إنضمامك إلي منتديات استراحات زايد يحقق لك معرفة كل ماهو جديد في عالم الانترنت ...

انضم الينا
استراحات زايد الصفحة الرئيسية


إضافة رد
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 08-06-2012, 03:00 AM
عضو ماسي
بيانات محروم.كوم
 رقم العضوية : 503
 تاريخ التسجيل : Dec 2007
الجنس : female
علم الدوله :
 المشاركات : 2,100,613
عدد الـنقاط :3341
 تقييم المستوى : 2139

بسم الله الرحمن الرحيم
"مجلة الهدى" تحاور السيد جعفر العلوي حول ثورة شعب البحرين، ومدرسة أهل البيت عليهم السلام في رفض الظلم، و دور الثقافة وعلماء الدين
.
.

نقلاً عن مدونة سماحة السيد جعفر العلوي http://sayed-jaffer.blogspot.com/
أجرى الحوار: محمد علي جواد تقي

الهدى: اعتباركم أحد ابرز علماء الدين المعارضين في البحرين.. كيف تقيّم الارضية الثقافية لتقبّل تغيير شامل في نظام الحكم في البحرين
العلوي: في البدء أود أن أشيد بمجلتكم الهدى التي رأت النور مؤخراً، وانطلقت لتحمل هدفيّة الكلمة المؤمنة الواعية التي هي بحق الكلمة التي تستكشف الحياة العامة وتضيء للناس بصائر الحق.
في البحرين كما في العديد من بلاد المسلمين، هناك مدرسة عظيمة استثمرها شعب البحرين، وتتلمذ في صفوفها العالية العديد من أبناء شعبنا، وهي مدرسة أبي عبد الله الحسين عليه السلام المتمثلة في الحسينيات الكثيرة التي تعج بها أحياء البحرين وبرامجها شبه اليومية تقريباً، ففي هذه المدرسة العظيمة هناك وعي الحياة وفهم تجاربها، وهناك دروس التاريخ والموقف السليم لآل بيت محمد عليهم السلام تجاه تعرجات وقضايا وأزمات سياسية وإجتماعية وإقتصادية واجهت المسلمين في أزمنتهم، وهناك عاطفة الدين التي تُحييها وتقوي جذوتها تلك المجالس، وهناك مواكب العزاء التي يتحول فيها الشباب الى حالة منظمة من إتباع الموجه المتحدث والتفاعل معه، وتحتوي تلك المواكب الصغار والكبار وتنفخ فيهم روح الولاء للدين وأئمته المقدسين آل بيت محمد عليهم السلام. هذه المدرسة الكبرى بحق أعتبرها القاعدة الثقافية الأساسية للثورة الحالية، وهي التي ألهمت شبابنا في البحرين بضرورة التغيير ورفض الظلم، لأن الظلم واقعٌ على كثير من شعوب العالم، إلا أن المدرسة الحسينية تُلهب متعلميها بمقاومة الظلم ورفضه، كما أن هذه المدرسة العظيمة بمفرادت حركة الإمام الحسين عليه السلام، قد أوضحت لجيل الشباب المتفتح والواعي إن لا مجال للقبول بإنصاف الحلول مع الطغاة، لأن الطاغية كله نجاسة في فكره وحركته ومشاريعه ولا مجال للإقتراب منها مطلقاً، وهو ما دعا له القرآن الكريم في وصف المؤمنين الصالحين ( يكفرون بالطاغوت)، والكفر به هو رفضه الشامل المطلق، وهذه هي القاعدة الفكرية الأصيلة التي ارتكز عليها شبابنا الثائر البطل في مطالبهم الثابتة بالمطالبة بسقوط النظام الخليفي وعدم القبول بأي حوار معه أو أعطائه أي جرعة بقاء. وهذا المطلب يمثل قمة الوعي الديني والسياسي والفهم الواقعي والمتقدم لمجريات الأوضاع السياسية في العالم وفي المنطقة العربية بالتحديد والتي تشهد تجدداً وتغييراً واسعاً، بعكس الإتهام السخيف الذي يروق للبعض توجيهه لهؤلاء الفتية المجاهدين الذين آمنوا بربهم فزادهم هدى، من أنهم مجرد إنفعاليون ومقلّدون لغيرهم من شعوب المنطقة، أو أنهم لا يفهمون عمق مطالبهم أوإنها تصطدم بعقبات الواقع، في حين أن الواقع الأقليمي يبشر بتغيّرات كبرى بدأ قطارها بالتحرك، ومن يتخلف عنها هو غير الواقعي وغير السياسي وغير الواعي. إن شبابنا المؤمن الثائر الواعي بحق هو من يصنع التغييرات في البحرين ويرسل إمتدادها في المنطقة الخليجية كلها، وبالتالي هم من يصنع المستقبل، بينما الآخرون يتفرجون ويستثمرون التغيير بخطوات سياسية لا تقدم بل تؤخر المسيرة. إننا نعتبر التحدي الحقيقي هو الإعداد والتهيأ للمستقبل القادم في دولة نعيشها بلا آل خليفة، وهو ما نحاول أن نتحرك له ونتجهز له بالمشاريع والخطط والأفكار المتقدمة. فنحن لا نريد إعادة إنتاج الإستبداد بمبررات الواقع والضرورة والفتوى الشرعية والتحديات الخارجية أو الداخلية، ولا نريد أن نرجع بعد التغيير الى التحارب الإجتماعي أو السياسي. هذه تحديات أمامنا وعلينا التنبه والإستعداد لها بالرؤية السليمة والمشاريع الصحيحة. فإمامنا علي عليه السلام، حين أتى الى الحكم، أعطى كامل الحرية للمسلمين، وجعل الجميع متساويين تحت حكم القانون وفي التوزيع العادل للثروات، وإنطلقت العلوم والإمكانات الثقافية والعلمية في عهده، هذا ما نطمح له.


