منتدى استراحات زايد

منتدى استراحات زايد (http://vb.ma7room.com/index.php)
-   منتدى أخبار المواقع والمنتديات العربية والأجنبية (http://vb.ma7room.com/forumdisplay.php?f=183)
-   -   عباس المرشد : الشيخ المحتاط وقائمة الوحدة الوطنية. (http://vb.ma7room.com/showthread.php?t=212613)

محروم.كوم 08-20-2009 03:20 PM

عباس المرشد : الشيخ المحتاط وقائمة الوحدة الوطنية.
 
أعمدة
الشيخ المحتاط وقائمة الوحدة الوطنية
عباس المرشد
يحاول الشيخ عيسى قاسم فعل ما يستطيع فعله ليكون تقيا وورعا، ليس في الحقل الديني وحسب بل حتى في الحقل السياسي والحقول الأخرى. ففي لفتة لها دواع كثيرة رفض الشيخ عيسى لصق صوره أو تعلقيها على جدران وأسوار البيوت من دون أذن رضا أصحابها.1 المقربون من الشيخ عيسى قاسم يؤكدون مثل هذه الصفة في سلوكه وشخصيته وهي صفة التقوى والاحتياط.2 في إحدى اللقاءات مع السيد محمد باقر الحكيم سألته عن وضع الشيخ عيسى قاسم في حوزة قم، وكان ذلك في العام 1997 تقريبا، فلم يعلق كثيرا، لكنه قال إننا نعرفه بالشيخ المحتاط. سلوك الاحتياط له قيمة ثقيلة داخل الوسط الديني ويدل على ترسخ صفة العدالة لدى الشخص، وهذا ما يجعل من الاحتياط سلوكا إيجابيا من ناحية دينية، إلا أن تمثيل الاحتياط داخل الحقل السياسي يشوبه الكثير من المعوقات ويواجه باستحقاقات سياسية لا تعطي قيمة ولو متدنية لسلوك التقوى والورع.
على أساس أن مسلكية الاحتياط والتقوى، تشل وتعرقل مشاريع سياسية من طبيعتها المجازفة والتصدي، فإن مسلكية الشيخ عيسى قاسم الدينية تثير العديد من الشخصيات السياسية ضده، ومن الطبيعي أن يناله شيء من القدح الذي وصل في بعض أطرافه إلى حد المطالبة بالخروج على قيادته للتيار الإسلامي الشيعي والبحث عن قيادة دينية أكثر ثورية وأكثر رغبة في التصدي المباشر للعمل السياسي وتحمل نتائجه انطلاقا من أرضية مختلفة لأرضية الاحتياط ومن دون الخروج على الفتوى الشرعية.
في المقابل فإن الشيخ عيسى قاسم لا يرى ثمة تعارضا بين الثورية أو التصدي ومسلكية الاحتياط,3 إذ إن الشيخ عيسى لا يبني نظرية دينية على أصول سياسية، بل إنه يبني نظرية سياسية على أصول وأسس دينية، وهذا يقوده في النهاية إلى اعتبار الأمور السياسية جزئية بسيطة من جزئيات الدين. يتعاضد هذا التفكير مع خطابات أخرى يذهب فيها الشيخ عيسى قاسم، إلى نفي اعتبارات سياسية قائمة حاليا كالقومية والحزبية والكثير من تشكيلات الحقل السياسي عندما تصطدم باعتبارات دينية أخرى. ففي هذا الخطاب يقوم الديني والأخلاقي إذن على استبعاد المبررات السياسية ويمنعها من تفعيل أدوات الدعاية السياسية مقابل الإعلاء من شأن القضايا الشرعية والأمور التي تخص الشريعة والدين.4
لكن قد نخطئ النقاش إذا ما قادنا هذا التحليل إلى استنتاج أن الخلاف داخل التيار الإسلامي لا يخرج على حدود الاختلاف الديني. فالتيار الإسلامي كحالة سياسية لا يتخلف عن سائر القوى السياسية الأخرى من ناحية وجود صراعات خفية تدور أغلبها حول قاعدة القرب من المركز والاستفادة من قانون الحظوة. وهي ظاهرة لا يقتصر وجودها على الحالة البحرينية أو العربية بل هي نتيجة شبه مؤكدة في حالة وجود تنظيم حزبي أو تعبئة شعبية، والقليل جدا من التيارات السياسية التي تضع كوابح قانونية وممارسات عملية تمنع تنامي ظاهرة قانون الحظوة. إن إحدى المظاهر الأكثر وضوحا في هذا الشأن هي انشقاق التيار الإسلامي على نفسه لخمس مرات على الأقل في فترة زمنية قصيرة لم تتجاوز السنوات العشر. ومثلما كان الاحتياط سببا في حدوث بعض تلك الانشقاقات فإن الثورية والالتزام كانت سببا أيضا في بعثرة قضايا التيار الإسلامي.
أفكار الاحتياط وأفكار الثورية والالتزام كانت تفهم على أنها مناطق اختلاف يمكن معها تبرير تعددية القيادة للتيار الواحد ومحاولة خلق أوجه تشابه بين عالم صغير جدا في عدده وطاقته وعالم كبير جدا في مساحاته الجغرافية والثقافية. ففي لبنان كشاهد يستحضر نفسه بشكل دائم في سجالات التيار الإسلامي البحريني، لم يعد ممكنا فيه بحسب خطاب السيد حسن نصر الأخير في الذكرى الثالثة لحرب تموز ممارسة التعددية بحرفيتها، ولذا فهو يصر دوما على مسألة الوحدة الوطنية وتشكيل أحلاف سياسية مع أطراف مختلفة مذهبيا وطائفيا وسياسيا.
وهنا ثمة سؤال يستحق أن يطرح هل أن ذاك الاختلاف يؤسس لأرضية ثابتة يمكن الحصول من خلالها على استحقاقات وطنية أكبر؟
باعتقادي أن هناك مهمة تاريخية تقع على عاتق قيادات التيار الإسلامي عموما وبالأخص الشيعي منه وهي مهمة كسر الأيديولوجية السياسية والتخلص من صرامة قانون الحظوة. مثل هذه المهمة قد تدفع ببعض القيادات الدينية إلى تقديم تنازلات سياسية لصالح بعض الأطراف السياسية المنافسة، مقابل الحصول على آليات سياسية مؤسسة على أرضية ثابتة من العمل الوطني، كما أنها تشكل مدخلا حقيقيا لتجاوز قوة وهيمنة مصادر التوتر والخلخلة السياسية والاجتماعية.
ربما يكون في طيات خطاب الاحتياط لدى الشيخ عيسى قاسم، بعض المنافذ التي يمكن لمريديه أن يخلقوا منها حالة من التقارب والتفاهم مع الأطراف الأخرى، التي يجب عليها حتما تقدير وتثمين فتوى إلغاء الصور كعلامات شديدة التمركز حول الشخصيات السياسية والدينية.


