رصد مواطنون عبور قطيع من الحيتان النادرة المياه الإقليمية لجزيرة أبوظبي يضم 7 حيتان يصل طول الواحد منها إلى 10 أمتار ويزن 8 أطنان.
وكان المواطنون الثلاثة خالد الهاشمي وخالد الرميثي وسعود الرميثي الذين التقطوا صورا لقطيع الحيتان في رحلة غوص بحرية داخل المياه الاقليمية للإمارة التي تميزت بلونها الأسود والأبيض شديدة التباين والتي تتضمن بقعة بيضاء فوق العينين.
وتوقع خالد الرميثي أن يكون القطيع وصل إلى هذه المنطقة بسبب الرياح القوية التي سيطرت على المنطقة مؤخرا، والتي قد تكون جرفته إلى داخل الخليج العربي. وأكد أنه ''لم يرَ من قبل مثل هذا النوع من الحيتان خلال رحلاته البحرية التي استمرت على مدى عشرين عاما''.


ووصف خالد الهاشمي الحيتان بأنها ''مسالمة ولم يشعروا بأي خطر من تواجدها''. وقال إن القطيع تكون من 7 حيتان انقسمت إلى مجموعتين، الاولى تضم حوتا كبيرا وطوله من 9-10أمتار ويرافقه حوت صغير، فيما ضمت الثانية 5 حيتان تتحرك كمجموعة واحدة.

ومن جهته، أكد ثابت زهران آل عبدالسلام مدير إدارة التنوع البيولوجي البحري في هيئة البيئة أبوظبي أن هذه الحيتان من نوع الحوت النادر orcinus orca وهو حيوان ثديي مائي ينتمي إلى مجموعة الحيتان، التي تشمل الحيتان والدلافين، ولكنه مصنف ضمن عائلة دلالفين المحيطات وهو أكبر الأنواع حجماً في هذا العائلة.

وأشار إلى أن هذا النوع من الحيتان يعيش في مختلف أنحاء العالم، حيث يتواجد في جميع محيطات وبحار العالم، من الجليدية في القطب الشمالي والقطب الجنوبي إلى المناطق الحارة، والبحار الاستوائية كما أنه يزور مياه الخليج العربي من وقت إلى آخر.

ويشكل طول السواحل التي تطل على يابسة إمارة ابوظبي نحو 85 بالمئة من إجمالي ساحل دولة الإمارات والذي يبلغ طوله 700 كيلومتر.
وقال ثابت عبدالسلام إن الحيتان القاتلة ''ذكية وتعرف كيف تصطاد فريستها''. فهي من الحيوانات المفترسة وتتغذي في معظــم الأحيان على الأسماك، ولكن يعرف عنها أيضا افتراسها للثدييات البحرية، بما في ذلك اسود البحر، والفقمات وحتى الحيتان الكبيرة وعليه جاءت تسميتها الشائعة ''بالحوت القاتل''.
وزاد أنه بالرغم من أن اسمه الحوت القاتل، إلا أنه لا يعتبر خطرا على الإنسان، غير أن بعض التقارير أشارت إلى تعرض مربي الحيتان للهجوم من قبل الحيتان القاتلة التي تربى في أحواض الدلافين والمنتزهات.
وتشير الدراسات الى أن للحوت القاتل حياة اجتماعية معقدة مبنية على التكتلات العائلية وترتبط مجموعاتها بصلة وراثية تعود إلى الأم وترتبط بعضها البعض بنظام يجمع أعضائها بعلاقة قوية، وبالتالي يميل هذا النوع ليكون أكثر استقرارا من الأنواع الحيوانية الأخرى.
وأكثر ما يميز هذه الحيتان التي تعيش ضمن جماعات تصل الى 40 حوتا احيانا زعانفها الظهرية المثلثة والكبيرة التي تصل إلى المترين طولاً عند الذكور البالغة وتؤدي قفزات ضخمة خارج الماء، وقد يبقى ساكناً في الماء لا يبرز منه سوى رأسه ليرى ما حوله. ويبلغ متوسط عمر إناث الحوت القاتل 50 سنة والذكور 35 سنة .
وأكد ثابت زهران آل عبدالسلام أن هذا الحوت لا يعتبر من الأنواع المهددة بالانقراض عالميا. ولكن بعض أعدادها تعتبر مهددة أو عرضة للانقراض بسبب التلوث، وتدهور وفقدان الموائل، وقلة الفرائس التي تعتمد عليها في غذائها، بالإضافة إلى المخاطر الأخرى كصيد الحيتان وحركة السفن