أدلة بريطانية تحاصر "الموساد" في قضية المبحوح

خـوار تلي · #1 03-24-2010, 12:16 PM

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

أعلنت بريطانيا، أمس، طرد دبلوماسي “إسرائيلي” بسبب استخدام جوازات سفر بريطانية مزورة في عملية اغتيال محمود المبحوح القائد في حركة “حماس” في يناير/كانون الثاني الماضي في دبي، وذلك بعد التأكد من مسؤولية “إسرائيل” عن هذه الجوازات، من خلال “أدلة دامغة”، فيما أعلنت فرنسا وألمانيا أنهما فتحتا تحقيقاً.
على الخلفية ذاتها .

وقال وزير الخارجية البريطاني ديفيد ميليباند معلناً نتائج التحقيق البريطاني في هذا الشأن “توصلنا الى وجود أسباب مقنعة للاعتقاد بأن “إسرائيل” مسؤولة عن هذا الاستخدام السيئ لجوازات سفر بريطانية” . وأضاف في تصريح أمام مجلس العموم “لقد طلبت إبعاد موظف في السفارة “الإسرائيلية” من المملكة المتحدة بسبب هذه القضية” . وأكد أن “الحكومة تنظر الى هذه المسألة بجدية بالغة . فهذا الاستخدام السيئ لجوازات سفر بريطانية أمر لا يمكن السكوت عنه” .

وأوضح ميليباند أن الوكالة المكلفة التحقيقات المتعلقة بالجريمة المنظمة خلصت الى أن وثائق الهوية المستخدمة “نسخت من جوازات سفر بريطانية حقيقية عند نقلها الى “إسرائيل” ودول أخرى للتحقق من أشخاص تربطهم علاقات ب “إسرائيل” في “إسرائيل” أو في دول أخرى . ولم تعثر الوكالة على أي رابط مع أي دولة غيرها” .

وأشار إلى “أن وكالة مكافحة الجريمة المنظمة الخطيرة في بريطانيا سلّمت تقرير التحقيق الذي أجرته حول استخدام جوازات سفر بريطانية مستنسخة إلى وزير الداخلية وتم تقديمه إلى الحكومة (أمس)، ونقوم بدراسته حالياً، لكننا لا نستطيع الكشف عن مضمونه حالياً لأسباب قانونية وأسباب أخرى” . وأضاف أنه أجرى محادثات هاتفية خلال الساعات الأربع والعشرين مع وزراء خارجية الدول الأخرى التي جرى استخدام جوازات سفرها في اغتيال المبحوح، والتي لا تزال تجري تحقيقاتها الخاصة حول القضية .

وجدد ميليباند التأكيد على “أن المملكة المتحدة لم يكن لديها علم مسبق بما حدث في دبي، ولم تكن متورطة بأي شكل من الأشكال في اغتيال المبحوح” . وقال إن الحكومة البريطانية “تتعامل مع هذه القضية بجدية بالغة لقناعتها بأن إساءة استخدام جوازات السفر البريطانية يمثل أمراً لا يُطاق ويشكل تهديداً لسلامة الرعايا البريطانيين في المنطقة وتجاهلاً عميقاً لسيادة المملكة المتحدة، كما أن حقيقة قيام بلد صديق يقيم علاقات دبلوماسية وثقافية وتجارية وشخصية مع المملكة المتحدة يصب الزيت على النار” .

وفيما أعلن ميليباند أن بريطانيا “ستواصل العمل بشكل وثيق مع “إسرائيل” بشأن مجموعة من القضايا وخاصة التهديد النووي الإيراني”، شدد على ضرورة “أن يقوم هذا التعاون على الشفافية والثقة” . وقال إن حكومته “ستتخذ عدداً من الخطوات للتعبير عن غضبها الشديد إزاء ما حدث والسعي إلى ضمان عدم وقوع هذا الانتهاك مرة أخرى” من دون أن يكشف عن طبيعتها، لكنه أشار إلى أن وزارته “ستقوم بتعديل نصائح السفر للمواطنين البريطانيين إلى “إسرائيل” لتوضيح المخاطر المحتملة التي تواجههم هناك وتحديد الخطوات التي يمكن أن يتخذوها للحد من هذا الخطر” . وأضاف أنه التقى في بروكسل، الاثنين، وزير الخارجية “الإسرائيلي” افيغدور ليبرمان و”سلمه رسالة تطلب منه تقديم ضمانات رسمية بألا تكون “إسرائيل” أبداً طرفاً في إساءة استخدام جوازات السفر البريطانية في مثل هذه الطريقة في المستقبل” .

لكن ليبرمان زعم أن بريطانيا لم تقدم إثباتات تدل على ضلوع “إسرائيل” في تزوير جوازات . ونقلت وسائل إعلام “إسرائيلية” عن ليبرمان قوله إنه “لم يتم تسليمي أية إثباتات تدل على ضلوع “إسرائيل” في القضية” . وأضاف “إننا نولي أهمية كبيرة للعلاقات مع بريطانيا ونجري معهم عدة حوارات حول مواضيع حساسة” . وقال “إننا نأسف على القرار البريطاني” .

وأعرب السفير “الإسرائيلي” في لندن رون بروسور، الذي تم استدعاؤه للخارجية البريطانية قبل تصريح ميليباند، عن خيبة أمل إزاء القرار البريطاني . وقال للصحافيين “العلاقات بين “إسرائيل” والمملكة المتحدة مهمة للطرفين، لذلك أصبنا بخيبة الأمل لقرار الحكومة البريطانية” . وأضاف إن “رغبتنا واضحة في تدعيم الأسس المتينة لعلاقاتنا وهي علاقات حيوية ومفيدة لبلدينا” .

وأعلن مسؤول “إسرائيلي” أن إسرائيل لن تطرد دبلوماسياً بريطانياً رداً على إعلان لندن طرد دبلوماسي “إسرائيلي” . وقال المسؤول الذي طلب عدم الكشف عن اسمه “ليست لدينا أية نية لطرد دبلوماسي بريطاني رداً على قرار لندن” . وأضاف ل “فرانس برس” أن “تهدئة الوضع تحتل الأولوية بالنسبة لنا” .

وعدلت بريطانيا تعليمات السفر التي تصدرها بالنسبة ل”إسرائيل”، فأوصت البريطانيين الذين يزورون “إسرائيل” بعدم إعطاء جوازات سفرهم لأحد بما في ذلك المسؤولون “إلا للضرورة القصوى” .

وفي قطاع غزة قال سامي أبو زهري المتحدث باسم حركة “حماس” إن الطرد يثبت أن بريطانيا تحمل “إسرائيل” مسؤولية الاغتيال . وقال نديم شحادة الخبير في شؤون الشرق الأوسط في معهد تشاتهام هاوس للبحوث إن بريطانيا في واقع الأمر تتهم “إسرائيل” بإصدار الأمر باغتيال المبحوح . ولكن فيصل عيتاني المستشار في معهد إكسكلوسيف أناليسيس قال إن الخطوة مجرد “قرصة أذن” .

وقال محللون إن من شأن الخطوة البريطانية أن تشكل ضغطاً على دول أخرى استخدمت جوازات سفرها لاتخاذ إجراء مماثل . وبالفعل أعلنت نيابة باريس، أمس، أنها فتحت تحقيقاً في 12 مارس/آذار الحالي بشأن تزوير أو استخدام وثائق سفر مزورة في قضية اغتيال المبحوح . وكانت وزارة العدل الفرنسية قد تلقت طلبات بالقبض أصدرتها شرطة دبي بعد قيام 26 شخصاً باستخدام جوازات سفر مزورة أو انتحال شخصيات أصحاب هذه الجوازات ومن بينها أربعة جوازات فرنسية في العملية . وأعلنت نيابة باريس أن عمليات الفحص التي تمت قد أوضحت أن هذه الجوازات قد تم إصدارها وفقاً لهويات مزورة أو تم تزويرها عن طريق لصق صورة غير مطابقة لهوية صاحب الجواز .

وفي برلين، اعلنت النيابة العامة الألمانية أن تحقيقا فتح لكشف مصدر جواز سفر الماني صحيح تم تغيير اسم صاحبه واستخدم خلال اغتيال المبحوح .

وقال متحدث باسم النيابة إن التحقيق فتح ضد مجهول “لقيامه بنشاطات لخدمة جهاز استخبارات أجنبي” و”لانتحاله هوية”، والهدف معرفة كيف تمكنت هذه المجموعة من الحصول على جواز سفر ألماني صحيح، وتابع أن لا علاقة للتحقيق بعملية اغتيال محمود المبحوح نفسه لأنه لا شيء يؤكد حتى الآن أن القاتل استخدم جواز السفر المذكور .

وأوضحت وزارة الخارجية الألمانية ان التحقيق هذا فتح “منذ أكثر من شهر” .

الخليـــــــــــــــــــج .... __DEFINE_LIKE_SHARE__