بسم الله الرحمن الرحيم

تقول الجمعيات دائماً أنها مع إصلاح النظام وأنها تطالب بملكية دستورية، مع أن الكل يعرف الفرق الشاسع بين الملكيات الدستورية الحقيقية المتواجدة في الدول الاسنكندنافية وبريطانيا وبين السقف الذي تطمح له الجمعيات في البحرين

فلو سلمنا أمرنا نحن الذين نريد إسقاط النظام، ووضعنا يدنا في يد الجمعيات وقلنا نحن نريد مملكة دستورية حقيقية، فهل تعلم الجمعيات وهل يعلم من يتبعها ما هي الأشياء التي يفترض أن تحدث في سبيل التمهيد "وفقط التمهيد" لتحقيق هذه المملكة الدستورية "السرابية"؟!

هذه هي بعض الأشياء:



أن يُسجن هذان المجرمان على جرائم التعذيب الجسدي التي مارسها ضد المعتقلين في السجون، وبعد أن يقضوا فترة حكمهم في السجن يتم معاملتهم مثل بقية المواطنين .. أي أن ناصر عليه أن يدرك أنه لن يصبح بطلاً وخيالاً وشاعراً وسباحاً بعد اليوم



أن يتم إعدام هذا المجرم الذي أمر قواته بقتل المتظاهرين وتعذيبهم بشكل صريح لا يقبل التأويل ولا التبرير




أن يتم إعدام هذا المجرم لدوره في جرائم القتل والتعذيب التي حدثت في الانتفاضة التسعينية باعترافه الشخصي في إحدى المقابلات الصحفية، بالإضافة إلى دوره الواضح في الجرائم التي حدثت وتحدث في هذه الثورة



أن يعدم هذا المجرم لدوره في جميع جرائم القتل والتعذيب والاغتصاب وهدم المساجد التي حدثت من بداية الثورة كونه قائداً للجيش الخليفي ورئيساً لجميع السلطات الثلاث



أن يسجن هذا السارق الفاسد نتيجةً لفساده المالي والإداري وسرقته للأموال والممتلكات العامة واستغلال سلطته لتحقيق مكتسبات شخصية

وبعد أن يتم محاسبة جميع المجرمين والمفسدين، يعين عضو من عائلة آل خليفة ليس له سوابق في الإجرام والفساد -إن وجد- ملكاً رمزياً للبلاد

والأهم من هذا كله، أن يستفتى الشعب على المملكة الدستورية، فإن كان غالبية الشعب ولو بنسبة 50% + مواطن واحد يرفضون هذه المملكة الدستورية -ولو كانت جنة الله في الأرض- فهي باطلة ويجب أن تلغى

فهل الجمعيات قادرة على فعل هذا كله، أم أنها تطمح لمجرد إصلاحات شكلية أو متوسطة لأبعد تقدير تبقي بالمجرمين في مواقعهم بدلاً من أن يتم محاسبتهم على جرائمهم؟