----------------------------
الهدى: مما افرزته الاحداث الاخيرة في البلاد العربية مؤخراً، ميل الشعوب الى الخيار الاسلامي، والتخلّي عن العلمانية الى حدٍ ما، كيف يمكن تعميق وترسيخ هذا التوجه ليتحول الى ثقافة عامة؟
العلوي: نعم شعوبنا المسلمة، تبحث بفطرتها عن التغيير الملائم لتلك الفطرة، فهي تبحث عن العدل وعن الحرية وعن الإستقلال وعن العزة والرخاء وعن دولة منظمة متقدمة ترعى حقوقها وتعرف كيف تدير ثرواتها، ولكن تبحث أيضاً عن رضا الله الذي تؤمن به، ولذا تجد في إسلامها خريطة المستقبل السليم، لأنه الدين الذي يدعو لدنيا كريمة متقدمة نعيشها وآخرة في غاية السعادة . أما العلمانية والليبرالية المريضة فقد أكتوت شعوبنا بحكمها ومشاريعها طوال أكثر من مائة عام تقريباً، عاشت فيها شعوبنا التيه تلو التيه. فلم تمنحنا الحكومات العلمانية والليبرالية في معظم دول العالم الإسلامي سوى الهزيمة أمام الصهاينة والغرب والاستبداد والتخلف الحضاري والعيش على هامش الحياة وأضعفت روح الأمة وأشغلتها بالقضايا المعيشية والإستهلاكية وحولت التنوع الديني والطائفي الى مشاريع إقتتال وتفتت وإصطفاف خطير وخاطئ. لم تمنحنا التجارب العلمانية سوى المرارات والعذابات ومشاريع كبيرة ولكنها مربوطة بمركزية الغرب، فجعلت مجتمعاتنا أكثر تبعية لهم وأضاعوا الهوية والقوة الحقيقية لشعوبنا، وهي التي شعرت لأول مرة في انطلاقة الثورات المسلمة أنها قوية وقادرة على صنع مستقبل متقدم بدينها العظيم. والمطلوب لتعميق الرؤية الإسلامية هو الضخ الفكري السليم الذي يعالج قضايا الحياة المختلفة بالرؤية المستندة الى كتاب الله العزيز وأحاديث أهل بيته العظام ومقارنة ذلك بواقع الحياة وتجاربها الخاطئة، فمن خلال ذلك يمكننا أن نعمق الوعي الإسلامي. ونحن نعيش تجربة مشرقة هي خطب وتوجيهات سماحة المرجع المجدد المدرسي حفظه الله، الذي يكلم الأمة في مختلف قضاياها بنور القرآن والعترة،

