بسم الله الرحمن الرحيم


كشفت لــ «الإمارات اليوم» أن مشرفات في المدرسة شاهدن واقعة الاعتداء عليها.. ولم يتدخّلن لإنقاذها




أفاقت الطالبة في الصف السابع، التي تدرس في مدارس خاصة بأبوظبي، لجين حسين، من غيبوبتها التي استمرت نحو 20 يوماً، كانت خلالها في العناية المركزة بمستشفى خليفة الطبي، لتكشف معلومات جديدة حول واقعة الاعتداء عليها، من بينها أن «مشرفات في المدرسة شاهدن واقعة الاعتداء، لكنهن لم يتحركن لإنقاذها».
وكانت (لجين) تعرّضت للضرب من أربعة طلاب في الصف الرابع، خلال الفسحة المدرسية، نتج عنه تجمع دموي في الرأس أُجريت لها على إثره عملية جراحية.
ونقلت الطالبة إلى غرفة خاصة بالمستشفى بعد التأكد من تعافيها، وكان مدير عام مجلس أبوظبي للتعليم، مغير خميس الخييلي، أول الزائرين للاطمئنان على حالتها، وطمأنة ذويها على متابعة المجلس لهذه الحالة أولاً بأول.
وروت (لجين) لـ«الإمارات اليوم» تفاصيل واقعة الاعتداء بصوت متقطّع، وجسد مرتعش، وذكرت أنها «ذهبت إلى المدرسة يوم الخميس، الذي تعتبره أحد أسعد أيامها لأنها تحصل بعده على الراحة الأسبوعية، وبدا اليوم طبيعياً، وحضرت حصصها الدراسية من دون أي تغيير أو مشكلات». وتابعت: «في منتصف اليوم نزلنا ساحة المدرسة لقضاء الفسحة المدرسية، وكنت أقف مع زميلاتي، وحولنا طلاب كثر، فاصطدم بي طالب أصغر مني سناً ودفعني بقوة، وعندما حاولت الاستناد تلافياً للسقوط، دفعني طالب آخر إلى الجهة الأخرى، فسقطت على الأرض».
وأضافت: «التفّ حولي أربعة طلاب وتوالت الركلات عليّ في معظم أجزاء جسمي، ولولا تدخل بعض صديقاتي، لإبعادهم ومساعدتي على النهوض، لما كنت قد استطعت الوقوف أبداً»، ولفتت إلى أن «اثنتين من صديقاتها ساعدتاها على الوصول إلى دورة المياه لتغسل وجهها، ثم صعدت معهما إلى الصف الدراسي، وحضرت حصة التربية الإسلامية، لكن التعب والألم تزايد كثيراً، ما دعا معلمة الصف إلى إرسالها لغرفة الممرضة، التي وضعتها على سرير الكشف، وطلبت منها الخلود إلى الراحة، وأعطتها دواء للمغص».
وقالت الطالبة إن «مشرفات في المدرسة شاهدن الواقعة، لكنهن لم يتدخلن لحمايتها واكتفين بالفرجة»، مشددة على أنها لن تعود إلى المدرسة من جديد، لأنها لم تتمكن من نسيان ما حدث لها.
وأعربت والدة لجين، مها عبدالقادر، عن سعادتها بتحسن ابنتها وعودتها إلى الحياة بعد هذه المتاعب، مضيفة أن «ابنتها أفاقت بالكامل مرة واحدة، ووجدت الممرضة تنظف لها جسدها فطلبت منها أن تساعدها على ارتداء ملابسها وسألتها عن أهلها، ما دفع الممرضة إلى الخروج مسرعة من غرفة العناية المركزة لتزف لنا الخبر السعيد، بأن (لجين) أفاقت وتحدثت بشكل اعتيادي، فسارعنا إليها لنجدها واعية بما حولها، معتبرة أن الأمر بمثابة معجزة».

فيما أكد والد الفتاة، حسين عبدالله، أن «ابنته ستكمل بقية العام الدراسي في المنزل، لرفضها العودة إلى المدرسة، وخوف الأسرة عليها لعدم وجود رقابة أو حماية للطلبة»، وأوضح أن «الطلبة المتهمين في الواقعة اعترفوا بضربهم ابنته».
ونوّه بتكرار مدير عام مجلس أبوظبي للتعليم، مغير خميس الخييلي، زيارته لابنته، وسؤاله اليومي عن حالتها، مشيراً إلى اطمئنانه التام إلى أن حق ابنته لن يضيع، فيما اتهم الشقيق الأكبر للجين، مهران حسين، إدارة المدرسة بالتعامل بإهمال وتقصير كبيرين مع أخته، سواء على مستوى عدم مساعدتها وقت تعرضها للضرب، وتجاهل حالتها والتعامل معها على أنها شجار عادي، أو عدم مبادرتها بنقلها إلى المستشفى، ما هدد حياتها، مشيراً إلى أن «صديقات أخته في المدرسة أخبرنه بأن الساحة مزوّدة بكاميرات، لكن إدارة المدرسة زعمت تعطلها في ذلك اليوم». وأعرب الخييلي عن سعادته البالغة بتحسن الحالة الصحية للطالبة (لجين)، مؤكداً أن «المجلس منذ اليوم الأول للحادثة شكّل لجنة للتحقيق بالتعاون مع الأطراف المعنية، وبتحسن حالتها الصحية ستتم إضافة إفادتها لاستخلاص التقرير النهائي، وسيتم بعدها إعلان نتائج التحقيق وتحديد المسؤولين ومحاسبتهم قريباً».