إنضمامك إلي منتديات استراحات زايد يحقق لك معرفة كل ماهو جديد في عالم الانترنت ...

انضم الينا
استراحات زايد الصفحة الرئيسية


إضافة رد
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 01-04-2010, 07:00 AM
عضو ماسي
بيانات محروم.كوم
 رقم العضوية : 503
 تاريخ التسجيل : Dec 2007
الجنس : female
علم الدوله :
 المشاركات : 2,100,611
عدد الـنقاط :3341
 تقييم المستوى : 2139



خطبة الجمعة

سماحة العلامة الكبير الشيخ عبدالجليل المقداد

النويدرات – مسجد الشيخ خلف

1 يناير 2010

بسم الله الرحمن الرحيم والحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين محمد وآله الطيبين الطاهرين ولعنة الله على أعدائهم أجمعين إلى قيام يوم الدين.

المحور الأول : قراءة سريعة في بعض كلام أئمتنا )عليهم السلام( في فضيلة التقوى والحث عليها.

يقول أمير المؤمنين صلوات الله وسلامه عليه( ألا وإن الخطايا خيل شمس ، حمل عليها أهلها وخلعت لجمها، فتقحمت بهم في النار) تشبيه للخطايا وتشبيه لحالة المعصية والإبتعاد عن الله سبحانه وتعالى ، الخطايا والذنوب يشبهها أمير المؤمنين (عليه أفضل الصلاة والسلام) بالخيل الصعبة (الشمس) التي خلع عنها اللجام فلا يستطيع الإنسان أن يبقى على ظهرها ولا يستطيع أن يسيطر عليها ، وهذا شأن الذنوب تردي الإنسان إلى المهالك ، لاحظ لو أن الإنسان كان على ظهر دابة صعبة ليست بذلول (فرس صعب) سوف يردي و يلقي بهذا الإنسان ، الذنوب أيضا هكذا طبيعتها تردي الإنسان إلى المهالك وتجعله عند الله سبحانه وتعالى أهون هالك لا يستطيع الإنسان أن يسيطر على نفسه ولا يستطيع أن يضبطها هي تفعل به ما تشاء ، أما التقوى فأمرها آخر {ألا وإن التقوى مطايا ذلل} المطية السهلة المركب السهل الذي يستطيع أن يبقى الإنسان على ظهره سالما ويأمن عواقب التردي فلا تلقي صاحبها الإنسان المتقي الذي لجم نفسه بلجام الدين ، تارة الإنسان يتخلى عن لجام الدين ولا يقيد نفسه بقيود الدين وبضوابط الدين هذا كالراكب على الدابة الصعبة أما إذا ألجم نفسه وأعطى قياده للدين هنا يسير في مسار مأمون لا يخشى عواقبه {ألا وإن التقوى مطايا ذلل حمل عليها أهلها وأعطوا أزمتها فأوردتهم الجنة} المتقي زمام أمره بيده لا بأهوائه والذي يستطيع أن يضبط تصرفاته ويستطيع أن يسيطر على أهواءه ورغباته القياد بيده زمام الأمر بيده ، الذنوب تورد الإنسان المهالك والنار والتقوى تورده الجنة ويقول (صلوات الله وسلامه عليه) في شأن التقوى {اعلموا عباد الله أن التقوى دار حصن عزيز وأن الفجور دار حصن ذليل} التقوى كالحصن المنيع الذي يلتجأ إليه الإنسان فيدفع عنه ويحميه ويكون له ملجأ ، التقوى صمام أمان أمام المغريات أمام الميول أمام الأهواء أمام رغبات النفس الأمارة بالسوء ،الانسان يلجأ إلى حصن يحميه من المصاعب ويدفع عنه الاهواء والاهوال والتقوى ايظا هكذا ، المتقي لجأ إلى حصن منيع عزيز لا تقوى على فتحه الرغبات والأهواء والميول يدفع عن صاحبه يعين صاحبه وفي القبال حالة الفجور والمعاصي التي شبهها (عليه السلام) {بحصن ذليل} متهالك لا يمنع عن صاحبه ولا يحفظ من لجأ إليه يا أخوة هذه التعاليم في الحقيقة هي روح الدين وهذا هو الدين وهذه هي تعاليم الدين وإنما أمرنا أن نأخذها من هذا الباب منهم( صلوات الله وسلامه عليهم). ولهذا الموضوع متابعة لعلي أوفق لها إن شاء الله في بعض الأسابيع .



