|
إنضمامك إلي منتديات استراحات زايد يحقق لك معرفة كل ماهو جديد في عالم الانترنت ...
انضم اليناقصص و روايات تهتم بالقصص المنقوله وقصص الاعضاء الطويلة والقصيرة |
| LinkBack | أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
#1
| ||
| ||
بَيْنَمَا كَان حَطَّاب يَحْطِب وَيَجْمَع الْحَطَب وَيَصْنَع مِنْه أَكْوَامَا قَبْل نَقْلِه إِلَى بَيْتِه ، إِذَا بِشَاب يَرْكُض وَيَلْهَث مِن الْتَّعَب ، فَلَمَّا وَصَل إِلَيْه طَلَب مِنْه أَن يُخَبِّئُه فِي أَحَد أَكْوَام الْحَطَب كَي لَا يَرَاه أَعْدَاؤُه الَّذِيْن هُم فِي أَثَرِه يُرِيْدُوْن قَتْلَه ، فَقَال الْحَطَّاب : أُدْخِل فِي ذَلِك الْكُوَم الْكَبِيْر ، فَدَخَل وَغَطَّاه بِبَعْض الْحَطَب كَي لَا يُرَى مِنْه شَيْء . وَأَخَذ الْحَطَّاب يَحْتَطِب وَيَجْمَع الْحَطَب . وَبَعْد قَلِيْل أَبْصَر الْحَطَّاب رَجُلَيْن مُسْرِعِيْن نَحْوَه ، فَلَمَّا وَصَلَا سَأَلَاه عَن شَاب مُر بِه قَبْل قَلِيْل وَوصْفَاه لَه ، وَإِذَا بِه الشَّاب نَفْسُه الْمُخْتَبِئ عِنْدَه ، فَقَال لَهُم : نِعْم لَقَد رَأَيْتُه وَخَبَّأَتْه عَنْكُمَا فِي ذَلِك الْكُوَم ابْحَثُوْا عَنْه فَأَنْكُم سَتَجِدُوْنَه ، وَالشَّاب فِي كَوْم الْحَطَب يَسْمَع الْحَدِيْث ، فَكَاد قَلْبِه يَقِف لِشِدَّة الْخَوْف وَالْهَلَع عِنَدَمّا سَمِع الْحَطَّاب يُخْبِرُهُم بِمَكَانِه . فَقَال أَحَدُهُمَا لِلْآَخَر : إِن هَذَا الْحَطَّاب الْخَبِيْث يُرِيْد أَن يَشْغَلُنَا فِي الْبَحْث عَنْه فِي كَوْم الْحَطَب الْكَبِيْر هَذَا لِيُعْطِيَه فُرْصَة لِلْهَرَب ، لَا تُصَدِّقْه ، فَلَيْس مِن الْمَعْقُوْل أَن يُخَبِّئُه ثُم يَدُل عَلَيْه ، هَيَّا نُسْرِع لِلَّحَاق بِه .، وَمَضَيَا فِي طَرِيِقِهِمَا مُسْرِعِيْن . وَلَمَّا ابْتَعَدَا وَاخْتَفَيَا عَن الْأَنْظَار خَرَج الْشَّاب مِن كُوَم الْحَطَب مَذْهُولَا مُسْتَغْرِبا ، وَقَد بَدَت عَلَيْه آَثَار الاضْطِرَاب وَالْخَوْف وَالْغَضَب، فَقَال مُعَاتِبَا الْحَطَّاب : كَيْف تُخَبِّئُنِي عِنْدَك وَتُخْبِرُهُم عَنِّي ، أَلَيْس لَك قَلْب يُشْفِق ؟ ! أَلَيْسَت عِنْدِك رَحْمَة .. أَلَيْس .. أَلَيْس ... ؟ فَقَال الْحَطَّاب : يَا بُنَي إِذَا كَان الْكَذِب يُنَجِّي فَالَصِّدْق أَنْجَى ، وَوَاللَّه لَو كَذَّبَت عَلَيْهِم لبْحَثُوا عَنْك وَوْجَدَوِك ثُم قَتَلُوْك . سَر عَلَى بَرَكَة الْلَّه وَإِيَّاك وَالْكَذِب وَأَعْلَم أَن الْصِّدْق طَرِيْق الْنَّجَاة ![]() |
مواقع النشر (المفضلة) |
| |