رسالة لأب الشهيد علي المؤمن

أكتب رسالتي هذه تضامناً وشجباً لما حصل لبطل صابر محتسب عند الله تم منعه من إبداء رأيه بحرقة في يوم الأمس بمسيرة الجمعيات - والتي سميت بـ"المسيرات العشر" -، ألا وهو والد الشهيد علي المؤمن، وأسأل الله سبحانه وتعالى أن يسجلني مع من اتبع الحق ونصر أهله:

أريد الكلام في هذا المقال عما تفعله الجمعيات السياسية مكرراً بمنع أي مواطن أن يعبر عن رأيه إن كان مخالفا لما يرونه، وكلامي هنا يتركز في مخالفة الغير لرؤية الجمعيات في دخول حوار مع النظام لإصلاحه، وسأذكر لكم موقفا لبيان ما أريد قوله أكثر:
لقد تابعت أحد المقابلات مع الشيخ علي سلمان عندما كان مسافراً إلى مصر لنشر الحقائق عن ثورة البحرين ليبين بأنها سلمية وحضارية وأنها ثورة شعبية لا ثورة مذهبية لإقصاء المذهب الآخر ولا ثورة إيرانية كما يزعم البعض وأنها ثورة تريد الديمقراطية، تريد دوائر انتخابية عادلة، تريد رئيس وزراء منتخب فهذه مطالب عادلة يطالب بها كل شعوب دول العالم، قال أحد الموالاة وهو الشيخ ناصر الفضالة: رُفِعت لافتة باقون حتى اسقاط النظام وكان الشيخ علي سلمان يقف تحت هذه اللافتة مما يؤكد بأنه يـُـقِـر بهذا الشعار، فأجابه الشيخ علي سلمان: باقون حتى إسقاط النظام شعار كتب على مسرح دوار اللؤلؤة وهذا المسرح لم يكن يمثل الوفاق لوحدها أو يمثل قوى المعارضة السياسية، كان يمثل من يتواجدون في الدوار، بعض من يتواجد في الدوار لديه هذه الرؤية فعبر عنها، وايضاً أضاف: وبالتالي لا نستطيع نحن كفصيل من المعارضة أن نلغي الفصائل الاخرى وأن نقول لهم ليس من حقكم أن تطالبوا بإسفاط النظام ونحن عبرنا بأننا لا نتبنى ذلك، ولكن من حق أي إنسان أن يطالب بإسقاط هذا النظام إن لم يجد في هذا النظام مصلحة له، أنا اختلف معهم ولكن هل يجوز لي أن أٌقمعهم وأن ألغيهم من الوجود لأنهم يطالبون بإسقاط النظام؟
مجمل هذا الحوار يؤكد لي بأن ما حدث لأب الشهيد علي المؤمن مرفوض حتى من سماحة الشيخ علي سلمان.
خطر ببالي عدة أسئلة أود طرحها فلعلي أجد جوابي:
أولاً: إن معاملة أب الشهيد بهذه الصورة بمنعه عن التكلم وإغلاق السماعات يعتبر تقليلاً من شأنه وإحراجاً له أمام الملئ الذين يخاطبهم، وردنا بأن الجمعيات أرسلت وفداً للإعتذار من أب الشهيد، فهل هذا الاعتذار يشمل أيضاً جميع المطالبين بالإسقاط في مسيرة الشعب 9 مارس والذين تم إسكاتهم بطريقة أو بأخرى؟ هل هذا الإعتذار عنوان جديد لمسيرات المرحلة القادمة بعدم إقصاء الرأي الآخر؟ هل هذا الإعتذار يعتبر ندم ووعد بعدم تسيير الشعب من خلال مكبرات الصوت وبشعارات معينة أم أنه اعتذار لإحتواء الموقف؟
ثانياً: هل يعتبر شق للصف بإغلاق فم مواطن ينادي برأيه في مسيرة؟ إن كنتم ستقولون هي مسيرة الوفاق فهل الجمهور هم الوفاقيين أم أنهم الشعب؟
ثانياً: هل المعارضة الداعية لإصلاح النظام مع هذا الطاغية لها مصلحة معه؟ لأن الشيخ علي سلمان قال أن من يريد إسقاط النظام لا يجد مصلحته مع هذا النظام وأب الشهيد من مصلحته إسقاط النظام ليقتص ممن قتل إبنه. (الفيديو ستجدونه في آخر المقال).
ثالثاً: هل ممن أسكت أب الشهيد علي المؤمن هو متطوع من القرية ولا ينتمي لأحد الجمعيات؟ فإن قلنا نعم فإننا نبرر ما يفعله النظام من إنتهاكات وهو يقولها بكل ثقة "تصرفات شخصية".
رابعاً: إذا كانت المصلحة بعدم إسقاط النظام تصب في مصلحة الشعب، هل ممن ينادون بإسقاط النظام وهم جل الشعب كما نرى في المسيرات يجب إبعادهم عن مكبرات الصوت وحجب مطالبهم لأنهم وبحسب ما فهمته من الجمعيات بأن الشعب يجب أن يكون مسيراً لا أن يكون مخيراً لأنه لا يعرف مصلحته أين وكيف يطالب بها؟
فأنا هنا من منبري الحر تويتر أطالب جميع السياسيين والحقوقين والنشطاء والمجاهدين في الساحات بالاعلان عن مسيرة لآباء وأمهات الشهداء ليطالبوا بما يريدون بدون قمع من المعارضة نفسها، هؤلاء موج الثورة وأبنائهم الشهداء سلسلة محطتها بر الحرية، لنسمع لمطالب عوائل الشهداء ولا نقتصر عليهم بالدعم المالي والمعنوي والورود، فهم لم يقدموا أغلى ما عندهم إلا لأجل رفعة الوطن وكرامة المواطن.
أقول لأب الشهيد علي المؤمن بأنك في الحقيقة آلمتني حينما طالبت بعدم إغلاق السماعات لتطالب بحقك فأنت من قدمت إبنك قرباناً لله وللوطن، فهنيئاً لإبنك الشهادة وهنيئاً لك هذا الفخر والوسام على صدرك وإنه شرف لعائلتك ولنا نحن أيضاً ونعتذر لأننا قصرنا في حقكم، فمهما قدمنا لكم فلن نوفي حقكم أبداً فبكم ننال الحرية.

فيديو أبو الشهيد علي المؤمن وهو يقمع بقطع السماعة عنه: