|
إنضمامك إلي منتديات استراحات زايد يحقق لك معرفة كل ماهو جديد في عالم الانترنت ...
انضم الينا
#1
| ||
| ||
كما عودنا الدكتور, كلام عن ثوراتنا العربية ودعمها والحفاظ عليها وبالتركيز على خصوصية ثورتنا وما يحاك ضدها حتى وان لم تذكر بالاسم ![]() في كل مرة تتقلب على بعضنا مشاعر الاكتئاب والقنوط بسبب حالة هذا القطر العربي أو ذاك المفجعة نسارع لمشاهدة شباب الثورات العربية على شاشات التلفزيون وللاستماع إليهم. في وجوههم البريئة المستسلمة ببطولة الشهادة لكل ما قد تأتي به الأقدار، في نبرات أصواتهم الممتزجة بالشجاعة والثقة والعزم والإيمان بالقضية التي يحملون فوق أكتافهم، في بريق عيونهم المتصالحة مع الموت مثلما هي متطلعة نحو أفق النصر المبين، في تواضع محياهم وهم يختصرون الكلمات الخجولة المباشرة.. في كل ذلك، وأكثر من ذلك مما لا يمكن وصفه من مشاعر، يكمن الأمل والمستقبل الواعد والأحلام الكبيرة، عند ذاك تهدأ النفس وتعود الثقة ويمتد أفق المستقبل إلى اللانهائي من الطموح والسمو. هؤلاء الشباب العرب، المعمدون بالدم وغير الخائفين، لا ينطبق عليهم قول الفيلسوف الألماني آرثر شو بنهاور من "أن فرح وحيوية الشباب يعود جزئياً إلى حقيقة أننا ونحن نصعد هضبة الحياة لا نرى الموت أمامنا، فالموت يقبع في قاع الجهة الأخرى من الهضبة التي لا نراها "فشباب الثورات العربية يرون الموت في ساحات الحرية والتغيير، ينتظرهم ويتهددهم في كل لحظة، ومع ذلك يصعدون هضبة النضال لتحدي الظلم والاستبداد وتحقير الكرامة الإنسانية ووجوههم تنضح بالبهجة والحيوية التي بهرت شو بنهاور من قبل وتبهر العالم كله الآن. هم كزهور ربيعهم الذي بدأوه لا زالوا يتفتحون ويعبقون ولا يذبلون. ليس المقصود كتابة ترنيمة المديح لشباب العرب، فالذي يرضى أن يموت وهو قرير العين لا يحتاج لقصائد المديح والتصفيق، والمقصود هو التذكير بأن هكذا مشهد يستحق أن نتعامل معه، نحن الشعب العربي وقوى المجتمع المدني والقادة المسؤولين بأمانة ومساندة مسؤولة وتحفيز ناصح صادق. التعامل الأول يتمثل في قول شهير للرئيس الأمريكي هوفر من أن الكبار يقررون الحروب، لكن الشباب يدفعون الثمن دماً ودموعاً. وفي حالتنا العربية فإن الكبار من الأجيال السابقة هم الذين ارتكبوا الأخطاء والحماقات وأوصلوا الأوضاع العربية إلى ما وصلت إليه من سوء وتقهقر يدفع ثمن محاولة إخراجنا منها، بتضحيات جسام، شباب الثورات. ولذا فليس من حق الكبار أن يتفرجوا على المشهد، بل ويضعفوه من خلال وجلهم غير المبرر، وشكهم في وصول الثورات على أهدافها المعلنة، وتشجيعهم المتعبين على الوقوف في منتصف الطريق، وهكذا يساهمون، بقصد أو بغير قصد، في زرع بذور اليأس والاسترخاء التي تنشرها الدوائر الصهيونية والاستعمارية والرجعية المذعورة. سلامة الثورات العربية ليست من مهمات هؤلاء الشباب الأبطال فقط وإنما أيضاً من مهمات الذين أوصلوا مجتمعاتنا إليها بغباء وقلة حيلة وانتهازية، جيل الكبار يجب أن يطهر نفسه ويغسل الدم الذي يغطي يده فلعل لعنة السماء تتوقف عن ملاحقته إلى يوم الدين. ثاني التعامل هو أن الثورات تحتاج أن يسبقها