|
إنضمامك إلي منتديات استراحات زايد يحقق لك معرفة كل ماهو جديد في عالم الانترنت ...
انضم الينا
#1
| ||
| ||
كلمة سماحة الأمين العام لجمعية العمل الاسلامي العلامة الشيخ محمد على المحفوظ فى مهرجان تكريم معتقلى كرزكان ليلة الجمعة الموافق : 15 – 10 – 2009 بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين ، و الصلاة و السلام على خير خلقه أجمعين نبينا محمد و على أهل بيته الطيبين الطاهرين و اللعنة الدائمة على أعدائهم الى قيام يوم الدين . قال الله العظيم فى محكم كتابه الكريم : بسم الله الرحمن الرحيم ( و الذين جاهدوا فينا لنهدينهم سبلنا ، و ان الله لمع المحسنين ) صدق الله العلى العظيم أيها الاخوة و الاخوات ... السلام عليكم و رحمة الله و بركاته طالما بقيت الشراكة مفقودة فى هذا البلد ، و طالما يتم التعامل مع الناس على أنهم ليسوا شركاء فى القرار و لربما على انهم ليسوا شركاء حتى فى الوطن فهم قد قدموا من هنا و هناك . مع أن التأريخ لا يمكن أن يحرف خاصة فى بلد دخل فى الاسلام من دون اكراه ، و طالما ان الشراكة مفقودة فسوف يبقى الوطن مكبلا مسجونا بابنائه ، دخلوا الزنزانات أم بقوا على مساحات من هذه الارض التى ضاقت باهلها ، طالما ان الشراكة مفقودة فسوف يبقى الوطن سجينا ، من خلال غياب نظامه السياسي الذى يصنعه الناس ، من خلال غياب دستوره التعاقدى الذى يشترك فيه الناس ، من خلال غياب سواحله و أراضيه و امواله ، و من خلال استئثار فئة قليلة بثرواته . و لأنه لا يصح الا الصحيح فقد قال رسول الله ( ص ) : ( الناس شركاء فى ثلاث : فى الماء و فى الكلأ و فى النار ) و اى مجتمع عمل بهذا ليس فقط أستطاع أن يضمن الاستقرار و أنما تخطى ذلك ففكر فى البحث عن الماء فى الفضاء ، فبعد ان هبطوا على القمر هاهم يفكرون فى أكتشاف الماء فى القمر ، بينما نحن بلد المياه و العيون العذبة ، فقدت سواحلها بقدرة قادر معروف و فقدت مياهها و عيونها و زراعتها بفعل خطة ما كان يتصور احد أن تصل الى ما وصلت اليه ، فأصبحنا جزيرة بلا مياه و بلا سواحل و بلا نظام سياسي مهما قال القائلون فى سلطات لا تسمن و لا تغنى من جوع ، فلازلنا نعيش فى عصر العشيرة و القبيلة مع أننا نتحدث فى القرن الواحد و العشرين ، نتحدث عن الشراكات التى طالت امما بذاتها فذابت فى بعضها البعض ، نتحدث عن عصر الشراكة الذى وصل فيه رجل من أصل كيني الى سدة الرئاسة فى أقوى قوة عالمية و هى الولايات المتحدة الامريكية ، بينما لازلنا نعيش هنا على هزائم الطوائف و العشائر و على هزائم التصنيفات و التقسيمات فى دول لا تتجاوز الشبر فى شبر أخر . طالما بقيت هذه الشراكة مفقودة فما المانع أن يدخل سجين هنا و يفرج عن سجين هناك ، و الى متى سوف تبقى هذه البلاد تمشى على جراحاتها فيقدم الناس تنازلات تلو تنازلات ، ثم عليهم أن يمدحوا ظالمهم و جلادهم فيتحدثون عن نزاهة القضاء ، فأذا كان هؤلاء الفتية الذين سجنوا دون وجه حق أبرياء و مجنيا عليهم فمن هو الجاني ؟ و من هو المعتدي ؟ و لكن فى بلد يعاني من فساد النظام السياسي و لازلنا نتحدث عن الوزارات السيادية و لازلنا نعيش فى عصر الاسياد و العبيد و الرعاة ، و على الضحية أن يخرج مبتسما الى الناس ثم يقول شكرا فلم أر شيئا يستحق الذكر و ان عذبوه و ضربوه و سرقوه ، و ان أرعبوا أهله و ان ادخلوا البلاد فى منحنى لا يعلمه الا الله . و وصلت البلاد الى درجة ان ينخدع الكثير من الناس بين حديث عن جريمة حقيقية و بين حديث من أناس كانوا يعتقدون و لا يزالون ببرائة ابنائهم ، نتيجة لمكر و خداع ممن ؟ من المؤسسة التى من المفترض ان تحفظ أمن الناس ، التى ينبغى أن تدافع عن أمن الناس ، فتحول كل مناصر و مساند و داعم الى هؤلاء الفتية الى متطرف و مغامر يريد ان يأخذ البلاد الى الدمار و الى الشقاق و النزاعات . فان تحدثنا عن نزاهة القضاء ، فان من تحدث عن هؤلاء الفتية بسوء فأن عليه أن يعتذر و على من أعتذر أن يعتذر على مرأى و مسمع من الناس ، كمن صور البعض و جاء بهم على شاشات التلفزة و عرضوهم على الناس كمجرمين ووصل الصدى الى العالم ، فشوهوا صورة البلد من خلال كيل الاتهامات من هنا و هناك و تحدثوا ليس فقط عن قتل ، و انما عن أسلحة مخبئة . طالما بقيت هذه الشراكة مفقودة فسوف نعيش فى فوضى ، اما نحن أحرار على مساحات ما تبقى من هذا الوطن ، لأن هنالك شك فى الحديث عن وطن حقيقي منقوص الصلاحيات كما هو منقوص السواحل ، كما هو مسروق السواحل بتعبير أدق ، لا نزال ننظر الى الناس كقصر عليهم أن يقبلوا بما يقدم لهم من فتات و عليهم ان يقبلوا و يتعايشوا ، و يتم الحديث و هو ما ستكشف عنه الايام القادمة كما كشف عنه القضاء مخطئا أو مصيبا ، نزيها او مدانا عن حديث و وهم خاطئ فيما يرتبط بداخل فى النظام و بخارج على النظام . و بمشارك و بمقاطع و هل يوجد نظام سياسي فى بلد يعيش على ثلاث حكومات و الجميع يعلم ذلك من سياسي و متابع و من مراقبى الشأن العام الى أصغر طفل ، فنحن نعيش بثلاث حكومات ، حديث عن داخل و خارج لا معنى له الا فى ظل نظام سياسي متقدم يحرج من يتخلف عنه ، أما فى ظل حكم قبلي محصور ، لا يتطور مع الزمن و ان تطور أعطاك برلمانا مخصيا لا يستطيع أن ينجب ، و عشنا ثمان سنوات عجاف فلم نستطع ان نسترد ساحلا ، فكيف و هى قضية ظاهرة و شاهرة و أمام العيان فكيف نسترد حقا مسلوبا مستورا عن الناس ، كيف نسترد تعقيدات السياسة و بناء الطائفية السياسية من خلال تقسيم البلد الى دوائر ، بعد أن قسمت الى طوائف ، من خلال تقسيم البلد الى عشائر بعد أن قسمت الى موالاة و من يخرج عن هذه الدائرة يصنف بأنه من أعداء الوطن و أنه ضد النظام . بينما تصنع الشعوب و المجتمعات أنظمتها ، نعيش نحن و لا نزال فى دائرة الانتظار ، ما الذى يتكرم به علينا الحكم و علينا ان نقبل به و نطوره الى الافضل ، و لكن قيل دائما و ابدا ( فاقد الشئ لا يعطيه ) . فنحن لا نزال و لا يزال البعض يعيش على أنتصارات و استحقاقات و مكتسبات وهمية ، و نصر موهوم أخطر من هزيمة مؤكدة ، لذلك ففى قضية هؤلاء الفتية و عوائلهم و أمهاتهم و آبائهم دروس عظيمة فعلا فى خلال الفترة التى عايشت هذا الصبر و الصمود و هذا الاستمرار ، رأيت أن الارادة الحقيقية اذا تمثلت و لو فى فئة قليلة من الناس ليس بايديهم شيئ ، لو وقف العالم باجمعه فى قبالهم فأن الارادة الحقيقية تستطيع أن تغير ، فلذلك فالدرس اليوم ليس من قبل الزعامات و ليس من قبل الجمعيات و الشخصيات ، درس عظيم جئنا لنتزود به من هؤلاء الفتية و أمهاتهم وأخواتهم و آبائهم و عوائلهم الذين وقفوا الى نهاية المطاف بعد أن وقف كثيرون فى قبالهم ، ليس علينا اليوم أن نتحدث عن دروس لأحد فهذا الشعب فوق الدروس و هذا الشعب ينبغى أن يكون فوق المزايدات و هذا الشعب قادر على أن يثبت أنتصاره و تغييره و ليس عليه أن يثبت برائته . و ما الذى صنعه هذا المجتمع غير تعزيز الثقة فى كل المحطات منذ السبعينات و الى الآن و لا يزال هذا الشعب يقدم على الرغم من كل الجراحات