ويمكن لهذا الضخ أن يكون عبر الفضائيات والكتيبات المركزة التي تحتوي هذا الوعي، فإن الناس لو علموا محاسن كلامنا لاتبعونا، كما قال الإمام المعصوم عليه السلام. فلا بد من طرح محاسن كلامهم عليهم السلام المستند الى الكتاب فإن ذلك حتماً سيقود الى إتباع الدين وقياداته الشرعية.

الهدى: تلاحظون تعرض الشيعة في تحركهم المطلبي في البحرين والسعودية على وجه التحديد، الى محاولات تشويه وإساءة على الصعيد الاعلامي والثقافي ، ما السبيل الأنجع باعتقادكم لتصحيح الصورة لشعوب المنطقة والعالم ؟
العلوي: الهجمة على الشيعة تأتي بالدرجة الأولى من مصدرين، إمريكا، والتي تشعر أن لديها إيران والمقاومة الإسلامية في لبنان اللتان تمثلان رأس حربة ضد الكيان الصهيوني – وهو المشروع الغربي لإبقاء أمتنا في قمقم التخلف والهزيمة والتأزم الدائم-، والنظام السعودي الذي يرى أن نقيضه الأساس هم الشيعة وليس الكيان الصهيوني أو الغرب الكافر المعادي لأمتنا. وما نتعرض له من تشويه لثورتنا في البحرين والجزيرة العربية إنما هو بسبب هاتين الجهتين المسيطرتين على العديد من وسائل الإعلام وعلى جيش من الدعاة المرتزقة وأدعياء الدين. والسبيل الصحيح لمواجهة ذلك هو الاستمرار في البث الفضائي الذي يهتم بعموم المسلمين ويتحمل قضاياهم وتكون قضيتنا جزء من تلك القضايا، والأمر الآخر هو مخاطبة العقلاء واصحاب الضمير في المجتمع الغربي والعربي لمشاهدة ما يجري في البحرين وإعطاء الرؤية والموقف الصحيح تجاه ظلم النظامين السعودي والخليفي وفضح مكائدهم ومخططاهم.

الهدى: حسب إطلاعك وقربك من الواقع البحريني.. ما هي بالتحديد مطالب الشعب البحريني من الاحتجاجات ضد النظام الحاكم في المنامة؟

العلوي: مطلب الشعب البحراني بالأساس هو ذات مطلب الشعوب العربية التي ثارت، وهو أن تعيش حياتها في ظل نظام عادل ديمقراطي حر غير خاضع للغرب يكون معبراً عن آمالها وطموحاتها وفطرتها الإسلامية الأصيلة. ولما وجدت أن النظام الحالي لم ولن يستجيب لمطالبه المتقدمة أرتأى شعبنا أن يحققها بنفسه ولهذا يدعو الى إسقاط النظام من أجل إقامة نظام حر عادل متقدم يحقق كافة تلك الطموحات العالية. لقد عاش شعبنا ظلماً منوعاً ومركباً من سلطة استهدفت إسقاطه فحق للشعب إسقاطها كما قال أستاذنا سماحة القائد السيد هادي المدرسي حفظه الله، فمشروع البندر الذي أنكشف قبل ثمان سنوات، كان خطيراً للغاية، فهو يستهدف القضاء التدريجي على شعب البحرين وإستلاب عزته وكرامته ودينه وتحويله الى مجرد أقلية في ظل مشروع تجنيس خطير وواسع. إن شعبنا يبحث عن إقامة دستور جديد يكتبه أبناء الشعب من غير سقف آل خليفة المحتلين لأرض البحرين ومن دون المجنسين الذين تم إعطائهم الجنسية ليغيروا هوية وواقع شعبنا، وكذلك من مطالبه، إقامة حكم ديمقراطي حر ومتطور ومستقل ينطلق من رؤية شعبنا ودينه وحياته الخاصة به.

