ساعتان لعبور الجسر ورفع طاقته الاستيعابية إلى 350 %
السعوديون في البحرين: سياحة سينمائية ونساء يتفنن في قيادة السيارة

يتوجب على المسافر إلى البحرين عبر جسر الملك فهد، التحلي بأقصى درجات الصبر، خصوصا في أوقات الذروة؛ فالإقبال الكبير والمتبادل بين الطرفين، أفضيا إلى قضاء المسافر أكثر من ساعتي انتظار في طريق لا يتجاوز 25 كيلومترا. وفي البحرين، على الطرف الآخر من الجسر، غالبا ما تتجه الأسر السعودية إلى مراكز الترفيه البريء ومراكز التسوق وصالات السينما، فيما يتجه الشباب -وهم الغالبية- إلى ما يمكن وصفه بالعالم السفلي في البحرين، وهذا العالم تفتح فيه نحو مائتي فندق أبوابها لاستقبالهم منذ ساعات المساء الأولى حتى الفجر. مركز السيف هو الوجهة السياحية المفضلة لمعظم الأسر السعودية، ويعتبر هذا الموقع ملتقى للسعوديين، حيث التسوق والمطاعم ودور السينما. هناك من يأتي الى البحرين لقضاء جل وقته فيه، وهو ما يحدث من أحمد علي الذي جاء بصحبة أسرته. يقول: أصطحب أسرتي إلى هنا كل أسبوع تقريبا، حيث نشاهد فيلما سينمائيا ونتسوق ونتناول العشاء ثم نعود قبيل منتصف الليل، وغالبا لا يتجاوز مصروفي ألفي ريال.
شابة سعودية، طلبت عدم ذكر اسمها، تقول إنها تستغل وجودها في البحرين لممارسة هوايتها بقيادة السيارة، مشيرة إلى أنها تعلمت القيادة في بريطانيا أثناء ابتعاث زوجها للدراسة هناك، مؤكدة حصولها على الرخصة الدولية، وعندما عادت إلى المملكة أصبحت البحرين ملاذها لممارسة هذه الهواية.
والسعوديون في البحرين ليس كلهم سياحا، فهناك المئات من الطلاب والطالبات يدرسون في جامعاتها ومعاهدها، ومعظمهم يعبرون الجسر يوميا، فيما يفضل بعضهم الإقامة المؤقتة والعودة خلال الإجازات الإسبوعية.
الاتجاه المعاكس
في المقابل، تستقبل المملكة آلاف البحرينيين يوميا، وغالبيتهم يقضون وقتهم في مراكز التسوق، فالأسعار أقل مقارنة بأسواقهم، حيث يعودون محملين بمختلف أنواع السلع، بدءا بالخضار وانتهاء بالأثاث المنزلي.
وانطلقت فكرة إنشاء الجسر بين السعودية والبحرين عام 1965، عندما استقبل الملك فيصل بن عبد العزيز آل سعود -يرحمه الله- الشيخ خليفة بن سلمان آل خليفة، خلال زيارته للمنطقة الشرقية، وقد أبدى آل خليفة رغبته بربط البحرين بالسعودية. الأمر الذي وافق عليه الملك فيصل وأمر بتشكيل لجنة مشتركة بين البلدين لدراسة إمكانية تنفيذ مشروع جسر يربط البلدين.
وبدئ العمل الرسمي في بناء الجسر في 29 سبتمبر عام 1981، وتم تثبيت أول قاعدة من قواعد الجسور في يوم الأحد 27 فبراير 1982، بينما تم افتتاحه يوم الأربعاء 26/ 11/ 1986م، في حفل شهده الملك فهد بن عبد العزيز، والشيخ عيسى بن سلمان آل خليفة -رحمهما الله-.
ويعد جسر الملك فهد الأطول في الشرق الأوسط، كما أنه أكثر جسور العالم تكلفة، حيث بلغ إجمالي تكاليف إنشائه 3 مليارات ريال سعودي، وهو أحد أهم المنجزات الحضارية على الصعيد المعماري في المنطقة.
توسعة المنطقة الجمركية
وأخيرا، بدأت المؤسسة العامة للجسر في توسعة مسارات السير، لتسهيل حركة المرور. وكشف مدير عام الجمارك، رئيس مجلس إدارة المؤسسة العامة لجسر الملك، فهد صالح الخليوي، أن تكلفة مشاريع التوسعة التي بدئ العمل بتنفيذها أخيرا، تتجاوز 62.5 مليون ريال، ومن شأنها رفع طاقته الاستيعابية من المركبات بما لا يقل عن 350 في المائة، إلى جانب زيادة الطاقة الاستيعابية لمناطق الشحن بحدود 200 في المائة، وذلك في مدة لا تتجاوز الأعوام الخمسة.

