لا نبالي وقع الموت علينا ام على الموت وقعنا) ..!


عبارة كثيراً ما يسمعها المتتبع للمواتم الحسينية، تلك العبارة التي خرجت من فم علي الأكبر بن الحسين الطاهر في ليلة عاشوراء على أرض كربلاء، حينما وقف المجاهدون في تلك الواقعة أمام الألوف من الأعداء، خرج علي الأكبر ابن العشرينات مُتوجهاً للميدان، متحدياً للثلاثين ألفاً من الأعداء غير مبالياً بروحه، متشوقاً للموت في سبيل الله، عازماً على الشهادة، في سبيل إعلاء كلمة الحق، فهب ذلك الشاب للميدان وهو رافع رأسه، غير مبالي بتلك الجموع من الأعداء، حاربهم ببسالة، وأدى للبطولة حقها وللشهادة كرامتها، دفاعاً عن الحق والعقيدة والكرامة، حامياً الإسلام من الفسق والفساد الذي حمل لوائهما يزيد وأجداده..!

هذا البطل الذي تناولته سيوف ورماح الأعداء من كل اتجاه، لم يبالي بالموت رغم علمه بأنه ذاهب إليه، ولكنه رأى بأنه لا شيء أكبر وأثمن من الإسلام والحرية حتى لو كان الثمن هو الدم..!


أرض كربلاء كانت ميدانهم، وكلنا نقول ليتنا كنا معهم فنفوز فوزاً عظيماً، وها نحن اليوم في البحرين نواجه ما واجهه الحسين وأنصاره، ها نحن اليوم نعيش مع يزيد جديد بإختلاف العصر، ونذوق ما ذاقه الحسين وأنصاره، سقطو شهداءنا كما سقط أنصار الحسين شهداءاً في سبيل علو كلمة الحق والتخلص من الذل والهوان.. فكانت النهاية انتصار الدم على السيف، وهاهو اسم الحسين عاليا اليوم وأين هو يزيد..!

في ذكرى عاشوراء وتطبيقاً للثورة الحسينية دعونا يا شعب البحرين ، نجدد العهد من جديد، ونجسد روح التضحية كما جسدها قبلنا الحسين وأنصاره، وكما جسدها من بعدهم شهداءنا الذين سقطوا من أجل نيل الحرية والكرامة ووقفوا في وجه يزيد عصرنا صارخين بكل قوتهم "كفي.. فدمائنا فداءاً لعزتنا وكرامتنا"..

لقد طال الإنتظار، وحان الوقت لمواجهة يزيد العصر، كما حان الوقت لتطبيق ثورة الحسين تطبيقاً عملياً، فلنتخذ من الحسين وأنصاره قدوة، ولنتحلى جميعاً بشجاعة وبسالة علي الأكبر الذي بادر بالنزول للميدان غير مبالياً بوقوع الموت عليه..!

فلنجسد تلك الشخصيات في ثورتنا.. فالثورة ليست مجرد تجمعات وشعارات.. بل الثورة ثورة يثور فيها المظلوم في وجه الظالم، كما ثار الحسين وأنصاره على يزيد وأجداده، وكما ثار شهدائنا وسالت دمائهم من أجلنا..!

كفانا خمول، كفانا انتظار، لقد زُهقت الأرواح، وهُتكت الأعراض، و سبيت النساء، و زُج بهن في السجون، قُتلت رجالنا وشبابنا، ورُوعت أطفالنا ، و حٌرقت قلوب أهالي شهداءنا، وقُمعت شعائرنا الدينية، فماذا ننتظر بعد..؟


لقد آن الأوان لنتحلى بالشجاعة والإيمان، وآن الأوان لتنفيذ عهدنا لأهالي شهدائنا الأبرار، فلنلبي دعوة ائتلاف ال14 فبراير لتجهيز الأكفان، فقد حان وقت حزم المصير على أرض الميدان،فنحن شعب لن لا يهاب الموت إن وقع الموت علينا أم وقعنا على الموت، فالموت آتِ آتِ لا محالة، فدعونا نموت موت المقتدر الظافر وليسى موت الذليل المقهور..!


دعونا نصرخ عالياً بكل أصواتنا في ملبين النداء " لبـــــيك يا بحرين "..!



حرر يوم السبت

الموافق ٣-١٢-٢٠١١

Peaceful rozza