المناهج التعليمية حجر عثرة أمام الموهوبين

دلــــــــوعة الامارات · #1 05-31-2011, 11:20 AM

المناهج التعليمية حجر عثرة أمام الموهوبين

تحقيق: إيمان سرور

الموهبة استعداد فطري وقدرة كامنة منحها المولى عز وجل لفئة قليلة من عباده، لتمكنهم من التميز والتفوق على غيرهم بشكل غير عادي في مجال أو أكثر، وتحتاج الموهبة إلى صقل من قبل البيئة المحيطة لتبرز وتتفوق إلى أن تصل إلى مرحلة تحقق الإنتاج والعمل، حيث أثبتت البحوث العلمية أن هناك نسبة ما بين 2و5% من الأفراد يمثلون المتفوقين والموهوبين في المجتمع . وتتضح الموهبة مع نمو وتطور الفرد في مراحل حياته الأولى، وإن لم تجد الرعاية الكافية والبيئة المناسبة فإنها تموت في مهدها وتضيع فائدتها على الفرد والمجتمع، لذلك فقد عنيت المجتمعات المتقدمة بالاهتمام والتعرف إلى الموهوبين منذ طفولتهم وتقديم الرعاية المناسبة لهم، حيث استحدثت المقاييس والاختبارات والوسائل العلمية التي تكشف الاستعدادات والإمكانات للمواهب لدى الأطفال منذ وقت مبكر وصممت البرامج التعليمية الخاصة لهؤلاء الموهوبين لتستجيب لمواهبهم وقدراتهم في التفوق العقلي والابتكار والإبداع والقدرات الخاصة في العلوم والرياضيات والفنون والآداب والقيادة والمهارات المتخصصة . وتعد رعاية الموهبة هاجساً كبيراً وجوهرياً لوزارة التربية والتعليم والمجالس والمناطق التعليمية والتربوية بالدولة، حيث إن هناك جهوداً تبذل للاهتمام بهذه المسألة بمختلف الطرق والوسائل انطلاقاً من إدراكهم أهمية هذا الجانب من حياة الطالب والذي يكمل جانب تحصيله الدراسي .

“الخليج” بحثت مع الذين حاورتهم عن كيف يمكن لمؤسساتنا التعليمية أن تكتشف المواهب وكيف يمكن تطويرها وتنميتها، وتعرفت من خلال الحوار إلى خصائص الموهوبين وسبل الكشف عنهم ودور الأسرة والمدرسة في صنع الموهوب وكيف يمكن للأسرة أن تسهم في اكتشاف مواهب أطفالها .

محمد سالم الظاهري المدير التنفيذي للعمليات المدرسية بمجلس أبوظبي للتعليم أكد أن الإمارات كغيرها من الدول تعدّ الموهوبين والمتفوقين من أبنائها من أهم الثروات البشرية لما يتسمون به من طاقات واستعدادات وقدرات يمكن أن تستثمر في بناء المجتمعات، مشيراً إلى أن الموهوبين والمتفوقين يقدمون كل جديد ومستحدث قد يعجز غيرهم عن تقديمه فهم عماد الأمة ومنار نهضة التقدم .

وأضاف أن المجلس يسعى جاهداً للاهتمام بهذه الفئة وتوفير جميع الإمكانات المادية والمعنوية لهم للاستفادة من تفوقهم، وتحقيق نقلة نوعية كبيرة تؤدي إلى صنع أجيال من المواطنين المبدعين القادرين على صناعة المعرفة تصنع التغيير وتقود التطوير وتستجيب بكفاءة وفعالية لتحديات الحاضر، وتواجه تحديات المستقبل ومحاذيره، ويتطلب ذلك تحسين عناصر الجودة النوعية في النظام التعليمي وهذا ما يقوم به المجلس حالياً .

برامج وأنشطة

يقول حميد عبدالله إبراهيم مدير إدارة شؤون الطلبة في قطاع العمليات المدرسية بمجلس أبوظبي للتعليم إن الاهتمام بالمواهب والتفوق يمكن أن يبدأ منذ الصغر، عندما تكون المواهب والقدرات إمكانات قابلة للنمو، واستعدادات بحاجة إلى الرعاية والتشجيع، وتظهر الدلائل على وجودها واحتمال تحققها عندما يكبر هؤلاء الصغار ويستطيعون التعبير عن مواهبهم وقدراتهم في إنجازات تسهم في تقدم المجتمع وتطوره، وتوجد العديد من المراكز والنشاطات والبرامج التى تهتم بطلبة المدارس بشكل عام وبالموهوبين بشكل خاص، حيث تفرز البرامج والمسابقات التي تنظم للطلبة سنوياً على مستوى مدارس أبوظبي مواهب في عدة مجالات متنوعة تحظى برعاية ودعم المجلس واهتمام ومتابعة إدارات المدارس والمعلمين .

