إنضمامك إلي منتديات استراحات زايد يحقق لك معرفة كل ماهو جديد في عالم الانترنت ...

انضم الينا
استراحات زايد الصفحة الرئيسية

         :: شركة تنظيف مكيفات بالدمام (آخر رد :العنود جابر)       :: شركة تركيب كاميرات مراقبة بينبع (آخر رد :rwnaa_1)       :: المنصات عبر الإنترنت من التقنيات المبتكرة (آخر رد :اسماعيل رضا)       :: برامج الحفظ عبر الإنترنت المرونة (آخر رد :اسماعيل رضا)       :: تطبيق كليك كاش click cash (آخر رد :جاسم الماهر)       :: متجر ساكورا للهدايا: تمتع بتجربة تسوق استثنائية (آخر رد :نادية معلم)       :: التداول والأسهم: دليل شامل لعالم الاستثمار (آخر رد :محمد العوضي)       :: برامج الرشاقة السعيدة (آخر رد :دارين الدوسري)       :: التسجيل في الضمان المطور: خطوة بسيطة نحو مستقبل آمن (آخر رد :مصطفيي)       :: دراسة جدوى حناء: استثمار مربح في عالم الزراعة (آخر رد :مصطفيي)      

إضافة رد
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 12-11-2011, 07:51 AM
عضو ماسي
بيانات محروم.كوم
 رقم العضوية : 503
 تاريخ التسجيل : Dec 2007
الجنس : female
علم الدوله :
 المشاركات : 2,100,613
عدد الـنقاط :3341
 تقييم المستوى : 2139




قال تعالى : [ مِنَ المُؤْمِنِينَ رِجَالٌ صَدَقُوا مَا عَاهَدُوا اللهَ عَلَيْهِ ] .. !

الآيه نزلت في اصحاب النبي ( صلى الله عليه وسلم )
اصحابه الذين ناصروهـ ووقفوا معه وضحوا باموالهم وانفسهم واولادهم
من أجل نصرت هذا الدين العظيم .. دين الله الحق .. دين الله الاعظم والأمثل
فهؤلاء الرجال يستحقون ان نقف قليلاً عند سيرتهم العطرهـ والمثيرة والعظيمة
تلك السّير التي تجعلنا نعلم اننا لا نسوى شئ بدون دين الله الحق وبطاعته فيما امرنا به
فخيرا لنا بدلا من نتأثر بعلمانى او بغربى او ليبرالى .. ونتخذه قدوة ونقاتل فى الدفاع عنه .....ان نتأثر باصحاب القدوة الحسنة
والنوايا الطيبة . ودين الحق .. واتباع النهج .............
تعالوا نعيش مع سبعةفقط من العظماء .. الذين يستحقون بحق ان يكونوا قدوة نقتدى بهم وباخلاقهم وبدينهم واقتفائهم للاثر



الأول : ابو بكر الصديق .. رضى الله عنه
أنه ابو بكر الصديق .. عبد الله بن أبي قحافه بن عثمان بن عامر بن عمرو بن كعب بن سعد بن تيم بن مرة بن كعب بن لؤي التيمي القرشي - رضى الله عنه -
اول الخلفاء الراشدين .. لُقب بالصديق .. قيل لأنه اول من صدق بالرسول " صلى الله عليه وسلم " وآمن به .. وقيل لأنه اول من صدق به بقصه الاسراء والمعراج
بل أن الله سبحانه ذكر هذا اللقب في قوله : { وَالَّذِي جَاء بِالصِّدْقِ وَصَدَّقَ بِهِ أُوْلَئِكَ هُمُ الْمُتَّقُونَ } .. فالذي جاء بالصدق محمد " صلى الله عليه وسلم " .. وصدق به هو ابو بكر
هذا الرجل العظيم الحليم الرحيم .. حتى ان الرسول" صلى الله عليه وسلم " في صحيح البخاري لما صعد جبل احد ومعه ابو بكر وعمر وعثمان .. اهتز الجبل فقال عليه السلام
" اثـُبت اُحد.. فإنما عليك نبي وصديق وشهيدان " .. وهب ماله كله في سبيل الله .. وهاجر مع النبي " صلى الله عليه وسلم " ووقف معه في اشد المواقف والصعوبات
كان من اسياد قريش ومن كبرائهم .. وكان له احترام كبير حتى قبل بعثه النبي " صلى الله عليه وسلم " ما سجد لصنماً قط .. كان حنيفاً على ملة ابراهيم عليه السلام !

يذكر أنه - رضى الله عنه - بعد كل صلاة فجر يذهب الى بيت على حدود مكه يومياً .. لاحظه عمر وتبعه في أحد الايام فوجدهـ يدخل بيت صغير وقديم .. انتظر حتى يخرج وطال الانتظار
لما خرج - رضى الله عنه - دخل عمر ولم يجد سوى امرأهـ كفيفه لديها اطفال .. سألها من أنتِ ؟ قالت ارمله كفيفه .. قال وماذا يفعل الرجل الذي كان عندك ؟ قالت : يأتي كل صباح
يحلب الشاة وينظف البيت ويطبخ لي الطعام ثم يغادر .. قال اولا تعرفيه ؟ قالت : لا والله .. قال أنه امير المؤمين ابا بكر .. تعجبت المرأه وبكت .. فدمعت عين عمر وقال : لقد اتعبت الخلفاء بعدك يا ابا بكر
بل أنه " صلى الله عليه وسلم " قال في حديث فيما معناهـ : " من كان من اهل الصلاة يدعى يوم القيامه من باب الصلاة , ومن كان من اهل الجهاد دُعي من باب الجهاد
ومن كان من أهل الصدقة دعي من باب الصدقة , ومن كان من اهل الصيام دعي من باب الصيام فقال ابا بكر : يا رسول الله الا يدعى احد من تلك الابواب كلها ؟ قال : بلى وارجو ان تكون منهم
بل قيل أن الرسول " صلى الله عليه وسلم " عندما سُأل من احب النساء أليك : قال عائشة .. فقالوا يا رسول الله .. ومن الرجال : قال أبوها .. رضوان الله عليهم جميعاً .. !

مواقفه كثيرهـ وعظيمه .. في أحد الايام امر النبي " صلى الله عليه وسلم " الناس بالتصدق .. قال عمر - رضى الله عنه - اليوم سأسبق ابا بكر فأخذت نصف مالي وما املك
فذهبت للنبي " صلى الله عليه وسلم " فقلت يا رسول الله هذا نصف ما املك اقدمه في سبيل الله .. ثم سكت قليلاً فقال : يا رسول الله .. أسبقني أحد .. قال : نعم ابا بكر جاء بماله كله
قلت في نفسي .. والله لا اسابق ابا بكر بعد اليوم !! .. وفي أحد الايام قال النبي " صلى الله عليه وسلم " من أصبح منكم اليوم صائما ؟ قال أبو بكر: أنا قال النبي :
فمن تبع منكم اليوم جنازة ؟ قال أبو بكر : أنا .. قال : فمن أطعم منكم اليوم مسكينا ؟ قال أبو بكر : أنا .. قال : فمن عاد منكم اليوم مريضا ؟ قال أبو بكر : أنا
فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ما اجتمعن في امرىء إلا دخل الجنة .. مواقفه كثيرهـ وعظيمه تحتاج لكتب ومجلدات للتحدث عنها .. كان من اخير الناس بكى الصحابه لموته
كان عادلاً وحليماً وفصيحاً .. شهدت خلافته فتوحات العراق والشام , وجمع المصحف توفي يوم الاثنين جمادى اول من السنه 13 هـ .. توفي - رضى الله عنه - وعمرهـ 63 .. !


الثاني : عمر بن الخطاب .. رضى الله عنه
عمر بن الخطاب بن نوفل بن عبد العزى بن رباح بن قرط بن رزاح بن عدي بن كعب بن لؤي , يجتمع نسبه بالنبي " صلى الله عليه وسلم " في جده كعب , امه حنتمة بنت هشام اخت ابو جهل
من أين ابدأ عندما يكون الحديث عن عمر - رضى الله عنه - هذا الرجل الشجاع العظيم الذي فرق بين الحق والشر .. هذا الرجل الذي تهابه حتى الشياطين .. نعم أنه عمر بن الخطاب
كان من أشد الناس الذين عادوا الاسلام في بدايته , فحارب وعادى الاسلام والنبي " صلى الله عليه وسلم " حتى جاءت الهجرهـ الاولى وشعر بالحزن والاسى لما رأى الكثير من قومه
ذهب للهجرة وصبروا على العذاب من اجل هذا الدين الجديد فعزم أن يقتل هذا النبي الذي فرق بينه وبين قومه بدينه الجديد , اخذ سيفه وتوجه الى دار الارقم مكان تجمع النبي باصحابه
وهو في الطريق وجد رجلاً قال : الى اين ؟ قال : ذهاباً لاقتل محمد , قال له : اولا ترجع وترى اهل بيتك , لأن اخته فاطمه اسلمت هي وزوجها سعيد بن زيد , فعاد غاضباً للبيت واتجه لاخته
فلطمها وهي تمسك ببعض الايات وقال لها : ناويليني الصحف ؟ يريد ان يرى ماهذا الكلام الذي يأتي به محمد .. فوقعت عينه على قوله تعالى وكانت اول آيات قرأها عمر بن الخطاب :
{ طه * مَا أَنْزَلْنَا عَلَيْكَ الْقُرْآنَ لِتَشْقَى * إِلا تَذْكِرَةً لِمَنْ يَخْشَى * تَنْزِيلا مِمَّنْ خَلَقَ الأَرْضَ وَالسَّمَاوَاتِ الْعُلا } انشرح صدر عمر هنا .. واتجه للنبي " صلى الله عليه وسلم " في دار الارقم
فلما طرق الباب قالوا يا رسول الله انه عمر , قال ادخلوهـ فلما دخل اعلن اسلامه فتهلل وجهه " صلى الله عليه وسلم " وكبّر الصحابه , فالاسلام قوى باسلام عمر - رضى الله عنه -

آيات كثيرة نزلت تؤيد قول وآراء عمر - رضى الله عنه - فالايه الاولى , لما اراد النبي " صلى الله عليه وسلم " الصلاة على عبدالله بن ابي .. قال له عمر يا رسول الله اتصلي على كافر منافق
قال اخر عني يا عمر : فأني بين خيرتين .. سأستغفر له سبعين مره , فنزل الاية : { ولا تصلي على احد مات منهم ابدا } .. فتلك كانت احد الايات التي ايدت اقوال وآراء عمر - رضى الله عنه -
والآية الثانيه , عندما قال عمر رضي الله عنه للرسول " صلى الله عليه وسلم " : لو نتخذ من مقام إبراهيم مصلى فنزلت الآية الكريمة تؤيد عمر بما قال : { وَاتَّخِذُواْ مِن مَّقَامِ إِبْرَاهِيمَ مُصَلًّى }
والآية الثالثة , إستشار الرسول أصحابه بشأن الأسري فقال عمر نضرب أعناقهم وقال أبو بكر نستبقيهم ونفادي أسرانا بهم , فوافق الرسول علي رأي أبي بكر ولكن لاحقا نزلت آيه
أيدت رأي عمر وهي قوله تعالى : { مَا كَانَ لِنَبِيٍّ أَنْ يَكُونَ لَهُ أَسْرَى حَتَّى يُثْخِنَ فِي الأَرْضِ تُرِيدُونَ عَرَضَ الدُّنْيَا وَاللَّهُ يُرِيدُ الآخِرَةَ وَاللَّهُ عَزِيزٌ حَكِيمٌ } فتلك احدى المواقف التي تؤيد رأيه
وكذلك هناك آية رابعه : فحينما كان الوحي ينزل على الرسول الكريم وسيدنا عمر يملي ما يقوله النبي من القرآن والوحي وكانت الآية قوله تعالى : {ثُمَّ أَنشَأْنَاهُ خَلْقاً آخَرَ } فقال عمر
فتبارك الله أحسن الخالقين ، فقال عليه الصلاة والسلام : أكتبها كما ذكرتها فقد نزلت كما قلتها .. حتى قوله { .... فَكَسَوْنَا الْعِظَامَ لَحْماً ثُمَّ أَنشَأْنَاهُ خَلْقاً آخَرَ فَتَبَارَكَ اللَّهُ أَحْسَنُ الْخَالِقِينَ }

موته .. كان يجول في منتصف الليل في المدينه بنفسه وحيداً , واذا قربت صلاة الفجر نادى في الناس وكان يصلي بنفسه بالمسلمين , وكان دائماً يقرأ سورة يوسف ويبكي عليها دائماً وابداً .. !
وفي أحد الايام وهو يقرأ في سورة يوسف , ولما وصل لقوله : { وَابْيَضَّتْ عَيْنَاهُ مِنَ الْحُزْنِ فَهُوَ كَظِيمٌ } بكى بكى حتى يسمع نشيجه من آخر الصفوف , ثم كبر وركع فتقدم ابو لؤلؤة المجوسي
فطعنه 6 طعنات , ووقع عمر وهو يقول : حسبي الله لا إله إلا هو، عليه توكلت، وهو رب العرش العظيم , وفوق كل هذا لم يقطعوا الصحابه الصلاة تقدم ابن عوف واكمل الصلاة بسرعه
ثم جاءوا لعمر فقال : من قتلني ؟ قالوا ابو لؤلوة , قال : الحمد لله الذي جعل قتلي على يد رجل ما سجد لله سجدة , ثم قال : هل اكملت الصلاة ؟ .. قالوا : لا .. قال رضى الله عنه : الله المستعان !
حمل الى بيته وأحضروا له وسادة ، فنزعها وقال: ضعوا رأسي على التراب لعل الله أن يرحمني ، وأخذ يبكي ويقول : يا من لا يزول ملكه، ارحم من زال ملكه , واخذ يبكي نادى اطفال المسلمين
واخذ يقبلهم ويمسح على رؤوسهم , بل تقدم شاب مسبل ثوبه فقال وهو في سكرات الموت : " ارفع إزارك فإنه أتقى لربك ، وأنقى لثوبك " ، فذهب الشاب وهو يبكي لموت عمر رضى الله عنه
جاء علي وقال : يا أبا حفص، والله لطالما سمعت رسول الله يقول : ( جئت أنا وأبو بكر وعمر، وذهبت أنا وأبو بكر وعمر، وخرجت أنا وأبو بكر وعمر، فأسأل الله أن يحشرك مع صاحبيك )
فقال عمر : " يا ليتني أنجو كفافاً، لا لي، ولا علي" ثم أخذ يقول : الله الله في الصلاة ، وسألهم وهو في الموت أيضاً: أين أدفن؟ قالوا: ندفنك مع رسول الله ، قال: لا أزكي نفسي
فما أنا إلا رجل من المسلمين استأذنوا عائشة , فلما مات ذهبوا إلى عائشة واستأذنوها في أن يدفن مع صاحبيه، فقالت: لقد هيأت هذا المكان لنفسي، لكن والله لأوثرنّ عمر به، ادفنوه مع صاحبيه


الثالث : عثمان بن عفان .. رضى الله عنه

" ذو النورين الرجل الكريم , الرجل الذي تستحي منه الملائكة , الرجل الذي اشترى الجنة بماله
التقي الذي ختم القرآن كاملاً بركعه واحده من العشاء للفجر , و اول من هاجر الى الله بعد نبينا لوط "

عندما يُذكر الكرم والسخاء : فها هو عثمان بن عفان حاضراً في المقدمه دائماً , الرجل الذي وهب كل ماله وكان من اغنياء قريش , فوهب ماله كله في سبيل الله , وكان حاضراً في المواقف الصعبه
زوجّه النبي " صلى الله عليه وسلم " احدى بناته , فلما ماتت , زوجه ابنته الثانيه , ولما ماتت , قال النبي " صلى الله عليه وسلم " : " والذي نفسي بيده لو كان عندي ثالثة لزوجتك اياها "
أنه عثمان بن عفان بن أبي العاص بن أميّة القرشي , الخليفة الراشد الثالث , وأحد العشرة المبشرين بالجنة , وكان ضمن الـ 6 رجال الذين اوصى بهم عمر للخلافة وتم اختيارهـ خليفة للمسلمين
كان اسلامه على يد ابو بكر - رضى الله عنه - وكان اول من هاجر هو وزوجته رقيه - رضوان الله عليهم - الى الحبشة في الهجرتين وقال النبي : " إنّهما لأوّل من هاجر إلى الله بعد لوطٍ "
له فضائل عظيمة , ومواقف رجوليه , كان اول من شيّد مسجداً , كان من كتاب الوحي , لقب بذي النورين لزواجه بابنتي الرسول " صلى الله عليه وسلم " ولم يتشرف احد بهذا الشرف غيرهـ

قام بالقرآن كاملاً في ليلة واحدهـ : فدخل عثمان في احد الايام للمسجد وكبّر , انتظروا الصحابه ان يركع فلم يركع .. اطالوا الانتظار , فلم يركع حتى ختم القرآن كاملاً وكانت على مقارب الفجر
كان من القوّامين لليل , بل كان عندما يذكر قوله تعالى : { أَمَّنْ هُوَ قَانِتٌ آنَاء اللَّيْلِ سَاجِداً وَقَائِماً يَحْذَرُ الْآخِرَةَ وَيَرْجُو رَحْمَةَ رَبِّهِ } , كان يقول عمر - رضى الله عنه - ذلك هو عثمان بن عفان
قال النبي " صلى الله عليه وسلم " عنه : ( إن لك أجر رجلٍ ممن شهد بدراً وسهمه ) , لأنه تغيب عن بدر ليداوي زوجته رقية - رضى الله عنها - حيث امرهـ النبي " صلى الله عليه وسلم " بذلك
اما في الحديبيه عندما ارسله النبي " صلى الله عليه وسلم " لمكه حيث كان له قدر في مكه وتمت بيعه الرضوان بغيابه ضرب النبي " صلى الله عليه وسلم " بشماله على يمينه وقال : " هذه يدُ عثمان "
قال عنه النبي " صلى الله عليه وسلم " : ( اللهم ارْضَ عن عثمان ) , وقال ايضاً : ( مَنْ يُبغضُ عثمان أبغضه الله ) , وقال لأحدى بناته : ( يا بنيّة أحسني إليه فإنّه أشبهُ أصحابي بي خُلُقـاً )

الملائكة تستحي منه : نعم ففي حديث عائشة رضى الله عنها واختصرهـ : ( جاء ابو بكر ليدخل على النبي " صلى الله عليه وسلم " وكان عليه السلام مضطجع على فراشه , فاذن له وقضى حاجته
ومن ثم جاء عمر , فأستأذن النبي " صلى الله عليه وسلم " فأذن له ولا زال عليه السلام على حالته , فقضى عمر حاجته ومضى , فلما جاء عثمان واستأذن من النبي " صلى الله عليه وسلم "
قام عليه السلام , واحسن جلسته وثيابه , فدخل عثمان وقضى حاجته , فجاءت عائشة فقالت : يا رسول الله , دخل ابو بكر وعمر ولم تغير حالتك , فدخل عثمان ففزعت واحسنت مجلسك
فقال عليه الصلاة والسلام : ( الا استحي من رجل تستحي منه الملائكة ) وفي روايه قال : ( يا عائشة إن عثمان رجل حيي ، وإني خشيت إنْ أذنْتُ له على تلك الحال أن لا يُبَلّغ إليّ حاجته )
فكان عثمان رجلاً حيي , بل قال عنه النبي " صلى الله عليه وسلم " : ( أشد أمتي حياءً عثمان ) فكان حياءهـ كبير وعظيم , وكان يعرف النبي " صلى الله عليه وسلم " بذلك فكان يراعي عثمان

وهب ماله كله في سبيل الله : فاشترى بئر رومه حيث قال النبي " صلى الله عليه وسلم " : ( من يشتري رومة ويجعلها للمسلمين يضرب بدلوه في دلائهم وله بها شرب في الجنة )
فاشتراها عثمان ووهبها للمسلمين , فرفع عليه السلام يديه للسماء ودعاء لعثمان , ودخل عليه السلام على عائشة ووجد لحماً , قال : من اتى به ؟ قالت : عثمان .. فدعاء له
كما ان الصحابه كانوا مع النبي في احد الغزوات فأصاب الناس جَهْدٌ حتى بدت الكآبة في وجوه المسلمين , فقال عليه السلام : ( والله لا تغيب الشمس حتى يأتيكم الله برزقٍ )
لما علم عثمان أنّ الله ورسوله سيصدقان ، قام بشراء 14 قافله بما عليها من الطعام ، فارسل للنبي 9 منها ، فلما رأى ذلك النبي قال : ( ما هذا ؟ ) , قالوا : جاءت إليك من عثمان
فرفع النبي عليه السلام يديه للسماء ودعى له , بل ان ولايته كانت ولايه خير , حتى اصبحت الجاريه تشترى بوزنها , والخيل وصل لمئة دينار , والنخل بالف دينار , وحج بالناس عشر حجج متتاليه !

استشهادهـ : كان مقتله اول فتنه في الاسلام حيث ظهروا عليه وحاربوهـ , لعدة اسباب كان برئ منها , فحاصروا منزله فترة من الزمن وكان يذكرهم بافعاله وكلام النبي " صلى الله عليه وسلم "
ولكن ابوا الا ان يخرج ويقاتلهم , حتى ان احد غلمانه قال له : اخرج قاتلهم يا امير المؤمنين , قال : ( لا والله لا أقاتلُ ، قد وعدني رسول الله أمراً فأنا صابر عليه ... إنك ستبتلى بعدي فلا تقاتلن )
ومن اقواله أنه قال لهم : ( يا قوم ! لا تقتلوني فإني والٍ وأخٌ مسلم ، فوالله إن أردتُ إلا الإصلاح ما استطعت ، أصبتُ أو أخطأتُ ، وإنكم إن تقتلوني لا تصلوا جميعاً أبداً ، ولا تغزوا جميعاً أبداً )
ولكن ابوا الا القتال , فدعاء عليهم بقوله : ( اللهم احصهم عدداً ، واقتلهم بدداً ، ولا تبق منهم أحداً ) فقتل من قتل منهم , واخذ عثمان جالساً يقرأ القرآن واعتق الكثير من الرقاب واصبح صائماً
فقال : ( إني رأيتُ رسول الله البارحة في المنام ، ورأيت أبا بكر وعمر وأنهم قالوا لي : اصبر ، فإنك تفطر عندنا اليوم ) فدخلوا وقتلوه ووقع دمه على قوله: { فَسَيَكْفِيكَهُمُ اللَّهُ وَهُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ }


الرابع : علي بن أبي طالب .. رضى الله عنه

" ابن عم الرسول , من أفضل الناس نسبا , الذي توسد فراش النبي عندما ارادوا قتله
أنه الرجل الشجاع الذي يحبه الله ورسوله , ويحب الله ورسوله , أنه فاتح بلاد اليهود خيبر "

اشرف الناس نسبا : ان نظرت الى ابن عمه فهو الرسول " صلى الله عليه وسلم " زوجته فاطمه بنت النبي سيدة نساء الجنة , و ابناءهــالحسن والحسين سيّدي شباب الجنة
نعم انه علي بن ابي طالب - رضى الله عنه - اول من اسلم من الصبيان , بل هو اول من اسلم بالنبي " صلى الله عليه وسلم " وكان عمره وقتها لم يتجاوز العشر سنين فقط
تربى في بيت النبي " صلى الله عليه وسلم " , فقد نزلت بقريش ضائقه كبيرة , وكان لابو طالب اولاد كُثر , فجاء النبي " صلى الله عليه وسلم " فقال لعمه العباس :
يا عم أن عمي ابا طالب لديه اولاد كُثر لما لا نخفف عليه قليلاً , فجاء النبي " صلى الله عليه وسلم " فأخذ علي عندهـ , وجاء العباس وأخذ جعفر عندهـ وربّياهما عندهما
كان علي منذ صغرهـ من اشجع الناس , فكانت امه وهو صغير تداعبه وتسميه حيدرهـ " وحيدره احد اسماء الاسد " , وكانت كنيته ابا الحسن ولقبه النبي ابا تراب !

منامه في فراش النبي : كان من اعظم المواقف لعلي - رضى الله عنه - حيث فدى الرسول " صلى الله عليه وسلم " بروحه ونفسه , فعندما اجمع كفار قريش على قتله
جاء جبريل - عليه السلام - فقال للنبي " صلى الله عليه وسلم " : ( لا تبيت هذه الليلة على فراشك الذي كنت تبيت عليه ) فلما حل الليل وحاصر المشركين بيت النبي
قال النبي " صلى الله عليه وسلم " لعلي لما رأى المشركين ومكانهم : ( نم على فراشي ، وتَسَجَّ ببردي هذا الحضرمي الأخضر فنم فيه ، فإنه لن يَخْلُصَ إليك شيء تكرهه منهم )
فلم يتردد علي - رضى الله عنه - ابداً , لأن هذا امر من النبي " صلى الله عليه وسلم " ولم يتوانى او يتردد في ذلك , ونام علي في فراش النبي " صلى الله عليه وسلم "
حتى استطاع النبي " صلى الله عليه وسلم " الخروج والهجرة , فتفاجأ المشركين بوجود علي , وبقى علي 3 ايام بمكه , كي يرجع بعض الودائع من بيت النبي ومن ثم لحق به !

احاديث الرسول فيه : كان علي - رضى الله عنه - من احب الناس واقربهم للنبي " صلى الله عليه وسلم " , فقد قال عنه " صلى الله عليه وسلم " : ( أنت أخي )
وقد حضر جميع الغزوات مع النبي عدا غزوة تبوك حيث ابقاهـ النبي " صلى الله عليه وسلم " عند اهله وقال له : ( أما ترضى أن تكون مني بمنزلة هارون من موسى )
وقال عنه " صلى الله عليه وسلم " : ( من أحب علياً فقد أحبني ، ومن أحبني فقد أحب الله ومن أبغض علياً فقد أبغضني ، ومن أبغضني فقد أبغض الله )
وعندما نزلت الآيه : { إنّما يُريدُ اللهُ لِيُذْهِبَ عنكم الرِّجسَ أهلَ البيت } , قام النبي وجمع علي وزجته وابنيه فقال : ( اللهم هؤلاء أهل بيتي ، فأذهب عنهم الرجس وطهِّرْهُم تطهيراً )
كان يحبه النبي " صلى الله عليه وسلم " حباً شديداً وما كان يقدم شئ الا ذكر علي وفي أحد الاحاديث قال عنه عليه السلام : ( اشتاقت الجنّةِ إلى ثلاثة : علي وعمّار وبلال )

فتح بلاد اليهود : فعندما اراد النبي " صلى الله عليه وسلم " فتح بلاد خيبر بلاد اليهود ارسل جيشاً لفتحها فعاد ولم يستطع , ارسل جيشاً آخر بقيادهـ آخرى
فعاد ولم يستطع , حزن النبي " صلى الله عليه وسلم " وحزن المسلمين , كيف لا تفتح بلاد خيبر , لا بد ان تفتح بلاد خيبر , جلس النبي " صلى الله عليه وسلم " يدعو ربه
وفي الليل جاء النبي " صلى الله عليه وسلم " مبشراً الصحابه فقال : ( لأُعْطينّ الرايةَ غداً رجلاً يحب الله ورسوله ، ويُحبه الله ورسوله ، يفتح الله عليه ، أو على يديه )
اي شرفاً هذا , فالمسألة الاولى تجدها في كثير من الصحابه أن لم يكن كلهم , لكن المسألة الثانيه , ان من سيخرج غداً رجل الله سبحانه يحبه والرسول كذلك , اي شرف هذا
حتى أن عمر قال : ( والله في حياتي لم اتمنى الاماره قط , الا هذا اليوم ) , فلما اصبح قال النبي : ( أين علي ) , قالوا يا رسول الله : اصابه الرمد والله لا يستطيع رؤيه مد يديه
قال علّي به , فلما جاوا بعلي , وجلس امام النبي " صلى الله عليه وسلم " بصق النبي فيها فتعافى وكأن لم يصبه شئ قط , فقام وقاد الجيش الى خيبر وفتح خيبر بإذن الله

أنا الذي سمتني امي حيدره : فعندما ارسله النبي " صلى الله عليه وسلم " الى خيبر وقاد الجيش , كان لدى اليهود رجلاً شجاع يسمى مرحب كان من اشجع الرجال
فكما هي العاده يخرج رجلان قبل المعركه فكان مرحب يردد ابيات ويقول : ( انا الذي سمتني أمي مرحبُ , قد علمت خيبر أني مرحبُ , شاكي سلاحي بطل مجربُ )
فرد علي - رضى الله عنه - فقال : ( أنا الذي سمتني أمي حيدرة , كليث غابات كريه المنظرة , أوفيهم بالصاع كيل السندرة ) , فتقدم وصارعه وقطع علي رأس مرحب
فكان علي - رضى الله عنه - من اسرع الناس بديه , والدليل الابيات التي رد عليها امام مرحبُ , وقد سُأل - رضى الله عنه - كم بين السماء والارض فقال : ( دعوه مستجابه )
وكان من ابسط الناس , فعندما اراد الزواج من فاطمة لم يجد شئ ليقدمه للنبي " صلى الله عليه وسلم " كمهراً لها , فقال النبي ما عندك لتقدمه , قال : درع قديمه قال : قبلت !

وفاته : اجمع الخوارج على قتل علي ومعاوية وعمرو بن العاص في ليلة واحدهـ , ظناً منهم ان يوحدوا كلمة المسلمين لخليفة جديد يختارونه ويتفقون هم عليه
فكانت هناك عدة اتجاهات لمن هو مؤيد لرأي علي حول مقتل عثمان , ومنهم يؤيد رأي معاويه وامور كثيرة تحتاج افرادها في موضوع خاص قد لا ينتهي ابداً .. !!
حددوا ثلاثة لكل واحد رجل يتعهد بقتله , فكان عبد الرحمن بن ملجم هو من وُكل اليه قتل علي , وكان الوحيد من بين الثلاثة الذي نجح في المهمه , فمعاويه وعمرو لما يقتلا
ولكن عبدالرحمن " قبحه الله " وقف ينتظر علي وهو خارج لصلاة الفجر من يوم جمعه في رمضان , اي في احد افضل ايام العام حيث صادفت جمعه وفي شهر رمضان
فطعن علي , ولما اراد المسلمين قتله قال علي : ( ان أعش فأنا أولى بدمه قصاصا أو عفوا ، وان مت فألحقوه بي أخاصمه عند ربي ، ولا تقتلوا بي سواه ان الله لا يحب المعتدين )


الخامس: طلحة بن عبيد الله .. رضى الله عنه
" طلحة الخير , طلحة الفياض , طلحة الجود , أنه جار الرسول هو والزبير بن العوام
انه الشهيد الذي يسير على قدميه , وعندما تُذكر غزوة أحد يذكر طلحة فكانت هي غزوته "

أحد المبشرين بالجنة : فطلحة أحد العشرة المبشرين بالجنة , اي ممن بشرهم الرسول " صلى الله عليه وسلم " بالجنة وهم لازالوا احياء في الأرض , فضلاً من الله ورضوان
اسمه طلحة بن عبيد الله ابن عثمان بن عمرو بن كعب بن سعد بن تيم بن مرة بن كعب بن لؤي بن غالب بن فهر بن مالك بن النضر بن كنانة القرشي التيمي المكي
اشتغل بالتجاره وكان من كبارها ولكنه كغيرهـ من الصحابه يهب كل ما يملكه في سبيل الله وفي خدمة الاسلام والمسلمين ونصرة هذا الدين العظيم لأنهم يبتغون عرض الاخرهـ
قصه اسلامه أنه واجه راهباً في الشمال حيث كانت لطلحة تجاره هناك , فقال له الراهب : انه سيخرج رجل اسمه محمد يدعي النبوة في مكه , الزم دينه فهو على حق , وصدّق ما يأتي به
" ولعل قصته تشابه قصه سلمان الفارسي عند اسلامه " , فلما سمع ما قاله الراهب اتجه لمكه ورأى ابو بكر يتبع النبي " صلى الله عليه وسلم " فقال طلحة : " ما اجتمعا الا على حق "

رجل يبكي كلما ازداد المال عندهـ .. سبحان الله : نعم انه طلحة ومن غيرهـ , تقول زوجته سعده بنت عوف : ( دخلت على طلحة يوماً فرأيته مهموماً حزيناً ، فسألته : ما شأنك ؟
فقال : المال الذي عندي ، قد كثر حتى أهمني وأكربني , فقلت له : لا عليك ، اقسمه !! فقام ودعا الناس ، وأخذ يقسمه عليهم حتى ما بقي منه شئ عدا كيس ) حتى ان زوجته قالت اليس لنا شئ
فقال لها : نصيبك مثل البقية , فكان لم يتبقى الا كيس فاعطاني اياها ! وكان يعول عائلته واقاربه , فما كان احداً من اقاربه يضيق عليه الا لجأ لطلحة , وتجد طلحه من يذهب اليه اولاً ان علم
يقول احد الصحابه : ( صحبت طلحة بن عبيد الله في السفر و الحضر فما وجدت أحدا ، أعم سخاء على الدرهم ، والثوب ، والطعام من طلحة ) فكان من اكرم الناس ومن اكثرهم سخاءاً
ويذكر أن طلحة افتدى عشرة من اسارى بدر بماله , كما انه اشترى بئراً للمسلمين وذبح جزوراً ووزعه للمسلمين وقال عنه النبي " صلى الله عليه وسلم " عنه : ( طلحه الفياض )

الشهيد الذي يسير على قدميه : كان هو طلحه فقال النبي " صلى الله عليه وسلم " : ( من سرّه أن ينظر الى رجل يمشي على الأرض ، وقد قضى نحبه ، فلينظر الى طلحة )
وفي روايه : ( من أراد أن ينظر إلى شهيد يمشي على رجليه فلينظر إلى طلحة بن عبيد الله ) , فكان هو الشهيد الذي يسير على قدميه وكان سبب هذا الحديث للنبي عليه السلام
في غزوة احد عندما حاصر المشركين النبي " صلى الله عليه وسلم " ورأى طلحة الدم يسيل من على وجنتي الرسول " صلى الله عليه وسلم " سارع اليه واخترق الصفوف
واخذ يضرب يميناً وشمالاً حتى وصل للنبي " صلى الله عليه وسلم " واخرجه من الحفرة التي وقع فيها , ويقول ابو بكر جئت وابو عبيدة عند الرسول " صلى الله عليه وسلم " فقال :
( دونكم اخيكم , فلما التفت وجدت بضع وسبعين ضربه وطعنه , واصبعه مقطوعه ) , فعالجنا طلحة ونزلت الآية الكريمة : [ مِنَ المُؤْمِنِينَ رِجَالٌ صَدَقُوا مَا عَاهَدُوا اللهَ عَلَيْهِ ] .. !

طلحة الخير . طلحة الفياض . طلحة الجود : كانت هذهـ الثلاث القاب اتت لطلحة من النبي " صلى الله عليه وسلم " .. فيوم أحد سماهـ النبي " صلى الله عليه وسلم " طلحة الخير
ويوم اشترى البئر في غزوة العشير أطلق عليه النبي " صلى الله عليه وسلم " طلحة الفياض , اما في حنين اطلق على النبي لقب ثالث آخر الا و هو طلحة الجود - رضى الله عنه وارضاهـ -
فكان - رضى الله عنه - احد الصحابة العظماء الذين وهبوا حياتهم لهذا الدين , وجاء اعرابي يسأل الرسول " صلى الله عليه وسلم " عن قوله تعالى : { فمنهم من قضى نحبه }
فصد عنه النبي" صلى الله عليه وسلم " , ثم سأل مرهـ آخرى فصد عنه النبي " صلى الله عليه وسلم " واصحابه بجانبه فلم يجيبوا لأن الرسول لم يُجب فوراءهـ خبر بعدم الاجابه
وفي لحظة اذ بطلحة يدخل من باب المسجد وكان يلبس ثياب خـُضر , فلما رأهـ النبي " صلى الله عليه وسلم " قال : أين الاعرابي , ومن ثم قال وهو يشير الى طلحة : ( هذا ممن قضى نحبه )

موقفه يوم الفتنه ومقتله : فموقفه من مقتل عثمان - رضى الله عنه - معروف وذكرته في فقرة الزبير بن العوام , حيث بايعا علي وذهبا للعمره ومن ثم للانتقام من قاتل عثمان - رضى الله عنه -
فلما التقى الفريقيان كان الزبير وطلحة وعائشة - رضى الله عنهم - في صف وعلي في الآخر , فبكي علي , فقال لطلحة : ( يا طلحة ، أجئت بعرس رسول الله تقاتل بها وخبأت عرسك في البيت )
ومن ثم قال للزبير كما ذكرت انفاً , فكان ردهما ان عادا ولم يشتركا في المعركه , ولكن دفعا ثم عودتهما وقتلا فالزبير قتل من ابن جرموز وطلحة رماه مروان بن الحكم بسهم فمات
فلما دفنهما علي - رضى الله عنه - وقف بقبريهما وقال : ( اني لأرجو أن أكون أنا وطلحـة والزبيـر وعثمـان من الذين قال الله فيهم : ونزعنا ما في صدورهم من غل اخوانا على سرر متقابلين )
قال عنه ابو بكر الصديق - رضى الله عنه - عن موقفه يوم احد : ( ذاك كان كله يوم طلحة ) , فكان يوم احد لا ينسى , فكان ذلك اليوم احد اهم المواقف البطولية في تاريخ الصحابه جميعها .. !


السادس : البراء بن مالك .. رضى الله عنه
" شقيق الصحابي انس بن مالك , كان يطلب الموت طلباً , وكان شعارهـ : الله والجنة !
كان ممن يقسم على الله ويجيب له سبحانه , انه من قال عنه عمر بن الخطاب , لا تجعلوهـ قائداً ابداً والسبب !! "

نسبه واسلامه : البراء بن مالك ابن النضر بن ضمضم بن زيد بن حرام بن جندب بن عامر بن غنم بن عدي بن النجار ، الأنصاري النجاري المدني - رضى الله عنه وارضاهـ -
أخوهـ الصحابي الجليل المكثر من رواية الاحاديث وخادم النبي " صلى الله عليه وسلم " وهو أنس بن مالك , قدمت امه ام سليم الى النبي " صلى الله عليه وسلم " يوماً من الايام
وبيدها أنس بن مالك وكان لم يتجاوز العشر سنين , وقالت للنبي " صلى الله عليه وسلم " : ( يا رسول الله .. هذا أنس غلامك يخدمك ، فادع الله له ) , فدعا له النبي عليه السلام :
( اللهم أكثر ماله ، وولده ، وبارك له ، وأدخله الجنة ) , فقد عاش أنس ما يقرب الـ 99 عام وكان آخر من مات من الصحابه في مدينه البصرة , بدعا النبي " صلى الله عليه وسلم "

البراء يقسم على الله ويجيبه : نعم من حق الجميع التعجب في ذلك , من هذا الذي يجرأ أن يقسم على الله ان يفعل له امراً , ويجيبه الله سبحانه بكل عزة واجابه لدعوة هذا الرجل
نعم , فالنبي " صلى الله عليه وسلم " قال : ( رب أشعث أغبر ذي طمرين لا يؤبه له ، لو أقسم على الله لأبره ، منهم البراء بن مالك !! ) , فكان رضي الله عنه ممن يجاب له الدعوة
فقد دخل عليه أخاهـ أنس - رضى الله عنه - يوماً وهم يستعدون لفتح تستر فوجدهـ يتغنى بالشعر فقال له أخاهـ : ( اراك تتغنى بالشعر والله ابدلك بالقرآن ) , فرد عليه البراء قائلاً :
( قال اتراني اموت على فراشي , والله لقد قتلت 99 رجلاً مبارزة , والله لننتصر اليوم , ولا اموت الاّ شهيداً ) وبالفعل انتصر المؤمنين ومات شهيداً كما سيأتي لاحقاً في الفقرة الأخيرة !
وزارهـ اخوانه واصحابه في احد الايام وهو على فراشه يتعالج , فنظر على وجوههم وقال لهم : ( لعلكم ترهبون أن أموت على فراشي ، لا والله ، لن يحرمني ربي الشهادة ) !

وصيه عمر بعدم جعله قائداً ابداً : اوصى عمر بن الخطاب - رضى الله عنه - يوماً القادهـ لجيوش المسلمين في الشام والعراق , بأن لا يدعوا البراء بن مالك قائداً لأي جيش !
ولم يكن قرار امير المؤمنين كرهاً أو نقصاً او تقليلاً في قدرات وذكاء البراء بن مالك - رضى الله عنه - بل كان خوفاً منه ومن تهورهـ , فقد كان مقداماً للموت في كل وقت وكل حين
فقال عمر - رضى الله عنه - عنه : ( لا تستعملوا البراء على جيش ; فإنه مهلكة من المهالك يقدم بهم ) فكانت كل أماني البراء - رضى الله عنه - ، أن يموت شهيداً في سبيل الله
ويقضي نحبه فوق أرض معركة مجيدة من معارك الاسلام والحق , من أجل هذا ، لم يتخلف عن مشهد ولا غزوة , وكان لواءهـ وشعارهـ دائماً في كل معركة .. " الله والجنة "
فمنذ ان اسلم لم يتخلف عن اي معركة مع الرسول " صلى الله عليه وسلم " عدا بدر , فمن بعد بدر ادرك جميع المعارك والغزوات وقاتل وحارب في سبيل الله يطلب الشهادة باي معركة !

حديقة الموت , وموقفه العظيم فيها : رغم أن تلك الحديقة سميت بهذا الاسم " حديقة الموت " لكثرت من مات فيها , الاّ أن البراء لم يحن وقت استشهادهـ ولم يكتب له ان يكون معهم
ففي حرب المسلمين امام المرتدين على زمن ابو بكر - رضى الله عنه - عندما زحف المسلمين بجيشهم بقيادة خالد بن الوليد - رضى الله عنه - كما ذكرت انفاً في فقرة خالد
كان معه البراء بن مالك - رضى الله عنه - وكان البراء عندما تقابلهم في المعركة ينتظر خالد ليلقي كلمة البداية والحرب والبدء في القتال , فاخذ ينتظر البراء حتى نطق بها خالد وقال :
" الله أكبر " فانطلق المسلمون زحفاً للموت يطلبونه طلبا , وبينما العراك محتدم بين اعوان خالد واعوان مسيلمة , الا ان كفة مسليمة كأنها بدأت ترجح فنادى خالد البراء
وكانت له كلمات عظيمة فقال له : ( تكلم يا براء ) , فصاح بهم البراء بكلمات قوية عالية : ( يا أهل المدينة ، لا مدينة لكم اليوم ، انما هو الله والجنة ) , فثار الجيش لمقولته
واخذوا يتقتلونه قتلاً حتى زحفوا وتراجعوا وتحصنوا في حديقة واغلقوا عليهم الابواب , فصاح البراء باصحابه وقال له : ( احملوني والقوني في الحديقة , اما ان افتح الباب لكم , او القى ما اريد )
يعني الشهادة , فلم يصبر وصعد بنفسه ورمى نفسه على المرتدين واخذ يقاتلهم وقتل منهم عشرة وفتح الباب وانتصر المسلمين , حتى قيل ان خالد اخذ يداويه بنفسه شهراً كاملاً من كثرت الجروح !

حان وقت الشهادة : كان ابو بكر - رضى الله عنه - يقول لمن هم بامثال خالد والبراء من كانوا يبحثون عن الشهاده , كان يقول : ( اطلب الموت , توهب لك الحياة ) , فكانوا بكل معركة يتمنون الموت
فجاءت ساعه الصفر , وجاءت معركة تستر وفتحها , فارسل عمر بن الخطاب - رضى الله عنه - إلى سعد بن أبي وقاص بالكوفة ليرسل إلى الأهواز جيشا ، وكتب إلى أبي موسى الأشعري بالبصرة
ليرسل إلى الأهواز جيشا على أن يجعل أمير الجند سهيل بن عدي وليكون معه البراء بن مالك , فما ان ذهبوا واذ بالفرس يتحصنون باسوار عاليه , حاصرها المسلمون وكان الفرس قد اعدوا
سلاسل من حديد ، علقت بها كلاليب من فولاذ حميت بالنار , حتى غدت أشد توهجا من الجمر , فتلقى تحتهم فتمسك من تمسك من المسلمين فترفعه بها , فيموتون من شدت حرارتها ويتعذبون بها
واذ بتلك السلاسل تمسك بأنس بن مالك , اخو البراء فانتفض البراء وتعلق بها وهي شديدة الحرارة ولكن لم يبالي , حتى احرقت يديه لكنه تشبث بها حتى استطاع قطعها وانقاذ اخيه حتى اصبحت يديه
عظاماً بعدما ذهب اللحم , فصاح الصحابة : ( أتذكر قول الرسول : ربّ أشعث أغبر ذي طمرين لا يؤبه له، لو أقسم على الله لأبرّه، منهم البراء بن مالك ؟ يا براء أقسم على ربك، ليهزمهم وينصرنا )
فرفع يديه التي لم يبقى فيها سوى العظم بعدما ذهب اللحم , وقال : ( اقسمت عليك يا رب , اللهم امنحنا أكتافهم .. اللهم اهزمهم .. وانصرنا عليهم .. وألحقني اليوم بنبيّك) , فانتصر المسلمين واستشهد !


السابع : معاذ بن جبل .. رضى الله عنه

" ابن جبل , اعلم الناس بالحلال والحرام , من اقسم له النبي بانه يحبه
أنه من ياتي يوم القيامة يسبق العلماء برتوة , انه من مات بالطاعون وهو في ريعان شبابه "


نسبه واسلامه : معاذ بن جبل بن عمرو بن أوس بن عائذ بن عدي بن كعب بن عمرو بن أدي بن سعد بن علي بن أسد بن ساردة بن يزيد بن جشم بن الخزرج - رضى الله عنه -
كنيته - ابا عبدالرحمن - كان له من الولد عبدالرحمن , اسلم وهو لم يتجاوز الثامنه عشر من عمرهـ , صدق برسول الله " صلى الله عليه وسلم " وازرهـ وصاحبه
شهد العقبة الثانيه مع السبعين رجل من الانصار , كما انه شهد جميع الغزوات مع الرسول " صلى الله عليه وسلم " , كان كريماً زاهداً سخياً في عطاءهـ , وكان يقدم امام
كبار العلماء وهو لازال صغيراً لما اتاهـ الله من علم , كان لا يفتي ولا يقضي الا بكتاب الله وبسنه نبيه " صلى الله عليه وسلم " وكان من الذين يفتون في زمن
النبي " صلى الله عليه وسلم " وزمن ابو بكر وعمر - رضوان الله عليهم - اما صفاته فكان رجلاً طَوَالا , أبيض , حسن الشعر , عظيم العينين , مجموع الحاجبين

أقوال الرسول عنه ومواقفه معه : كان عنه النبي " صلى الله عليه وسلم " : ( أعلم أمتي بالحلال والحرام معاذ بن جبل ) , كما قال عنه النبي " صلى الله عليه وسلم " :
( يأتي معاذ بن جبل يوم القيامه يسبق العلماء برتوة ) , وكان قال عنه ايضاً : (استقرئوا القرآن من أربعة :عبد الله بن مسعود ، وسالم مولى أبي حذيفة ، وأبي بن كعب ، ومعاذ بن جبل)
وفي أحد المرات رأهـ النبي " صلى الله عليه وسلم " فقال له : ( يا معاذ، إني لأحبك في الله ) قال معاذ : وأنا والله يا رسول الله ، أحبك في الله ! فقال النبي " صلى الله عليه وسلم "
( أفلا أعلمك كلمات تقولهن دبر كل صلاة : رب أعني على ذكرك وشكرك وحسن عبادتك ) , ولما اراد النبي " صلى الله عليه وسلم " ارساله لليمن ليقضي بينهم قال له النبي عليه السلام :
( كيف تقضي إذا عرض لك قضاء ) قال: أقضـي بكتاب الله , قال : (فإن لم تجد في كتاب الله) قال: فبسنة رسول الله قال: (فإن لم تجد) قال: اجتهد رأيي ، فضرب رسول الله صدرهـ
وقال: (الحمد لله الذي وفق رسول رسول الله لما يرضي رسول الله) , وقال له النبي ذات يوم : (يا معاذ ، إنك عسى ألا تلقاني بعد عامي هذا ، ولعلك تمر بمسجدي هذا وقبري) فبكى معاذ !

ما قاله الصحابه عنه : قال عنه ابن مسعود : (إن معاذ بن جبل كان أمةً قانتًا لله حنيفًا) , فقيل إن إبراهيم كان أمةً قانتًا لله حنيفًا ، فقال ابن مسعود : (ما نسيت هل تدري ما الأمة؟ وما القانت)
فقيل : الله أعلم ، فقال ابن مسعود : (الأمة الذي يعلم الخير، والقانت المطيع لله عز وجل وللرسول، وكان معاذ بن جبل يعلم الناس الخير وكان مطيعًا لله عز وجل ورسوله )

ويقول عنه عمر بن الخطاب - رضى الله عنه - : ( عجزت النساء أن يلدن مثله ، ولولاه لهلك عمر ) وكان عمر يقدمه في الفقه ، فيقول : ( من أراد الفقه , فليأت معاذ بن جبل )
وقال الخولاني : ( أتيت مسجد دمشق فإذا حلقة فيها كهول من أصحاب النبي وإذا شاب فيهم أكحل العين براق الثنايا كلما اختلفوا في شيء ردوه إلى الفتى فسألت عنه , فقالوا : معاذ بن جبل )
وقال السكونى عنه : ( دخلت مسجد حمص فإذا أنا بفتى حوله الناس .. كان جعد قطط .. فإذا تكلم كأنما يخرج من فيه نور ولؤلؤ .. فقلت من هذا ؟ قالوا لي : معاذ بن جبل )

اقوال وافعال معاذ بن جبل : لديه حكم واقوال عظيمة تدل على الخير , وتوصي بتقوى الله والحفاظ على سنة نبيه " صلى الله عليه وسلم " فكان ينصح الصغير والكبير , يقول معاذ :
( من سرهـ أن يأتي الله عز وجل آمنا فليأت هذه الصلوات الخمس , حيث ينادي بهن ، فإنهن من سنن الهدى , ولا يقل إن لي مصلى في بيتي فإنكم إن فعلتم ذلك تركتم سنة نبيكم ولضللتم )



كان يدعي آخر الليل ويقول : ( قد نامت العيون وغارت النجوم وأنت حي قيوم , اللهم طلبي للجنة بطيء وهربي من النار ضعيف اللهم اجعل لي عندك هدى ترده إلي يوم القيامة إنك لا تخلف الميعاد )
وجاء رجل الى معاذ فقال له : علمني ؟ قال وهل أنت مطيعي , قال : إني على طاعتك لحريص , قال : صم وأفطر، وصل ونم، واكتسب ولا تأثم، ولا تموتن إلا وأنت مسلم ، وإياك ودعوة المظلوم )
كما كان له زوجتين , فإذا كان يوم إحداهما , لم يتوضأ في بيت الأخرى .. ثم توفيتا في الشام والناس في شغل فدفنتا في حفرة فأسهم بينهما أيتهما تقدم في القبر - رضى الله عنه وارضاهـ -

زهدهـ وكرمه وسخاءهـ : يروى عن عمر بن الخطاب - رضى الله عنه - أخذ أربعمائة دينار فجعلها في صرة فقال للغلام اذهب بها إلى أبي عبيدة بن الجراح وانتنظر ما يصنع بها ، !!
فذهب الغلام قال : يقول لك أمير المؤمنين اجعل هذه في بعض حاجتك ، قال : وصله الله ورحمه ، ثم قال : الله يا جارية اذهبي بهذه السبعة إلى فلان ، وبهذه الخمسة إلى فلان ، حتى أنفذها
فرجع الغلام إلى عمر فأخبره فوجده قد أعد مثلها لمعاذ بن جبل فقال : اذهب بها إلى معاذ بن جبل و انتظر ما يصنع بها ، !! فذهب بها إليه ، قال : يقول لك أمير المؤمنين اجعل هذه في بعض حاجتك

فقال : وصله الله ورحمه ، الله يا جارية اذهبي إلى بيت فلان بكذا ، اذهبي إلى بيت فلان بكذا ، فاطلعت امرأته فقالت : ونحن والله مساكين فأعطنا ، ولم يبق في الصرة إلا ديناران فاعطها اياه
فرجع الغلام إلى عمر فأخبره بذلك فقال عمر بن الخطاب - رضى الله عنه - : ( إنهم إخوة بعضهم من بعض ) , فكان من اجود الناس واكرمهم هو واصحاب نبي الله - رضوان الله عليهم -

وفاته بالطاعون : عندما توفي كان شاباً فكان عمرهـ ما يقرب الـ 38 عام , كل هذا العلم وكل هذهـ المسيرة وقد توفي وهو لم يتجاوز الثامنه والثلاثين من عمرهـ - رضى الله عنه -
فعندما حل طاعون عمواس على الشام في عام 18 هـ , ومات عليه من مات من الصحابه وابرزهم ابو عبيدة بن الجراح كما ذكرت فيه سيرته , فقال اصاب معاذ - رضى الله عنه - الطاعون
ولما حضرته الوفاة قال لمن حوله من أهله : أنظروا أأصبحنا أم لا ؟ فقالوا : لا ثم كرر ذلك ، وهم يقولون: لا , حتى قيل له أصبحنا فقال: ( أعوذ بالله من ليلة صباحها إلى النار )
ثم قال : ( اللهم إني قد كنت أخافك فأنا اليوم أرجوك ، اللهم إنك تعلم أني لم أكن أحب الدنيا ، وطول البقاء فيها لجري الأنهار ، ولا لغرس الأشجار ، ولكن لظمأ الهواجر " يقصد الصوم"
ومكابدة الساعات " أي قيام الليل" ، ومزاحمة العلماء بالركب عن حلق الذكر ) ثم بسط يمينه كأنه يصافح الموت، وراح في غيبوبته يقول: " مرحبا بالموت .. حبيب جاء على فاقه "


__DEFINE_LIKE_SHARE__
رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة


المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
الاحزاب العلمانية والليبرالية والحرب على الاسلاميين محروم.كوم منتدى أخبار المواقع والمنتديات العربية والأجنبية 0 10-03-2011 10:40 PM
فضائح رموز العلمانية والليبرالية فسوق جنس دعارة ( بالصور ) محروم.كوم منتدى أخبار المواقع والمنتديات العربية والأجنبية 0 04-28-2010 12:50 PM
بـلاك بيـري مني خذاه اشغله طول الوقت عني. . مابين هـذا وبين ذاك يرسل وقلبه ناسيني. . ♥͡ محروم عدسة الاعضاء , كاميرا الاعضاء 28 04-08-2010 06:05 PM
العلمانية والليبرالية محروم.كوم منتدى أخبار المواقع والمنتديات العربية والأجنبية 0 04-23-2009 12:20 AM
وش جاه محبوبي مشى وخلاني .. مابين نيراني وبين أحزاني المنصوري000 عدسة الاعضاء , كاميرا الاعضاء 15 01-29-2009 02:12 PM


الساعة الآن 11:50 PM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
Content Relevant URLs by vBSEO 3.5.2 TranZ By Almuhajir

RSS RSS 2.0 XML MAP HTML