إنضمامك إلي منتديات استراحات زايد يحقق لك معرفة كل ماهو جديد في عالم الانترنت ...

انضم الينا
استراحات زايد الصفحة الرئيسية


إضافة رد
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 09-27-2009, 10:10 PM
عضو ماسي
بيانات محروم.كوم
 رقم العضوية : 503
 تاريخ التسجيل : Dec 2007
الجنس : female
علم الدوله :
 المشاركات : 2,100,613
عدد الـنقاط :3341
 تقييم المستوى : 2139




كلمة الشيخ عبدالجليل المقداد (حفظه الله)
المكان: (البلاد القديم) مأتم المحمدية (الحاج موسى العالي).


بسم الله الرحمن الرحيم
والحمد لله رب العالمين
والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين
محمد وآله الطيبين الطاهرين
ولعنة الله على أعدائهم أجمعين إلى قيام يوم الدين

من الحقائق التي تقررها الآيات القرآنية فيما يرتبط بالمسيرة الجهادية في سبيل الله هذه الحقيقة:
وهي أن النصر بيد الله سبحانه وتعالى، وهو الناصر الحقيقي، "وما النصر إلا من عند الله" ، بداية لابد من الإشارة إلى هذا الأمر، وهو أن الحوادث في هذا العالم تجري مجرى العادى وعلى وفق الناموس الطبيعي والقوانين الطبيعية، القوانين الطبيعية تقول أن من استعد وأعد وهيئ نفسه ورتب أوضاعه يصل إلى نتيجة ليس فقط في الجهاد، في الجهاد وفي أي شأن، هذا هو القانون الطبيعي في هذه الحياة الدنيا، لا يفرق في هذا القانون والناموس بين مسلم وكافر، بين مجتمع إيماني ومجتمع غير مؤمن، بين شريف و وضيع، بين أمة وأمة، هذا هو القانون الحاكم في هذه الحياة الدنيا، لأن هذه الحياة أسباب ومسببات، كل من استفاد من الوسائل الطبيعية وهيئ الظروف اللازمة فإنه يصل إلى النتيجة.
في بعض المواقع إنتصر المسلمون وفي بعض المواقع إنهزموا، في بعض الظروف تتقدم أمة وفي ظروف أخرى تتأخر وتتقهقر.
مجتمع، جماعة، في ظرف ما يكتب لهم النجاح وفي ظرف آخر يكتب لهم الفشل، نتيجة استفادتهم من هذا القانون، إذا رتبوا أوضاعهم إذا أحسنوا تنظيم أمورهم يصلون إلى النتائج وإلا فلا، والسماء لا تتدخل على خلاف هذا القانون، يعني الله سبحانه وتعالى إذا المجتمع الإيماني والجماعة الإيمانية تقاعست ولم تتهيء ولم تستعد ولم تنظم وضعها، القانون والناموس الطبيعي يقول نصيبهم الخذلان والهزيمة، لذلك يفشل المسلمون ويتراجعون، إلا في ظرف واحد، تتدخل السماء على خلاف هذا الناموس الطبيعي، وهذا القانون الحاكم، وهو ما إذا خيف على الحق أن ينطمس، يعني هنا التمسك بهذه النواميس والقوانين الطبيعية تؤدي إلى زوال الحق، هنا السماء تتدخل وتعمل على خلاف هذا الناموس والقانون حفاظا على الحق، ولعل من هذا القبيل في وقعة بدر، يعني في وقعة بدر إذا نأتي إلى المسألة بحسب قوانينها ونواميسها الطبيعية العادية يصعب الإلتزام أن ما حصل في وقعة بدر هو أمر جرى على وفق القانون الطبيعي، كيف لأنه جماعة قليلة حتى قيل أنهم ليس معهم إلا فرس وبضعة سيوف أيضاً لديهم وقلة في قبال جيش جرار محكم يفوقهم، ويملك الأفراس والأدرع والسيوف ويفوقهم عدداً وعدة، بحسب النواميس الطبيعية يصعب على الإنسان أن التصديق أن هذا الفوز والنصر الكبير الذي حققه المسلمون كان جرياً على وفق النواميس والقوانين الطبيعية.

