إنضمامك إلي منتديات استراحات زايد يحقق لك معرفة كل ماهو جديد في عالم الانترنت ...

انضم الينا
استراحات زايد الصفحة الرئيسية


إضافة رد
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 03-15-2012, 09:40 PM
عضو ماسي
بيانات محروم.كوم
 رقم العضوية : 503
 تاريخ التسجيل : Dec 2007
الجنس : female
علم الدوله :
 المشاركات : 2,100,614
عدد الـنقاط :3341
 تقييم المستوى : 2139

أسفر الهجوم عن 3 شهداء وأكثر من 250 مصاباً بينهم 65 في حالة حرجة

تقرير الوفاق بشأن أحداث هجوم قوات الأمن على جزيرة سترة بتاريخ 15 مارس 2011م

الوفاق - 15/03/2012م - 7:43 م | عدد القراء: 11



هذا التقرير يمثل مختصر للتقرير الذي قدمته الوفاق للجنة الملكية لتقصي الحقائق، بشأن أحداث الهجوم المنظم الذي شنته قوات الأمن على جزيرة سترة في يوم 15/3/2011 واستمر من الصباح وحتى الليل، ونتج عنه سقوط شهيدين في نفس الوقت وسقوط شهيد كشف عنه في وقت لاحق وعشرات من الجرحى الذين يوجد بينهم الكثير ممن أصيب بإصابات خطيرة ناتجة عن المقذوفات النارية المستخدمة في ذلك اليوم، ناهيك عن التلفيات التي لحقت ببعض المساكن والممتلكات الخاصة.

والوفاق وهي تقدم هذا المختصر، تتقدم لأهالي سترة بكل الشكر والعرفان على صمودهم ونضالهم الدائم في ميدان الحرية والعدالة، وتساءل الله أن يترحم على الشهداء الذين سقطوا في ذلك اليوم الأليم، وتود أن تخص بالذكر في هذا المقام الشهيد إكلاس مياه الذي دفعته عزة نفسه أن يتخذ من جسده درعاً واقياً دون نساء سترة المظلومات ليحميهم من يد الغدر التي كانت تهاجمهم دون رحمة، فيما غابت تلك العزة عمن يتشدقون بعروبتهم ليل نهار.
يا سترةَ المجدِ صَوتُ المَجدِ يكتبُني وألـفُ تهنئـةٍ مِنـكِ تُعَزِّينـي
أنا دماءُ شهيدٍ عانَقَــــتْ وَطَناً كـوَردةٍ عانَقـَتْ وردَ البساتينِ"
دم الضحايا على السيَّافِ مُنتَصـِرٌ والعارُ يشرَحُ أوصافَ الشياطينِ
لن يبردَ الدمُّ يا أوطانُ فانتَـفِضِي لا تتركي الـوردَ مطعوناً بِسِكِّينِ


