منزلة السماك
الموقع الفلكي :
يقع بين منزلة العواء غربا ، وبين منزلة الغفر شرقا ، وكلاهما من برج العذراء .
جنوب خط الاستواء السماوي . قريبا من مدار البروج .
و أفضل وقت لرؤيته مساء في فصل الربيع في شهر أيار ( مايو ) .
وقت دخوله :
تنزله الشمس ظاهريا بداية من يوم 29 تشرين أول ( أكتوبر ) ، لنهاية يوم 10 تشرين ثاني ( نوفمبر ) ، لمدة 13 يوما .
المميزات الفلكية :
هو نجم السماك الأعزل ، والقمر ينزل به ولا ينزل بالآخر وهو ( السماك الرامح ) .
وسمي رامحاً :
لكوكب صغير بين يديه يقال له : ( راية السماك ) . وبه سمي رامحاً .
ويسمى الآخر صاحب المنزلة ( الأعزل ) ، لأنه لا شيء بين يديه ، كأنه لا سلاح معه .
وقال كعب بن زهير :
فلما استدار الفرقدان زجرتهـا ......... وهب سماك ذو سلاح وأعزل
وقال الطرماح :
محاهن صيب نوء الربـيع من الأنجم العزل والرامحة
وهم يجعلون السماكين ساقي الأسد ، وأحد السماكين جنوبي ، وهو الأعزل ، والآخر وهو الرامح شمالي .
وقال ابن كناسة :
ربما عدل القمر فنزل بعجز الأسد ، وهي أربعة نجوم ، بين يدي السماك الأعزل ، منحدرة عنه
في الجنوب ، وهي مربعة ، على صورة النعش ، ويقال لها : عرش السماك ، وتسمى أيضاً الأحمال ، وتسمى الجناء .
وكان المنجمون يسمون السماك الأعزل : السنبلة .
سمي سماكاً لسموكه . وإن كان كل نجم قد سمك فهو كقولهم : الدبران .
وقيل :
سمي سماكاً لكونه قريباً من سمت الرأس ، وسمت الرأس أعلى ما يكون من الفلك .
وسمته العرب الأعزل :
لأنه يطلع الى الشمال منه في كوكبة العواء ( الراعي ) نجم أحمر ، مضيء يسمونه ( السماك الرامح ) ، لنجم صغير بين يديه .
والأعزل لا شيء بين يديه ، ففرق بينهما .
والجنوبي منهما ، هو صاحب المنزلة ، منزلة ( السماك ) .
ومنزلة السماك ، هي حد ما بين المنازل اليمانية والمنازل الشامية فما كان أسفل من مطلعه فهو
يماني ، وهو شق الجنوب ، وما كان فوقه فهو شامي وهو شق الشمال .
وأصحاب الصور يثبتون السماكين :
الأعزل ، والرامح ، في صورة العذراء ، وهي حاملة السنبلة .
ونجم السماك الأعزل ، جزء من مجموعة نجوم برج العذراء ( حاملة السنبلة ) .
قال حسين بن يونس :
والعرب تسميها السنبلة ؛ وهو خطأ ، وإنما هي ( حاملة السنبلة ) ، ورأسها في الشمال بميلة إلى المغرب ، ورجلاها في الجنوب ، وهي مستقبلة المشرق ، وظهرها الى المغرب .
قال :
ورأسها نجوم صغار مستديرة ، كاستدارة رأس الإنسان ، تكون جنوبية من نجمي : الخراتين .
ومنكباها أربعة نجوم تحت هذه إلى الشرق ، وجناحها الأيمن ستة نجوم كهيئة الجناح .
والعرب تجعل ( نجوم العذراء ) ساقين للأسد .
وبرج العذراء ( حاملة السنبلة ) ؛ تنتظم نجومه على هيئة مثلث متساوي الساقين ، يمتد أحد أضلاعه ليتصل بخط يوازي القاعدة تقريبا .
عرفت نجوم هذا البرج باسم العذراء ، وباسم ( فينوس ) أحيانا أخرى .
كما عرفها المصريون القدماء باسم ( إيزيس ) ، وهي فتاة تحمل في يدها سنبلة قمح ، لذلك
تسمى مجموعة هذا البرج في بعض الكتب القديمة باسم ( برج السنبلة ) .
وأشهر نجم في مجموعة نجوم برج العذراء ( حاملة السنبلة ) ، نجم السماك الأعزل ..
وهو نجم نير ساطع ( من القدر الأول ) ، يشع بلون أبيض ، يميل إلى الزرقة .
يبعد عن الأرض مسافة قدرها ( 235 سنة ضوئية ) ، ويصل ضوؤه إلى الأرض في خمسين سنة !
