الأخوة الأعزاء كل عام وأنتم بخير بمناسبة العام الميلادي الجديد.

في عالمنا العربي الكثير من المهتمين والمعنيين والمتخصصين في مجالات البرمجة والتصميم والرسم وخلافه.

عندنا حقاً مبدعين ولكنهم بكل الأسف يحرثون في الرمال أو يكتبون على الثلج.

قليل من الدراهم تدخل جيوب البعض وسرعان ما يتم صرفها وسرعان ما يتم إغلاق الكيان الذي يعمل من خلاله سواء كان شركة أو موقع أو بصورة فردية.

وعندما فكرت في هذا وجدت أن هناك أسباب وعوامل كثيرة تقف خلف هذا الفشل لو جاز لنا التعبير.


سوف أطرح بعضها وأترك الباقي لحضراتكم.

أولاً: عدم وجود كيانات حقيقية في هذا المجال. فكلها محاولات فردية متواضعة. تفتقد لكل عناصر الثبات والتقدم.

ثانياً: ارتفاع نظرية الأنا. نتيجة عوامل كلنا يعرفها زرعها المستعمر فينا قبل أن يرحل.

ثالثاً: عدم وجود الطموح الصادق للمنافسة الجادة في هذا المجال. فنحن أشبه بمجموعة من ذوي الاحتياجات الخاصة تسابق بعضها.

رابعاً: وهذا يؤلمني بحق. وهو عدم إدراك أو أحيانا عدم وجود الوازع الوطني في نفوسنا.

خامساً: كثرة المتسلقين الذين يعرقلون مسيرة المتميزين.

وأكتفي بهذه الأسباب وأترك لحضراتكم الباقي.

يقول قائل وماذا تريد يا هذا؟

أقول له ببساطة أريد تحطيم هذه المنظومة بالكامل.

أريد تكوين شركات أو كيانات كبيرة تضم كل هؤلاء المتميزين. والمنفعة تعود على الجميع.

فعلى سبيل المثال لدينا مصمم مبدع . ولكنه لا يجيد التعامل مع الآخرين . حتما مصيره الفشل. لدينا مصمم مبدع ولكنه يجهل عملية الترويج أو التسويق . حتما مصيره الفشل. لدينا مصمم مبدع ولكنه يعوزه الإمكانيات المادية . حتما مصيره الفشل.

ولكن عندما يكون لدينا كيان كبير يضم كل هؤلاء وغيرهم. ويترك كل مبدع في مجاله . يعود الخير على الجميع ويكون عندنا منتج متميز ويمتلك مقومات التقدم والاستمرار.

أريد أن تكون عندما منظمات أو جمعيات تتعاون أولاً محليا. ثم تنطلق لتتعامل عربياً . سعياً لدخول السوق العالمية مستقبلاً.

فلو تم تشكيل جمعية مصرية مثلا تضم كل المهتمين بهذا المجال في مصر وتنظم التعاون بينهم وتساند من يحتاج وتوجه من يحتاج بل وتقوم من يحتاج. وتنبذ من يضر بسمعة الآخرين. حتما سوف يخرج لنا منتج مصري متميز وله مقومات التنافس والاستمرار والرقي.

وهكذا في السعودية وفي الإمارات وفي المغرب وفي الجزائر وفي كل قطر عربي.

وبعد أن تترسخ هذه المرحلة ننتقل لمرحلة تكامل أخرى تشمل العالم العربي. فالمنظمة أو الجمعية المصرية مثلا تتعاون مع المنظمة أو الجمعية السعودية وهكذا. وهذا بالطبع سوف يمهد الأرض لانطلاقة كبرى تجعلنا ننافس السوق العالمي.

عندما أدخل لموقع استضافة أجنبي أو موقع برمجة أجنبي أصاب بالحزن وأتحسر على حالنا العربي. فنحن نمتلك كل المقومات التي تجعلنا نتفوق. فقط ينقصنا التجمع والترابط. وارتفاع نظرية الأنا بيننا.

فلو إتخدت المعهد هنا مثال. وهو من أنجح المتخصصين في عالمنا العربي. ولكن برغم نجاحه هذا إلا أنه يتسم مثل كل العرب بالمجهود الفردي. والتمحور حول ذاته. وهذا ليس عيب في المعهد أو في القائمين عليه. ولكنه عيب مناخ عام في عالمنا العربي . بل إن المعهد استطاع في ظل هذا المناخ المختل أن ينجح وأن يتميز.

ولكنه لا يستطيع تقديم منتج أو خدمة رخيصة تنافسية على المستوى الدولي. فالجودة عنده مكلفة وبالتالي فالمنتج غالي. بل والعائد أيضاً ضعيف مقارنة بعائدات من هم مثله في أمريكا مثلاً.

ولكن ماذا لو كان المعهد عبارة عن كيان كبير أو جزء من كيان كبير. حتما سوف يكون المنتج أكثر والجودة أكثر إتقانا والتسويق أعلى والأسعار تنافسية. والانتشار أكبر وأوسع.

ذكرت المعهد كمثال فقط لأنه من أنجح المتخصصين في عالمنا العربي. وبالتالي نجد الأقل نجاحاً نتيجة عوامل ليست من صنعهم . مثل التسويق أو قلة الإمكانيات المادية أو عرقلة المتطفلين لهم.




أنا لست متخصص في أي مجال من هذه المجالات. فقط أنا عاشق لوطني أولاً ثم لعالمي العربي ثانياً.


وكل طموحي أن أرى يوماً منتج مصري. أو منتج سعودي أو منتج مغربي. قادر على غزو العالم لأنه مصري أو لأنه عربي.

نمتلك كل المقومات . وهذا المجال لا علاقة له بالسياسة وحدودها فهل نستطيع تجميع كل قوانا وجهودنا لننطلق إلى المقدمة.

هل يأتي يوماً لأرى فيه برنامج سعودي أو عربي ينافس الأوفس أو لويندوز.

هل أرى يوما استضافة عربية تنافس بلوهوست مثلا. بل تنافس جوجل نفسه.

هل أرى مثلا موقع عربي ينافس الفيس بوك أو تويتر ويتفوق عليهم.

هل أرى برمجة عربية تتفوق على الوورد بريس مثلا ويسعى إليها العالم.

لن نرى أي من هذا إذا ظل كل منا متقوقع في غرفته وفي طموحه المحدود وفي نظرية الأنا.

متى نذوب كلنا في خدمة الوطن.

فأجد برنامج عليه حقوق البرمجة شركة كذا السعودية. أو حتى نمسح شركة كذا ونكتفي بكلمة صنع في السعودية. معقول أرى ذلك قبل أن أموت.

فكروا أخواني وحاولوا. حتى ولو في أضيق الحدود فقد تكون خطوة.

مدوا أيديكم لبعضكم وتعاونوا. فوالله إن تعاونكم فيه خير كثير لكل منكم ولأوطانكم.

هذا وبالله التوفيق.

دمتم بخير