المحور الثاني: الشان العام

يفترض في الجماعة المؤمنة وفي الجماعة التي تتصدى لشأن من شئون المجتمع أن تتمثل فيها مجموعة من الخصائص ومجموعة من المبادئ عندها نستطيع أن نقول أن هذه الجماعة وهذه الجهة تسير على هدي من الدين .

الخاصية الأولى : إخلاص العمل لله سبحانه وتعالى هذه في الحقيقة مبادئ ومثل سامية ينبغي ان تتمثل في الفرد والجماعة ، وأن تكون المنطلقات أو الدواعي إلهية لا لمصالح ولا لزعامات ولا فرض الأنا ولا لشيء من المنطلقات الدنيوية وهذا ما كان يركز عليه أمير المؤمنين (عليه أفضل الصلاة والسلام) حينما يقول (اللهم إنك تعلم إنه لم يكن الذي كان منا منافسة في سلطان ولا التماس شيء من فضول الحطام ولكن لنرد المعالم من دينك ونظهر الإصلاح في بلادك وتقام المعطلة من حدودك) يعني هذه المواقف التي وقفها أمير المؤمنين (صلوات الله وسلمه عليه) ابتداء من محاججته القوم ومطالبته بحقه وصولا إلى عكوفه في داره وصبره على المصيبة التي مر بها انتهاء إلى الحروب التي خاضها (صلوات الله وسلامه عليه) كل ذلك لم يكن منافسة في سلطان ولا التماس شيء من فضول الحطام من أضراب الدنيا و المصالح الدنيوية او ان ينافس احد في سلطان او في حكم او تصدي وانما الغرض كان غرض دنيويا (الاصلاح) واظهار معالم الدين .


ويا سبحان الله هذه هي الأهداف هي بعينها التي انطلق الإمام الحسين(ع) من أجل تحقيقها إحياء معالم الدين التي أراد الظالمون لها أن تختفي وأن تمحى ، ثار أبو عبد الله(ع) من أجل إحياءها وتركيزها وإعادة الحاكمية لشرع الله ثم الإصلاح ، ذاك سيد الشهداء(ع) أيضا يقول (وما خرجت إلا لطلب الإصلاح) وهذا أبو الحسن(ع) يقول (ونظهر الإصلاح في بلادك وتقام المعطلة من حدودك) إذن أي توجه أي تحرك أي حركة تمارسها الجماعة المؤمنة بل حتى الفرد المؤمن ينبغي أن تكون من منطلقات دينية خالصا عمله لوجه الله سبحانه وتعالى ، في بعض الروايات ، يقول الله عز وجل (أنا خير شريك من عمل لي ولغيري كان عمله لغيري) بأي نسبة كان قد قصد بالعمل غير وجه الله يعني لو فرضنا أن جاء العبد بعمل 90% دواعيه ومنطلقاته لله و10% أيضا لخلق الله سمعة أو رياء ، الله سبحانه وتعالى يقول هذا العمل لا أريده هذا العمل لغيري .5% إذا كان لغير الله هذا ليس لله . 1% أيضا إذا كان العمل لغير الله يقول الله سبحانه وتعالى هذا ليس لي بل لغيري. هكذا ينبغي أن يكون العمل خالصا لوجه الله ويأتي هنا بل الإنسان على نفسه بصيرة. نسأل الله سبحانه وتعالى لنا ولإخواننا المؤمنين الإخلاص في العمل .


الخاصية الثانية :التمسك بشرعة الله سبحانه وتعالى في الأساليب التي تمارس على يد الجماعة والفرد الابتعاد عن الأساليب التي تنافي الدين الابتعاد عن الأساليب التي تنافي الصدق الابتعاد عن الأساليب التي يحكمها اللف والدوران كما هي أساليب الظلمة والطغاة ، وهذه هي الأساليب التي مارسها الظالمون في عهد أئمتنا(ع) وأمير المؤمنين(ع) يتعجب ويقول أن أهل الدنيا يعتبرون هذا من العقل ومن القدرة على تصريف الأمور وصرفها إلى صالح الشخص (ولقد اصبحنا في زمان قد اتخذ أكثر أهله الغدر كيساً، ونسبهم أهل الجهل فيه إلى حسن الحيلة ما لهم قاتلهم الله قد يرى الحوّل القلّب وجه الحيلة ودونه مانع من أمر الله ونهيه رأي عين بعد القدرة عليها وينتهز فرصتها من لا حريجة له في الدين) الغدر عندهم من العقل، من الشطارة لا يحدهم شرع ولا ضمير ولا يحدهم وجدان ولا أعراف ولا قوانين متبعة المهم أن يصرفوا الأمور إلى صالحهم.