قدرات واستعدادات

الدكتورة نجلاء الرواي مديرة برامج إدارة التخطيط الاستراتيجي والمشروعات الخاصة في مجلس أبوظبي للتعليم، تشير إلى أن المناهج والبرامج التعليمية وطرق التدريس في المدارس العادية توضع في الغالب حسب مستوى التلاميذ العاديين في قدراتهم العقلية الذين يمثلون الغالبية العظمى من الأطفال، وبالتالي فإن الأطفال غير العاديين تكون استفادتهم من تلك البرامج أقل، حيث ينقسم هؤلاء الأطفال إلى فئتين: فئة قد لا تستطيع الإفادة من برامج الدراسة العادية بسبب ضعف قدرتهم على التعلم، وهؤلاء في الغالب يوليهم المجلس اهتماماً خاصاً في فصول التربية الخاصة حيث توضع لهم برامج تتناسب مع قدراتهم وإمكاناتهم على التعلم، أما الفئة الأخرى فهي فئة المتفوقين عقلياً أو الموهوبين الذين يتعلمون بمعدل أسرع من العاديين .

جوائز تربوية

يقول محمد مرسي عبدالكريم معلم الرياضيات في مدرسة الغزالي النموذجية للتعليم الأساسي الحلقة الثانية إنه رغم التطور الكبير الذي اكتمل للتعليم في الإمارات خلال العشر سنوات الأخيرة من حيث انتشاره وتوسعه وتنوع برامجه ورفع مستواه وتوفير إمكاناته وشموله للأطفال من ذوي الاحتياجات الخاصة والمتفوقين بالرعاية والاهتمام، إلاّ أن الأطفال الموهوبين والنابغين لم يوجه إليهم بعد الاهتمام والرعاية الكافيين، من حيث الجهود العلمية للكشف عنهم وتوفير البرامج التعليمية المناسبة لرعايتهم وتعلمهم، مشيراً إلى أن هذه الفئة التي حباها الله وأنعم عليها بالمواهب والقدرات المتميزة تستحق أن يوجه إليها قدر أكبر من الرعاية والاهتمام منذ الصغر في البيت والمدرسة والمجتمع لما لها من مردود أكبر في تطور المجتمع وتقدمه .

ونوه إلى أنه بدأت تظهر بعض بوادر الاهتمام بهذه الفئة من خلال الاحتفال بالمتفوقين والمتميزين دراسياً في المناطق التعليمية ومنحهم بعض الجوائز المادية والمعنوية، لافتاً إلى الدور الكبير الذي تلعبه المسابقات التربوية على مستوى مدارس الدولة مثل جائزة سمو الشيخ حمدان بن راشد آل مكتوم للأداء التعليمي المتميز وجائزة الشارقة للتميز والتفوق التربوي وجوائز أخرى تشمل مجالات عدة كالفنون والثقافة والرياضة، وجميعها أسهمت في تشجيع المواهب وتقديرها .

وأشار مرسي إلى أن الموهبة عندما تكون بارزة جداً فإنها تطرح من بعض النواحي مشكلات معقدة خاصة إذا لم تنسجم جيداً مع أهداف المدرسة ولا مع تجهيزاتها، ويشعر الطالب الموهوب أو المتفوق بأن رأي معلمه يشكل تهديداً لتفوقه، فالموهوب في الرياضيات الذي يشير إلى خطأ أو يقترح حلاً أفضل قد يبدو خطيراً جداً للمعلم الذي لا يشعر بالثقة الكاملة في تقنيته ومعرفته لذلك تموت بعض المواهب في مهدها وتنطفئ وهي في بداية الطريق إذا لم توفر المدرسة الإمكانات التي تشبع فضولها .

رصد الهوايات

هاجر الحوسني موجهة الرعاية النفسية في منطقة أبوظبي التعليمية تقول إن الموهوبين والمتفوقين يتميزون بخصائص عامة تجعلهم مختلفين عن أقرانهم من غير الموهوبين وترتبط هذه الخصائص بأساليب الكشف عنهم منها النجاح السريع للموهوبين الذي يجلب لهم عموماً انتباهاً مؤيداً، مشيرة إلى أن عملية الكشف عنهم والتعرف إليهم تمثل المدخل الطبيعي لأي مشروع أو برنامج يهدف إلى رعايتهم وإطلاق طاقاتهم .