الهدى: البعض في الساحة يطرح فكرة (السلمية) أو (اللاعنف) لتغيير الواقع الفاسد، في مقابل تبني العنف عند البعض الآخر، كيف تقيمون الخيارين من منظار ثقافي.
العلوي: السلمية مبدأ سليم مع المسالمين والقابلين للتغيّر، كما في المقولة: سلمٌ لمن سالمنا. وفي كتابي الذي صدر قبل أشهر (الغضب البحريني ، إصلاح أم إسقاط للنظام http://www.islamtimes.org/vdcjyievauqetxz.3ffu.html) أوضحت فيه أن من يستهدف إصلاح النظام سيضع السلمية وسيلة أساسية ونهائية لخياره لأسباب بينّتها موسعاً في الكتاب، وأوضحت أن من يريد اسقاط النظام ستكون السلمية وسيلة متحركة له بحسب الواقع، فإذا كانت الدولة تتعامل بسلمية فستكون السلمية هو الأسلوب الأمثل معها، ولكن حين تبطش وتقتل وتستبيح الأعراض والمقدسات وتقمع بشكل رهيب فإن السلمية المطلقة معها هو عمل عبثي وخاطئ ومخالف للمنطق والعقل والدين. نحن طرحنا في ظل إرهاب ووحشية النظام الخليفي وبطشه إن يكون لنا مساران، هما المسيرات السلمية لإبقاء جذوة ثورتنا على المستىوى الشعبي الواسع ولتجريم النظام وعزله عالمياً، والمسار الثاني حين تواجه تلك المسيرات بالعنف الدموي فإن الدفاع المقدس والعنف المنضبط هو الرد الصحيح على تعدياته التي مست الأنفس البريئة والأعراض والمقدسات والممتلكات وهذان المساران مطبقان الان بالفعل في البحرين. فهل من المعقول أن نقابل نظاماً ذليلاً يستخدم وسيلة التعذيب الوحشي والمهين كتعرية قادتنا ونسائنا وشبابنا والتحرش الجنسي بهم، هذا عدا جريمة الإغتصاب الذي تعرض له العديد من المعتقلين والمعتقلات، ويقوم بهجمات وحشية على البيوت وينتهك الحرمات فيها، فيتقصد الفتيات بالذات بالتحرش الجنسي، ويقوم بضرب الكبار في السن ثم ينهي مسلسل إجرامه بنهب المحتويات الثمينة من ذهب وأموال وهواتف. ويقوم بنشر إرعابه بالغازات السامة القاتلة والتي ذهب ضحيتها ما يقارب خمس وثلاثين شاباً وإمرأة وطفلاً وشيخاً، ويقوم بدهس الشباب في الطرقات والتعرض بالإهانة للدين والمذهب لشعبنا الكريم، وهذه التعديات مستمرة الى الآن ونحن في شهر رمضان 1433هـ، أفمع مثل هذا النظام الفرعوني المتغطرس، هل من المعقول أن نكون معه سلميين بالمطلق، لنقدم له فرصة ذهبية ليصفي شعبنا وثورتنا الحامية له ويقضي على شبابنا بالقتل والقهر والسجن بإحكام مؤبدة.

