إنضمامك إلي منتديات استراحات زايد يحقق لك معرفة كل ماهو جديد في عالم الانترنت ...

انضم الينا
استراحات زايد الصفحة الرئيسية


إضافة رد
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 08-20-2009, 03:20 PM
عضو ماسي
بيانات محروم.كوم
 رقم العضوية : 503
 تاريخ التسجيل : Dec 2007
الجنس : female
علم الدوله :
 المشاركات : 2,100,613
عدد الـنقاط :3341
 تقييم المستوى : 2139

أعمدة
الشيخ المحتاط وقائمة الوحدة الوطنية
عباس المرشد
يحاول الشيخ عيسى قاسم فعل ما يستطيع فعله ليكون تقيا وورعا، ليس في الحقل الديني وحسب بل حتى في الحقل السياسي والحقول الأخرى. ففي لفتة لها دواع كثيرة رفض الشيخ عيسى لصق صوره أو تعلقيها على جدران وأسوار البيوت من دون أذن رضا أصحابها.1 المقربون من الشيخ عيسى قاسم يؤكدون مثل هذه الصفة في سلوكه وشخصيته وهي صفة التقوى والاحتياط.2 في إحدى اللقاءات مع السيد محمد باقر الحكيم سألته عن وضع الشيخ عيسى قاسم في حوزة قم، وكان ذلك في العام 1997 تقريبا، فلم يعلق كثيرا، لكنه قال إننا نعرفه بالشيخ المحتاط. سلوك الاحتياط له قيمة ثقيلة داخل الوسط الديني ويدل على ترسخ صفة العدالة لدى الشخص، وهذا ما يجعل من الاحتياط سلوكا إيجابيا من ناحية دينية، إلا أن تمثيل الاحتياط داخل الحقل السياسي يشوبه الكثير من المعوقات ويواجه باستحقاقات سياسية لا تعطي قيمة ولو متدنية لسلوك التقوى والورع.
على أساس أن مسلكية الاحتياط والتقوى، تشل وتعرقل مشاريع سياسية من طبيعتها المجازفة والتصدي، فإن مسلكية الشيخ عيسى قاسم الدينية تثير العديد من الشخصيات السياسية ضده، ومن الطبيعي أن يناله شيء من القدح الذي وصل في بعض أطرافه إلى حد المطالبة بالخروج على قيادته للتيار الإسلامي الشيعي والبحث عن قيادة دينية أكثر ثورية وأكثر رغبة في التصدي المباشر للعمل السياسي وتحمل نتائجه انطلاقا من أرضية مختلفة لأرضية الاحتياط ومن دون الخروج على الفتوى الشرعية.
في المقابل فإن الشيخ عيسى قاسم لا يرى ثمة تعارضا بين الثورية أو التصدي ومسلكية الاحتياط,3 إذ إن الشيخ عيسى لا يبني نظرية دينية على أصول سياسية، بل إنه يبني نظرية سياسية على أصول وأسس دينية، وهذا يقوده في النهاية إلى اعتبار الأمور السياسية جزئية بسيطة من جزئيات الدين. يتعاضد هذا التفكير مع خطابات أخرى يذهب فيها الشيخ عيسى قاسم، إلى نفي اعتبارات سياسية قائمة حاليا كالقومية والحزبية والكثير من تشكيلات الحقل السياسي عندما تصطدم باعتبارات دينية أخرى. ففي هذا الخطاب يقوم الديني والأخلاقي إذن على استبعاد المبررات السياسية ويمنعها من تفعيل أدوات الدعاية السياسية مقابل الإعلاء من شأن القضايا الشرعية والأمور التي تخص الشريعة والدين.4