الخلفية السياسية للمنطقة:
جزيرة سترة تقع في شرق البحرين وترتبط بالعاصمة بالجسر الذي ينطلق من جوار منطقة أم الحصم وميناء سلمان جنوب العاصمة وبقرى المنطقة الوسطي (العكر والمعامير) بطريق تم دفنه لربط سترة بالجزيرة الأم ويوجد تحت الطريق معبر مائي صغير يحافظ على صفة سترة كجزيرة، وتعتبر المداخل الخاصة بالجزيرة محدودة وتطل جميعها على شارع الشيخ جابر (شارع مجلس التعاون سابقاً) الممتد طولياً على الطرف الغربي منها، وتتواجد قرى الجزيرة جميعها شرقاً وخليج توبلي غرباً، وتنحصر المداخل الرسمية في 3 مداخل فقط وبعض نقاط الاتصال مع شارع الشيخ جابر من خلال ساحات رملية وطرق غير مسفلتة تمر من خلف المباني المطلة على شارع الشيخ جابر.
وبموجب ذلك تعتبر جزيرة سترة مؤهلة جغرافياً لأحكام السيطرة عليها من قبل قوات الأمن وعزلها عن الجزيرة الأم أو السيطرة على من يدخل أو يخرج من قرى الجزيرة بشكل تام.
يبلغ عدد قرى الجزيرة 7 قرى مع امتداد لبعض المناطق الإسكانية الحديثة، ويبلغ عدد سكان الجزيرة من المواطنين ما بين 20 ألف و30 ألف وفقاً للأرقام التي تتداولها الصحافة والمجلس البلدي للمحافظة الوسطى في ضوء غياب أي شفافية من الجهاز المركزي للمعلومات عن الإحصاءات الخاصة بعدد سكان القرى والمدن، كما يقيم فيها تقريباً عدد مماثل من الأجانب، الأغلبية الساحقة منهم من عمال المصانع والشركات الموجودة في المنطقتين الصناعيتين القائمتين شمال وجنوب الجزيرة.
تعتبر جزيرة معقل أساسي لحراك المعارضة، ويمكن الاستدلال على ذلك بمواقفها من الحراك السياسي خلال العشر سنوات الأخيرة، كما أن حراك الجزيرة في التظاهرات ودعم أي حركة احتجاجية خلال عام 2011 هو حراك أساسي تهتهم له السلطة، إذ كانت أحدى النقاط التي انطلقت منها المسيرات السلمية التي دعي لها يوم 14/2/2011، كما أن 3 من الأربعة شهداء الذين سقطوا يوم 17/2/2011 في دوار اللؤلؤة هم من قرى جزيرة سترة، وهي اليوم تعتبر نقطة أساسية من نقاط استمرار حركة المسيرات السلمية، ولذلك فأن قمعها من قبل السلطة له أسبابه الواضحة إذ يسهل السيطرة عليها من ناحية جغرافية، وتوجد كثافة سكانية أساسية فيها وبالتالي فأن إبعادها عن دعم حراك دوار اللؤلؤة في نلم الفترة مهم وأي قمع ستتعرض له سيكون بحجم يحصل رد فعل سيظهر بمظهر كبير يبرر فرض إعلان حالة الطوارئ، والجدير بالذكر أن العدد الأكبر للشهداء سقط من هذه الجزيرة.

ما قبل الحدث:
بعد يوم 13/3/2011 بدئت وتيرة الاحتجاجات تتصاعد في البحرين، إذ ظهرت مشكلة حادثة المرفأ المالي والتصادم الذي حصل ما بين قوات الأمن والمتجمهرين في دوار اللؤلؤة بالقرب من تقاطع مجمع المرفأ المالي بشمال البحرين وشرق الدوار، وقيام قوات الأمن لأول مرة منذ 17/2/2011 بضرب المتجمهرين في دوار اللؤلؤة بالقنابل المسيلة للدموع والرصاص المطاطي والقنابل الصوتية، وتزامن ذلك مع حادثة جامعة البحرين في الصخير، وقد جير الإعلام الرسمي الحادثتان لإظهار أن المتجمهرين بدئوا يعيثون فساداً وان السلطة مطلوب منها الضرب بيد من حديد، وأن هناك هيجان طائفي في هذا البلد سببه المتجمهرين.
وابتداءً من يوم الاثنين الموافق 14/3/2011 بدء تشكل ظاهرة قيام مجموع من المدنيين في سيارات مدنية بمهاجمة بعض القرى والضواحي التي ينتمي سكانها للطائفة الشيعية باستخدام سلاح الشوزن، واستنفار أهالي تلك القرى والقرى الأخرى لحماية أنفسهم وقراهم ومناطقهم بالخروج لمداخلها في مجموعات استعداداً لمنع دخولهم إلى داخل القرى، في إطار خلفية ذهنية منعقدة لدى الأهالي بشأن الأحداث المشابهة التي وقعت في مصر واليمن في إطار ثورتهما وبثت الرعب في الأهالي.
وحيث أن قرى جزيرة سترة هي أحدى المناطق التي تعرضت لمثل هذا الهجوم مساء ذلك اليوم من على مداخلها الرئيسية المطلة على شارع الشيخ جابر، وعلى إثره خرج الناس من منازلهم لحماية الأهالي والمنطقة والممتلكات، وخصوصا بعد انتشار الأخبار باستهداف المحلات والسيارات والقيام بتكسيرها.

