بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صل على محمد وآل محمد

أي فعل يريد الإنسان أن يقدم عليه فلا بد له من معرفة بعض أمور، كسبب قيامه به وآلية العمل والشروع ونتائجه والغايات المرجوة.. كانت ثورة 14 فبراير في بادئ الأمر ذات صورة هلامية.. غير واضحة المعالم من حيث أهدافها.. ومجهولة الآليات.. ومشوشة في مسيرها ونهجها.. ولست هنا لأعتب على هذه الأمور، فبعض ما ذكرت من نواقص وسلبيات قد حلها الشعب عبر الخبرة التي اكتسبها من خلال الخوض في لجج التجارب وبلوغه قمم الشجاعة في إتخاذ بعض المواقف..

ولكن بعد كل هذه التضحيات والضخ الهائل من الوعي السياسي الثقافي الذي اكتسبه البعض ببركة هذه الثورة، لماذا مازال هناك قبول من بعض الشعب بجره نحو المجهول، ولايبدي معارضة من استسقاء بعض الأطراف شرعية منه لايعلم في أي مكان ستستخدم ولم ومتى؟

سار الشعب في مسيرة لا يعلم هدفها.. أيد الشعب ويؤيد بعض الجهات التي تدعوا للدخول في غرفة مظلمة تسمى بالحوار ولا يوجد أحد يمتلك مصباحا إلا بعض الأطراف المشاركين فيه..!

الحوار اليوم الذي خالط إفطارنا وغداءنا وعشاءنا مازال مجهول بنسبة كبيرة جدا.. فهل الشعب حدد هدفه في بذل الجهد والطاقة لتكون أداة لآخرين لا يعلم في أي جلسة سرية ستستخدمها؟
لست هنا لأدعوا لتصادم بربري يحرفنا عن الثورة مع الداعين إلى الحوار مع سلطة آل خليفة، ولكن أتساءل لماذا يؤيد البعض جهة لا تمثل اهدافه التي يطمه لتحقيقها وعلى أثرها أجهد نفسه وأتعب بدنه..!
إذا كان مؤمن بالحوار.. فلي الحق ان اسأل ما الحوار؟ ولن أجد تعريف تام حقيقي شامل.. فكيف يؤمن بما لا يعرفه.
لست من محبي التقاتل بين أطياف الشعب.. ولكن ممن يعتقد أن الوقت ليس وقت مداراة بحيث تؤدي إلى ندم بسبب التباطئ في الجرأة واتخاذ الموقف.. لم لا يكون موقف معارض الحوار كموقف والد الشهيد علي المؤمن ووالد الشهيد محمود أبو تاكي.. بكل صراحة وجرأة ووضوح ومن دون أي تصارع وتقاتل.

ولماذا لا يكون الداعي للحوار جريء وصريح بحيث يعلن أنه مع الحوار ويعرف الناس ما هو الحوار ويعلم الناس عن سبب اختياره الحوار بحيادية وشفافية. !!

مازالت الغرف المظلمة مكتظة..