لؤلؤة أوال | من قصص الموت في سجون آل خليفة

محروم.كوم · #1 11-16-2012, 12:40 PM

من قصص الموت في سجون آل خليفة 1-2

هذه قصّة الشّاب أحمد. الشّاب البحريني الذي أُصيب بجروح خطيرة، واُعتقل من مستشفى السّلمانيّة، ومنها إلى مركز شرطة النعيم، ليُنقل بعدها إلى سجن الحوض الجاف.
في صباح 16مارس 2011م، وبعد هجوم قوات الجيش والشغب على المعتصمين في دوار اللؤلؤ؛ حاول الكثير من المواطنين التوجّه إلى منطقة الدوار، وذلك لنجدة إخوانهم و أخواتهم، إلاّ أنّ كل النقاط المؤدية للدوار كانت مغلقة من قبل القوات، ما أدى إلى حدوث مناوشات بين الشباب وقوات الشغب اُستعملت فيها سلاح الشوزن بكثرة، ومن مسافات قريبة.
كنت أتيت متأخر (حوالي11 صباحا) مع 3 شباب. وصلنا إلى إحدى نقاط التماس – كرباباد بالقرب من الكوبري ومجمّع السيف - وفجأة وجدنا أنفسنا محاصرين من قوات الشغب المسلّحين بالشوزن.هربنا باتجاه البيوت، وحاولنا دخول أقرب بيت، إلا أنّ بوابته كانت موصدة بإحكام، مما اضطرنا للبحث عن وسيلة أو حيلة أخرى للاحتماء من رصاص الشوزن. وجدنا سيارة "بيك آب" بقربنا، فقرّرنا أربعتنا الانبطاح على الأرض تحت السيارة.

مرّت علينا قوّات الشغب، ولم ينتبهوا إلينا في البداية، ولكن بعد فترة قصيرة فوجئنا باثنين من شرطة الشغب يسيران باتجاهنا، وبسبب بعدهم النسبي عن السيارة- حيث كانا قرب مجمع العاصمة - استطاعا رؤية ما تحت السّيارة. عندها اقتربا من السيارة، وأخذا يطلقان رصاص الشوزن، فأصابتني إصابة مباشرة في رجلي، وتناثر اللحم، حتى بدا العظم. وبينما كنت مذهولاً ومستغرقا في التفكير حول هذه الإصابة الخطيرة؛ وإذا بقذيفة شوزن أخرى تصيب رأسي وعيني, هذا بالإضافة إلى إصابات تلقّاها زملائي تحت السيارة.
فرّ الجنديان بعد الإطلاق، وبقينا نعاني من الجراحات البليغة حوالي نصف ساعة، حتى تمكّنّا من الاتصال بأحد الإخوة، وأخبر صاحب المنزل أن يفتح باب بيته لندخل، ونتدبّر علاج الجراحات.

وزير الصّحة المستقيل: اذهبوا إلى السلمانيّة

دخلنا المنزل، وجرت محاولات واتصالات للحصول على مسعفين، أو منْ يتطوّع بنقلنا للعلاج، وبعد محاولات؛ تطوّع إخوة كويتيون بنقلنا في سيارتهم، وأخذونا إلى بني جمرة (مركز البديع). هناك، كان المركز مغلقاً، ولكن بعض الأطباء اضطرّوا لفتح باب المركز بالقوة، حيث تمّ تقديم الإسعافات الأولية لنا. تمّت خياطة جرحي على ثلاث طبقات، كما عولجت عيني، ولكنها كانت بحاجة لعلاجٍ خاص لا يمكن الحصول عليه إلا في مستشفى السلمانية. بعد اتصالات من الأطباء، أخبرنا وزير الصحة نزار البحارنة – الذي استقال لاحقاً – بإمكان الذهاب إلى مستشفى السلمانية، وأنّ ذلك على مسؤوليته، وأكّد أنه سيتواصل مع الجيش بهذا الخصوص.

مركز البديع كانت ترتاده قواتُ الجيش بين فترةٍ وأخرى، ويفتشون بداخله بحثاً عن جرحى. لذلك، فقد كان الأطباء يعالجون الجرحى بسرعة، ثم يُخرجونهم بسرعةٍ أيضاً قبل أن يأتي الجنود. كان الجرحى يؤخذون إلى بعض بيوت في قرية بني جمرة. بعد ذلك، جاءت الهليكوبتر، وأخذت بالتحليق فوق المركز مدّة من الوقت، وهو ما أدّى إلى توقّف إرسال الجرحى إلى المركز خوفاً من الاعتقال.

