تكمن الحكمة في بقاء إبليس إلى آخر الدهر في امتحان العباد، ومجازاة الشيطان على صالح عمله السابق، وليتولى به المجرمين، وليزداد إثماً لأنه حلف على اقتطاع عباده، وصدهم عن عبوديته، فعندما رفض الشيطان السجود لآدم، طرده الله من جنته ورحمته، ولعنه، وأخذ على نفسه العهد أمام ربّ العزة بأن يغوي البعاد، وفي هذا المقال سنعرفكم على أسباب خلق الله للشيطان.
فإن كل مولود يولد على الفطرة ولكن أبواه يهوِّدانه أو ينصِّرانه أو يمجِّسانه، ونحو ذلك مما يغيرون به ما فطر الله عليه العباد من توحيده وحبه ومعرفته. فافترستهم الشياطين في هذا الموضع افتراس السبع والذئاب للغنم المنفردة. لولا لطف الله وكرمه بعباده المخلصين لجرى عليهم ما جرى على هؤلاء المفتونين، وهذا الذي جرى عليهم من توليهم عن ربهم وفاطرهم وتوليهم لعدوهم المريد لهم الشر من كل وجه، فخسروا الدنيا والآخرة، ورجعوا بالخيبة والصفقة الخاسرة، ولهذا قال: {وَمَنْ يَتَّخِذِ الشَّيْطَانَ وَلِيًّا مِنْ دُونِ اللَّهِ فَقَدْ خَسِرَ خُسْرَانًا مُبِينًا} وأي خسار أبين وأعظم ممن خسر دينه ودنياه وأوبقته معاصيه وخطاياه؟!! فحصل له الشقاء الأبدي .
__DEFINE_LIKE_SHARE__