الهدى: هنالك رأي واجتهاد من البعض بأن تبني مفهوم (الوطن) من شأنه ترسيخ الاستقرار والامن سياسياً واقتصادياً واجتماعياً للشيعة في البلاد التي يعيشون فيها. ما رأيكم في ذلك؟
العلوي: نعم، نحن مع خيار الوطن للجميع، وإن المطلوب هو تأكيد الهوية الوطنية وليست المذهبية في ظل التعدد الديني أو المذهبي، ولكن هذا لا يعني أن تضيع الهوية الخاصة لأية طائفة، فمن حقها أن تعبر عن شعائرها وكل مساراتها الدينية الخاصة بها في ظل إحترام ورعاية من الدولة. فالدولة راعية ومنسقة بين أتباع جميع الأديان والمذاهب، ولكن حين تكون هناك أكثرية في بلد ما، فمن الطبيعي أن رأي الأكثرية في الحكم هو الذي يجب أن يتحقق، بشرط مراعاتها لحقوق الأقليات، ورعاية وضعهم الديني والإجتماعي، فالكل يجب أن يخضع للقانون سواسية. وما نشاهده من حالات نشاز وإستبداد من بعض الدول التي تتخوف من الشيعة وتحارب مذهبهم وتمنعهم من إقامة حسينياتهم وشعائرهم، في الوقت الذي تسمح لكافة الأديان بإقامة معابدهم الدينية وترعى شعائرهم، بل وتسمح بمتاجر الخمور والمراقص وعلب الليل فهؤلاء معادون للدين وللحرية ويجب على الشعوب أن تبعدهم عن مواقع الحكم، لأنهم مستبدون ويرعون المشروع الإمريكي السعودي.

الهدى: كيف تنظرون الى دور ومكانة عالم الدين على الصعيد الاجتماعي والثقافي، في ضوء تزاحم الثقافات والافكار في عالم الانترنت والفضائيات.


العلوي: عالم الدين في هذا العصر أو في كل عصر يجب أن لا يكون هناك تناقض بين دينه وقيمه الرفيعة مع واقعه الشخصي سواء في سلوكياته الخاصة أو العامة. لا أقول أنه يجب أن يكون معصوماً، ولكن من المهم أن يتفاعل مع قيم الدين بقدر ما يستطيع، فيكون ممثلاً للدين بسلوكه، كما يقول الإمام الصادق عليه السلام: كونوا دعاة لنا بغير السنتكم. بصراحة، عالم الدين في الأساس داعية عالم ومجاهد صادق. إذا ضمنا الأمر الأساس فالمطلوب من عالم الدين أن يكون مطلعاً في زمننا على التطورات السياسية والعلمية والثقافية والإختراعات الحديثة بالأخص التي يتابعها الناس كعالم الإتصالات والفضائيات حتى يستطيع تقديم التوجيه السليم القائم على معرفة، ففي الحديث: العالم بزمانه لا تهجم عليه اللوابس، فلا تختلط لديه الأمور ولا يقدم توجيهاً خاطئاً في الموضوعات الحديثة. فالعالم الواعي بتطورات الزمن على كافة المستويات هو القادر على قيادة مسيرة الناس وتقديم الزاد الثقافي والفكري السليم لهم.


الهدى: هنالك توجه مكثف من قبل مدارس ثقافية وفكرية في بلادنا نحو فرض مناهج تربوية معينة، كيف يمكننا إيصال النموذج الاسلامي الى المجتمع؟
العلوي: هنالك مشكلة الإستبداد التي يجب أن ننزعها من أنفسنا أولاً في تعاملنا العائلي الخاص، ومن حياتنا الإجتماعية والسياسية والثقافية ثانياً. فالفرض هو وسيلة خاطئة في كل شيء، حتى الله المالك للكون وللدنيا والآخرة، لا يفرض دينه (لا إكراه في الدين). وأكبر خطأ تمارسه الحكومات والجهات النافذة أن تفرض فكراً أوثقافة غير معصومة سواء بحكم القانون أو بالفرض الواقعي فإنها قاتلة لتلك الثقافة ومدمرة لها، وقد لاحظنا أن دولاً مثل الإتحاد السوفيتي والعراق وغيرهم فرضوا رؤية معينة وضغطوا على المجتمع كي يؤمن بها ويسلكها الجميع، ولكن نرى أن تلك الثقافات سرعان ما سقطت وأصبحت منبوذة. لأن الفكر من طبيعته التلقي بالقناعة والإيمان الخاص، ولهذا لم تمت الأديان لأنها قامت على القناعة الشخصية. والنموذج الإسلامي الصحيح يجب أن ينتشر أولاً من خلال نماذج ناجحة سواء على المستوى الشخصي أو المشروعات أو الحكومات، فإن الناس تحاكي وتتأثر بالمشاريع الناجحة، كما أن علينا الإستمرار في الثورة الثقافية بلا توقف، واستخدام تقنيات المسرح والفيلم والتمثيلية واليوتيب وأمثاله لتوصيل ثقافتنا الإسلامية الى أوسع نطاق، على أن يكون القرآن وأحاديث الرسول وأهل بيته متضمنة عملاً وقولاً وهدفاً في كل هذه الآليات، فإننا موعودون أن نكون متقدمين وناجحين ما أن تمسكنا بالثقلين العظيمين.