وأوضح أن الهدف الأساسي من الخطة الأولى يتمثل في مواجهة الزيادات الكبيرة في أعداد المسافرين بين المملكة والبحرين خلال الفترة السابقة. حيث سجلت إحصائيات النصف الأول من العام الماضي 2008م عبور نحو 21.250 مركبة يوميا، مقارنة بـ7778 مركبة في عام 1999. كما بلغ عدد المسافرين خلال الفترة نفسها 48.699 مسافرا يوميا، مقارنة بـ19.817 في عام 1999، وبلغ المعدل اليومي للشاحنات خلال هذا العام 1672 شاحنة يوميا، مقارنة بـ312 شاحنة في عام 1999م.
وبين أن الخطة تشمل توسعة جميع مناطق الإجراءات لكلا الجانبين السعودي والبحريني، بنسبة 70 في المائة تقريبا لجميع المناطق الحرجة، كما تتضمن إعادة استخدام الساحات القائمة بزيادة عدد المسارات في الحدود القصوى، بعد الأخذ في الاعتبار إعادة تصميم الكبائن بصورة تسهم في الاستخدام الأمثل للساحات القائمة من دون التأثير على النواحي الإجرائية.
وتشمل الخطة أيضا عدة آليات لتخفيف التكدس وتحسين الأداء في مناطق الإجراءات، ومنها تفعيل آلية تطبيق النساء دون الحاجة للنزول من المركبة، كذلك توسعة المناطق الضيقة بالحد الأقصى المتاح وزيادة الإنارة وتركيب أنظمة مكافحة الحرائق داخل هذه الساحات.
وفي إطار الخطة ذاتها، ستتم توسعة مناطق الشحن بالقدر المستطاع، وزيادة مسارات الدخول والخروج، مع إعادة تنظيم الساحات بصورة أفضل، وتقديم الدعم المناسب لجميع الإدارات لزيادة الإنتاجية. وضمن ذلك يدخل تركيب أجهزة الأشعة للكشف على الشاحنات، التي سيتم تركيبها وتهيئتها للعمل خلال الأسابيع المقبلة.
وقال الخليوى إن مشاريع الخطة قصيرة المدى، تتلخص في مشروع الجانب السعودي للركاب، الذي تم البدء فيه خلال الشهر الحالي وبتكلفة 14 مليونا و823 ألف ريال، وفترة تنفيذه ثمانية أشهر، حيث تتضمن عناصر المشروع في ما يخص توسعة مناطق الإجراءات إنشاء 18 مسارا لمغادرة الجمارك، بدلا من 10 مسارات و18 مسارا لمغادرة الجوازات، بدلا من 13 مسارا، وإنشاء 6 مسارات لمنطقة تطبيق الجوازات الأخيرة بدلا من مسارين، إضافة إلى إنشاء 6 مسارات لتطبيق النساء (مغادرة) بدلا من التطبيق في موقع واحد و17 مسارا للجوازات (قدوم) بدلا من 10 مسارات و6 مسارات لتطبيق النساء (قدوم) بدلا من التطبيق في موقع واحد إلى جانب توسعة ساحة التفتيش السعودية (قدوم) مع تخصيص منطقة جديدة خاصة بالتفتيش الدقيق وإنشاء 4 مسارات لمنطقة التدقيق الأخيرة للجمارك، بدلا من مسارين.

http://www.okaz.com.sa/okaz/osf/2009...0415270705.htm


---------------------------------------------------------------------------------------------------

خمور ولحم الخنزير أكثر المضبوطات

تصدر جسر الملك فهد المنافذ الجمركية في ضبط الممنوعات المهربة إلى المملكة، بـ1298 حالة خلال العام الماضي، وتعد الخمور أكثر المضبوطات على الجسر. ومنذ بداية العام الحالي 1430هـ، ضبط جمرك جسر الملك فهد أكثر من 1500 زجاجة خمر، وأكثر من ألف سلعة مقلدة و30 كيلو من لحوم الخنزير ومضبوطات أخرى. وقال مدير عام جمرك جسر الملك فهد، يوسف بن إبراهيم الزاكان: إن موظفي الجمرك مُناط بهم مهام ومسؤوليات جسيمة في الحيلولة دون دخول المخدرات والممنوعات إلى المملكة، إضافة إلى دور آخر يتمثل في منع تهريب المواد المعانة من الدولة وفي مقدمتها المشتقات البترولية.

http://www.okaz.com.sa/okaz/osf/2009...0415270707.htm