العاير هوالمكان البارز عند مدخل الحي أو مفترق الطرق ، يفترشه غالبا كبار السن كمجلس للاجتماع المكشوف للتشاور ، وتداول الآراء ، وترصد الأخبار والتسلية وقضاء الوقت .
سبب التسمية :
حقيقة لم أجد في اللغة ما يدعم هذا المصطلح بصورته اللفظية المباشرة ، ولكن للتسمية جذر وأصل يذهب بهذا المسمى من موروثه العامي المعهود إلى معناه اللغوي الفصيح ، ومنها بعد البحث والتقصي :
1- يقال عائر والجمع عوائر ، والعوائر من الجراد : الجماعات المتفرقة . (القاموس المحيط)
ولذا فالعوائر (العواير) مكان لجماعات متفرقة يتداولون فيه أمرهم .
ويقال أيضا :
2- اعْتَوَرُوا الشيء تداولوه فيما بينهم وكذا تَعَوَّرُوهُ تَعَوُّرَا و تَعَاوَرُوهُ . (مختار الصحاح)
والتّعَاوُر : شبه المداولة والتداول في الشيء ، واعتوروا الشيء وتعَوَّروهُ وتَعَاوَرُه : تداولُوهُ فيمَا بينَهم ( لسان العرب ) .
قال الجوهري : إنما ظهرت الواو في اعتوَرُوا لأنه في معنى تعاوَرُوا فَبُنِي عليه .
وفي الحديث : يتَعَاوَرُون علَى منْبَري أي يختلفون ويتَنَاوبُون كلما مضَى واحد خَلَفَه آخر .
والَعَارَةُ : ما تدَاولوه بينهم ، وعَارَرْتُ : تَمَكّثْتُ (القاموس المحيط) .
وما مضى ربما يدعم الأصل في التسمية من فعل تعاوروا الأمر تداولوه بينهم ، وهذا ما يحدث حين يجتمع القوم في مكان بارز يتداولون أمورهم ، ويتشاورون في حلّ قضاياهم ، فسمي المكان الذي يتعاورون فيه بعائر (عاير) .
3- ويقال أيضا رجلٌ عَيّار : كثير المجيء والذهاب في الأرض . ( لسان العرب ) .
ويُسمى الأسد عيَّارا لمجيئه وذهابه في طلب صيده ، ورجل عيَّار أي كثير التطواف والحركة . (مختار الصحاح) .
وحكى الفرّاء : رجلٌ عَيّار إذا كان كثير التطوَاف والحركة ذكيًا .
وفي هذا المعنى يكون العائر (العاير) في موقعه مكان يرتاده الناس ، ويكثر حوله المجيء والذهاب والتطواف أو الترصد وطلب الحاجة .
4-وقد يكون أيضا سبب التسمية ، وهذا ما أميل إليه من أن العائر (العاير) هو المكان المعهود الذي يجتمع فيه تجار البلد لاستقبال العِيرُ ، وهي الإبل التي تحمل الميرة ، والمِيرَةُ الطعام يمتارُهُ الإنسان وقد مَارَ أَهله (لسان العرب ).
والعِيرُ : كل ما امْتِيرَ عليه من الإبل والحمير والبغال ، فهو عِيرٌ .