منتدى استراحات زايد

منتدى استراحات زايد (http://vb.ma7room.com/index.php)
-   منتدى أخبار المواقع والمنتديات العربية والأجنبية (http://vb.ma7room.com/forumdisplay.php?f=183)
-   -   بقلم / د. علي محمد فخرو : أقوال شباب الثورات وحواراتها (http://vb.ma7room.com/showthread.php?t=601523)

محروم.كوم 09-22-2011 11:10 AM

بقلم / د. علي محمد فخرو : أقوال شباب الثورات وحواراتها
 
كما عودنا الدكتور, كلام عن ثوراتنا العربية ودعمها والحفاظ عليها وبالتركيز على خصوصية ثورتنا وما يحاك ضدها حتى وان لم تذكر بالاسم



http://www.raya.com/mritems/images/2...1730_1_228.jpg

في كل مرة تتقلب على بعضنا مشاعر الاكتئاب والقنوط بسبب حالة هذا القطر العربي أو ذاك المفجعة نسارع لمشاهدة شباب الثورات العربية على شاشات التلفزيون وللاستماع إليهم. في وجوههم البريئة المستسلمة ببطولة الشهادة لكل ما قد تأتي به الأقدار، في نبرات أصواتهم الممتزجة بالشجاعة والثقة والعزم والإيمان بالقضية التي يحملون فوق أكتافهم، في بريق عيونهم المتصالحة مع الموت مثلما هي متطلعة نحو أفق النصر المبين، في تواضع محياهم وهم يختصرون الكلمات الخجولة المباشرة.. في كل ذلك، وأكثر من ذلك مما لا يمكن وصفه من مشاعر، يكمن الأمل والمستقبل الواعد والأحلام الكبيرة، عند ذاك تهدأ النفس وتعود الثقة ويمتد أفق المستقبل إلى اللانهائي من الطموح والسمو.


هؤلاء الشباب العرب، المعمدون بالدم وغير الخائفين، لا ينطبق عليهم قول الفيلسوف الألماني آرثر شو بنهاور من "أن فرح وحيوية الشباب يعود جزئياً إلى حقيقة أننا ونحن نصعد هضبة الحياة لا نرى الموت أمامنا، فالموت يقبع في قاع الجهة الأخرى من الهضبة التي لا نراها "فشباب الثورات العربية يرون الموت في ساحات الحرية والتغيير، ينتظرهم ويتهددهم في كل لحظة، ومع ذلك يصعدون هضبة النضال لتحدي الظلم والاستبداد وتحقير الكرامة الإنسانية ووجوههم تنضح بالبهجة والحيوية التي بهرت شو بنهاور من قبل وتبهر العالم كله الآن. هم كزهور ربيعهم الذي بدأوه لا زالوا يتفتحون ويعبقون ولا يذبلون.


ليس المقصود كتابة ترنيمة المديح لشباب العرب، فالذي يرضى أن يموت وهو قرير العين لا يحتاج لقصائد المديح والتصفيق، والمقصود هو التذكير بأن هكذا مشهد يستحق أن نتعامل معه، نحن الشعب العربي وقوى المجتمع المدني والقادة المسؤولين بأمانة ومساندة مسؤولة وتحفيز ناصح صادق.
التعامل الأول يتمثل في قول شهير للرئيس الأمريكي هوفر من أن الكبار يقررون الحروب، لكن الشباب يدفعون الثمن دماً ودموعاً.


وفي حالتنا العربية فإن الكبار من الأجيال السابقة هم الذين ارتكبوا الأخطاء والحماقات وأوصلوا الأوضاع العربية إلى ما وصلت إليه من سوء وتقهقر يدفع ثمن محاولة إخراجنا منها، بتضحيات جسام، شباب الثورات. ولذا فليس من حق الكبار أن يتفرجوا على المشهد، بل ويضعفوه من خلال وجلهم غير المبرر، وشكهم في وصول الثورات على أهدافها المعلنة، وتشجيعهم المتعبين على الوقوف في منتصف الطريق، وهكذا يساهمون، بقصد أو بغير قصد، في زرع بذور اليأس والاسترخاء التي تنشرها الدوائر الصهيونية والاستعمارية والرجعية المذعورة. سلامة الثورات العربية ليست من مهمات هؤلاء الشباب الأبطال فقط وإنما أيضاً من مهمات الذين أوصلوا مجتمعاتنا إليها بغباء وقلة حيلة وانتهازية، جيل الكبار يجب أن يطهر نفسه ويغسل الدم الذي يغطي يده فلعل لعنة السماء تتوقف عن ملاحقته إلى يوم الدين.