1 خطبة الشيخ عيسى قاسم ليوم الجمعة بتاريخ 14-8-2009
2 قد يمتلك الآخرون شواهد معارضة وقد يستدلون في ذلك على سمات وصفات أخرى تخص شخصية الشيخ عيسى قاسم لكننا لا نحاول البحث فيها هنا.
3 يذكر في هذا الصدد أن الشيخ عيسى قاسم هو من أدخل شعار الموت لأمريكا في منتصف الثمانينات في وقت حرج جدا و شكل ذلك علامة ثورية بارزة.
4 يمكن الإشارة هنا إلى موقف الشيخ عيسى من قانون الأحوال الشخصية وقانون ضوابط الخطاب الديني وموقفه من قانون كادر الأئمة


الساعة الآن 09:00 AM

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd.
Content Relevant URLs by vBSEO 3.5.2 TranZ By Almuhajir


1 2 3 4 5 6 7 8 9 10 11 12 13 14 15 16 17 18 19 20 21 22 23 24 25 26 27 28 29 30 31 32 33 34 35 36 37 38 39 40 41 42 43 44 45 46 47 48 49 50 51 52 53 54 55 56 57 58 59 60 61 62 63 64 65 66 67 68 69 70 71 72 73 74 75 76 77 78 79 80 81 82 83 84 85 86 87 88 89 90 91 92 93 94 95 96 97 98 99 100 101 102 103 104 105 106 107 108 109 110 111 112 113 114 115 116 117 118 119 120 121 122 123 124 125 126 127 128 129 130 131 132 133 134 135 136 137 138 139 140 141 142 143 144 145 146 147 148 149 150 151 152 153 154 155 156 157 158 159 160 161 162 163 164 165 166 167 168 169 170 171 172 173 174 175 176 177 178 179 180 181 182 183 184 185 186 187 188 189 190 191 192 193 194 195 196 197 198 199 200 201 202 203 204 205 206 207 208 209 210 211 212 213 214 215 216 217 218 219 220 221 222 223 224 225 226 227