المؤمنون أيضا يتفطنوا إلى أساليب المكر المؤمنون أيضا يمكن أن يخضعوا الظالمين يستطيعون أن يصلوا إلى الأساليب التي توجعهم ومن أين تؤكل الكتف والجانب اللين الذي يوجع نحن أيضا نهتدي له ونعرفه كما لهم قدرة على تشخيص تلك الأساليب لنا قدرة أيضا على تشخيصها الفرق بين الجماعة المؤمنة وبين الزمرة الظالمة الفاسدة أنهم لا دين لهم يحول دون ممارسة أي أسلوب من أجل تحكيم حكمهم وفرض إرادتهم ويصب في صالحهم أما المؤمنون فإنهم يتقيدون بضوابط دينية خوف الله تقوى الله مراعاة الدين يمنع دون استخدام تلك الوسائل والاستفادة منها ، الحيلة وأساليب المكر ايظا يتفطن إليها المؤمن ولكن يتركها رأي العين مع القدرة عليها ومع الاهتداء لممارستها ، ولنا في سيد الشهداء(ع) أسوة حسنة في التمسك بالأساليب الدينية وعدم الاستفادة من الأساليب الملتوية ومن أساليب اللف والدوران ومن الأساليب التي لا يرضاها الدين.

مواقف جسدها اولياء الله”

لنأخذ بعضا من تلك المواقف التي جسدها سيد الشهداء(ع): يعلن لبني هاشم أن مصيره ومصير من يتبعه الشهادة لماذا لم يمنهم بحكم لم يمنهم بسلطان لم يقل لهم سوف تكونوا سادة إنما قال مصير من لحق بي الشهادة ما قال أننا مقبلون على نجاح عسكري وعلى حكم وعلى سلطان وعلى مصادر مالية وعلى ثروات، حثهم على اللحق به ولكنه بيّن لهم المصير الذي ينتظرهم وهذا قمة الوضوح قمة الشفافية وهذا في الحقيقة نهج الدين لا يتوسل الإنسان بتحقيق أهدافه بأساليب ملتوية ، عندما أرسل مسلم(ع) لم يمنه بالنصر فقال له أنك سوف تقدم على أهل مِصر سوف يكون طوع إرادتك وسوف يسخروا كل إمكانياتهم لك. وإنما كان معهم واضحا صريحا حينما قال له (ع) إني موجهك إلى أهل الكوفة وسيقضي الله في أمرك ما يحب ويرضى وأنا أرجو أن أكون أنا وأنت في درجة الشهداء.

يمكن بعض الساسة وبعض قادة هذا الزمن يخفون على أتباعهم الحقيقة ويبينون لهم أن الأمور تسير إلى الوجه الأحسن من أجل الحفاظ على الأتباع ، أما سيد الشهداء(ع) حينما بلغه في الطريق استشهاد مسلم وهاني(ع) جمع أصحابه وأخبرهم بذلك وأن أهل الكوفة قد نكثوا العهد وأذن لهم بالانصراف وانصرف عنه جمع كثير كما يقول المؤرخون ، كان بإمكانه (ع) أن لا يخبرهم بل كان بإمكانه أن يزيد على ذلك ويقول أن الأمور تسير على ما خططنا له وإنا إن شاء الله سوف نقدم على هذا المِصر وسوف تستقبلنا الناس وسوف يبايعوننا والامور تسير كما نشاء، تجسيدا للمثل وللمبادئ الحقه ولحفاظ عليها.

