كم هي نسبة حوادث سكب المتظاهرين للزيت في الشوارع بهدف تعطيل الحركة والضغط على النظام القمعي من مجمل حراك الثورة السلمي ؟!وكم هي تلك الحوادث والعنف المميت الذي حصل جراء سكب الزيت؟ سؤال جيد يطرح في محاولة للرد على بيان التيار الديمقراطي المعارض ( وعد ، منبر ، تجمع ) وكم هي نسبة التحركات السلمية الليلة في القرى عبر المسيرات السلمية ؟! لا اعتقد أن ثمة مقارنة بين النسبتين فأبناء القرى بتعدد شرائحهم يقدمون كل ليلة تضحيات وتقدمها كل القرى في سبيل الخروج في مسيرات سلمية بحتة تطالب بالحرية والديمقراطية التي يتشدق بها التيار الديمقراطي!! وتواجه بعنف وعقاب جماعي واستباحة من قبل قوات من المرتزقة.
التيار الديمقراطي الذي كلف نفسه بإصدار بيان وفي ديباجته يدين سكب الزيت في الشوارع مستغلا كون سكب الزيت في شارع عام دون تحذير قد يربك السيارات المارة ويتسبب في حادث معتبرا ذلك عنفاً بما تعنيه كلمة عنف من معنى هذا التيار وحسب فهمي المتواضع استغل هذه الحادثة البسيطة والتي لا تشكل إلا نسبة ضعيفة جدا في الحراك السلمي السياسي الذي يقدمه أبناء الثورة والذي ازعم جازما انه أكثر بكثير مما يقدمه هذا التيار مجتمعا بكل هيله وهيلمانه من أجل تحقيق المطالب المشروعة استغل هذا التيار الديمقراطي لهذه الفقرة في بيانه ليس لترشيد الثورة وعملها السلمي بقدر توضيفها سياسيا من اجل تحقيق مكسب معين أمام النظام وأمام الرأي العام الخارجي الذي يعول عليه ولكي يظهر وكأنه تيار من جمعيات متجانسة تخفي الكثير من الفروق الفاحشة بينها عبر بيان.
السؤال المطروح : انتم تدينون سكب الزيت وتعتبرونه عنفاً على رغم قلة الحوادث المشابهة ، ولكن ماذا فعلتم انتم من اجل الضغط على النظام الدموي وما هي بدائلكم ؟ هل أيتم المتظاهرين السلميين في القرى أم أنهم لا يعنونكم ؟! هل شارك احد قياداتكم في إحدى المسيرات السلمية الليلة في إحدى القرى لمدة 5 دقائق فقط ؟ هل لديكم بديل حقيقي ضاغط على النظام ومستعدون لدفع ضريبة من التضحيات وان تقدموا بديلا حقيقيا يضغط على النظام ؟! كلها أسئلة مطروحة عليكم ؟ لتحاسبوا أنفسكم وتحاسبوا تنظيماتكم التي لم تكن بمستوى الحدث ولم تكن بمستوى ما قدمته الجماهير من تضحيات ؟!
مهرجانات الجمعيات السياسية :
هل هي البديل عن التظاهرات السلمية في الشارع والتي تخرج في القرى وهل تشكل ضغطا حقيقيا ملحا يجبر السلطة على تنفيذ المطالب التي يؤمنون بها ؟! قد تكون تمثل ضغطا ولكن وحسب وجهة نظري بأن الحراك السلمي اليومي في القرى هو الضغط الحقيقي وهو الخيار الذي يجب دعمه وهو خيار سلمي وله ضغط كبير ويصعب احتوائه في حال تواصل زخمه وتواصلت مشاركة الناس فيه ودعمه، أما مهرجانات الجمعيات السياسية والتي لا نبخسها حقها فهي عمل ضاغط ولكن بنسبة اقل بكثير من حراك الشارع ذلك لأنها تكون متباعدة عن بعضها البعض في مناطق غير حساسة ومرخصة وضمن اطر وشعارات مقيدة، والنظام قادر على الصبر عليها وتجاهلها ولو أتت بنتيجة فإن نتائجها تأتي بعد زمن طويل.
فمتى تستطيع الجمعيات السياسية ان تكون بمستوى الحدث وان تقدم على فعاليات ضاغطة على النظام ومعارضة قوية بدل من مهرجاناتها الركيكة والتي لا تعبر عن طموح الجماهير ورغبتها في المشاركة الفعلية في الضغط ؟
__DEFINE_LIKE_SHARE__
11-15-2011, 04:50 PM
العرض العادي
المواضيع المتشابهه 
