مراجعة الخطوات والخيارات - 3 (على خطى العكر)

محروم.كوم · #1 04-11-2012, 06:12 AM

هناك قاعدة عسكرية تقول إن من أهم مقومات النصر امتصاص الضربة والقدرة على مواصلة القتال. كما من أهم مبادئ ومقومات الحراك الميداني الضارب التكرار والتنوع.

وقد كانت عملية العكر الأخيرة عملية نوعية بلا شك تعدّ هي المدخل إلى المرحلة الجديدة الموعودة منذ مدة – أي مرحلة المقاومة الفعلية أو الهجوم المقدس كما يحلو للبعض تسميته – بالعبوات الناسفة المدمرة انتقالاً من مرحلة الدفاع المقدس التي دُشنت بالسلاح البدائي العتيد المسمى الملتوف وبلغت أوجها في مرحلة قبضة الثائرين.

والمهم الآن هو مواصلة الزخم الذي حققته هذه العملية النوعية وتحقيق أثرها بل مضاعفته إلى أقصى حد ممكن.. وليس الأثر المطلوب مجرد إصابة عدد من المرتزقة وقتلهم، مهما كان هذا هدفاً نبيلاً ومنشوداً بحد ذاته. وإنما الهدف الحقيقي هو خلق معادلة الرعب وتوازن القوى، قذف الرعب في نفوس المرتزقة وصدهم عن التعدي على المناطق والقرى، كسر شوكة العصابة المجرمة بتجريدها من عمودها الفقري المرتكز على بطش المرتزقة.. متى كسرنا سلاح المرتزقة ببث الرعب في صفوفهم وإرجاعهم إلى بلدانهم نعوشا طائرة وأصبح تكلفة ارتزاقهم على دمائنا وأرزاقنا باهظة جداً لهم ولأهلهم وللنظام المجرم معاً، فإننا سنصبح وجهاً لوجه ليس مع العصابة الحاكمة وحدها وإنما مع جميع حلفائها وعلى رأسهم الولايات المتحدة المستعدة للتضحية بآل خليفة كلهم مقابل ضمان مصالحها في البلد والمنطقة..

الفكرة إذن هو أنه مهما نجحت العملية الأولى وكانت مبهرة على جميع الصُعد، فإن الأهم هو التمكن من تنفيذ الضربة الثانية والثالثة – أي مواصلة الزخم – وليس في المنطقة نفسها فقط وإنما بشكل متكرر ومتنوع في أكثر من منطقة على النحو الذي يُفقد الخصم توازنه ويلخبط أوراقه..

وامتصاص الصدمة مطلوب منشود من الطرفين، فالعصابة تبادر كالوحش المجروح إلى لملمة كرامتها المهدورة بمداهمة بيوت الآمنين وتشديد حملة الاعتقالات والترهيب وحتى إرسال بلطجيتهم الساقطين إلى بلداتنا..أما امتصاص الصدمة من جانب الثوار، وهو ما يهمنا هنا، فيتفرع إلى أكثر من جانب: فمن جهة تخفي ثوار المنطقة أنفسهم وتفادي الاعتقالات بكل وسيلة ممكنة لتفويت فرصة التشفي والظهور بمظهر المنتصر على النظام، ومن جهة أخرى وهي الأهم تكرار الضربة بشكل متتال في عدة مناطق وحبذا لو كانت الوسيلة مختلفة بعض الشيء كي لا تصل جميع الخطوط إلى الطرف المنفذ نفسه..فبذلك يضيع الدم بين القبائل ويصعب على النظام والمرتزقة تتبع خيوط الجهة المصنعة والمنفذة من جهة، وتتشتت جهود القمع والمداهمات ومن ثم يسهل على الثوار التصدي لها بالكمائن وربما بعملية أخرى توجه ضربة قاصمة لهؤلاء السفلة..