مشاهدات من مستشفى السلمانيّة

الطريق إلى مستشفى السلمانية كان صعباً. عندما وصلنا، وجدنا أن عدد الأطباء قليل، وكذلك الممرّضات. وهذه بعض المشاهدات ممّا جرى في السلمانية خلال 3 أيام كنتُ فيها هناك.
أُخذ جميع المرضى قسراً – بما فيهم أولئك الذين على أجهزة الإنعاش - إلى جناح 65 والذي جُمع فيه جميع جرحى الاحتجاجات، بما فيهم أولئك الذين نُقلِوا من مستشفيات أخرى، مثل مستشفى ابن النفيس.
كان يتمّ ضرب وتعذيب الجميع؛ المرضى، والأطباء، والممرضين. وقد سمعنا الكثير من الممرضات يتصارخن بسبب الضرب والإهانة.
الأطباء والممرضون كانوا في تناقص مستمر، وذلك بسبب الاعتقالات، والمنع من دخول المستشفى، وطرد البعض الآخر من المستشفى وإجبارهم على البقاء في منازلهم.
سُرقت جميع الهواتف الذكيّة، مثل الآيفون والبلاك بيري. كان الجندي بأخذ الهاتف، ويقول: "هذا سأعطيه لولدي أو لابنتي". أحد الجرحى حين أخذ جندي هاتفه "الآي فون"، وقال له بأنه سيأخذه لابنه، نظر الجريح إليه باستنكار واضح، فهمّ إليه وقام بضربه، ونهاه عن النّظر إليه بهذه الطّريقة.
يأتي الجنود بالكلاب البوليسية إلى جناح 65 ثلاث مرات في اليوم. يرهبون الجرحى. من اللافت أنهم حين يقتربون بالكلاب إلينا، فإنها كانت تمتنع عن أذيتنا أو النباح علينا.
أحد المرضى نُقِل إلينا من مستشفى ابن النفيس. كانت رجله ملفوفة بالجبس. الطبيب كتب في ملفّه بأنه مصاب بكسر بسبب سقوطه من على حصان، وسجّل تاريخ الإصابة بأيام ثلاثة قبل الهجوم على الدوار – وذلك بغرض حمايته من الاعتقال. ولكن الجنود أصرّوا على فتح الجبس، وحين وجدوا آثار الرصاص على رجله، قاموا بسحب المريض الجريح إلى مستشفى السلمانية بكلّ وحشيّة. هذا الجريح من جدحفص أو إسكان جدحفص، وقد كان يجلس على عتبة البيت حين أُصيب برصاصة من طائرة الهليكبتر، واخترقت الفخذ، وخرجت من الساق.
تاريخ النشر: 2012/10/27

المصدر: http://www.lulu-awal.com/news.php?newsid=72 __DEFINE_LIKE_SHARE__

المواضيع المتشابهه
الموضوع	كاتب الموضوع	المنتدى	مشاركات	آخر مشاركة
لؤلؤة أوال \| وجوه الثورة : عبدالجليل السنكيس	محروم.كوم	منتدى أخبار المواقع والمنتديات العربية والأجنبية	0	11-16-2012 12:40 PM
لؤلؤة أوال \| وجوه الثورة : عبدالجليل السنكيس	محروم.كوم	منتدى أخبار المواقع والمنتديات العربية والأجنبية	0	11-16-2012 12:10 PM
لؤلؤة أوال \| من قصص الموت في سجون آل خليفة	محروم.كوم	منتدى أخبار المواقع والمنتديات العربية والأجنبية	0	11-16-2012 12:10 PM
لؤلؤة أوال \| وجوه الثورة : زينب الخواجة	محروم.كوم	منتدى أخبار المواقع والمنتديات العربية والأجنبية	0	10-07-2012 02:30 PM
لؤلؤة أوال \| تأصيل الثّورة	محروم.كوم	منتدى أخبار المواقع والمنتديات العربية والأجنبية	0	09-30-2012 04:10 PM