وهو آخر النجوم الشامية ، والنجم الأشهر ، والنجم الرئيس في برج العذراء ( حاملة السنبلة
وربما عدل القمر فنزل بعجز الأسد ، وهو أربعة نجوم بين يدي السماك الأعزل ، يقال لها :
عرش السماك ، وتسمى أيضاً الخباء ، والأحمال ، والغراب .
الظواهر الطبيعية :
- تزداد فيه برودة الجو ليلا .
- تهب فيه الرياح الجنوبية مع شروق الشمس .
- أمطاره غزيرة بإذن الله تعالى ، وقلما يخلف .
- مطره مذموم ، لأنه ينبت : النشر ، وهو نبات تمرض من رعيه الإبل .
- يكون الهواء فيه رطبا .
- تكون الرياح فيه متقلبة الاتجاه ، وخفيفة السرعة .
- تهب فيه الرياح مثيرة الغبار ، والأتربة .
- يبلغ فيه متوسط درجة الحرارة الصغرى ( 18 درجة مئوية ) .
- ومتوسط درجة الحرارة الكبرى ( 32 درجة مئوية ) تقريبا .
- يبلغ طول النهار في أوله ( 11 ساعة و 11 دقيقة ) .
- يبلغ طول الليل في أوله ( 12 ساعة و 49 دقيقة ) .
- يستمر الليل بأخذ أربع درجات ( 16 دقيقة ) من النهار حتى يبلغ طوله في نهاية منزلة السماك ( 13 ساعة و 5 دقائق )
- ظل الزوال ( 80 ، 1 متر ) .
- تزداد فيه برودة الماء صباحا .
- تبدأ فيه غلمة الإبل ، وهيجانها ، وقلة شربها للماء .
- يكثر فيه وضع الأغنام مواليدها .
المظاهر البشرية :
- خامس منزلة من منازل فصل الخريف .
- آخر النجوم الشامية .
- ثاني طوالع نوء الوسم الماطر ، الذي تعظم من مطره الكمأة مع شدة بياض .
- ابتداء من اليوم الثامن من أيام منزلة ( العواء ) ، حتى اليوم الرابع من منزلة ( السماك )
يكون فيه وقت أذان ( صلاة الظهر ) قد بلغ أبكر مدى له في التقدم طوال العام ، حيث يحين الأذان في الساعة ( 11 صباحا و 48 دقيقة ) .
- تقل فيه الرغبة لشرب الماء لازدياد برودة الجو .
- مع برود الماء صباحا ، يستمر فيها تشغيل مدفئات الماء ( السخانات ) .
- تهيج فيه أمراض الحساسية بأنواعها المختلفة ( كالربو ) بسبب التقلبات الجوية ، وكذلك نزلات البرد ..
- يقطع فيه الجريد اليابس من سعف النخيل .
- تحمى فيه خلايا النحل من البرد .
- يضاف فيه السماد العضوي ( الدبال ) إلى الأشجار .
- يلبس فيه الصفيق من الثياب .
- يقطع فيه الشجر ، كالأثل ، والنخيل ، فلا يصيبه السوس ( القادح ) .
- ينصح فيه عند ظهور الدباس برش المزروعات بالمبيدات المناسبة لها.
- يشتل البصل في الحقول المستديمة .
- يكثر فيها جني ثمار النخيل ( خراف ، جذاذ ، حصاد ، صرام ) حتى منتصف شهر تشرين الثاني ( نوفمبر ) .
يزرع في منزلة السماك :
- القمح ، الذرة البيضاء ، الذرة الرفيعة ، الشعير ، والحبة السوداء .
- البقدونس ، الكرفس ، الكزبرة ، اليانسون ، البابونج ، الخس ، السبانخ ، الكراث ، الجرجير ، النعناع .
- الهندباء ، الخبيز ، واللخنة ، السلق .
- البصل ، الفلفل ، الثوم ، الحلبة ، العصفر ، الكمون ، الزعتر ، والترمس .
- البطاطس ، البطاطا الحلوة ، الفجل ، الشمندر ، السلق ، الجزر ، واللفت .
- البقول بأنواعها ، مثل : البازلاء ، الفاصوليا ، والفول ، الحمص ، والعدس .
- الليمون ، البنزهير ، الطماطم ، والفراولة .
- تزرع العروة الخريفية من البرسيم .
- الخضار الشتوية .
تقول العرب في دخوله :
( إذا طلع السماك ، ذهب العكاك ، وقل على الماء اللكاك ) .
ومعنى ( العكاك ) : الحر .
واللكاك : الازدحام على الماء .
يراد قلة الازدحام عليه ، لقلت شرب الإبل للماء في ذلك الوقت .
قال الشعبي رحمه الله تعالى :
( لا يطلع السماك إلا وهو غارز ذنبه في برد ) .