قصة الخفاش وواقعنا السياسي

محروم.كوم · #1 10-19-2011, 03:11 AM

بسم الله الرحمن الرحيم

اللهم صل على محمد وآله الطيبين الطاهرين

من عجائب خلق الله سبحانه وتعالى هو الخفاش فهو الحيوان الثدي الوحيد الذي يستطيع الطيران

و للخفاش قصص خرافية ومن بين تلك القصص الخرافية قصته مع الحيوانات والطيور وهي قصة فيها عبرة وحكمة وفائدة كبيرة وتعبر عن واقعنا السياسي

لهذا أنقل لكم هذه القصة لتنالوا الفائدة و تقارنوها بشخصيات سياسية :

في الزمان القديم حدث نقاش كبير داخل الغابة بين الطيور والحيوانات والزواحف تمحور حول من يمتلك القوة الأكبر ليكون ملكاً للغابة، وكانت الأفعى العملاقة تجد في نفسها الحق في أن تكون هي سيدة الغابة فمنظرها يثير الرعب في أقسى القلوب ، وكان الأسد يجد هذا الحق ملكاً له فهو أقوى الحيوانات البرية قاطبةً وأشدها شراسة ، في حين أن النسر الذهبي كان يصرخ بأعلى صوته بأنه هو صاحب الحق بأن يكون ملكاً على الغابة . وقد تطور الجدال سريعاً بين المجتمعين وتحول إلى تحدي كبير، فارتفعت أصوات التحدي من أنصار كل مرشح فكل من الأفعى والأسد والنسر الذهبي تمسك برأيه أن يكون سيداً على الجميع، وتأزم الأمر إلى وضع ينذر بالخطر، وبدأ الأسد يزأر بعنف شديد واهتزت الغابة لقوة زئيره، وقد ارتأت الأفعى العملاقة بأن تتخلى عن مطالبتها بأن تكون ملكة الغابة فتنازلت الى الأسد وأعلنت انضمامها إليه وتبعتها جميع الزواحف، أما النسر الذهبي فقد أصبح أكثر تشدداً بموقفه وأعلنها حرباً بلا هوادة ضد الزواحف والحيوانات.

واتفق الأسد والنسر الذهبي بأن تكون المعركة الفاصلة بعد ثلاثة أيام في هذه الساحة والذي سيحقق النصر سيكون ملكاً للغابة . وهكذا بدأت الطيور تتأهب لمواجهة الحيوانات والزواحف ، وسارع النسر الذهبي بإرسال الصقور إلى الغابات المجاورة طلباً للمساعدة في حربه القادمة ضد الحيوانات والزواحف، وتصرف الأسد على هذا النحو وأرسل النمور والفهود لطلب المساعدة ، وفي اليوم المحدد للمعركة امتلأت الغابة بالطيور والحيوانات والزواحف التي أقبلت من كل صوب وناحية حتى تثبت للطرف الآخر بأنها الأقوى.

في هذه الأثناء عاش الخفاش الطائر الذي ينتمي إلى فئة الفئران ، وكان في واقع الحال لا يعرف الى أي مجموعة ينتمي : إلى فئة الطيور أم إلى فئة الحيوانات، فأولاد عمه الفئران لكنه يتميز عنهم بقدرته على الطيران لوجود الجناحين على ظهره، وكان عليه بالتالي أن يتخذ قراراً سريعاً لأي مجموعة ينتمي كي يشارك في الحرب المقبلة .

حار الخفاش في أمره فالحيوانات والزواحف قوية، والطيور لا تقل عنها قوة وضراوة، وقد كان يخاف من أن يكون عرضة للخطر في حال انضمامه إلى أي من الفريقين، فهو صغير وضعيف وسيكون الموت نصيبه لا محالة، ولهذا لجأ الى التفكير وقال لنفسه : إن الفريقين يملكان القوة الكبيرة ولهذا المطلوب مني أن أكون حكيماً في اتخاذ القرار المناسب ، أخذ الخفاش الطائر يراقب الوضع العام في الغابة، وقد طار بدايةً ليعرف مقدار قوة جيش الطيور فأرعبه ما شاهد فقد شاهد الآلاف المؤلفة من الطيور الجارحة في الميدان بزعامة النسر الذهبي والتي كان الشرر يتطاير من عينيها، وهي تنتظر بفارغ الصبر اللحظة الحاسمة لبدء المعركة لتثبت لفريق الخصم مدى قوتها وجرئتها وأنها خصم لا يستهان به، وعندما شاهد الخفاش مقدار قوة جيش الطيور وكثافة القوات المتجمهرة في ساحة المعركة قرر على الفور الانتماء إلى فئة الطيور وأعلن ذلك صراحة فرحبت به الطيور وخصصت له مكاناً ليقاتل بينها ويدافع عن بني جنسه، وقبل اندلاع المعركة بدقائق قليلة بدأت جموع الحيوانات تتقدم الى الساحة الرئيسية وكانت أصواتها تهز المكان ، وعندما شاهد الخفاش عديد القوات وضخامة الحيوانات التي تتقدمها الأسود والنور والفهود والفيلة والدببة و وحيد القرن والضباع والذئاب والأفاعي والتماسيح وسواها من الحيوانات والزواحف خاف كثيراً وقال لنفسه : لقد تسرعت في اتخاذ قراري بالانتماء إلى فئة الطيور ، فالحيوانات تفوق في حجمها وقوتها أضخم الطيور ، عندها هرب من بين الطيور وأعلن انضمامه إلى جيش الحيوانات قائلاً لهم : إني أنتمي إلى فئة الحيوانات فالقوارض أي الجرذان والفئران هم أولاد عمي وتربطنا صلة الدم ، وأنا أرضع أطفالي مثلكم ، أما الطيور فلا يمكنها ذلك ، وافق الأسد على طلب الخفاش وخصص له مكاناً بين الحيوانات لمحاربة الطيور .

