|
إنضمامك إلي منتديات استراحات زايد يحقق لك معرفة كل ماهو جديد في عالم الانترنت ...
انضم الينا
#1
| ||
| ||
أميركا وإسرائيل تستغفلان العرب الياس سحاب لان أميركا، منذ العام 1967، لا تعترف بأن احتلالا إسرائيليا قد وقع على الأراضي العربية، فتلغي كلمة الاحتلال في وصف هذه الأراضي، وتتبنى بذلك التسمية الإسرائيلية لها: «المناطق». ولأن أميركا تراقب وتلاحظ، أن إسرائيل لا تنفك منذ العام 1967، تهوّد ما تبقى من أرض فلسطين التاريخية، وخاصة القدس، من دون أن يقوم العرب بأي ردة فعل موازية، إلا الصراخ الفارغ الأجوف، على طريقة «أسمع جعجعة ولا أرى طحينا». ولان ثلاثة وأربعين عاماً قد مرت على هذا السياق، لم يفعل فيها العرب عمليا إلا انسحاب الأنظمة الرسمية من مسؤوليات الصراع العربي ـ الإسرائيلي، ولم تشعر الولايات المتحدة يوماً أن مصالحها الحيوية في المنطقة العربية قد أصابها أي ضرر، أو صدر حتى أي تهديد كلامي أجوف بإلحاق الضرر بهذه المصالح. لكل هذه الأسباب مجتمعة، ولأسباب أخرى مكملة، توصلت عبقرية التحالف الأميركي ـ الإسرائيلي الى أبسط الحلول، وأشدها سذاجة، لمشكلة إصرار إسرائيل على بناء المستعمرات في الضفة الغربية (وخاصة القدس)، مع احتمال أن يؤثر ذلك على مسيرة المفاوضات المزعومة، واحتمال أن يؤثر ذلك بالتالي على المصالح الأميركية في المنطقة العربية اذا تواصل الإصرار على الموقف الإسرائيلي. وهو حل في غاية البساطة والسذاجة كما قلنا. قالت واشنطن لتل أبيب: استمروا في استعمار الضفة الغربية والقدس ما طاب لكم، بشرط وحيد، هو ألا تعلنوا عن ذلك. ثم التفتت واشنطن الى الأنظمة العربية الرسمية، وعلى رأسها السلطة الفلسطينية قائلة: الآن، هيا الى المفاوضات، بلا قيد أو شرط، وبلا أي التزام مسبق من قبل إسرائيل باحترام الشرعية الدولية على الأقل. طبعا، لم تعتمد واشنطن قبل اختيار هذا الحل السحري العجيب على سذاجة العرب فقط ـ وقد اختبرتها طويلا ـ بل اعتمدت على تجارب العقود الثلاثة الأخيرة من الصراع، التي كان الخط البياني العام لها يشير الى انه كلما أمعنت إسرائيل في عنادها وفي مواصلة التهويد الشرس لما تبقى من أرض فلسطين، أمعنت الأنظمة العربية الرسمية في الإقبال على كل ما من شأنه أن يكرس حالة تطبيع العلاقات مع إسرائيل، درجة درجة، وبقدر يضمن عدم استفزاز أو استدراج أي تحرك شعبي عربي، قد يقلب هذا الوضع الساكن السائد، رأسا على عقب. لقد وصل الدلع السياسي بإسرائيل حد توجيه صفعات متتالية لنائب الرئيس الأميركي، ولمبعوث الرئيس الأميركي الشخصي للشرق الأوسط، وللإدارة الأميركية بكامل هيئتها، ومع ذلك، كان رد الفعل الأميركي الرسمي، المسارعة الى فتح أبواب البيت الأبيض أمام بنيامين نتنياهو، رمز التطرف الصهيوني، مع تأمين برنامج مقابلات حافل له، يشمل الصف الأول في طاقم الإدارة الأميركية، إضافة الى لقاء احتفالي مع منظمة «ايباك»، رأس اللوبي الصهيوني الضاغط دائما وأبدا على الإدارة الأميركية. هذا عن الموقف الرسمي الأميركي، أما الموقف الرسمي العربي، فلم تصدر عنه أي إشارة حياة أو إشارة وجود، رغم مرور أيام على الإعلان عن استغفالهم الكامل على أيدي أميركا وإسرائيل، وهو استغفال قائم ومستمر، على أي حال، منذ أربعة عقود متواصلة. كلمة السر الأميركية في هذا المسار، هي المصالح الأميركية، فما دامت هذه المصالح مصونة، وما دام خطر أي تحرك شعبي عربي يهددها ما زال بعيدا (برأي واشنطن)، فإن بوسع التحالف الأميركي ـ الإسرائيلي أن يفعل ما يشاء بأرض فلسطين وبحقوق شعبها وبمصير العرب كلهم، ما دام استغفال العرب ممكنا، وقابلا للاستمرار عقدا وراء عقد. - __DEFINE_LIKE_SHARE__ |
مواقع النشر (المفضلة) |
| |