الحية التى بقت و التى مضت الى ربها ، يقدم الصفح و التنازل ألا يكفى أن نستقبل هذا الغصن من الزيتون بانفتاح يأخذ بيد بلدنا و وطننا على الاقل الى الماضى القريب الذى كنا نصدر فيه المدرسين و العلماء و نصدر فيه الخضار و الفاكهة الى الخارج ، و نستقبل فيه أيضا من اصابهم ضنك العيش من كل البلاد ، فأذا بنا نعيش فى القرن الواحد و العشرين شعب غريب فى وطنه لفقره و للاتهامات التى تكال اليه حتى اضحى و كأنه شعب تجمع من هنا و هناك فشكل مجتمعا اسمه البحرين . و كأنما هذه البلاد ليست ضاربة فى جذور التأريخ سابقا و لاحقا و لا فخر بطبيعة الحال الا بانتمائنا لرسالة رسول الله ( ص ) لكن ان تحدثنا عن التأريخ فنحن التأريخ و ان تحدثنا عن الحاضر فنحن الحاضر ، جئنا هنا لكى نتعلم من الدرس الكبير الذى صنعه هؤلاء الفتية بصبرهم و بصمودهم و بشموخهم و بوقفة آبائهم و امهاتهم ، فلنا منهم التحية و ليعذرونا و ليقبلونا و ليقبلنا هذا الشعب فى مدرسته لكى نتعلم ، فقد سقطت كل المقاييس و كل الادعاءات و على هذا الشعب أن يقرر و أن يثبت للعالم أنه قادر على التغيير من أجل الافضل و من أجل الجميع فى الوطن من دون استثناء و لسنا فى عداء مع أحد و لا نتكلم عن سلطة فانية فى دنيا هى اساسا فانية و انما نتحدث عن عيش يرتقى بابنائه الى ما وصل اليه الآخرون ، فنحن لسنا بدعا من الشعوب و المجتمعات فكفى ثم كفى ثم كفى فالتغيير قادم لا محالة ، و هذه ربما تكون خطوة من الخطوات على طريق التغيير باذن الله . تحية من جديد الى كل أم و الى كل أب و الى كل أخ و الى كل طفل و الى كل شاب صبر فى هذه المحنة و تحية الى كل من بذل جهدا صغيرا او كبيرا ، نسأل الله سبحانه و تعالى أن يغير سوء حالنا بحسن حاله و أن يصلح كل فاسد من أمور المسلمين ، و الحمد لله رب العالمين و الصلاة و السلام على خير خلقه اجمعين نبينا محمد و أهل بيته الطيبين الطاهرين . .................................................. ............................................... و بعد أنتهاء الحفل و فى فقرة تكريم المعتقلين المفرج عنهم أناب سماحة الأمين العام للجمعية العلامة الشيخ محمد على المحفوظ ، أمين سر الجمعية السيد رضوان الموسوى بتكريم الاخوة المفرج عنهم ، حيث قدمت الجمعية باقات ورود للاخوة فرسان الحرية مع هدية متواضعة تقديرا لهم على صبرهم و صمودهم و ثباتهم فى المحنة .
__DEFINE_LIKE_SHARE__
|
مواقع النشر (المفضلة) |
| |
المواضيع المتشابهه | ||||
الموضوع | كاتب الموضوع | المنتدى | مشاركات | آخر مشاركة |
كلمة سماحة الأمين العام فى الملتقى الرسالى الثاني | محروم.كوم | منتدى أخبار المواقع والمنتديات العربية والأجنبية | 0 | 04-25-2010 01:40 AM |
كلمة الأمين العام للوفاق الشيخ علي سلمان في المؤتمر العام | محروم.كوم | منتدى أخبار المواقع والمنتديات العربية والأجنبية | 0 | 02-18-2010 05:50 PM |
كلمة سماحة الأمين العام لجمعية العمل الاسلامي فى مهرجان فرسان الحرية | محروم.كوم | منتدى أخبار المواقع والمنتديات العربية والأجنبية | 0 | 10-16-2009 08:30 PM |
ملخص لقاء سماحة الأمين العام مع سماحة العلامة الشيخ عيسى قاسم | محروم.كوم | منتدى أخبار المواقع والمنتديات العربية والأجنبية | 0 | 06-15-2009 03:00 AM |
الشيخ محمد علي المحفوظ يستنكر تصرفات الأمين العام لجمعية الوفاق | محروم.كوم | منتدى أخبار المواقع والمنتديات العربية والأجنبية | 0 | 05-07-2009 04:10 AM |