منتدى استراحات زايد

منتدى استراحات زايد (http://vb.ma7room.com/index.php)
-   منتدى أخبار المواقع والمنتديات العربية والأجنبية (http://vb.ma7room.com/forumdisplay.php?f=183)
-   -   أميركا وإسرائيل تستغفلان العرب (http://vb.ma7room.com/showthread.php?t=370252)

محروم.كوم 03-31-2010 07:00 AM

أميركا وإسرائيل تستغفلان العرب
 
أميركا وإسرائيل تستغفلان العرب

الياس سحاب
لان أميركا، منذ العام 1967، لا تعترف بأن احتلالا إسرائيليا قد وقع على الأراضي العربية، فتلغي كلمة الاحتلال في وصف هذه الأراضي، وتتبنى بذلك التسمية الإسرائيلية لها: «المناطق».

ولأن أميركا تراقب وتلاحظ، أن إسرائيل لا تنفك منذ العام 1967، تهوّد ما تبقى من أرض فلسطين التاريخية، وخاصة القدس، من دون أن يقوم العرب بأي ردة فعل موازية، إلا الصراخ الفارغ الأجوف، على طريقة «أسمع جعجعة ولا أرى طحينا».

ولان ثلاثة وأربعين عاماً قد مرت على هذا السياق، لم يفعل فيها العرب عمليا إلا انسحاب الأنظمة الرسمية من مسؤوليات الصراع العربي ـ الإسرائيلي، ولم تشعر الولايات المتحدة يوماً أن مصالحها الحيوية في المنطقة العربية قد أصابها أي ضرر، أو صدر حتى أي تهديد كلامي أجوف بإلحاق الضرر بهذه المصالح.

لكل هذه الأسباب مجتمعة، ولأسباب أخرى مكملة، توصلت عبقرية التحالف الأميركي ـ الإسرائيلي الى أبسط الحلول، وأشدها سذاجة، لمشكلة إصرار إسرائيل على بناء المستعمرات في الضفة الغربية (وخاصة القدس)، مع احتمال أن يؤثر ذلك على مسيرة المفاوضات المزعومة، واحتمال أن يؤثر ذلك بالتالي على المصالح الأميركية في المنطقة العربية اذا تواصل الإصرار على الموقف الإسرائيلي. وهو حل في غاية البساطة والسذاجة كما قلنا. قالت واشنطن لتل أبيب: استمروا في استعمار الضفة الغربية والقدس ما طاب لكم، بشرط وحيد، هو ألا تعلنوا عن ذلك.

ثم التفتت واشنطن الى الأنظمة العربية الرسمية، وعلى رأسها السلطة الفلسطينية قائلة: الآن، هيا الى المفاوضات، بلا قيد أو شرط، وبلا أي التزام مسبق من قبل إسرائيل باحترام الشرعية الدولية على الأقل.

طبعا، لم تعتمد واشنطن قبل اختيار هذا الحل السحري العجيب على سذاجة العرب فقط ـ وقد اختبرتها طويلا ـ بل اعتمدت على تجارب العقود الثلاثة الأخيرة من الصراع، التي كان الخط البياني العام لها يشير الى انه كلما أمعنت إسرائيل في عنادها وفي مواصلة التهويد الشرس لما تبقى من أرض فلسطين، أمعنت الأنظمة العربية الرسمية في الإقبال على كل ما من شأنه أن يكرس حالة تطبيع العلاقات مع إسرائيل، درجة درجة، وبقدر يضمن عدم استفزاز أو استدراج أي تحرك شعبي عربي، قد يقلب هذا الوضع الساكن السائد، رأسا على عقب.

لقد وصل الدلع السياسي بإسرائيل حد توجيه صفعات متتالية لنائب الرئيس الأميركي، ولمبعوث الرئيس الأميركي الشخصي للشرق الأوسط، وللإدارة الأميركية بكامل هيئتها، ومع ذلك، كان رد الفعل الأميركي الرسمي، المسارعة الى فتح أبواب البيت الأبيض أمام بنيامين نتنياهو، رمز التطرف الصهيوني، مع تأمين برنامج مقابلات حافل له، يشمل الصف الأول في طاقم الإدارة الأميركية، إضافة الى لقاء احتفالي مع منظمة «ايباك»، رأس اللوبي الصهيوني الضاغط دائما وأبدا على الإدارة الأميركية.

هذا عن الموقف الرسمي الأميركي، أما الموقف الرسمي العربي، فلم تصدر عنه أي إشارة حياة أو إشارة وجود، رغم مرور أيام على الإعلان عن استغفالهم الكامل على أيدي أميركا وإسرائيل، وهو استغفال قائم ومستمر، على أي حال، منذ أربعة عقود متواصلة.

كلمة السر الأميركية في هذا المسار، هي المصالح الأميركية، فما دامت هذه المصالح مصونة، وما دام خطر أي تحرك شعبي عربي يهددها ما زال بعيدا (برأي واشنطن)، فإن بوسع التحالف الأميركي ـ الإسرائيلي أن يفعل ما يشاء بأرض فلسطين وبحقوق شعبها وبمصير العرب كلهم، ما دام استغفال العرب ممكنا، وقابلا للاستمرار عقدا وراء عقد.
-


الساعة الآن 03:24 PM

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd.
Content Relevant URLs by vBSEO 3.5.2 TranZ By Almuhajir


1 2 3 4 5 6 7 8 9 10 11 12 13 14 15 16 17 18 19 20 21 22 23 24 25 26 27 28 29 30 31 32 33 34 35 36 37 38 39 40 41 42 43 44 45 46 47 48 49 50 51 52 53 54 55 56 57 58 59 60 61 62 63 64 65 66 67 68 69 70 71 72 73 74 75 76 77 78 79 80 81 82 83 84 85 86 87 88 89 90 91 92 93 94 95 96 97 98 99 100 101 102 103 104 105 106 107 108 109 110 111 112 113 114 115 116 117 118 119 120 121 122 123 124 125 126 127 128 129 130 131 132 133 134 135 136 137 138 139 140 141 142 143 144 145 146 147 148 149 150 151 152 153 154 155 156 157 158 159 160 161 162 163 164 165 166 167 168 169 170 171 172 173 174 175 176 177 178 179 180 181 182 183 184 185 186 187 188 189 190 191 192 193 194 195 196 197 198 199 200 201 202 203 204 205 206 207 208 209 210 211 212 213 214 215 216 217 218 219 220 221 222 223 224 225 226 227