الإطار العام للحدث:
صباح يوم 15/3/2011 شاهد الأهالي الموجودون لحراسة مدخل القرية رقم 2 من الهجوم الذي تعرضت له القرى في الليلة السابقة، حضور قوات الأمن إلى قرب هذا المدخل عند حوالي الساعة 5 صباحاً، وامتدت على شارع الشيخ جابر والشارع رقم (1) في قرية سترة مقابل محطة بترول النور وأسواق النور المجاورة لها، وعلى الرغم من تواجد الأهالي لحراسة المنطقة بعد أحداث الليلة السابقة، إلا أن القوات لم تطلب منهم التفرق أو إزالة أي حاجز أو عائق في الشارع أو عند مداخل القرية، إنما وقفت وبعد فترة تحركت من المكان، واستمرت بالمرور على الشارع من الساعة الخامسة صباحا حتى العاشرة وفي كل مرة تقف قليلا عند تقاطع إشارات شارع الشيخ جابر مع شارع رقم (1) في ستره ثم تتحرك.
عند الساعة 10.30 ص تقريباً سمع أطلاق نار في المنطقة، وتبين عودة المدنيين لمهاجمة قرى جزيرة ستره بشكل متقطع، وقام هؤلاء بإطلاق النار والرصاص المطاطي في أطراف الجزيرة، وعليه فقد خرج الأهالي، من منازلهم لحماية الأهالي والمنطقة والممتلكات وخصوصا بعد انتشار الأخبار باستهداف المحلات والسيارات والقيام بتكسيرها، وكان أهالي قرية (الخارجية) هم من تصدر التحرك، بكون قريتهم تقع عند أطراف الجزيرة ويطل جانب منها على مدخل الجزيرة والشارع الرئيسي شارع الشيخ جابر وهي أقرب القرى للشارع الرئيسي.
عند 11.30 ص تقريبا حضرت سيارتان لقوات الأمن عند احد المداخل الفرعية لقرى جزيرة ستره المرتبطة بالساحات الرملية المجاورة لفرع البنك الأهلي والمطلة على شارع الشيخ جابر الرئيسي، وهو مدخل يؤدي لقرية الخارجية وهي اقرب قرى الجزيرة للشارع الرئيسي شارع الشيخ جابر وتطل أجزء منها عليه، وكان الأهالي متجمعين خارج منازلهم وجزء منهم بجانب احد المساجد القريبة من هذا المدخل الفرعي المجاور لفرع البنك الأهلي، وفي هذه الأثناء ودون سابق إنذار قامت قوات الأمن بإطلاق الرصاص المطاطي والرصاص الانشطاري (الشوزن) والغازات المسيلة للدموع والقنابل الصوتية على الأهالي المتواجدين في الشارع وعند المسجد وعند البيوت من دون أن تطلب منهم التفرق ومن دون أن يقوم الأهالي بأي مواجهة مع قوات الأمن أو التصدي لها، وقد صاحب ذلك تحليق طائرة الهليكوبتر في سماء الجزيرة.
خلال اقل من 15 دقيقة حضرت عشرات السيارات التابعة لقوات الأمن مع باصات تابعة لقوات الأمن محملة بأعداد كبيرة من عناصر مكافحة الشغب.
قام هذا العدد الكبير من قوات الأمن بالإطلاق المباشر على الشباب والأهالي، مما تسبب في سقوط مجموعة من الجرحى كان غالبيتهم بسبب الرصاص الانشطاري (الشوزن)، وكذلك امتد الهجوم للمداخل الأخرى وبعض القرى الأخرى للجزيرة المجاورة للموقع.
عند الساعة 12.30 تقريباً تمكنت إسعافات تابعة لمستشفى البحرين الدولي (الخاص) من التواجد في الموقع لنقل مجموعة من الجرحى إلى مستشفى السلمانية الطبي، وقام بعض الأهالي بسياراتهم الخاص بنقل البعض، وتمكنوا من الخروج في هذا الوقت، إذ لم تكن مداخل الجزيرة قد خضعت لإغلاق تام بعد من قِبل قوات الأمن.
كذلك نقل الأهالي حوالي 100 شخص إلى مركز ستره الطبي الموجود في وسط الجزيرة، وكانت غالبية الإصابات بالرصاص الانشطاري (الشوزن)، وتليها الاختناقات وثم الإصابات بالرصاص المطاطي والقنابل الصوتية.

