إنضمامك إلي منتديات استراحات زايد يحقق لك معرفة كل ماهو جديد في عالم الانترنت ...

انضم الينا
استراحات زايد الصفحة الرئيسية


إضافة رد
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 10-01-2009, 09:20 PM
عضو ماسي
بيانات محروم.كوم
 رقم العضوية : 503
 تاريخ التسجيل : Dec 2007
الجنس : female
علم الدوله :
 المشاركات : 2,100,610
عدد الـنقاط :3341
 تقييم المستوى : 2139

كلمة الشيخ عبدالجليل المقداد (حفظه الله)
المكان: (البلاد القديم) مأتم المحمدية (الحاج موسى العالي).




سماحة الشيخ عبدالجليل المقداد


بسم الله الرحمن الرحيم
والحمد لله رب العلمين
والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين
محمد وآله الطيبين الطاهرين
ولعنة الله على أعدائهم أجمعين إلى قيام يوم الدين

مرَّ في الليلة السابقة وتكلمنا عن عوامل النصر التي ذكرها القرآن الكريم، وذكرنا من تلك العوامل الإستعداد، والتهيئة، "وَأَعِدُّواْ لَهُم مَّا اسْتَطَعْتُم مِّن قُوَّةٍ" وأيضاً من عوامل النصر القيادة المؤهلة التي تتوفر على الشروط اللازمة في القائد، ومن عوامل النصر أيضاً كما مر في الليلة السابقة وحدة الكلمة وتجنب النزاع والإختلاف "وَلاَ تَنَازَعُواْ فَتَفْشَلُواْ وَتَذْهَبَ رِيحُكُمْ" هذه اللليلة نضيف عنصراً وعاملاً مهماً من عوامل النصر والنجاح.

وقد أشار إليه القرآن وهو العامل الرابع:

الثبات والصبر

الله سبحانه وتعالى في محكم آياته يأمر المؤمنين المجاهدين بالثبات وبالصبر، لا يتحقق ولا يمكن أن يتحقق فوز ما لم يكن هناك ثبات وصبر واستمرار وعزيمة ونفس طويل، يقول الله سبحانه وتعالى: "يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ إِذَا لَقِيتُمْ فِئَةً فَاثْبُتُواْ" إذا حصلت المواجهة وجب الثبات والصبر ولا يجوز الفرار، ويقول سبحانه وتعالى: "يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ إِذَا لَقِيتُمُ الَّذِينَ كَفَرُواْ زَحْفاً فَلاَ تُوَلُّوهُمُ الأَدْبَارَ" ، فلا يجوز التراجع ولا يصح الوهن ولا إبداء الضعف.
وتذكر الآيات القرآنية المسلمين بأن ما تلاقون في الحرب من أذى ومن جروح وما تقدمون من تضحيات ليس أنتم فقط تقدمونه، كما أنكم تقدمون تضحيات وخسائر وكما أنكم تألمون، القوم أيضاً يألمون، لماذا هم يصبرون ويثبتون في مواقعهم؟ أنتم أحرى لأنكم أتباع هذا الدين، بل أنتم ترجون من الله سبحانه وتعالى ومن ثوابه وجزيل عطائه ما لا يرجون، أبو لهب ماذا يرجوا؟ بخلاف الصف الإيماني، "إِن يَمْسَسْكُمْ قَرْحٌ فَقَدْ مَسَّ الْقَوْمَ قَرْحٌ مِّثْلُهُ" إذا لحق بكم أذى ولحقت بكم خسائر، القوم أيضاً أصابتهم خسائر، ويقول سبحانه وتعالى: "وَلَا تَهِنُوا فِي ابْتِغَاءِ الْقَوْمِ إِنْ تَكُونُوا تَأْلَمُونَ فَإِنَّهُمْ يَأْلَمُونَ كَمَا تَأْلَمُونَ وَتَرْجُونَ مِنَ اللَّهِ مَا لَا يَرْجُونَ" .
من أهم العناصر لتحقيق النصر هو الثبات ومن المؤسف حقاً نلاحظ أننا في يوم من الأيام كنا قاب قوسين أو أدنى للوصول إلى مطالبنا أو بعض مطالبنا، وكان السقف الذي نرفعه الحوار، والحوار مع من؟ ليس الحوار مع الأقزام، الحوار مع السلطة، لكن لما دب فينا الضعف والوهن الآن حتى الأقزام لا يعيرونك اهتماماً، بعد أن كنت في موقع كان لك سقف كبير وعالي من المطالب.
هذا ضعف ووهن بعد أن يقدم الإنسان تضحيات وعبر عدة منازلات وجولات وصولات ثم في الجولة الأخيرة يصاب بالضعف والوهن، هذا فلنأخذ من هذه عبرة ولتثبت هذه لقضايا للتأريخ، لأن الأوضاع التي نمر بها لا ينبغي أن تمر هكذا لأنها مأساة لابد أن تثبت في التأريخ، يمكن الآن في ظل هذا الصراع والجدال تغيب الكثير من الحقائق، فلتثبت هذه الحقائق حتى إذا أتت الأجيال وقرأت تأريخها وقرأت ماضي رجالاتها، فلتكن هي الحكم وهي تشير وتعرف أين مواضع الخلل والنقص.
نحن صحيح نألم ونقدم تضحيات، سجون وتشريد، لكن لسنا نحن فقط من نألم هم أيضاً يألمون. والحمد لله بلغ بهم الأمر في مورد كان سجلهم الحقوقي أسود، ولا زالت هناك دائرة على هذا السجل، وكانوا في وضعية لا يحسدون عليها، لا أقول التضحيات التي تقدم على أساس نجعل سجلهم أسود، لكن هذا أمر طبيعي، كما أنك تألم وتقدم تضحيات وخسائر هم أيضاً يألمون ويقدمون خسائر، والمنتصر هو صاحب النفس الأطول الذي يصبر ويثبت والذي لا يصاب بالضعف والوهن.
كيف تعامل الإسلام مع أولائك النفر الذين تخلفوا عن ركب رسول الله (صلوات الله وسلامه عليه) ؟ من ناحية أن اللحوق بالنبي الأعظم وبركبه ومؤازرته ومساندته تكليف إلهي، ومن جهة أيضاً النبي (صلوات الله وسلامه عليه) وهو أولى بالمؤمنين من أنفسهم.
هؤلاء مجموعة تخلفوا، القرآن يذكر لنا عينة تخلفت في غزوة تبوك ولم تخرج مع النبي (صلوات الله وسلامه عليه) ماذا كان موقف المسلمين منهم؟ هذا الموقف الذي كان تحت إشراف سسول الله (صل الله عليه وآله وسلم) هؤلاء كما يعبر القرآن ضاقت عليهم الأرض بما رحبت، قاطعهم المسلمون، لا يجالسونهم، لا يكلمونهم، لا يعاشرونهم، مقاطعة تامة، وعلى الثلاثة الذين خلـَّـفـوا حتى ضاقت عليهم الأرض بما رحبت، ضاقت عليهم أنفسهم، أصيبوا بهم وغم، لكن هذا الأسلوب أسلوب رحمة، والدين ليس عنده تصفية حسابات ولا عداء مع أحد ولا يريد أن يلحق ضرراً بأحد، كل الأساليب التي يمارسها الدين إنما هي رحمة ومن أجل إصلاح الفرد، ولا يوجد إسراف في الأسلوب المتخذ والممارس إنما كانت مقاطعة قوية، الفضاء الوسيع أصبح ضيقاً عليهم وضاقت عليهم أنفسهم بالهم والغم الذي نزل بهم، لكن لاحظ كما قلت لكم أن هذا الأسلوب أسلوب رحمة، تابوا وعادوا إلى طريق الصواب "وَظَنُّوا أَنْ لَا مَلْجَأَ مِنَ اللَّهِ إِلَّا إِلَيْهِ ثُمَّ تَابَ عَلَيْهِمْ لِيَتُوبُوا إِنَّ اللَّهَ هُوَ التَّوَّابُ" مرت عليهم هذه الفترة التي أصلحت حالهم ثم تاب الله عليهم، لاحظوا الأسلوب إذا كان أسلوب رحمة، يتوخى إصلاح الفرد، نحن اليوم في أساليبنا قد تكون في بعض أساليبنا تجاوز، والتجاوز مرفوض، المسلمين حينما كان لهم هذا الموقف من هؤلاء الثلاثة ما كانوا يستهدفون إقصاءاً ولا تهميشاً ولا إلحاق ضرر، كان أسلوب أسلوب رحمة من أجل أن يعود هؤلاء إلى الصف الإسلامي وإلى الجماعة المؤمنة، اليوم نحن في أساليبنا قد نتجاوز التعاليم والضوابط التي تركها والتي أمرنا بها الدين، يمكن نحن اليوم نمارس أسلوب مقاطعة مع بعض الناس، والمسألة تتحول إلى تصفية حسابات، يوجد بعض الناس لديه حساب مع بعض الأشخاص فيختار الظرف والموقع المناسب لتصفية حساباته، فلنحذر أي أسلوب نقوم به ونمارسه ينبغي أن يكون على أساس من الرحمة والشفقة والإصلاح ولا ننسى مقتضيات الأخوة والإيمان والدين، هذه الحادثة التي حصلت تعطينا درساً أن الجماعة المؤمنة والإنسان المؤمن ينبغي يكون لهم موقف من حالات الإبتعاد عن جادة الدين والطريق المستقيم، يعني إذا رأينا منكراً من بعضنا ينبغي أن يكون لنا موقف وينبغي أن تكون لنا كلمة لكن بالشرائط التي ذكرتها لكم، موقف نابع من شفقة ومن رحمة ومن حب إصلاح.
من الخطأ أن يمارس المنكر وأن تمارس الرذيلة في المجتمع الإسلامي ولا يكون للجماعة المؤمنة موقف في ردع من ارتكب هذا المنكر، هذا يدلل عن أنه لا يوجد غيرة على الدين وليس هناك تعلق بالدين وإلا لو كانت هناك غيرة على الدين لكان على المؤمن أن يكون له موقف حينما يشاهد منكراً ورذيلة.
الغرض أن هذا الأسلوب وتحت رعاية النبي (صلوات الله وسلامه عليه) جاء بثمار، وياليت نحن في أساليبنا نترفع عن الإقصاء، إقصاء وتهميش الآخرين، وإلحاق الضرر بحيثياتهم وإنما يكون الهدف هو إصلاحهم وسوقهم إلى الجادة المستقيمة.
هنا مطلب ونحن نتكلم عن آيات الجهاد في سبيل الله سبحانه وتعالى يطرح هذا المطلب، أن الجهاد هل يعتبر تعدياً وتجاوزاً؟ أم أن الجهاد هو دفاع؟ ولكن نقول الفقهاء قالوا أن الجهاد على قسمين، تارة جهاد، دفاع عن النفس والعرض، وتارة جهاد، إبتدائي، ما تقولون في الجهاد الإبتدائي؟ هل هو تعدي وتجاوز على الغير أو لا؟ الله سبحانه وتعالى في محكم كتابه يقول: "وَلا تَعْتَدُوا إِنَّ اللَّهَ لا يُحِبُّ الْمُعْتَدِينَ" تدفعون عن أنفسكم وحرماتكم، تقاتلون من قاتلكم لا بأس، أما التجاوز والإعتداء فإنه لا يجوز، ما معنى بحالة الجهاد الإبتدائي؟ هنا لا بد لنا من أن نقدم مقدمة تعيننا في هذا المقام وفي مقامات كثيرة وننتفع بها في فهم الخطاب الديني.


الفقهاء يقولون أنه ما من عام إلا وقد خُصِص، "يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُتِبَ عَلَيْكُمْ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ" على كل المسلمين الصوم، هذا الأمر يزد عليه تخصيصات، ويقال مثلاً بأن المريض خارج من وجوب الصيام، والمسافر خارج من وجوب الصيام، أو قوله سبحانه وتعالى: "وَأَوْفُوا بِالْعَهْدِ إِنَّ الْعَهْدَ كَانَ مَسْئُولاً" هذا عام يخصص بقوله سبحانه وتعالى: "وَأَحَلَّ اللَّهُ الْبَيْعَ وَحَرَّمَ الرِّبَا" ، الربى حرام خارج من عموم أوفوا بالعهود، ما من عام إلا وخصص.
نسأل ما من عام إلا وقد خصص، هذه قضية عامة، نفس قولنا ما من عام وإلا وقد خصص هذه أيضاً قضية عامه خصصت أيضاً أو لا؟ نقول نعم هذه أيضاً خصصت، كيف؟ عندنا عمومات مستنثناة، عمومات هذه لا تقبل التخصيص ولا يطرأ عليها الإستنثاء، هناك عمومات وبعض العمومات لا تقبل التخصيص، مثل المعصية، مثلاً نفس الآية الكريمة "وَلا تَعْتَدُوا إِنَّ اللَّهَ لا يُحِبُّ الْمُعْتَدِينَ" هذا عام، هذا يقبل التخصيص؟ لا يقبل التخصيص لا بحسب الأفراد ولا الازمنة، أو إلا الإعتداء في الزمان أو المكان الكذائي، الإعتداء ممقوت ومرفوض من أي صدر في أي مكان وزمان. يحرم معصية الله سبحانه وتعالى ولا تصح معصية الله، هذا عام ولا يستثنى منه، معصية الله ممقونة ولا يمكن أن نقو أن معصية الله ممقوتة إلا إذا صدرت مثلاً من النبي، "لَئِنْ أَشْرَكْتَ لَيَحْبَطَنَّ عَمَلُكَ وَلَتَكُونَنَّ مِنَ الْخَاسِرِينَ"، المعصية هي المعصية، أو من قبيل قوله سبحانه وتعالى: "وَقُلْ جَاء الْحَقُّ وَزَهَقَ الْبَاطِلُ إِنَّ الْبَاطِلَ كَانَ زَهُوقًا" كل باطل زهوق لا باطل له، هذا لا يطرأ عليه استثناء ويقال إلا هذا الباطل فإنه ليس زهوق.
إذاً هذه عمومات لا يطرأ عليها التخصيص ولا تقبل الإستثناء، ومن هنا نقول "وَلا تَعْتَدُوا إِنَّ اللَّهَ لا يُحِبُّ الْمُعْتَدِينَ" هذا عام لا يقبل الإستثناء، نسأل الجهاد الإبتدائي هل هو نحو من الإعتداء على الغير والتجاوز؟ إذا كان إعتداء فهو ممقوت ولا يجوز ولا يصح، أو هو ليس إعتداء؟


والحمد لله رب العالمين
وصل الله على سيدنا ونبينا محمد وآله الطيبين الطاهرين
__DEFINE_LIKE_SHARE__
رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة


المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
القرآن الكريم بصوت الشيخ القارئ الشيخ سعد الغامدي على عدة سيرفرات !!! محروم.كوم منتدى أخبار المواقع والمنتديات العربية والأجنبية 0 07-03-2010 10:00 PM
عوامل النصر في العمل السياسي من منظور إسلام / بقلم(الشيخ عيسى القفاص) محروم.كوم منتدى أخبار المواقع والمنتديات العربية والأجنبية 0 06-16-2010 02:30 AM
عوامل النصر في العمل السياسي من منظور إسلام / بقلم(الشيخ عيسى القفاص) محروم.كوم منتدى أخبار المواقع والمنتديات العربية والأجنبية 0 06-16-2010 02:20 AM
الشيخ المقداد:من عوامل النصر التي ذكرها القرأن الكريم الثبات والصبر محروم.كوم منتدى أخبار المواقع والمنتديات العربية والأجنبية 0 10-01-2009 09:30 PM
صاحب السمو الشيخ خليفة على حفظ القرآن الكريم والملازمة الدائمه لوالده الشيخ ♕ وليد الجسمي ♕ الشيوخ و رؤساء الدول 12 06-24-2008 08:59 AM


الساعة الآن 01:01 PM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
Content Relevant URLs by vBSEO 3.5.2 TranZ By Almuhajir

RSS RSS 2.0 XML MAP HTML