لكن قد نخطئ النقاش إذا ما قادنا هذا التحليل إلى استنتاج أن الخلاف داخل التيار الإسلامي لا يخرج على حدود الاختلاف الديني. فالتيار الإسلامي كحالة سياسية لا يتخلف عن سائر القوى السياسية الأخرى من ناحية وجود صراعات خفية تدور أغلبها حول قاعدة القرب من المركز والاستفادة من قانون الحظوة. وهي ظاهرة لا يقتصر وجودها على الحالة البحرينية أو العربية بل هي نتيجة شبه مؤكدة في حالة وجود تنظيم حزبي أو تعبئة شعبية، والقليل جدا من التيارات السياسية التي تضع كوابح قانونية وممارسات عملية تمنع تنامي ظاهرة قانون الحظوة. إن إحدى المظاهر الأكثر وضوحا في هذا الشأن هي انشقاق التيار الإسلامي على نفسه لخمس مرات على الأقل في فترة زمنية قصيرة لم تتجاوز السنوات العشر. ومثلما كان الاحتياط سببا في حدوث بعض تلك الانشقاقات فإن الثورية والالتزام كانت سببا أيضا في بعثرة قضايا التيار الإسلامي.
أفكار الاحتياط وأفكار الثورية والالتزام كانت تفهم على أنها مناطق اختلاف يمكن معها تبرير تعددية القيادة للتيار الواحد ومحاولة خلق أوجه تشابه بين عالم صغير جدا في عدده وطاقته وعالم كبير جدا في مساحاته الجغرافية والثقافية. ففي لبنان كشاهد يستحضر نفسه بشكل دائم في سجالات التيار الإسلامي البحريني، لم يعد ممكنا فيه بحسب خطاب السيد حسن نصر الأخير في الذكرى الثالثة لحرب تموز ممارسة التعددية بحرفيتها، ولذا فهو يصر دوما على مسألة الوحدة الوطنية وتشكيل أحلاف سياسية مع أطراف مختلفة مذهبيا وطائفيا وسياسيا.
وهنا ثمة سؤال يستحق أن يطرح هل أن ذاك الاختلاف يؤسس لأرضية ثابتة يمكن الحصول من خلالها على استحقاقات وطنية أكبر؟
باعتقادي أن هناك مهمة تاريخية تقع على عاتق قيادات التيار الإسلامي عموما وبالأخص الشيعي منه وهي مهمة كسر الأيديولوجية السياسية والتخلص من صرامة قانون الحظوة. مثل هذه المهمة قد تدفع ببعض القيادات الدينية إلى تقديم تنازلات سياسية لصالح بعض الأطراف السياسية المنافسة، مقابل الحصول على آليات سياسية مؤسسة على أرضية ثابتة من العمل الوطني، كما أنها تشكل مدخلا حقيقيا لتجاوز قوة وهيمنة مصادر التوتر والخلخلة السياسية والاجتماعية.
ربما يكون في طيات خطاب الاحتياط لدى الشيخ عيسى قاسم، بعض المنافذ التي يمكن لمريديه أن يخلقوا منها حالة من التقارب والتفاهم مع الأطراف الأخرى، التي يجب عليها حتما تقدير وتثمين فتوى إلغاء الصور كعلامات شديدة التمركز حول الشخصيات السياسية والدينية.


1 خطبة الشيخ عيسى قاسم ليوم الجمعة بتاريخ 14-8-2009
2 قد يمتلك الآخرون شواهد معارضة وقد يستدلون في ذلك على سمات وصفات أخرى تخص شخصية الشيخ عيسى قاسم لكننا لا نحاول البحث فيها هنا.
3 يذكر في هذا الصدد أن الشيخ عيسى قاسم هو من أدخل شعار الموت لأمريكا في منتصف الثمانينات في وقت حرج جدا و شكل ذلك علامة ثورية بارزة.
4 يمكن الإشارة هنا إلى موقف الشيخ عيسى من قانون الأحوال الشخصية وقانون ضوابط الخطاب الديني وموقفه من قانون كادر الأئمة
__DEFINE_LIKE_SHARE__
رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة


المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
الوحدة المرشح الأول للقب الدوري مع كل الاحترام للمنافسين محروم.كوم منتدى أخبار المواقع والمنتديات العربية والأجنبية 0 02-02-2010 02:20 AM
سلمان : الملك صاحب مبادرة الوحدة الوطنية وننشدة بتعديل الدستور محروم.كوم منتدى أخبار المواقع والمنتديات العربية والأجنبية 0 12-09-2009 03:40 PM
عباس المرشد/الفتوى السياسيه والقدرة على التنافس. المجدد الشيرازي مثالآ محروم.كوم منتدى أخبار المواقع والمنتديات العربية والأجنبية 0 08-27-2009 12:30 PM
تقاعد النواب ومبدأ الاستحكام" عباس المرشد " جابه الصميم " محروم.كوم منتدى أخبار المواقع والمنتديات العربية والأجنبية 0 06-18-2009 11:30 AM
هجوم واسع من الصحفيين على تقاعد النواب ، عباس المرشد وقاسم حسين محروم.كوم منتدى أخبار المواقع والمنتديات العربية والأجنبية 0 06-11-2009 10:40 AM


الساعة الآن 06:38 PM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
Content Relevant URLs by vBSEO 3.5.2 TranZ By Almuhajir

RSS RSS 2.0 XML MAP HTML