من هذا المنطلق يمكن تقسيم الحراك الثوري على مدى السنة الماضية إلى أربع مراحل شبه واضحة:

الأولى: الحراك السلمي الذي كان الخيار الأول للثوار وشهد مشاركة شعبية واسعة تمثلت في اعتصام الدوار والمسيرات التي انطلقت منه واستطاع أن يلفت أنظار العالم ويحرج النظام وأتباعه ويربك حساباته، بل حتى حساب بعض الجمعيات التي لم تكن مقتنعة بالثورة من أساسها فاضطرها لمواكبة الحراك والتهافت على منصة الدوار خشية تفويت الفرصة والمكاسب.. غير أن تكالبها هذا أهدر كذلك فرصا هاماً لإنجاح المرحلة الأولى، ومن أهم المثالب وقف الإضراب العام والتردد الكبير الذي ساد بعض الحراكات الهامة المنطلقة من الدوار نحو مواقع حساسة في العاصمة

الثانية: مرحلة المسيرات والفعاليات المختلفة سواء كانت ضمن حراك الجمعيات أو الائتلاف والحراك الشبابي داخل القرى بعد مرحلة قانون الطوارئ، وهنا لابد التنويه هنا بأن الائتلاف والمجاميع الشبابية كان حراكها سابق لحراك الجمعيات بل إن أكبر الجمعيات دعت الناس للعودة إلى المنازل بعد الهجوم الثاني على الدوار وفرض قانون السلامة الوطنية، ولم تتحرك أو يرتفع صوتها أساساً إلا بعد رفعه! كما برز في المرحلة ذاتها فرز واضح في الشعارات بين يسقط حمد وتسقط الحكومة..

الثالثة: مرحلة الدفاع المقدس التي أعلنها الائتلاف وفتحت المجال أمام تفعيل بعض آليات الاحتجاج والدفاع عن النفس البسيطة، كحرق الإطارات وقطع الشوارع وتوجت بالملتوف التي بلغ استخدامه الذروة في مرحلة قبضة الثائرين وما بعدها.. وكانت نقلة نوعية فعلاً إذ لم تعد قطعان المرتزقة تسرح وتمرح كما كانت رغم أن الملتوف سلاح بدائي جداً، لكنه على درجة من الفعالية لسهولة مكوناته وتوفرها وتأثيرها الناجع عندما تُستخدم بكثرة وتُصوب بدقة..هنا أيضا كان دور الجمعيات التنديد والرفض والمناكفة بحجة أن تفعيل الملتوف يعد خروجاً عن السلمية بل "عنفاً" وأنه سيوقف "انبهار" العالم بسلميتنا، وهو ما ثبت خطؤه بوضوح مع الوقت إذ لم يدر هذا العالم أي بال لهذه العمليات ولم يتطرق لها بانتقاد بل واصل انتقاد الحكومة وإجرامها وغيها

الرابعة: ثورة الخواجه وعبوة "العكر"
ثورة الخواجة ببطنه الجائع هي بحد ذاتها مرحلة جديدة عرّت النظام وعلى رأسه الساقط حمد وحصرت رافعي شعار السلمية ومناصري غاندي في الزاوية الضيقة. فمع إن الخواجة لم يسترشد قط بغاندي وإنما كان قدوته الحسين عليه السلام، فإنه قد طبق نهجه واستخدم أقوى سلاح السجين المعتقل ليقول لسجانه اسجن جسدي لكن روحي ستظل حرة طليقة.. ولذلك سيخرج غاندي البحرين منتصراً من هذه المعركة أياً كانت النتائج، في حين أن المتشدقين بغاندي الذين يحلفون برأسه ونهجه لم يبدوا استعداداً حتى للتضامن معه بإضراب عن طعام!