ويرافقها إلى نهاياتها حوار عام جاد مثمر متوازن وعقلاني. في المجتمعات العربية يندر الحوار وتكثر المعارك الدنكوشوتية الوهمية والمماحكات الصغيرة المبتذلة. لكن للثورات قدسيتها التي تستدعي السمو بها من خلال حوارات الجسم العام في المجتمعات، حوارات تتصف بالموضوعية وعدم الانحياز ونبل المقاصد. ولا يوجد مقصد أنبل في أيامنا هذه، في أرض العرب كلها، من إبقاء الحوار خارج حلبة الطائفيين الموتورين، والموالين للقبيلة أو العسكر أو الحزبية المتخلفة، وانتهازي الفكر والإيديولوجيا والتهويمات العقائدية المنغلقة على نفسها. إذا كانت ثوراتنا تريد إيصال مجتمعاتنا إلى ممارسة العدالة فإنها تحتاج كما يؤكد الفيلسوف استاذ الاقتصاد الهندي امارتيا سن في كتابه "فكرة العدالة"على ممارسة العقلانية في حوار عام تكون مركزيته السياسة الديموقراطية بصورة عامة وتحقيق العدالة الاجتماعية بصورة خاصة. إن تونس ومصر وليبيا، حيث النجاحات المبهرة، يستطيعون ضرب المثل لنا جميعاً، شبابهم ضحوا وماتوا من أجل أن تكون الحوارات ملاصقة، بل ومندمجة مع ديموقراطية السياسة والعدالة الاجتماعية، وذلك من أجل محو الحقارة والمهانة والظلم واليأس من حياة الإنسان العربي. المنطلق الثالث هو القبول العقلي والعاطفي والمبدئي للحقيقة الاجتماعية من أن التعددية الدينية والمذهبية واللغوية والعرقية وغيرها هي من سمات المجتمع العربي، لكن منطلق الحوار الأول ليس من هذه الظاهرة الاجتماعية المليئة بالمشاكل وبالنجاحات ولكن من الظلم والاستبداد والفساد والتخلف وغياب شتى أنواع العدالة والتي جميعها تشمل بظلامها الحالك كل مكونات المجتمع وتدخل الجميع في جحيمها. كل مكون اجتماعي يجب أن يتكلم باسم الجميع ومن أجل الجميع وفي سبيل أهداف الجميع. ولو استمع الموتورون للكلمات البسيطة والأهداف النبيلة الواضحة التي يرددها شباب الثورات صباحا ومساء كل يوم لخجلوا وابتعدوا عن اللغط الذي يسمعه الإنسان من غير أولئك الشباب، من أصحاب الهمزة اللمزة، من المخرفين، من كارهي الحياة والخير لغيرهم. المصدر: http://www.raya.com/site/topics/arti...4&parent_id=23 __DEFINE_LIKE_SHARE__ |
![]() |
مواقع النشر (المفضلة) |
| |
![]() | ||||
الموضوع | كاتب الموضوع | المنتدى | مشاركات | آخر مشاركة |
تجاهل قوانين الدولة في شركة أبوظبي للإعلام ( بقلم : أحمد محمد بن غريب) رعاك الله | محروم.كوم | منتدى أخبار المواقع والمنتديات العربية والأجنبية | 0 | 05-07-2010 03:00 PM |
خلطبيطة ( بقلم : محمد سنجر ) | محروم.كوم | منتدى أخبار المواقع والمنتديات العربية والأجنبية | 0 | 06-05-2009 02:20 AM |
خلطبيطة ( بقلم : محمد سنجر ) | محروم.كوم | منتدى أخبار المواقع والمنتديات العربية والأجنبية | 0 | 06-05-2009 02:00 AM |
[ عرض اعلان ] : تم زيادة البنرات على كثرة طلبات البنرات وبنفس السعر القديم www.renaad.com | محروم.كوم | منتدى أخبار المواقع والمنتديات العربية والأجنبية | 0 | 05-10-2009 05:10 AM |
من أقوال محمد بن راشد آل مكتوم | محمد النزر | الشيوخ و رؤساء الدول | 23 | 04-16-2009 01:33 PM |