|
إنضمامك إلي منتديات استراحات زايد يحقق لك معرفة كل ماهو جديد في عالم الانترنت ...
انضم الينا
#1
| ||
| ||
كلمة الشيخ عبد الجليل المقداد (حفظه الله تعالى) بالـ (مسجد الرفيع = جمّالة) في البلاد القديم بتاريخ 22/8/2009م بسم الله الرحمن الرحيم والحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين محمد وآله الطيبين الطاهرين ولعنة الله على أعدائهم أجمعين إلى قيام يوم الدين شهر الله سبحانه وتعالى، شهر التوبة والمغفرة، شهر دُعـِينا فيه إلى ضيافة الله سبحانه وتعالى، الكريم المُطلق الذي يجود على من سأله ومن لم يسأله، فكيف به إذا ما دعاه إلى ضيافته؟ هذا الشهر محطة للعبد من أجل أن يصلح العلاقة التي بينه وبين ربه سبحانه وتعالى، ولا ينبغي أن تكون هذه العلاقة التي بين العبد وربه علاقة الفرار من الله والإعراض والصد لأنه لا يليق للعبد إلا أن يكون عبداً وإلا أن يكون قد تزيا بلباس الرقي والعبوديه إلى الله سبحانه وتعالى. ومن عجيب هذه العلاقة أنه يمكن للعبد أن يعمل على إصلاحها في أي وقت أراد، بلا حاجة إلى مقدمات وبلا حاجة إلى تقديم عذر أو تقديم كفيل أو شفيع، بمجرد أن العبد يرجع إلى الله سبحانه وتعالى فإن الله سبحانه وتعالى يقبل العبد وإن كان قد أسرف في حق نفسه وإن كان قد تجاوز مقتضى العبودية مع الله سبحانه وتعالى، ليس كما في العلاقات الدنيوية إن كنت على علاقة سيئة مع بعض الناس، قدت تحتاج إلى كفيل أو إلى وسيط وقد تحتاج إلى أخذ موعد سابق، أما العلاقة مع الله سبحانه وتعالى فيكفي أن العبد يرجع إلى ربه. هذه النفس الأمارة بالسوء هي التي تصد العبد عن ربه سبحانه وتعالى، وتمنعه من أن يكون على علاقة حسنة مع الله، وفي الدعاء "وأعِني بالبكاء على نفسي" ينبغي أن يخلوا الإنسان مع ربه وللبكاء وسكب الدموع أثر، في مقام الخطيئة والإعتراف بالمعصية له أثر بالغ، يدركه كل من مارس هذا المعنى، أي إنسان تذوق حلاوة البكاء على الخطيئة والتقصير والبكاء شوقاً ورغبة في الله سبحانه وتعالى، وفي إصلاح العلاقة التي بينه وبين ربه، البكاء والتوسل والخضوع له أثر بالغ، وبعض الأنفس حتى صاحبها لا يستطيع على إصلاحها وعلى تهذيبها حتى بالبكاء والعبادة والطاعة، هي في حالة صدود وفي حالة إعراض ولا يمكن تهذيبها ويعجز العبد عن إصلاحها، هنا تصل النوبة كما في الدعاء عن الإمام السجاد (عليه أفضل الصلاة والسلام) أن الإنسان يشكوا هذه النفس إلى خالقها، "اللهم إني أشكوا إليك نفس بالسوء أمارة". كيف إذا إنسان إذا كنت عاجز عن إصلاحه أو عاجز عن كفه للأذى تريد أن تمنعه وتكفه عن الأذى تستعين بجهة أخرى عليه، النفس أيضاً كذلك يشكوها الإنسان إلى خالقها، لا بد من إصلاح هذه العلاقة مع الله سبحانه وتعالى. ولا يمكن إصلاح العلاقة مع الله إلا أذا أصلح علاقته مع الناس ومع الخلق، لأن الخلق عيال الله سبحانهو تعالى، وفي هذا الصدد تأتي علاقة الإنسان مع أرحامه، في خصوص هذا الشهر أُمرنا بصلة الرحم، وإذا كان هناك تقاطع وابتعاد وقطيعة بين الأرحام، فينبغي العمل على إصلاحها. خصوصاً الفقراء والمستظعفين منهم، لا تدعه يشعر بالنقيصة "وأن رحمي لا يصلني لفقري" ولكوني مستظعفاً وإذا كانت الزيارة تأتي من صاحب الجهة الإجتماعية، يعني لا يكون هذا الفقير المستظعف هو الذي يبادر بالزيارة كما هو العرف عند الكثير من الناس، فليكن صاحب المال والوجاهة هو يبادر ويسعى لرحمه بالزيارة والبر والعطية، صلة رحمه بالزيارة والبر والعطية. وفي صلة الرحم أثر وثواب عظيم، وحتى الشارع الذي لا يفرق بين العباد والعباد كلهم عيال الله سبحانه وتعالى، إلا أنه مع ذلك الشارع يقول: "لا صدقة وذو رحم جائع" ، صدقات وعطايا الإنسان ينبغي أن يبدأ بذويه