أصاب فكري ما يصيب الأبدان من علل .. ولا أعلم ما أصابه إلا رفضه المرفوض للتفكير والكتابة .. فقررت ألا ألتفت إليه .. فجمعت أقلامي وعصرت مدادها حبرا وفكرا .. فنسجتها حروفا أبتغي منها التعبير عن ما أحس به وما أريد قوله ... يعني باختصار " فضفضه " كثيرةٌٌ هي تلك الأمور التي تمر في حياتنا فتعكر صفو مزاجنا فينقلب الحال من السرور إلى العبوس أو العكس.. ولكن لبعض الناس في حياتنا مواقف وكلام يبقى في الأذهان وإن غابت ونأت عنا الأبدان ... الذكريات ... آآآه من هذه الكلمه ومن ما تحمله من معاني وحكايات ... فهي باختصار " صدىً للسنين الماضيات " ... نسمعها تتردد في أذهاننا بين الحين والآخر كما تتردد أصوات الصدى بعد قولها بحين ... وهو أجمل وصف وأدق تعبير للذكريات وهي كما قال أمير الشعراء : مثلت في الذكرى هواك وفي الكرى ... والذكريات صدى السنين الحاكي نعم وبلا شك .. لن تعيد الذكريات ما قد فات ...فالماضي غير مرتجع والمستقبل غير مأمول ... ولكنها تعيد في الروح بعض ما فقدته بفقد الأحبه : يا صاحب الأمس ما للأمس مرتَجعٌ .... والذكريات تعيد الروح في الرمم وبالرغم من جمال بعض الأحداث التي أصبحت اليوم في عداد الذكريات إلا أن إستذكارها دائما ما يشعرنا بالحنين والحزن لعدم قدرتنا للعوده إلى جمال تلك الأحداث مرة أخرى ... ولكن وبالرغم من صعوبة الذكريات على النفس ( في الغالب ) وقساوتها ... إلا أنها تبقى الوسيله الوحيدة التي توصلك لمن تريد وإن إستحال الواقع ذلك .. وهي كما قال الشاعر : بعدت وعزّ إليك البريد ... وهل بين حي وميت بريدأجل بيننا رسل الذكريات ... وماضٍ يطيف ودمع يجود لا أعلم حين أتأمل " ذكرياتي " ما هو وضعي وموقفي فيها ... أتراني أسير في هذه الذكريات أم أني أسير هذه الذكريات؟ من الناس من يسير في ذكرياته كأنه عابر سبيل .. وكأنها أحداثٌ للم يمر بها ولم يعشها في يوم ما فهذا " جاحد " ... ومن الناس من يبقى فيها ولا يستطيع تجاوزها إلى حاضره ومستقبله وهذا " عاجز " ... وبين الناسي لماضيه والأسير لحكاويه يعيش جمع من الناس لعلي واحداً منهم ... هي مجرد خواطر قد لا ترتقي لأن تكون موضوعا مستقلا ولكنها قصاصات نثرتها في سلة واحده ... وأردت منها الفضفضه ...