وواكبت هذه المرحلة الهامة عملية العكر والعبوة التي قلبت موازين كثيرة وسيحسب لها النظام المجرم ألف حساب، لا سيما إن أثبت الثوار أن لديهم القدرة على تكرارها بل تطويرها، ليس في العكر فقط وإنما في أكثر من منطقة وبمكونات وكيفية ينبغي أن تتفاوت بعض الشيء لتضييع الأثر..

بهذه المرحلة الرابعة نكون قد افتتحنا عهد المقاومة المجيدة من أوسع أبوابه.. ولكنها تستدعي بكل تأكيد امتصاص الصدمة والتكرار والثبات والتطوير، ولن يمض وقت طويل حتى يركع حمد وأذنابه أمام الشعب ومقاومته..

وبطبيعة الحال سترتفع الأصوات النشاز كالعادة من مندد بالعملية ومتشدق بترهات السلمية وأخرى بالتثبيط والتشكيك والتخوين، لكنها جميعاً ستخمد أمام الأمر الواقع كما خمدت في المراحل الثلاث السابقة أمام صوت الثورة الهادر وكلمة الثوار الفصل ودوي العبوات الناسفة لكل المؤامرات..أما المزحة السمجة الأكبر فهي تكرار تصنيف مثل هذه العمليات النوعية بأنها أعمال "مخابراتية" ونحن هنا نشكر المخابرات والأجهزة الأمنية على قتل مرتزقتها والإيعاز لثوارنا بالطريقة المثلى لتحقيق الانتصار عليهم وإرغام أنوفهم..

ويحضرني في هذا السياق قول النائب السابق علي سلمان في إحدى خطبه متفاخراً بمسيرات جمعيته إن مسيرة واحدة من مسيراته العظمى في المنامة تلفت أنظار العالم وتشغل وكالات الأنباء أكثر من جميع تلك المناوشات الصبيانية التي تدور في القرى كل ليلة..فها هي عملية العكر تتناقلها وكالات الأنباء كلها وانتشرت في وسائل الإعلام كانتشار النار في الهشيم حال تنفيذها.. فهكذا يكون إبهار العالم ولفت أنظاره وإلا فلا.. هذا مع إن الثوار والمقاومين غير ناظرين للعالم وردة فعله أصلاً، وإنما قرروا أن يأخذوا على عاتقهم تحرير هذه الأرض من الفاجر المجرم حمد وعصابته وأذياله شاء من شاء وأبى من أبى..

وأخيراً، فإن عملية ثانية من عمليات العكر المجيدة تتكرر في منطقة أو أكثر كفيلة وحدها بإلغاء سباق الفورمولا برمته دون جهد ولا تعب.. وكفى الله المؤمنين شر القتال.. فحي على المقاومة __DEFINE_LIKE_SHARE__

المواضيع المتشابهه
الموضوع	كاتب الموضوع	المنتدى	مشاركات	آخر مشاركة
نسيج \| العكر \| نقل معتقلين العكر الـ6 ليوم أمس لمستشفى القلعة بعد تعرض	محروم.كوم	منتدى أخبار المواقع والمنتديات العربية والأجنبية	0	01-23-2012 10:20 PM
بعد تعرض نساء و حرائر العكر احرار العكر يسحقون المرتزقة و لن نتوقف	محروم.كوم	منتدى أخبار المواقع والمنتديات العربية والأجنبية	0	01-22-2012 07:10 AM
بعد تعرض نساء و حرائر العكر احرار العكر يسحقون المرتزقة و لن نتوقف	محروم.كوم	منتدى أخبار المواقع والمنتديات العربية والأجنبية	0	01-22-2012 06:40 AM
مراجعة الخطوات والخيارات 2 للشباب دون25 سنة	محروم.كوم	منتدى أخبار المواقع والمنتديات العربية والأجنبية	0	08-18-2011 03:30 AM
“آبار و أرابتك” .. والخيارات المتاحة	محروم.كوم	منتدى أخبار المواقع والمنتديات العربية والأجنبية	0	04-03-2010 03:30 PM