والصلاة والسلام على محمد وآله الطاهرين، السلام علي الحسين و على أصحاب الحسين وعلى الشهداء الذين ساروا على درب الحسين عليه السلام، السلام عليك يا مولانا يا صاحب الزمان ورحمة الله وبركاته.

"أعظم الله أجورنا بمصابنا بالحسين وجعلنا وإياكم من الطالبين بثاره مع وليه الإمام المهدي من آل محمد عليهم السلام"
إيمانا منا بأهمية يوم العاشر من شهر محرم الحرام ، يوم انتصار الحق على الباطل ارتأينا أن نقف مع شبعنا الثائر بكلمة تذكيرية بنقاط مهمة وحساسة لما تشهده الساحة من خطورة المرحلة وإليكم ذلك في نقاط:

إن هدف الثورة الحسينية المقدسة هدف دائم ومستمر على مدى الأزمنة والعصور وهو إسقاط الانظمة الظالمة ، فهو تكليف إلهي إلقي على عاتق الأمة ، وإن الأمة لتمتحن به ، فتذل وتضعف إذا ما تخلت عنه، وتعز وتقوى إذا ما تحملت العناء في سبيل تحقيقه ، وإذا كانت هذه الثورة متمثلة في إمام معصوم لا يدانيه أحد من الخلق في الكمال والعصمة ، فإن امتدادها الطبيعي في زمن الغيبة يتمثل في الولاة على الأمة الذين نصبهم المعصوم (ع) أمناء على دين الله ، وهم الفقهاء العدول أصحاب الكفاءة والبصيرة والشجاعة والهمة العالية ، وهذا ما دل عليه العقل و النصوص الدينية ، على أساس أن الدين الإسلامي دين شمولي يلبي كل حاجات الإنسان في أمور الدين والدنيا إلى يوم القيامة .

من هذا المنطلق الإسلامي الذي يأمر المكلفين بالولاء لولاة الأمر في زمن الغيبة ، الذين يتوفرون على شروط منصب الولاية والقيادة، ألا وهي الفقاهة والعدالة والكفاءة ، يجدد شعبنا عهده وإعلانه عن انتمائه إلى هذا الخط الإسلامي الولائي الأصيل والذي يمثل الضمانة الأساسية في العمل ، ويشكل رأس الهرم في الفكر والعمل السياسي الإسلامي .

ولا نرى في هذا الإعلان ما ينافي الوطنية وروح الوحدة بين صفوف الشعب المسلم الواحد، كما أن إعلان جمع من المسلمين عن انتمائهم إلى الأزهر، أو من غير المسلمين إلى المدرسة المسيحية المتمثلة بالفاتكان لا يمثل خدشا في الوطنية ولا يمثل سببا من أسباب الفرقة المجتمعية، فإن ذلك يمثل حقا إنسانيا تكفله كل الدساتير والأعراف الدولية والمجتمعية .

وعلى هذا الأساس سوف تواصل جماهير الشعب ارتباطها بالمراجع أصحاب البصيرة والوعي ، وسوف يسعى تيار الوفاء الإسلامي بكل جهده لنشر هذا الفكر الإسلامي الأصيل ، ونشر المفاهيم الثورية المستقاة من القرآن الكريم وكلمات أهل العصمة(ع) وسيرتهم، على أمل تأسيس قاعدة شعبية تحمل الفكر الأصيل والهم الإسلامي الخالص بصورة أكبر وأفضل وهذا كله في دائرة التكليف الذي نهض به تيار الوفاء الإسلامي وكافة القوى الثورية منطلقين من مشروع سياسي وفكري رصين .

ولن تثنينا وشعبنا حملات القمع والاعتقال والتهديد والوعيد التي يمارسها هذا النظام المتهالك لمنع المشروع السياسي و الفكري الثوري لهذا الشعب، فالله قد تكفل بإكمال المسيرة، " وما النصر إلا من عند الله" .

تنبيه لجماهيرنا الثائرة

لا يخفى على أحد خبث وخطورة المخططات الإمريكية على المستوى الفكري والسياسي لاختطاف ثورات الشعوب وإخمادها بأساليب المكر والدهاء، تارة عن طريق إبراز حلول خاوية بصورة ديموقراطية كاذبة، و أخرى عن طريق نشر فكر التسامح والسلام ، الذي يراد منه واقعا تنازل الشعوب عن مطالبها وعدم إصرارها على طريقها ، على أساس كلمة حق يراد بها باطل .

إن المرحلة خطيرة وحساسة، والأمريكان وعملاؤهم يمكرون ليلاً ونهاراً ويدبرون الحيل ، ويستعملون كل طرق الدهاء، من أجل الفتك بثورتنا المباركة، وإنهاء أزمة زمرة النظام العميل، والضمانة الوحيدة في هذه الظروف هو وعي الرموز والشعب والالتزام والتمسك بالإسلام الأصيل وسلوك الصدق مع الله ومع النفس والجماهير ، والتصحيح المتبادل، مع الثبات على طريق ذات الشوكة.

ونحذر الجميع من الارتماء في أحضان الأمريكان ومشروعهم الخطير ، منبهين على أن عاقبة الارتماء هو الاحتراق اجتماعياً وسياسياً ودينياً ، فالمشروع الامريكي للقضاء على الثورات من ضمن خططه هو احتواء الحركات السياسية الرسمية واصطياد المعارضين لتوظيفهم لمحاربة الثورات من الداخل ثم حرقهم بعد ذلك بخبث ودهاء .

يؤكد تيار الوفاء الإسلامي مع الشعب الصامد على ثباته على خيار إسقاط النظام المجرم ، وأن حجم التضحيات التي قدمها شعبنا ومستوى الاجرام و المجازر التي أرتكبتها العصابة الحاكمة جعلت شعبنا لا يقبل أن يكون من هذه العصابة المجرمة ملوكاً عليه بأي شكل من الاشكال ، بل إن إسقاطهم و القصاص منهم قد أصبح خيار ثابت في قناعة ونفوس قطاع واسع من جمهور شعبنا ، وهذا ما يذهب له شرع الله ومنطق السياسية الحكيمة لحماية الاجيال القادمة من بطش هذه العصابة المنتهك للأعراض و الحرمات والهادمة لبيوت الله والمعذبة لخيرة العلماء والرموز المقاومة ولنا في ثورة الامام الحسين ( عليه السلام ) أكبر عبرة .

الهيئة الثقافية بتيار الوفاء الإسلامي
الثلاثاء 10 محرم الحرام 1433هـ الموافق 6 ديسمبر 2011م