من الجميل جداً أن نتعرض إلى طريقة تقبل الرضا، واستقبال القدر بروح ملؤها الإيمان، ونفس مطمئنة بحكمة الرحمن.. وبرؤية عابرة لآيات القرآن المعبرة، تستوقفنا هذه الآية لتكون لنا درساً بليغاً، وصاحباً معاوناً، ومعيناً للرضا بالقدر والقضاء.. حيث أن الرضا بالقضاء والقدر، لمن أهم سبل جلب الاطمئنان للنفوس، التي تضطرب لأدنى مكروه يحل بها.. وذلك عندما تلتفت إلى مقدمتين: الأولى منها: آية قرآنية وهي: (قُل لَّن يُصِيبَنَا إِلاَّ مَا كَتَبَ اللّهُ لَنَا).. وأما المقدمة الثانية: فهي حقيقة وجدانية وهي: (إلا ما كتب الله لنا فيه صلاحنا).. فالنتيجة هي: أنه لن يصيبنا إلا ما فيه مصلحتنا.. فإذا التفت العبد إلى هذه النتيجة، هل يبقى له أدنى اضطراب في أحلك ظروفه؟!..وبدراسة واعية لهاتين الحكمتين الخالدتين، يستنطق لنا علم النفس كيف أن النفس تستجيب لهذه الحقيقة، وتقنع بها.. وكيف ترقى بالفكر والقلب؛ لتبلغ بهما مبلغ الرضا.. وحيث أن البلوغ الفكري، والتسليم القلبي يكون طيعاً بيد المولى عز وجل، فالإرشاد الفكري، ومن منطلق البداهة، تستلزم الرضوخ بحكمة الإله عز وجل من وراء تلك المصائب والبلايا.. ومن منطلق القلب (حرم الرحمن) ومن جراء حبه وعشقه لمن سكن فيه، يرضى بالقدر والقضاء عن قناعة وعن رضا.
أختكم روحي بدوية
__DEFINE_LIKE_SHARE__
إلهي كفى بي عزاً أن أكون لك عبداً وكفى بي فخراً أن تكون لي رباً أنت كما أحب فأجعلني كما تحب