وبأرحامه، ما هذا إلا لأهمية الرحم، أيضاً بعد ذلك العمل على إصلاح العلاقات الإجتماعية مع الجيران والأصدقاء، وللبادء في هذا الأمر خير عظيم، لا ينبغي أن أقول مثلاً هو يبتدأني، للبادء وللمبادر خير وثواب عظيم مع الله سبحانه وتعالى. ينبغي أن نستفيد من الاجوء المعنوية لهذا الهشر، هذا الشهر الذي أبواب النيران فيه مؤصدة وأبواب الجنان مفتحة وأيدي الشياطين مغلولة هذه الأجواء والضيافة الربانية، ينبغي أن نستفيد منها كثيراً لإصلاح النفس والعمل على تهذيبها، كما أن لبعض الأمكنة حرمة، المساجد لها حرمات ومشاهد الأولياء لها حرمات، بعض الأزمنة أيضاً لها حرمة وإن كان العبد في كل زمان وفي كل مكان هو في محضر الله سبحانه وتعالى وعليه أن يرعى حرمة حضوره بين يدي الله عز وجل ولكن لبعض الأزمنة خصوصية، الإنسان ينبغي له أن يظبط نفسه وأن يقوي من إرادته في أن لا يقدم على المعاصي أو على أقل تقدير أن يخفف من المعصية ومن الجرأة على الله سبحانه وتعالى. الآن إذا لا نريد أن نستفيد من هذه الأجواء المعنوية ولا نريد أن نقضي بعض أوقاتنا في طاعة الله وقراءة القرآن والتهجد والدعاء والصلاة، على الأقل لا نقضي أوقاتنا في الطريق الآخر بالمعصية، سبحان الله هناك بعض الأنفس الرغبة في المعصية والإستعداد للمعصية تزداد في هذا الشهر الكريم، البعض يمكن في بقية أيام السنة لا يقضي أوقاته للسهر ومتابعة البرامج التي تفسد الأخلاق، والتي لا تعطي حرمة للإنسان ولكرامة الإنسان، ولكن في هذا الشهر الكريم يصبح مولعاً وتحدث عنده رغبة لمتابعة مثل هذه البرامج. والمحروم من حرم الغفران في هذا الشهر الكريم، لأنه إذا كانت أبواب الجنان مفتوحة وأبواب النيران مغلقة، وإذا كنا في ضيافة الله سبحانه وتعالى والمغبون لن نستفيد منها، هذه مأساة. وأخيراً علينا أن نلتفت إلى المستظعفين والفقراء منا في هذا الشهر، وأن نصلهم، وثق بالله ما دُفع درهم في سبيل الله إلا و وجد الإنسان عوضه، وكما في الحديث: "وإنك لن تجد فقد شيئ تركته لله سبحانه وتعالى" الله يعوض، الله هو الكريم، خصوصاً لأهل الخير ومن من الله سبحانه وتعالى عليهم. وكما في الدعاء "وارزقني مواساة من قدرت عليه من رزقك بما وسعت علي من فضلك" هذه المواهب الإلهية كلها لها ضرائب، إن أعطى ضريبة هذه النعم الإلهية استوجب بقائها، وإلا فإن الكفر بتلك النعم وعدم وضعها في مواضعها يوجب سلبها، وفقنا الله وإياكم لصيامه وقيامه ولتلاوة القرآن فيه وأن نصل أرحامنا وأن نصلح علاقاتنا مع أخواننا المؤمنين. والحمد لله رب العالمين.
__DEFINE_LIKE_SHARE__
وصل الله على سيدنا ونبينا محمد وآله الطاهرين . |
مواقع النشر (المفضلة) |
| |
![]() | ||||
الموضوع | كاتب الموضوع | المنتدى | مشاركات | آخر مشاركة |
كلمة الشيخ عبدالجليل المقداد في مأتم العالي بسماهيج 20-8-2009م | محروم.كوم | منتدى أخبار المواقع والمنتديات العربية والأجنبية | 0 | 08-23-2009 01:20 AM |
كلمة الشيخ عبدالجليل المقداد بيوم السبت 8-8-2009م | محروم.كوم | منتدى أخبار المواقع والمنتديات العربية والأجنبية | 0 | 08-09-2009 09:20 AM |
كلمة الشيخ عبدالجليل المقداد في مجلس الأستاذ عبدالوهاب حسين 3-8-2009م | محروم.كوم | منتدى أخبار المواقع والمنتديات العربية والأجنبية | 0 | 08-07-2009 08:50 AM |
كلمة الشيخ عبدالجليل المقداد في لقاء التحرك الجديد بالجماهير بقرية سترة (10-7-2009م). | محروم.كوم | منتدى أخبار المواقع والمنتديات العربية والأجنبية | 0 | 07-11-2009 06:50 PM |
صوتياً/ كلمة الشيخ عبدالجليل المقداد بتاريخ 13-6-2009م يتكلم عن العريضة | محروم.كوم | منتدى أخبار المواقع والمنتديات العربية والأجنبية | 0 | 06-17-2009 12:00 PM |