وترى هاجر الحوسني أن استخدام البعض مستوى التحصيل الدراسي يعدّ محكاً مناسباً للتعرف إلى الموهوبين ويعدّون التحصيل المجال الأول الذي يتيح للأطفال منذ الصغر فرصة التعبير عن مواهبهم في صورة مستوى أداء فعلي ملموس يمكن ملاحظته والحكم عليه، ورغم ذلك فإن المدرسة كثيراً ما تخفق في اكتشافهم ويرجع ذلك إلى أن هناك الكثير من العوامل النفسية والبيئية سواء في الأسرة أو المدرسة التي قد تحول دون وصول بعض الموهوبين إلى مستوى تحصيل دراسي مناسب لمواهبهم، وبالتالي فإن الاعتماد على مستوى التحصيل كمحك للتعرف إلى الموهبة قد يكون مضللاً، مشيرة إلى أن استخدام التحصيل واختبار الذكاء معاً يؤدي إلى الكشف عن نسبة 97% من المتفوقين والموهوبين، لافتة إلى أن المعلمين هم الأقرب لتلاميذهم والأكثر معرفة بعناصر قوتهم وضعفهم ويستطيعون رصد هواياتهم، ولكن للأسف يوجد البعض يتجاهلون عمداً قدرات بعض الطلاب .

دور الوالدين

تشير رشا محمود عبدالعزيز معلمة برامج ذوي القدرات الخاصة والدمج الأكاديمي - غرفة مصادر ذوي القدرات الخاصة، برامج اكتشاف ورعاية الموهبة والتفوق - إلى أن الوالدين يمكن أن يكون لهما دور فاعل في عملية اكتشاف الطفل الموهوب لأن فرص ملاحظة طفلهما متاحة لهما بدرجة أكبر من المعلم خاصة في مرحلة الطفولة الأولى التي تعدّ في غاية الأهمية للاكتشاف المبكر للمتفوق .

وذكرت أن محاولات تبذل في الوقت الحاضر لقياس القدرة الابتكارية على أنها مظهر من مظاهر التفوق، كما أن هناك اختبارات الإبداع والتفكير الإبداعي التي تستخدم للكشف عن الأطفال الذين يتمتعون بموهبة إبداعية في كثير من البرامج الخاصة لتعليم الموهوبين ولاسيما تلك التي تركز على تقديم خبرات لتنمية الإبداع لدى الأطفال وقد تكون مرتبطة بالمناهج المدرسية وقد تكون مستقلة عنها تماماً، مؤكدة وجود مواهب حقيقية متعددة الجوانب في المدارس، وأن المعلم الواعي ذا الفكر الناضج والنظرة الصائبة هو الذي يستطيع استشعار هذه الموهبة داخل تلاميذه .

برنامج وطني

حسن بن زايد الشامسي نائب مدير مدرسة القرم بأبوظبي يؤكد أن رعاية المواهب الطلابية أصبحت أمراً حتمياً، لأن تطوير ورقي الأمم مرتبطان ارتباطاً مباشراً بالتنمية البشرية في المجتمع الواحد ما يستدعي توفير كل أنواع الدعم المادي والمعنوي منها تكاتف جهود وزارة التربية والتعليم والجهات الأهلية والرسمية في تحديد خطة مدروسة لحصر الموهوبين وتوجيه أساليب رعايتهم وتذليل الصعوبات التي تواجههم ضمن برنامج وطني موثق وتحديد مكافآت للمواهب والإبداعات الشبابية ترعاها الدولة من خلال تنظيم المهرجانات لهم، وتدريب المعلمين المتميزين وترشيحهم لرعاية الموهوبين ضمن برامج تعاونية بين الوزارة والجهات الأهلية، وفتح قنوات إعلامية للتعريف بالمواهب والمشروعات الإبداعية الرائدة في مختلف المجالات وأن تتبنى المراكز والأندية العلمية في الدولة المواهب الناجحة والاستفادة منها ونشر الوعي الاجتماعي بين أولياء الأمور بالنسبة لمواهب أبنائهم، والمساهمة في تنميتها، ورصد ميزانية كافية خاصة لدعم الموهوبين في المدارس لتوفير التقنيات المعززة لإنماء الموهبة وإعداد الكوادر المتخصصة المؤهلة لرعاية الموهوبين، وتوفير مصادر المعرفة وتنويعها في المكتبات العامة في الدولة وفي مراكز مصادر التعلم بالمدارس وتكثيف المشاركات في الأنشطة الشبابية العربية والعالمية لاكتشاف وتبادل الخبرات .

مشكلات تعترض طريق الموهبة

حول المشكلات التي تعترض طريق الموهبة أشار تربويون واختصاصيون اجتماعيون ونفسيون إلى أن بعض الموهوبين يتعرضون لمشكلات تكيفية مع محيطهم ولاسيما أولئك الذين يتمتعون بمستويات ذكاء مرتفعة، حيث تؤدي معظم الحالات إلى معاناة الموهوب في الجوانب العاطفية والاجتماعية خاصة الأطفال في سنوات عمرهم الأولى، حيث يوجد تفاوت واختلال بين مستوى النمو العقلي والنمو الانفعالي لهم، ما يترتب عليه مشكلات تكيفية لا تقتصر على المستوى الانفعالي فحسب، بل تمتد لتشمل التحصيل الدراسي، مشيرين إلى أن العزلة والانطوائية وعدم تقبل الروتين ونقد الذات والآخرين بقسوة والنزعة للكمال والهروب من مواجهة المواقف أحياناً وتدني التحصيل ليست سوى أمثلة محدودة لبعض المشكلات التي يواجهها الموهوب .

وقالوا إن من أبرز العوامل المحبطة للطالب الموهوب هي شعوره بخطر تخلي رفاقه عنه لأن أفكاره لا تتساوى مع أفكارهم، حيث يكون أعلى مستوى منهم في التفكير، الأمر الذي يبدو غريباً جداً لرفاقه من العمر نفسه فيشعر بأنه مرفوض ووحيد، فيلجأ إلى عالم الخيال ويصل إلى رفض ممارسة موهبته لمجرد كونها تجعله منفرداً أو تعرضه للغيرة، وعدم تنويع الأنشطة في بعض المدارس يحرم الطالب من اكتشاف مواهبه .

ويعيب بعض أولياء الأمور على إدارات بعض المدارس عدم اهتمامها بتنويع أنشطتها لطلابها حيث لا تدرس لهم إلا مادة الرسم، وأحياناً يتم الاستغناء عنها بتركها لمعلم مادة أخرى لاستكمال شرح مادته، كما لا تشجع بعض المدارس ولا تهتم بتنمية الموهوبين من طلابها في مجال الرياضة والمسرح والشعر والخطابة رغم تجهيز كل المدارس بالإذاعة والمسرح وصالة ممارسة الرياضة وحجرة الموسيقا وغرف المصادر التي تشمل أجهزة التسجيل الصوتي والمرئي، مؤكدين أنهم لا يعرفون شيئاً عن ملكات أبنائهم وميولهم ورغباتهم حتى يساعدوهم على تنميتها، لافتين إلى أن تنوع الأنشطة ينمي الحس الإبداعي لدى الطفل ويعرفنا بميوله .

................. الخليج ............... __DEFINE_LIKE_SHARE__

همس العشق · 05-31-2011, 11:26 AM

السلام عليكم

تسلمين ع الخبر

ربي يعطيج العافيه __DEFINE_LIKE_SHARE__

وجه القمر · 06-01-2011, 01:40 AM

يسلموووووووووو على الخبر

سلمت الانامل
__DEFINE_LIKE_SHARE__

♕ وليد الجسمي ♕ · 06-01-2011, 09:54 PM

يعطيك العافية ..

شكراً لك على الخبر

على خير نلتقي لنرتقي

__DEFINE_LIKE_SHARE__

المواضيع المتشابهه
الموضوع	كاتب الموضوع	المنتدى	مشاركات	آخر مشاركة
المناهج الرقم الصعب في تطوير التعليم	خـوار تلي	اخبار محلية و عالمية	1	01-08-2011 11:21 AM
توصية بإدخال علم الفلك الشرعي في المناهج التعليمية	بــטּـت ٱڷـξــرب	اخبار محلية و عالمية	2	06-08-2010 05:59 AM
القطامي: المناهج الوطنية تتصدر استراتيجية «التربية»	ولـد الـمـرفـأ	الطلاب والتعليم والجامعات	1	01-22-2010 11:31 PM
95 ألف درهم عثرة أمام مستقبل مواطن	شيطونة الـ ع ـين	اخبار محلية و عالمية	19	03-04-2008 09:33 PM