تصاعد الحدث:
مع تأزم الموقف بسبب كثرة الإصابات وصعوبة نقلها، وعند الساعة 1.30 ظهراً تقريباً قامت قوات الأمن بتوسيع حملتها وسمع دوي إطلاق الأعيرة النارية في جميع القرى وعلى الرغم من أن قوات الأمن كانت موجودة عند مداخل القرى.
ابتداءً من هذا الوقت قامت قوات الأمن بغلق جميع المداخل المؤدية إلى داخل الجزيرة وقراها، ولم يعد مسموح للأهالي بالدخول أو الخروج منها، مما شكل بداية حصار امتد طوال الفترة اللاحقة من اليوم.
تبين أن غلق هذه المداخل هو في أطار حملة تمهيد لبداية هجوم شرس على القرى، إذ بعد فترة وجيزة توغلت قوات الأمن داخل الجزيرة وانتشرت على شكل فرق وبدأت تطلق بكثافة في الطرق والممرات، وعلى الأهالي، واستهدفت المنازل والسيارات، بنحو شكل استهداف جماعي للقرى دون أن يكون مرتبط بمحاولة فض مسيرات أو تجمعات.
بدأت نداءات استغاثة الأهالي تطلق في مكبرات الصوت بالمساجد والمأتم لاستنفار الأهالي للخروج لوقف التعدي وإسعاف الجرحى، وبدأت أخبار الهجوم تتواتر وتنتشر بين المواطنين الموجودين خارج الجزيرة، وكذلك سعى الأهالي لطلب إسعافات من مستشفى السلمانية للحضور لنقل الجرحى، وبسبب ذلك توقفت مظاهر الحياة الاعتيادية في الأوقات المماثلة من كل يوم وأغلقت جميع المحلات في المنطقة والأسواق والمحلات التجارية والمطاعم لخطورة الوضع.
تطور الحدث مع بدء ترجل قوات الأمن بأسلحتهم مصحوبين برجال أمن مدنيين مسلحين ببنادق الرصاص الانشطاري (الشوزن)، وقد تعرف الأهالي على صفة رجال الأمن المدنيين كونهم كانوا يتحركون بمعية قوات الأمن ويتحدثون معهم، ويرتدي أغلبهم فوق ملابسه السترات الخضراء الفسفورية التي يرتديها عادة رجال الأمن في الليل لإعطاء أشارة بمكان وجودهم في حال ترجلهم، وكان من السهل على الأهالي التعرف على صفتهم إذ من المعتاد في المسيرات والتجمهرات وجود رجال الأمن المدنيين بنفس السترة ومسلحين، فضلاً عن وجود الأسلحة معهم، الأمر الذي سهل على الأهالي التعرف على صفتهم، وتظهر بعض الصور هؤلاء بسترتهم ويمكن منها ملاحظة وجود شريط أزرق في مقدمتها وظهرها، وهو الشريط الذي تستخدمه عادة وزارة الداخلية للكتابة على السترات الفسفورية التي توزعها على رجالها كلمة الشرطة.
تقدمت قوات الأمن (بالزي المدني وبالزي العسكري) المترجلة داخل القرى وقاموا بالرقص في الشوارع لاستفزاز الأهالي وبترديد بعض الشعارات ذات الصبغة السياسية أو الطائفية المستفزة للأهالي.
لم يتقدم الأهالي لمهاجمة قوات الأمن لخطورة الموقف بسبب القوة المفرطة التي كان تمارسها قوات الأمن بالإطلاق الكثيف والمباشر على الناس والمنازل، وتسبب برفع أعداد الجرحى.
أضطر الأهالي لمحاولة صد الهجوم باستخدام الحجارة، ولكن كان الموقف صعب والحراك غير مجدي، إذ أن وتيرة هجوم قوات الأمن (بالزي المدني والعسكري) لم تخف، واتصفت بالعنف والاستهداف المباشر بالرصاص الانشطاري والرصاص المطاطي وحتى القنابل الصوتية من مسافات قريبة، وهو الأمر الذي تسبب في وقوع العديد الجرحى وغالبية الإصابات في الوجه والعين والصدر والظهر بكرات الرصاص الانشطاري (الشوزن) وبعضها كان بحالة حرجة.
استمر مسار الحدث ما بين هجوم لقوات الأمن على الأهالي والتحرك في شارع رقم 1 والشوارع المتفرعة منه باتجاه مداخل القرى المطلة عليه ثم تراجعهم وعودة الأهالي للتجمع في الشوارع وتفرقهم بعد اشتداد الهجوم عليهم من قوات الأمن باستخدام الرصاص الانشطاري على وجه الخصوص، واستمرت قوات الأمن في مسلكها هذا حتى 7 م تقريباً وحلول الظلام والصمت في قرى الجزيرة، إذ ظلت القوات متمركزة في الجزيرة.


