومن أجل رفع الظلم عنهم؟ بلا إشكال أمر جائز بل هو أمر راجح، اللطيف الآية القرآنية التي ذكرتها لكم أولا بمثابة التعليل للإذن في الحرب أنه "وَلَوْلَا دَفْعُ اللَّهِ النَّاسَ بَعْضَهُم بِبَعْضٍ لَّهُدِّمَتْ صَوَامِعُ وَبِيَعٌ وَصَلَوَاتٌ وَمَسَاجِدُ يُذْكَرُ فِيهَا اسْمُ اللَّهِ كَثِيراً" لو لا عملية التدافع والجهاد والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، بعض الآيات تقول فسدت، الدنيا تفسد. إذا لا يوجد عملية تدافع وبواسطة المؤمنين وأهل الإيمان يدفع الأشرار هل تبقى لنا شعيرة؟ ومراكز دينية ؟ يبقى دين؟ لا، يسيطر الأشرار، عندما ملك الروس تلك المنطقة هل بقية شعائر دينية؟ هل بقية مساجد؟ هل بقية آثار للدين؟ إلا مثلاً بالخفية، حتى يقال أن المسلمين قد دفنوا كتبهم، دفنوها خوفاً، ومثال لدينا أوضح لا حظوا عندما حكم هذا الطاغية العراق، أين الكلمة والحوزات الدينية؟ أين المساجد والمؤمنون والأخيار؟ هكذا حرب وجهاد يمكن إنسان عاقل يقول هذا الجهاد قبيح وفيه تجاوز؟ هذا الجهادالذي لو لاه لقضي على الدين وعلى شعائره وعلى المؤمنين وعلى معالم الدين. عندنا مستوى آخر من الجهاد، وهو الجهاد من أجل نشر التوحيد، رفع الموانع عن الناس حتى يصل لهم صوت التوحيد، وهذا الذي كان الإسلام يطمع إليه، أن المستبدين والطغات الذين جعلوا من أنفسهم آلهة تعبد من دون الله، هذا ينكل ويقتل ويعذب حتى لا أحد يتمرد على فكره ويخرج على الإطار الذي حدده، الدين يأمر بالجهاد من أجل رفع هذا المانع ويجعل الأجواء طبيعية وتسمع الناس كلمة الدين ومقولة التوحيد وبعد ذلك الناس هيَ بالخيار.

الدين تصديق بالقلب، لا يأتي بالضرب، "لَا إِكْرَاهَ فِي الدِّينِ قَدْ تَبَيَّنَ الرُّشْدُ مِنْ الغَيِّ" لكن دع الأجواء أجواء حرية والأفق واسع يستطيع أن يختار بين المقولات والعقائد والطروحات المختلفة، دع الناس تختار، لماذا تحجر على الناس؟ هذه العملية كان يرفضها الدين، وكان يحارب أولائك النفر الذين ضربوا سوراً وأوجدوا موانع تمنع كلمة التوحيد من الإنطلاق والوصول إلى الناس من أجل أن يتعاطى ويتفاعل معها الناس، إذاً يمكن أننا نُرجع الحرب الإبتدائية إلى حرب دفاع ولكن الدفاع يختلف من مورد إلى آخر تارة دفاع عن النفس والمال والعرض وتارة دفاع عن أمم مستضعفة وتارة يكون الدفاع دفاع عن التوحيد وكلمة التوحيد وإيجاد الأجواء المناسة التي يستطيع من خلالها الناس أن يحددوا موقفهم من الدعوة الإسلامة وكلمة التوحيد ورسالة النبي ، لا يكون السيف هو الذي يلزمهم ويمنعهم من تقبل كلمة التوحيد. النتيجة التي نصل إليها، الشهيد مطهري (رحمة الله عليه) يقول أن الآيات القرآنية على طوائف أربع، بعض الآيات القرآنية صحيح مطلقة، مثلا هذه الآية التي تقول: " قَاتِلُواْ الَّذِينَ لاَ يُؤْمِنُونَ بِاللّهِ وَلاَ بِالْيَوْمِ الآخِرِ وَلاَ يُحَرِّمُونَ مَا حَرَّمَ اللّهُ وَرَسُولُهُ وَلاَ يَدِينُونَ دِينَ الحق" كل من لا يدين دين الحق يقاتل لكن هذه الطائفة لدينا في قبالها طائفة أخرى، يعني يمكن شخص يأتي ويقول أن هذا الدين دين يدعوا إلى القتل والتجاوز والتعدي على الآخرين، نقول له مهلاً هذه الطائفة وإن كانت مطلقة ولكن هناك مقيدات لها، مثلاً الآية التي قرأتها عليكم هذه مقيدة وتقول: " أُذِنَ لِلَّذِينَ يُقَاتَلُونَ بِأَنَّهُمْ ظُلِمُوا وَإِنَّ اللَّهَ عَلَى نَصْرِهِمْ لَقَدِيرٌ" ، تقول القتل مأذون به في حق هذا الإنسان المضطهد والمظلوم، أو تلك الآية التي تأتي بقيد آخر وتقول: "وَمَا لَكُمْ لَا تُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَالْمُسْتَضْعَفِينَ مِنَ الرِّجَالِ وَالنِّسَاءِ" القتال ليس مطلقاً وإنما من أجل الدفاع عن المستضعفين والمضطهدين. عندنا طائفة أخرى في القرآن وآيات أخرى تدعو المسلمين إلى الصلح، وأن الصلح والدعوة إلى السلم هي مبدأ ديني يلتزم به الدين، قوله تعالى : "والصلح خير" أو قوله سبحانه وتعالى: "وَإِنْ جَنَحُوا لِلسَّلْمِ فَاجْنَحْ لَهَا وَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ" أو قوله سبحانه وتعالى: "فَإِنِ اعْتَزَلُوكُمْ فَلَمْ يُقَاتِلُوكُمْ وَأَلْقَوْا إِلَيْكُمُ السَّلَمَ فَمَا جَعَلَ اللَّهُ لَكُمْ عَلَيْهِمْ سَبِيلا" لاحظوا كيف المقيدات طائفة تقول أن القتال من أجل الدفاع عن النفس وعن المستضعفين أو عن كلمة التوحيد من أجل تهيئة الظروف لإنتشارها، طائفة أخرى تقول بأن الصلح خير والدين يأمر ويدعوا إلى الصلح والسلم والتعايش، طائفة رابعة تقول بأنه لا إكراه في الدين وأن الدين ليس من القضايا التي تحمّل بالقهر والغلبة. النتيجة التي نتحصل عليها هي أنه يمكن إرجاع الحرب الإبتدائية والجهاد الإبتدائي إلى الجهاد الدفاعي بالنحو الذي ذكرته لكم.
والحمد لله رب العالمين
وصل الله على سيدنا ونبينا محمد وآله الطاهرين.
__DEFINE_LIKE_SHARE__
رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة


المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
كلمة ثورية للشيخ عبدالجليل المقداد في قرية دمستان بتاريخ 3-10-2009م. محروم.كوم منتدى أخبار المواقع والمنتديات العربية والأجنبية 0 10-07-2009 12:30 AM
كلمة الشيخ المقداد (أبو مرتضى) في سادس ليلة من محاضراته بشهر رمضان محروم.كوم منتدى أخبار المواقع والمنتديات العربية والأجنبية 0 08-31-2009 04:20 AM
كلمة الشيخ عبدالجليل المقداد في مأتم العالي بسماهيج 20-8-2009م محروم.كوم منتدى أخبار المواقع والمنتديات العربية والأجنبية 0 08-23-2009 01:20 AM
صوتياً/ كلمة الشيخ عبدالجليل المقداد بتاريخ 13-6-2009م يتكلم عن العريضة محروم.كوم منتدى أخبار المواقع والمنتديات العربية والأجنبية 0 06-17-2009 12:00 PM
كلمة السبت لسماحة الشيخ عبدالجليل بتاريخ 16/5/2009م في المسجد الرفيع بالبلاد القديم محروم.كوم منتدى أخبار المواقع والمنتديات العربية والأجنبية 0 05-18-2009 04:10 PM


الساعة الآن 08:44 PM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
Content Relevant URLs by vBSEO 3.5.2 TranZ By Almuhajir

RSS RSS 2.0 XML MAP HTML