ولذلك الله سبحانه وتعالى في قضية بدر يقول: "وَمَا رَمَيْتَ إِذْ رَمَيْتَ وَلَكِنَّ اللَّهَ رَمَى" ويقول الله سبحانه وتعالى: "فَلَمْ تَقْتُلُوهُمْ وَلَكِنَّ اللَّهَ قَتَلَهُمْ" ، وهنا يأتي فهم الإسناد في القرآن، يقال أن في بداية المعركة الرسول (صلوات الله وسلامه عليه) أخذ كفاً من حصى وألقاه على المشركين ثم بعد ذلك تناولهم المسلمون قتلاً فيهم، هذه أسباب ظاهرية لا تنكر، والمسلمون أبلوا بلائاً حسناً، القاتل والرامي حقيقة هو الله سبحانه وتعالى، في نفس هذه الواقعة الله سبحانه وتعالى يخبر المسلمين ويقول: "وَمَا جَعَلَهُ اللّهُ إِلاَّ بُشْرَى لَكُمْ وَلِتَطْمَئِنَّ قُلُوبُكُم بِهِ" أنزل الله عليهم ملائكة يحاربون معهم وكانوا مع المسلمين يقاتلون إلى صفوفهم، الله يقول هذا الإمداد وإنزال الملائكة ليس هو السبب الحقيقي للنصر، ومن الخطأ الإعتقاد بأن هذا هو العلة للنصر، هذا الإمداد يجلب لكم الطمأنينة والبشرى والفرح، وبشرى لكم أن الملائكة تقاتل معكم، وما جعله الله إلا بشرى ولتطمإن قلوبكم به ولكن النصر ليس لهذا السبب الظاهري، نحن لو أردنا النسبة الحقة والحقيق والجدير بإسناد القتل والرمي إليه هو الله، لا إشكال أن الله، الله هو الذي ثبت أقدامهم وأدخل وألقى الرعب في قلوب أعدائهم، وأنزل معهم الملائكة يقاتلون إلى صفهم، الإسناد الحقيقي والحري بأن يقال أنه هو الذي قتل ورمى هو الله سبحانه وتعالى.
النتيجة أن الحاكم في أمر الجهاد وفي غيره هو هذه النواميس والقوانين الطبيعية، الملك لله ولا شيئ يخرج عن سلطانه، ولكن في بعض الأحيان نقول أن هذه النتائج جائت على وفق هذه القوانين الطبيعية، وفي بعض الأحيان النتائج جائت ليس على وفق هذه النواميس، وإنما هناك خرق لهذه النواميس وإنهاء الأمر على خلافها.
لا تتدخل السماء ولا تجري الأمر على خلاف نواميس الطبيعة إلا في حالة إستثنائية وهي إذا خيف على الحق من الإندراس والضياع، في وقعة بدر لو كانت الغلبة للمشركين وانتصروا على المسلمين وقُتل تلك الجماعة المؤمنة، وهزم المؤمنون، فإن أمر الرسالة في خطر شديد، هنا الله ومن باب اللطف، لطفه على عباده وهو الحكيم، لابد أن يتدخل من أجل حفظ مسار الدعوة والحفاظ عليها.
إذاً النصر الحقيقي هو من عنده الله سبحانه وتعالى، أساساً في هذا الكون لا مؤثر إلا الله سبحانه وتعالى، وهذه حوادث الدنيا تشبه حلقات إذا تحركت واحده تحركت البقيه لكن هناك مصدر وهو الذي يمدها ومن زودها وحركها وأعطاها القدرة، فالحوادث كلها تنتهي إلى الله سبحانه وتعالى.
"وما النصر إلا من عند الله" يترتب على هذا الأمر، أولاً أن الجماعة المؤمنة ينبغي أن تشعر بهذا الإطمئنان والسكون المعنوي لأن الله سبحانه وتعالى معها، وإذا اقتضى الأمر أن تتدخل السماء لحفظ الحق من الضياع سوف تتدخل وتمد وتؤيد.
المسألة ليست مرتبطة بوقت محدد، مسألة الإمدادات الغيبية والسماوية ليست مربوطة بزمن، وإنما هي في كل زمن ومكان والله سبحانه وتعالى يسدد الجماعة الإيمانية وينصرها فلا بد أن تشعر بهذا الأمر.
ثانياً: إذا كان النصر بيد الله سبحناه وتعالى يترتب على ذلك، أن عامل القلة والكثرة ليس له ذلك الأثر في مسألة حسم النتائج والمعارك، الجماعة القليلة إذا كانت مؤيدة من الله سبحانه وتعالى يمكن أن يكتب لها النجاح، "كَم مِّن فِئَةٍ قَلِيلَةٍ غَلَبَتْ فِئَةً كَثِيرَةً بِإِذْنِ اللّهِ" ، "وَلَقَدْ نَصَرَكُمُ اللَّهُ بِبَدْرٍ وَأَنْتُمْ أَذِلَّةٌ" مسألة الكثرة والقلة ليست هي العامل المؤثر في حسم النتائج لأن الناصر الحقيقي هو الله وهو الذي يؤيد وينصر، لكن لابد من ابتلاء المؤمنين، يعني لابد من ثبات وصبر وتقديم تضحيات.
المسلمون ما جائهم النصر هكذا، المسلمون في المواقع التي ما رتبوا صفوفهم وما نظموا صفوفهم فيها تقهقروا، في أحد "لَقَدْ نَصَرَكُمُ اللَّهُ فِي مَوَاطِنَ كَثِيرَةٍ وَيَوْمَ حُنَيْنٍ إِذْ أَعْجَبَتْكُمْ كَثْرَتُكُمْ" ، لابد للجماعة المؤمنة من أن تهيئ المقدمات والأرضية من أجل تحقيق النصر، "وَأَعِدُّواْ لَهُم مَّا اسْتَطَعْتُم مِّن قُوَّةٍ وَمِن رِّبَاطِ الْخَيْلِ تُرْهِبُونَ بِهِ عَدْوَّ اللّهِ وَعَدُوَّكُمْ" ، يكون إعداد وجماعة مرابطة على استعداد للدفاع عن حريم العقيدة والدين، يعني في نفس الوقت الذي الله يعد المسلمون بالنصر المؤزر ويعدهم بأنه معهم وأنه ناصرهم، نفس الوقت هذا الأمر مشروط بتهيئة الأرضية والظروف لتحقيق النصر، وعوامل النصر أهمها كما هي مذكورة في القرآن ثلاثة.
أول عامل هو الإعداد: إعداد العدة من أجل النصر، لا يمكن الجماعة المؤمنة هكذا تبقى تحت رحمة الظالمين، لابد أن يعدو العدة ولابد من الإستعداد.
والعامل الثاني من عوامل النصر: هو إختيار القيادة المؤهلة القادرة على تحقيق النصر، القيادة التي تستطيع أن تنهض بالأمة، القيادة التي تمتلك الدراية والقدرة على تدبير الأمر، القيادة التي تملك من الحصافة في الرأي والقدرة على استشراف المستقبل، وأيضاً القيادة التي تشاور وتشارك الأمة وتستفيد من آرائها في القضايا الخطيرة، وجود القيادة المستوفية لهذه الشروط، الرأي الحكيم، التدبير، الشجاعة، ومن بعدها، الإستهداء برأي الأمة، أمير المؤمنين (عليه أفضل الصلاة والسلام) حينما بعث مالك الأشتر (رضوان الله عليه) إلى مصر أوصاه بأنه في أمور ولايتك عليك بمشاورة الحكماء وأهل الرأي حتى تستقيم أمور مملكتك.

العامل الثالث: مسألة تجنب النزاع والخلاف، ماكتب النصر لقوم قد تفشى فيهم الخلاف والنزاع، "وَلاَ تَنَازَعُواْ فَتَفْشَلُواْ وَتَذْهَبَ رِيحُكُمْ" لا تكون لكم قوة ولا مكانة ولا يهابكم الأعداء ولا يجعلون لكم حساب، أمير المؤمنين (عليه أفضل الصلاة والسلام) كان يتمنى أنه يعطي معاوية عشرة من أهل الكوفة ويأخذ منه واحداً؟ صرف الدرهم بالدينار، إن أولائك كانوا أهل طاعة ما يتفشى فيهم الخلاف، يقول لهم صاحب الشام يعصي الله ويطيعونه، وصاحبكم يطيع الله تعصونه، وفي كلمة له (صلوات الله وسلامه عليه) : "عجباً والله يدمي القلب ويجلب الهم من اجتماع القوم على باطلهم وتفرقكم عن حقكم" .
واقعاً يدمي القلب ويجلب الهم أن يرى الإنسان أعداء الله والظلمين غاية في الإستحكام، ولهم جهة واحدة يتوجهون إليها وهم على باطلهم، وإن كان في دخيلة أنفسهم أيضاً هناك خلافات بينهم لأن الحكم لا يعرف صديقاً ولا رحماً، لابد أن تحصل بينهم خلافات ولكنهم علينا مجتمعون كأنهم بنيان مرصوص، وللأسف الشديد نلاحظ ما وصلت إليه أمورنا، وماهو السبب وماهي العلة؟ دائما أفكر وأقول أخشى أن تكون هناك أيدي خفية هي التي تمنع من إلتقاء المؤمنين، وهذه الأيدي الخفية ربما تأتي بعنوان الناصح المشفق، وهي صاحبة المصالح ولكن هذا أيضاً لايعفينا المسؤلية، لأن الأيدي الخفية إن وجدت إنما تجد سبيلا إلى ذلك إذا دخلت في صفوف البسطاء استطاعت أن تعبث، وإن كانت هناك أيدي خفية وكان المجتمع مجتمعاً يملك من البصيرة والوعي المقدار اللازم لا تستطيع الأيدي الخفية أن تفرق بين المؤمنين.
ذكرت لكم هذه القضية في بعض المرات، السيد المجدد الشيرازي (رحمه الله) عندما انتقل إلى سمراء، في مرة من الأمرار وهو كان يمشي في سامراء تعرض إلى حادث، صدمه بعض الكسبه و وقع السيد، أخذوه إلى المستشفى، زاره بعض أفراد الإحتلال البريطاني الذي كان محتلا للعراق، وسلم على السيد وجلس وقال نحن سوف نجازي هذا الذي لم يوقر ويحترم العلماء، قام السيد (رحمه الله) لاحظ البصيرة، قال لهم أنا مسلم ومن صدر منه هذا الأمر مسلم، نحن نعالج هذا الأمر فيما بيننا ولا نرضى بأن يتدخل الأجانب في أمورنا، لا أدري الزمان يوفقنا نبقى نعيش نرى أو لا نرى؟ لا أدري له حقيقة أو لا؟ لكن إحساس لدي لا يزاولني ولا يفارقني أن هناك أيدي خفية وهناك من يتأثر بها، إن عشنا رأينا إن كان لهذا الأمر واقعية.
ونسأل الله سبحانه وتعالى للجميع التوفيق.
__DEFINE_LIKE_SHARE__
رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة


المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
اليس هناك ضوابط تمنع سرقة التواقيع محروم.كوم منتدى أخبار المواقع والمنتديات العربية والأجنبية 0 05-22-2010 07:20 PM
الشيخ المقداد:من عوامل النصر التي ذكرها القرأن الكريم الثبات والصبر محروم.كوم منتدى أخبار المواقع والمنتديات العربية والأجنبية 0 10-01-2009 09:30 PM
الشيخ المقداد:من عوامل النصر التي ذكرها القرأن الكريم الثبات والصبر محروم.كوم منتدى أخبار المواقع والمنتديات العربية والأجنبية 0 10-01-2009 09:20 PM
الشيخ المقداد:اخشي أن تكون هناك أيدي خفية هي التي تمنع من التقاء المؤم محروم.كوم منتدى أخبار المواقع والمنتديات العربية والأجنبية 0 09-27-2009 10:00 PM
الشيخ المقداد: هناك من يلعب دورا اعلاميا بالمجان في خدمة الظالمين محروم.كوم منتدى أخبار المواقع والمنتديات العربية والأجنبية 0 09-11-2009 05:20 PM


الساعة الآن 05:33 AM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
Content Relevant URLs by vBSEO 3.5.2 TranZ By Almuhajir

RSS RSS 2.0 XML MAP HTML