ابتدأت الحرب الطاحنة وكانت المعركة ندية في بدايتها ، وقد قاتل الطرفان بشجاعة وبسالة وأثبت كلاً منهما أنه قوي وجدير بالاحترام، وقد نجحت الطيور في بداية المعركة من مباغتة الحيوانات والانقضاض عليها وإصابتها بجراح خطيرة في أعينيها مما حرم الكثير منها من مواصلة القتال ، خاف الخفاش على حياته عندما شاهد أن النصر هو حليف الطيور وشعر بالندم الشديد لتسرعه بالانضمام إلى الحيوانات ، وتمنى لو أن بمقدوره التراجع فقد أدرك تماماً أن الصقور والنسور لن ترحمه وستقضي عليه بلا رحمة ، ولهذا قرر الانسحاب بسرعة من ساحة المعركة دون أن يشعر به أحداً حرصاً على حياته ، وهذا ما نفذه على الفور فقد طار مبتعداً عن المعركة ولم ينتبه إليه أحد لأن الجميع كان منشغلاً في القتال وفي الصراع من أجل تحقيق النصر.

اختبأ الخفاش داخل مغارة مهجورة منتظراً نتيجة المعركة ، وقد انتهت المعركة ورغم استبسال الطيور بانتصار الحيوانات والزواحف ، فاعترف النسر الذهبي بانتصار الحيوانات حرصاً على سلامة الطيور، وتنازل عن حكم الغابة للأسد الذي عفا عنه وعن جميع الطيور ورحب بهم في مملكته التي أخذ يحكمها بالعدل والقوة في آن واحد .

خاف الخفاش من مغادرة المغارة لأن الموت سيكون من نصيبه وهو أقل عقاب يستحقه ، فقد هرب من المعركة كالجبان ، وتنكر من انتمائه لكل من الطيور والحيوانات ، ولهذا فهو قرر البقاء مختبئاً بقية حياته داخل المغارات والأنفاق المهجورة ، وهو يمضي فيها طيلة النهار متوارياً عن الأنظار خوفاً على حياته ، ولكنه يغادر الكهف ليلاً بمنتهى الحذر بعد أن تنام الحيوانات والطيور كي لا يشاهده أي منها وينال منها العقاب الذي يستحق .

أعتقد اتضحت لكم الصورة

وخفافيش هذا الزمان قد اكتسبت أعداء من كلا الطرفين وستكون نهايتها بأن تعيش متوارية عن أنظار الناس __DEFINE_LIKE_SHARE__

المواضيع المتشابهه
الموضوع	كاتب الموضوع	المنتدى	مشاركات	آخر مشاركة
××(سمكة الخفاش)[ ذات الشفاه الحمراء	محروم.كوم	منتدى أخبار المواقع والمنتديات العربية والأجنبية	0	06-30-2010 05:50 AM
سمكة الخفاش ذات الشفاه الحمراء؟؟	محروم.كوم	منتدى أخبار المواقع والمنتديات العربية والأجنبية	0	05-23-2010 01:40 PM
هذه صور لرحلتي يوم الخميس المواففق 29/12/1430 لروضة ام الخفاس	محروم.كوم	منتدى أخبار المواقع والمنتديات العربية والأجنبية	0	12-22-2009 02:00 AM
الدكتور راشد الراشد: حول المال السياسي وحركة النفاق السياسي	محروم.كوم	منتدى أخبار المواقع والمنتديات العربية والأجنبية	0	06-17-2009 09:10 PM
( تغطية مصورة ) التحالف ( السداسي ) يدشن العريضة النخبوية لمناهضة التجنيس السياسي	محروم.كوم	منتدى أخبار المواقع والمنتديات العربية والأجنبية	0	05-10-2009 04:30 PM