ثاني التعامل هو أن الثورات تحتاج أن يسبقها ويرافقها إلى نهاياتها حوار عام جاد مثمر متوازن وعقلاني. في المجتمعات العربية يندر الحوار وتكثر المعارك الدنكوشوتية الوهمية والمماحكات الصغيرة المبتذلة. لكن للثورات قدسيتها التي تستدعي السمو بها من خلال حوارات الجسم العام في المجتمعات، حوارات تتصف بالموضوعية وعدم الانحياز ونبل المقاصد. ولا يوجد مقصد أنبل في أيامنا هذه، في أرض العرب كلها، من إبقاء الحوار خارج حلبة الطائفيين الموتورين، والموالين للقبيلة أو العسكر أو الحزبية المتخلفة، وانتهازي الفكر والإيديولوجيا والتهويمات العقائدية المنغلقة على نفسها.


إذا كانت ثوراتنا تريد إيصال مجتمعاتنا إلى ممارسة العدالة فإنها تحتاج كما يؤكد الفيلسوف استاذ الاقتصاد الهندي امارتيا سن في كتابه "فكرة العدالة"على ممارسة العقلانية في حوار عام تكون مركزيته السياسة الديموقراطية بصورة عامة وتحقيق العدالة الاجتماعية بصورة خاصة.
إن تونس ومصر وليبيا، حيث النجاحات المبهرة، يستطيعون ضرب المثل لنا جميعاً، شبابهم ضحوا وماتوا من أجل أن تكون الحوارات ملاصقة، بل ومندمجة مع ديموقراطية السياسة والعدالة الاجتماعية، وذلك من أجل محو الحقارة والمهانة والظلم واليأس من حياة الإنسان العربي.


المنطلق الثالث هو القبول العقلي والعاطفي والمبدئي للحقيقة الاجتماعية من أن التعددية الدينية والمذهبية واللغوية والعرقية وغيرها هي من سمات المجتمع العربي، لكن منطلق الحوار الأول ليس من هذه الظاهرة الاجتماعية المليئة بالمشاكل وبالنجاحات ولكن من الظلم والاستبداد والفساد والتخلف وغياب شتى أنواع العدالة والتي جميعها تشمل بظلامها الحالك كل مكونات المجتمع وتدخل الجميع في جحيمها. كل مكون اجتماعي يجب أن يتكلم باسم الجميع ومن أجل الجميع وفي سبيل أهداف الجميع. ولو استمع الموتورون للكلمات البسيطة والأهداف النبيلة الواضحة التي يرددها شباب الثورات صباحا ومساء كل يوم لخجلوا وابتعدوا عن اللغط الذي يسمعه الإنسان من غير أولئك الشباب، من أصحاب الهمزة اللمزة، من المخرفين، من كارهي الحياة والخير لغيرهم.






المصدر:

http://www.raya.com/site/topics/arti...4&parent_id=23


الساعة الآن 05:57 AM

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd.
Content Relevant URLs by vBSEO 3.5.2 TranZ By Almuhajir


1 2 3 4 5 6 7 8 9 10 11 12 13 14 15 16 17 18 19 20 21 22 23 24 25 26 27 28 29 30 31 32 33 34 35 36 37 38 39 40 41 42 43 44 45 46 47 48 49 50 51 52 53 54 55 56 57 58 59 60 61 62 63 64 65 66 67 68 69 70 71 72 73 74 75 76 77 78 79 80 81 82 83 84 85 86 87 88 89 90 91 92 93 94 95 96 97 98 99 100 101 102 103 104 105 106 107 108 109 110 111 112 113 114 115 116 117 118 119 120 121 122 123 124 125 126 127 128 129 130 131 132 133 134 135 136 137 138 139 140 141 142 143 144 145 146 147 148 149 150 151 152 153 154 155 156 157 158 159 160 161 162 163 164 165 166 167 168 169 170 171 172 173 174 175 176 177 178 179 180 181 182 183 184 185 186 187 188 189 190 191 192 193 194 195 196 197 198 199 200 201 202 203 204 205 206 207 208 209 210 211 212 213 214 215 216 217 218 219 220 221 222 223 224 225 226 227