بعض النقاط الأساسية في الحدث:
(أ‌) مهاجمة مركز سترة الصحي:
- عند الساعة 3.30 ظهراً تقريبا أطلق مركز ستره الصحي عدة نداءات للاستغاثة للأهالي وطلب توفير الثلج والماء وبعض المستلزمات الطبية نتيجة لعدم توافرها في المركز وعدم تمكن الاسعافات من الوصول للمنطقة وازدياد عدد الجرحى والمصابين.
- في هذه الاثناء قامت قوات الامن بمهاجمة مركز ستره الصحي، واطلقت قوات الامن الرصاص المطاطي والقنابل الصوتية والغازات المسيلة للدموع على الاهالي الذين كانوا ينقلون الجرحى والاهالي الذين ينتظرون استلام جرحاهم عند مدخل المركز الصحي، وأضطر الاهالي والاطباء والكادر الذين كان بعضهم في باحة المركز ويحاول إسعاف الجرحى والمصابين من موظفي المركز والمتطوعين للاحتماء بداخل المركز.
- تكرر هجوم قوات الأمن على مركز ستره الصحي عند الساعة 5 مساءاً تقريبا، بإطلاق الرصاص المطاطي والقنابل الصوتية والغازات المسيلة للدموع على المتواجدين خارج وحول المركز، وتطور الهجوم هذه المرة إلى قيام رجال الامن مترجلين بمحاصرة المركز، وهو الأمر الذي دفع الاهالي والمصابين والاطباء والمسعفين الموجود في ساحة المركز إلى الدخول إلى مبناه وإطفاء الانوار وغلق ابوابه بعد أن توقعوا محاولة القوات الدخول له والتعدي على الموجودين، في إطار ان ذلك يتوافق مع العنف الشديد الذي مارست القوات الأمنية طوال اليوم والتعدي الذي تقوم به على الأهالي.