الهدى: يقال إن المسلمين لا يقرأون.. وهنالك مقولة (أمة إقرأ لا تقرأ).. ما هي الاسباب التي تقف وراء ذلك؟ وهل من معالجة لهذه الظاهرة؟
العلوي: فعلاً، المسلمون قليلوا القراءة بالقياس بالأمم الأخرى التي تهتم بالقراءة في كل وقت، في السيارة وفي القطار وفي الطائرة وعند الإنتظار. والأسباب وراء ذلك عديدة، أولاً، ان معظم المسلمين خاضعين تحت حكم الطواغيت الذي يحكمونهم بالنار والحديد وفي ظل أزمات متتالية لا تنتهي بل تتزايد، ومن هنا لا يكون بال المواطن مقبلاً على القراءة لهمومه الشخصية والعامة، ومن جانب آخر، إن الضخ العملي والفكري في مجتمعاتنا يتجه نحو روح الإستهلاك والتقليد للغير، ومن هنا أشغلونا بقضايا الدنيا والمتع العادية المخالفة بطبيعتها عن التطلعات الكبرى التي تفرض على أصحابها أن يهتموا بالإرتقاء الفكري والعلمي ووسيلته القراءة. كما أن من المستحسن أن ننشر كتبنا وأفكارنا عبر الطرق الحديثة، كالكتب الإلكترونية المعروضة في الشبكة العنكبوتية الإفتراضية، وعبر العرض الجميل بمختلف وسائل العرض فيها. إن ساعة مع كتاب مفيد هو خير من عشرات الساعات مع التلفزيون.


رابط للمجلة :
http://www.al-hodaonline.com/banners/3072012/30.pdf
__DEFINE_LIKE_SHARE__
رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة


المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
نسيج|السيد جعفر العلوي| لأن النظام الخليفي في البحرين تعرى من كل قيم ا محروم.كوم منتدى أخبار المواقع والمنتديات العربية والأجنبية 0 12-17-2011 04:10 PM
نسيج | السيد جعفر العلوي | ثورة ?? فبراير في البحرين لم تنطلق لتغيير ح محروم.كوم منتدى أخبار المواقع والمنتديات العربية والأجنبية 0 11-26-2011 01:50 PM
نسيج | السيد جعفر العلوي | في البحرين 43 شهيد ،3000 جريح ، 2800 مفصول، محروم.كوم منتدى أخبار المواقع والمنتديات العربية والأجنبية 0 11-09-2011 05:30 AM
السيد جعفر العلوي \\ هناك معركة ثورية واسعة في البحرين محروم.كوم منتدى أخبار المواقع والمنتديات العربية والأجنبية 0 09-26-2011 12:10 AM
السيد جعفر العلوي: البحرين.. حكومة تضطهد شعبها بإمتياز تام.. الى متى؟ محروم.كوم منتدى أخبار المواقع والمنتديات العربية والأجنبية 0 05-27-2010 02:50 AM


الساعة الآن 12:58 PM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
Content Relevant URLs by vBSEO 3.5.2 TranZ By Almuhajir

RSS RSS 2.0 XML MAP HTML