بعد أن عجز النظام الحاكم في البحرين من القضاء على ثورة 14 فبراير بقوة الآلة العسكرية والقمع والبطش ، لجأ إلى تفعيل سلاح آخر هو السلاح الطائفي لعل وعسى أن ينجح في تحقيق مبتغاه . لذلك عملت أجهزة السلطة وعلى رأسها وزارة الاعلام في نشر خطاب يتصف بالتعصب الطائفي والكراهية تجاه أبناء الطائفة الشيعية الذين يمثلون أغلبية شعب البحرين .
كان من المهم للنظام الحاكم أن يعمل على تأجيج الوضع الطائفي بين أبناء الوطن الواحد بعد أن أدرك خطورة العمل السياسي لحركة 14 فبراير وتناميها على المستوى الشعبي بين مختلف البحرينيين ، بما فيهم شرائح مختلفة من أبناء الطائفة السنية ، و في ظل إشتداد عود ثورات الربيع العربي وتأثيراتها المباشرة على الشعوب العربية وخصوصا البحرين .
وما كان هذا التجمع الذي حصل في الساحة المحاذية لمسجد الفاتح بتاريخ21 فبراير 2011 إلا عملا خبيثا وبائسا من السلطة في تقسيم المجتمع البحريني على أساس طائفي بغيض ، وليكون هذا التجمع سدا منيعا في وجه ثورة 14 فبراير من التحول بالبحرين إلى الدولة المدنية الديمقراطية ، بدلا من دولة الاستبداد المطلق .
من المضحك أن يدعي المسؤلين البارزين في تجمع الفاتح – بتفرعاته المختلفة – بأنهم مستقلين عن السلطة ومعارضين لها ، ويمثلون إمتدادا لثورات الربيع العربي!! وأن لهم مطالب إصلاحية متعددة ، أهمها المحافظة على إستمرار خليفة بن سلمان في رئاسة الوزراء ، وفي التمسك بدستور 2002 الغير شرعي ، وفي عدم إجراء أي تغيير على مجلسي الشورى والنواب والدوائر الانتخابية ... والقصاص من الخونة والعملاء الصفويين أتباع ولاية الفقيه .
مهما حاول القائمين على تجمع الفاتح من القول بأنهم لا يمثلون السلطة ولا يدافعون عنها،وأنهم معارضة رشيدة ويمثلون الأكثرية الساحقة من شعب البحرين ، سيبقون أقلية بائسة يمثلون " الحزب الحاكم " لأنهم من صناعة النظام الحاكم في البحرين ويعملون تحت إشرافه ، ويتحركون بإذنه ، ويقبضون المال من عنده ، فهم لا يختلفون عن الحزب الحاكم في مصر أيام حسني مبارك ، ولا الحزب الحاكم في اليمن أيام علي عبد الله صالح ... وهم لا يضحكون إلا على أنفسهم ومن يصدقهم .
__DEFINE_LIKE_SHARE__
04-27-2012, 08:40 PM
العرض العادي
المواضيع المتشابهه 