(ب‌) مهاجمة سيارات الإسعاف وطواقمها ومنعها من أداء عملها:
- قبل محاصرة مركز سترة الصحي بقليل وعند الساعة 5 مساء تقريباً خرجت سيارة اسعاف تابعة لمستشفى البحرين الدولي (الخاص) من مركز ستره الصحي قبل محاصرته بوقت قصير، ولم تتمكن من التوجه إلى مخرج رقم (2) القريب لها لتواجد قوات الأمن وغلقها المنفذ وقيامها بالإطلاق على من يقترب، فاضطرت بسلوك الطريق المؤدي للمخرج رقم (1) الخاص بالمنطقة الصناعية الموجودة في شمال الجزيرة، وعند مرورها بإحدى التقاطعات في المنطقة الصناعية التي تؤدي إلى مخرج رقم (1)، فوجئت بقيام قوات الامن بإطلاق النار على السيارة وحاول سائق سيارة الاسعاف تفادي الطلقات وتوجه سريعا للشارع العام ومنه لجسر ستره وكان الاسعاف ينقل اربعة مصابين جميعا مصابين بالرصاص الانشطاري (الشوزن)، وكان في الاسعاف ممرضة وطبيب اجنبي بالإضافة لسائق الاسعاف.
- قامت قوات الامن بواسطة 4 سيارات تابعة لقوات مكافحة الشغب بالتعرض لسيارة اسعاف واعتراض طريقها، وكانت سيارة الاسعاف قد خرجت بطاقم طبي متكامل عند الساعة 1.30 ظهراً تقريباً من مجمع السلمانية الطبي بعد تلقى نداءات استغاثة متكررة من سترة، ووصلت إلى قرب مركز سترة الصحي وبدء الطاقم بمحاولة اسعاف بعض المصابين، وبعد هدوء الأوضاع قليلاً في فترة المساء قررت المغادرة بمعية سيارة اسعاف أخرى كانت في المنطقة وتم الترتيب معها لنقل بعض المصابين.
- السيارة كانت فيها بعض المصابين من بينهم 4 جرحى الأول مصاب بالشوزن في وجهه بالكامل وحتى عينيه، والثاني مصاب في رجله اليسرى، والثالث مصاب بكسر في ركبته اليسرى، أما الرابع فمصاب بالشوزن في الرأس وأسفل ظهره، وكانت الطائرة العمودية الخاصة بوزارة الداخلية تحوم فوق المنزل الذي كان يتم نقل المصابين منه، وفور تحركهما لاحقتهما 4 سيارات مكافحة شغب وأطلقوا عليها الرصاص المطاطي، ثم تم اعتراض طريقهما ومحاصرتهما من جميع الاتجاهات وأجبرت على الوقوف في الشارع.
- تعدت قوات الأمن على طاقم سيارات الاسعاف، إذ تعرضت الطبيبة التي كانت في السيارة للصفع من الضابط فور نزولها من سيارة الاسعاف للتفاهم مع قوات الأمن من ثم الركل، وتم إجبارها على الزحف في الشارع، ثم تم التعدي على المسعفين بالضرب.
- تم ربط أيدي 3 من المسعفين والسائق، وفجروا إطارات السيارتين بواسطة المسدسات التي كانوا يحملونها، ثم تركوهم في هذا الوضع.
- نتج عن هذا الحادث إصابة أحدى المسعفين في رأسه جراء تعدي رجال الأمن عليه، واضطر الطاقم ترك السيارات في الموقع واللجوء للمنازل وتمكنوا في الليل بصعوبة من مغادرة جزيرة سترة بسيارات خاصة عائدة لبعض الاهالي ومعهم المسعف المصاب، وصل الطاقم في حالة من الفزع لمجمع السلمانية الطبي حوال الساعة 8 م. ((القصة منشورة بتفاصيلها على لسان الطبيبة المعنية في جريدة الوسط بعددها رقم 3113 الصادر يوم 16/3/2011.))
- كذلك تعرض الكثير من طواقم سيارات الاسعاف من مسعفين للضرب أثناء أدائهم لواجبهم وممارستهم لوظيفتهم، من قبل قوات الامن.
- منعت قوات الأمن بعد سيطرتها على المداخل العديد من سيارات الإسعاف من الدخول للمنطقة رغم علمها بوجود الكثير من المصابين والجرحى جراء قيامها بالتعدي على الأهالي بالرصاص الأنشطاري والضرب.


