بسم الله الرحمن الرحيم" سَلَامٌ عَلَيْكُمْ بِمَا صَبَرْتُمْ فَنِعْمَ عُقْبَى الدَّارِ"إنّ هذه الأيام منْ ثورتنا هي مصيريّة حيث يقضي رمز منْ رموزها، الحقوقيّ الشهم عبد الهادي الخواجة، لحظاتٍ تفصلُه بين رفعه على أكتاف النصر أو حمله على أكفّ الشهادة والرحمة، وهي لحظات تفصل ما بين المرحلة الآنيّة لثورتنا وبين مرحلة جديدة هادرة لا يُحمد عقباها، فيما لو حصل أيّ مكروه له- لا سمح الله- في سجون النظام الخليفي والمحتلّ السعودي. نُود في ائتلاف شباب ثورة الرابع عشر من فبراير توجيه ثلاث رسائل مستعجلة، الأولى لعائلته الكريمة، والثانيّة لشعب الخواجة والرموز القادة، والثالثة للعدو الخليفيّ الساقط:نقول لعائلة عميد الحقوقيين في الخليج والطود الشامخ، السيد عبد الهادي الخواجة: أنتم نِعم العائلة، طوبى لكم بما اختاركم الله عزّ وجلّ، ونعم القدوة أنتم لهذا الشعب في صمودكم الأسطوريّ، وتضامنكم النبيل، وافتدائكم جراحاته بجراحكم ومواساته بأنفسكم .. نعم الثورة أنتم، سلامٌ عليكم بما صبرتم فنعم عقبى الدار. إنّ عبد الهادي الخواجة رجلٌ أمة، فقد كسر في داخل نفسه أصنام العبوديّة لغير الله، ثم كسر جبروت جلّاده، ثم كسر أصنام الخوف والضعف والتردّد في نفوسكم، ولا زال يكسر بصبره وصموده وصلابته كل أصنام اليأس وحب الدنيا.. أفلا نقتدي به ؟ أفلا نفتديه بأرواحنا ؟ أفلا ترخص النفوس في سبيل إنقاذ من أرخص روحه لتعليمنا مرة تلو الأخرى كيف نطلب الحقّ ؟ وكيف نثبت ونستقيم على طلبه لحين قطاف ثمرته ؟ إنّنا نقف اليوم أمام هذه المسؤوليّة الجسيمة التي سيسألنا الله عزّ وجلّ عنها جميعاً، فلا نكونّن ممن يُنادى عليه بعدئذ بأنّ: " الظليمة الظليمة من أمة سكتت عن مقتل خير رجالها " فنستحق بذلك خذلان الله وعذابه.ليتحد الجميع وليتحمل كلٌ منا مسؤوليّته: على كلّ جهة مسؤولة أنْ تقف موقفاً صادقاً حازماً منْ أجل الإفراج عن هذا الرجل العظيم، الذي كان السبّاق دوماً في رفع المطالب الحقوقيّة المشروعة لهذا الشعب المظلوم، ثم لا يلبث الجميع يدرك أنّ مطلبه كان هو الأصح والأسلم طوال تلك السنين، فنأمل من كل الجهات الفاعلة والشخصيات المعتبرة أن تقف وقفة رجل واحد لإنقاذ هذه الروح المؤمنة النبيلة، فإنّ منْ أحيا نفساً كأنّما أحيا الناس جميعاً، فما بالك بهذه النفس المضحّية التي لم تتوقف قط عن البذل والعطاء في سبيل الشعب والوطن..أما أنتم يا جماهير الثورة: فانفروا جميعاً، خفافاً وثقالاً، لإشعال الأرض تحت أقدام هذا العدوّ المارق الباطش المتكبّر .. وليكن شعاركم كشعار صاحب المناسبة: الحُريّة أو الشهادة، وليكن قولكم كقول قدوته وقدوتكم الإمام الحسين (عليه السلام): " إنّي لا أرى الموت إلا سعادةً والحياة مع الظالمين إلا برما ".. فليرغب المؤمن في لقاء ربّه محقاً، فإنّنا إنْ فقدنا الخواجة عنْ قلة سعي وبذل في سبيل إنقاذه لنْ نجد أحداً لِلّومِّ إلا أنفسنا، وسنستحق بذلك الخذلان والحرمان من النصر وندعو ربنا فلا يُستجاب لنا.والرسالة الأخيرة للطاغية حمد ونظامه الديكتاتوري: قد تماديت كثيراً في بطشك وظلمك وعدوانك أيّها الطاغية، وإنّ الله لا يخلف موعده والسنن الإلهيّة في الظالمين لا تختلف، قد أضرمتم ناراً تحرقون بها هذا الشعب ظلماً وعدواناً، فلنْ تلبث هذه النّار أن تحرقكم وتحرق ما كنزتم منْ عرق هذا الشعب ودمائه وكراماته وأعراضه، فتُكوى به جباهكم وجنوبكم، ويُقال لكم ذوقوا ما كنتم تكنزون، فعسى أنْ يكون اقترب وعيدكم ولا زلتم في غيّكم تعمهون.لقد فاق هذا النظام الساقط في طغيانه وإجرامه حتى النظام الصهيوني الذي أطلق سراح الأسيرة هناء شلبي بعد ( 43 ) يوماً منْ إضرابها عنْ الطعام، فيما لا يزال هذا النظام القبليّ الظالم يستهتر بحياة الرمز الحقوقيّ الخواجة، بعد مرور ( 55 ) يوماً على إضرابه عنْ الطعام، ضارباً بعرض الحائط كلّ المناشدات والنداءات وفعاليات التضامن الدوليّة، وقامعاً كلّ التحركات والاعتصامات التضامنيّة المحليّة، فقد أثبت أن احتلاله واغتصابه لهذه الأرض هو الأبشع والأشرس والأفظع، ولم يجف بعد دم الإعلاميّ الشهيد أحمد إسماعيل، الذي اغتاله مرتزقته وأزلامه دون أنْ يرف لهم جفن، ثم لا زال بعد ( 4 ) أيام من مقتله يناكف ويراوغ في تسليم جثمان الشهيد إلى أهله لتشييعه بما يليق وكرامة الشهداء، ونحيي في هذا السياق عائلة الشهيد على صمودهم وصلابة موقفهم برفضهم استلام جثمان الشهيد السعيد بشهادة وفاة مزورة بعد أنْ ثبت مقتله على أيدي مجرمي النظام بالرصاص الحيّ، في اغتيال قذر مجرّد من الإنسانيّة، بل يفوق في بشاعته أشرس مدارك البهيمية.وأخيراً، فإنّ الجولة الأولى منْ عملية " الحُريّة أوالشهادة " التي نفذها الثوّار صباح اليوم (الأربعاء) ما هي إلا بداية البداية، والجولة الثانيّة قادمة وفاءً لرمزنا الشامخ الحقوقيّ المناضل عبد الهادي الخواجة، وهي أقلّ ما يمكن أنْ يقدمه الثوّار تضامناً معه ومنْ أجل حريّته، لكنها لنْ تكون الأخيرة، أما إذا أصابه مكروه وهو في سجون آل خليفة الباغية، فإنّ الشعب كلّه سيخرج متحداً متوحداً بشعار هذا الرمز الكبير الذي هزمهم في عقر دارهم: حُريّة أو شهادة.. وسيعلم الذين ظلموا أيّ منقلب ينقلبون ولا عدوان إلا على الظالمين. اللهم صل على محمد وآل محمد
04-04-2012, 04:50 PM
العرض العادي
المواضيع المتشابهه 
