الإصلاح المحمدي والإصلاح الأمريكي

محروم.كوم · #1 11-03-2012, 09:30 PM

مفهوم الإصلاح هو من المفاهيم الجميلة والبراقة، إلا أنّه يمكن أن يُراد منه الحق أو الباطل.
أي عاقلٍ لا يمكنه معارضة الإصلاح، وأن لا يرغب في الإصلاح، فلقد كان الأنبياء والأئمة عليهم السلام – وهم سادة العقلاء- أول من سعوا وراء إحداث إصلاح حقيقي وجذري داخل مجتمعاتهم، ويمثل الإمام الحسين عليه السلام رمز المصلح الحقيقي، حيث ترتكز فلسفة قيامه وثورته المقدسة على مبدأ الإصلاح في أمة جده رسول الله صلى الله عليه وآله (( ... إني لم أخرج أشراً ولا بطراً ولا مفسداً ولا ظالماً وإنما خرجت لطلب الإصلاح في أمة جدي، أريد أن آمر بالمعروف وأنهى عن المنكر وأسير بسيرة جدي وأبي علي بن أبي طالب ...)).
عامل الإصلاح والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر –وهو العامل الأهم- نتج عنه الرفض القاطع لمبايعة يزيد (( لا أعطي الدنية من نفسي أبداً )) (( والله لو لم يكن في الدنيا ملجأ ولا مأوى لما بايعتُ والله يزيد بن معاوية أبداً ...)) ((.. يزيد رجل فاسق قاتل النفس المحترمة معلن بالفسق، ومثلي لا يبايع مثله ..)).
تحول الحرام إلى حلال والحلال إلى حرام وتفشي الفساد في حياة الأمة هو الذي وضع الإمام الحسين عليه السلام أمام ضرورة المواجهة ووجوب القيام والثورة.
ومعنى ذلك أن الإصلاح في الأمة وتحقيق حياة العزة والكرامة التي يحكمها الإسلام المحمدي الخالص لا يكون إلا بالإعراض التام والرفض المطلق لذلك الجهاز الفاسد ولا يتم إلا بالإطاحة بالحكم الأموي المنحرف الفاسد، إذ أنه لو كان الإصلاح في الإبقاء على يزيد بن معاوية لعنه الله لأندثر الإسلام ولنطمس الدين (( وعلى الإسلام السلام إذا بُليت الأمة براعٍ مثل يزيد )).

والخلاصة أن الإصلاح في منظور حفيد رسول الله صلى الله عليه وآله أبي عبدالله الحسين عليه السلام يعني قلع وإجتثاث الحكم الأموي الفاسد وبتعبيرنا العصري (إسقاط النظام).
أمريكا الشيطان الأكبر تطرح مفهوم الإصلاح أيضاً إلاّ أنَّ مفهومها مغاير لذلك المفهوم الأصيل ويقع في الجهة المقابلة تماماً لذلك الإصلاح الحقيقي، يقصد من الإصلاح الأمريكي – وهو في الواقع إفساد لا إصلاح- إجراء أمور شكلية ظاهرية ترقيعية زائفة لا تمس بالجوهر والمضمون- كإصلاح الدستور وحذف وتغيير بعض القوانين والمقررات – الغرض الأساس منها التسلط والهيمنة من جديد، وقد يتم ذلك عبر تغيير وجوه الإنحراف والفساد ببدائل إنحراف وفساد أخرى، يقول سماحة السيد القائد الإمام الخامنئي (دام ظله الوارف) : (( ... الغرب يسعى بعد السقوط الإضطراري للعناصر التابعة أن يحافظ على أصل النظام والمحاور المفصلية للقدرة ويضع رأساً آخر على هذا البدن وبذلك يواصل فرض سيطرته، وهذا يعني إهدار كل المساعي والجهود، وفي هذه الحالة إن واجهوا مقاومة الجماهير ووعيها فسوف يسعون إلى بدائل إنحرافية أخرى يضعونها أمام الثورة والجماهير، هذه البدائل يمكن أن تتمثل بإقتراح نماذج للحكم والدستور تدفع بالبلدان الإسلامية مرة أخرى إلى شراك التبعية الثقافية والسياسية والإقتصادية للغرب ...).
فالإصلاح الأمريكي معناه الأسر والتبعية، الإصلاح الأمريكي يريد شعوباً مأسورة ذليلة مطأطئة له لا شأن لها بمفاخرها وتراثها الثقافي والفكري شعوباً لا تبدي تحفظاً إزاء عمليات النهب لثرواتها المعنوية والمادية، إصلاحٌ يبقي البلدان خاضعة للنفوذ الأمريكي، ولا تبقى أمريكا حينئذٍ يساورها أي قلق من ناحية النفط والغاز بما يمثلان من شريانٍ للحياة للعالم الصناعي المعاصر وكذلك من ناحية الموقع السياسي والجغرافي.
فأي إصلاحٍ يُراد يا ترى ؟ عندما نطالب بالإصلاح وإجراء الإصلاح عبر الشعارات السياسية المرفوعة أي خيار إصلاحي نحن سالكوه ؟!
نحن بين خيارين لا ثالث لهما فإما أن نكون مع إصلاح أبي عبدالله الحسين عليه السلام (الإصلاح المحمدي) وإما أن نكون مع إصلاح أمريكا الشيطان (الإصلاح الأمريكي).
__DEFINE_LIKE_SHARE__

المواضيع المتشابهه
الموضوع	كاتب الموضوع	المنتدى	مشاركات	آخر مشاركة
كل جريمة كانت تؤكد مزيداً من الحاجة إلى الإصلاح، وترسّخ مطالب الإصلاح،	محروم.كوم	منتدى أخبار المواقع والمنتديات العربية والأجنبية	0	02-11-2012 03:10 PM
هل تحتاج الثورة والإصلاح لبلطجية لكي تنتصر...	محروم.كوم	منتدى أخبار المواقع والمنتديات العربية والأجنبية	0	01-13-2012 10:20 PM
وزير الدفاع الأمريكي السابق: السوق السعودي أكبر شريك تجاري للسوق الأمريكي في الشرق ال	محروم.كوم	منتدى أخبار المواقع والمنتديات العربية والأجنبية	0	04-19-2010 12:50 PM
حتى المحميد يدافع عن الوفاق ؟؟	محروم.كوم	منتدى أخبار المواقع والمنتديات العربية والأجنبية	0	06-03-2009 11:30 AM
هام: الناشطة جمشير تلتقي نائب السفير الأمريكي وتسلمه خطاب للرئيس الأمريكي.	محروم.كوم	منتدى أخبار المواقع والمنتديات العربية والأجنبية	0	05-21-2009 07:50 PM