(ت‌) سقوط 3 شهداء:
1. الشهيد إكلاس مياه:
- هو عامل بناء يحمل الجنسية البنغالية، كان متواجد مع مجموعة أخرى من عمال البناء في يوم 15/3/2011 في سترة في قرية (الخارجية) بالقرب من الطريق القادم من جهة المدخل القريب من فرع البنك الأهلي، وبحسب رواية بعض أفراد المجموعة بأنهم كانوا متواجدين في الشارع بعد أذان الظهر تقريباً وفوجئوا باقتراب سيارتين مدنيتين لا تحملان ارقام وتوجهتا في حركة سريعة لمحاولة دهس مجموعة من النساء الذين كانوا موجودين في الشارع، وأن الشهيد ومجموعته احاطوا بالنساء لحمايتهم، فلم تتردد السيارتين في صدم الشهيد وعامل أخر بقوة فسقطا مصابين على الأرض، وهربت السيارتين.
- يؤكد بعض من حضر للموقع بعض سقوط الشهيد وزميله المصاب وسمع رواية النساء وزملاء الشهيد من العمال، بأن السيارتين خرجتا بعد اصطدامهما بالشهيد وزميله في الاتجاه الذي كانت تقف فيه القوات الأمنية التي كانت متواجدة بالقرب من المدخل الفرعي المجاور للبنك الأهلي، وأن الحادث كان واضحاً للقوات التي كانت موجودة، لكن السيارتين غادرتا ولم توقفهما القوات الامنية، فضلاً عن أن حركت السيارات من خلال هذا المدخل الذي كانت تحت سيطرت القوات الأمنية والأهالي عاجزين عن الدخول منه، وكل هذه الوقائع تقدم مؤشر على أن الحادث وقع في الحد الأدنى بتغاضي من القوات الأمنية التي كانت تسيطر على المدخل.

ب ـ الشهيد أحمد فرحان:
- هو احد أهالي قرى جزيرة سترة (من قرية مهزة) ومن ضمن من تقدموا باتجاه المدخل رقم 2 لصد هجوم قوات الامن الوحشي على الأهالي، وتم العثور على جثته في العصر تقريباً ملقية بالقرب من مدخل رقم 2 بعد تراجع القوات الأمنية للخلف وتقدم الأهالي في أطار المسلك الذي انتهجته القوات ما بين التوغل في داخل القرى ثم التراجع إلى قرب المداخل.
- كان رأس الشهيد وقت العثور عليه مشقوق من جهة القمة بالكامل وكامل دماغه وأحشاء الرأس ساقطة على الأرض.
- وضعية جثة الشهيد تدل على القتل المتعمد الذي تعرض له الشهيد بطريقة وحشية، ومن المتوقع بأن يكون قد أطلق عليه رصاص شوزن أو مقذوف ناري على رأسه بشكل ملاصق وهو ملقى على الأرض فتفجر رأسه، وتعرض للضرب بالة حادة في هذه النقطة من رأسه نتج عنه فضخ قمة رأسه.