الانسان المؤمن ما بين الربح والخسارة في الدفع بالاصلاح”

هنا يا أخوة شبهة ينبغي لنا أن ندفعها وهي التزام الجماعة المؤمنة بالدين وبتعاليم الدين وتقيدها بالأساليب التي يرضاها الدين يحول دون تحقيق المشاريع الإصلاحية وتقدم الحركة الإصلاحية التي تقصدها الجماعة المؤمنة في الجهة الأخرى أنت خصمك كما نرى والطرف الذي تنازله لا يلزمه مبدأ ولا دين ولا أعراف ولا قوانين ، إذا كان المنال وانت تنازله ان تتقيد بالدين ومثل الدين وقيم الدين انت الخاسر ، لانك مقيد وهو مطلق اليد هو يمارس ما يريد هو يحيك المؤامرات والدسائس وأنت تقول أتحرج من هذا وأستشكل في هذا وأخشى الله في هذا النتيجة كما آل إليها أمر أبي الحسن(ع) مع معاوية.

هذه الشبهة لها جوابان:

الجواب الأول : أن تكتفي الجماعة بالمقدار الممكن من عملية الإصلاح ملتزمة بدينها ومبادئها خير وأهون من أن تضحي بتعاليم الدين وقيم الدين على اساس دفع المشروع الإصلاحي والحركة الإصلاحية والوصول إلى النتائج ، لو حققت ما تريد من أهداف ومن مبادئ حقه ولكن ضحيت بالدين وبقيم الدين وبتعاليم الدين فأنت الخاسر، تكتفي بالمقدار الممكن من الحركة الإصلاحية والحركة التغييرية وهذا ما كان يشير إليه أمير المؤمنين(ع) حينما كان يقول {وإني أعلم ما يصلحكم ولكن لا أصلحكم بفساد ديني} يعني إصلاحكم يتوقف على أن اغمض وان أتجاوز بعض لقضايا التي يحث عليه الدين مثلا أغدق المال على بعضكم أجري السلاح على البعض الآخر أثير بينكم البلابل والدسائس أحرض طائفة على طائفة منكم فأطوع رقابكم ولكن الثمن على حساب الدين على حساب تعاليم الدين. إذن يكتفى من الممكن من العملية الإصلاحية والحركة التغييرية هذا خير وأهون من يضحى بمبادئ الدين.

الجواب الثاني: في الالتزام بهذه التعاليم وبالمثل كما يقول بعض العلماء الالتزام بتعاليم الدين بمثله بمبادئه في الظروف الحرجة الصعبة خير وسيلة لتعميق الدين وتجذيره في نفوس الطليعة المؤمنة في نفوس المجتمع ، تثبت للمجتمع أن ما تقوله ليس شعارات فارغة ليست كلمات فارغة وإنما هي مبادئ تلتزم بها وفي الظروف الصعبة هذا سوف تجني ثماره وتعمق الدين وتركز وتجذر قيمه وهذا بحد ذاته سبب لأن ينظر الله سبحانه وتعالى إلى الجماعة المؤمنة ويفتح عليها أبوابا من أبواب رحمته ويؤيدها وينصرها ويعطيها من أسباب القوة ما لم تحتسب ويجعل المعادلة تنتهي لصالحها إذا أراد الله سبحانه وتعالى وللكلام تتمة. والحمد لله رب العالمين وصل الله على نبينا محمد وآله الطيبين الطاهرين.
__DEFINE_LIKE_SHARE__
رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة


المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
هنري يحرز أول أهدافه في الدوري الأميركي وحداوي البال رياضة محلية و عالمية 3 07-25-2010 11:35 AM
افضل ورشة للبوية محروم.كوم منتدى أخبار المواقع والمنتديات العربية والأجنبية 0 04-30-2010 12:50 PM
كمال الدين: «الوطنية لحقوق الإنسان» مستقلة.. ووفق مبادئ باريس محروم.كوم منتدى أخبار المواقع والمنتديات العربية والأجنبية 0 04-27-2010 09:30 PM
أمر ملكي - كمال الدين رئيساً لهيئة حقوق الإنسان محروم.كوم منتدى أخبار المواقع والمنتديات العربية والأجنبية 0 04-25-2010 07:10 PM
الشيخ عيد يحث الشباب على الإرتقاء بأساليب المطالبة بالحقوق المشروعة محروم.كوم منتدى أخبار المواقع والمنتديات العربية والأجنبية 0 03-20-2010 04:00 PM


الساعة الآن 07:37 PM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
Content Relevant URLs by vBSEO 3.5.2 TranZ By Almuhajir

RSS RSS 2.0 XML MAP HTML