ج ـ الشهيد عيسى علي آل رضي:
- هو احد أهالي قرى جزيرة سترة (من قرية مركوبان) ومن ضمن من تقدموا باتجاه المدخل رقم 2 لصد هجوم قوات الامن الوحشي على الأهالي.
- سلمت جثته لأسرته يوم 19/3/2011 ويظهر من مقطع فيديو مصور لجثة الشهيد في المغتسل أثار ضرب وتعدي على الشهيد بأجسام صلبة في أماكن متفرقة من جسده، ويذكر تقرير منظمة هيوم رايتس وتش الذي وثق الحالة وجود طلقتي شوزن في رجليه وكسر في جمجمته.
- آخر نقطة فقد فيها الشهيد كانت في طرف شارع رقم (1) عند خزانات المياه الكبيرة الموجود على الشارع بالقرب من المدخل رقم (2)، وكان ذلك حوالي الساعة 4.30 عصراً اثناء تراجع القوات الأمنية وتوقفها عن الأطلاق، إذ شوهد هناك، وبعد فترة وجيزة عاودت قوات الأمن إطلاق النار على المتواجدين في هذا الموقع، وتراجع الأهالي للخلف، وقامت قوات الأمن باعتقال بعض الأهالي الذين كانوا يحاولون التراجع بعد أن تمكنوا من اللحاق بهم، وشوهد بعضهم يتم الإعتداء عليهم بالضرب من القوات.
- بعد يومين تلقت أسرة الشهيد أنباء من مركز أمن الوسطى بانه موجود في المستشفى العسكري دون ذكر أي تفاصيل، ولكنها عند مراجعة المستشفى لم يسمح لها حتى بالدخول له.
- كانت مؤشرات الحدث واضحة في إثبات تورط رجال الأمن في مقتله وعلى الأخص أثار الشوزن في الرجل، وسيطرت القوات على الموقع عند اختفاءه، وتكتمت السلطات على الجثة حتى 19/3/2011 رغم وجود بلاغ بفقدانه ووجود بطاقة هويته معه التي من خلالها يمكن الأستدلال على شخصه بسهولة، وقد ثبت صحة هذه المؤشرات بعد أن أعلن تقرير اللجنة الملكية لتقصي الحقائق بأن الشهيد كان مقبوض عليه وتوفي في هذه الأثناء.


نتائج الحدث:
أسفر الهجوم على قرى جزيرة سترة يوم الثلاثاء الموافق 15/3/2011 عن 3 شهداء وأكثر من 250 مصاباً بينهم 65 في حالة حرجة، توزعت الاصابات بين الرأس والصدر وأماكن خطرة أخرى، ناتجة عن في كثير منها عن الرصاص الأنشطاري (الشوزن)، كذلك اختفى عدد من المواطنين بعد الأحداث تبين بعد ذلك أن كثيراً منهم بأنهم معتقلين وتعرضوا للتعذيب والمعاملة المسيئة بشكل عام وبقوا في إطار من الاختفاء القسري والاعتقال التعسفي.

http://alwefaq.net/index.php?show=ne...rticle&id=6284
__DEFINE_LIKE_SHARE__
رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة


المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
تقرير الوفاق بشأن أحداث هجوم قوات الأمن على جزيرة سترة بتاريخ 15 مارس محروم.كوم منتدى أخبار المواقع والمنتديات العربية والأجنبية 0 03-15-2012 09:10 PM
نسيج | أحداث المعامير في يوم مجزرة سترة 15 مارس 2011 #bahrain #maameer محروم.كوم منتدى أخبار المواقع والمنتديات العربية والأجنبية 0 03-15-2012 05:10 PM
فيديو أحداث المعامير في يوم مجزرة سترة 15 مارس 2011 محروم.كوم منتدى أخبار المواقع والمنتديات العربية والأجنبية 0 03-15-2012 05:10 PM
القناة الفرنسية : تبث تقرير عن ما حصل في جزيرة سترة (تقرير المصير) محروم.كوم منتدى أخبار المواقع والمنتديات العربية والأجنبية 0 08-10-2011 09:40 PM
تغطية مصورة : احتجاجات غاضبة من جزيرة سترة ، ومواجهات مع قوات الأمن ال محروم.كوم منتدى أخبار المواقع والمنتديات العربية والأجنبية 0 03-19-2010 02:30 PM


الساعة الآن 06:06 PM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
Content Relevant URLs by vBSEO 3.5.2 TranZ By Almuhajir

RSS RSS 2.0 XML MAP HTML