بسم الله الرحمن الرحيم



هناك سجال طويل ومستمر بين فريقين، الفريق الأول يعارض وبشدة دخول الصور لأي برنامج معالجة على الإطلاق!
والسبب أنه يعتبر ذلك الأمر تدليسا أو غشا للمتلقي ومن يشاهد الصور.

أما الفريق الثاني فهو على النقيض تماما، حيث ينادي بضرورة أن تنال جميع الصور نصيبها الكافي من المعالجة باستخدام تلك البرامج بشكل حتمي!

يا ترى أي الفريقين على صواب؟

هذا إذا ما أخذنا بعين الإعتبار أننا نتكلم عن المعالجة وليس التعديل في المحتوى ( كإضافة الغيوم مثلا إلى صورة تم إلتقاطها في عز الصيف)

سنقرر ذلك معا بعد قليل..

في حالة الفريق الأول تكون الصيغة المستخدمة على الأغلب هي الصيغة JPEG ..

بينما القسم الأكبر من الفريق الثاني لا يستخدم إلا الصيغة RAW في معظم الأحيان وقد يرى أن التصوير بغير تلك الصيغة خطا أحمر لايجب تجاوزه..

وهنا نقطة إشكالية أخرى تضاف إلى النقطة الأولى..!!

1-(أعالج-لا أعالج)،، 2-(JPEG – RAW)..


لكي نحل هذه الإشكالية ونحدد موقفنا بشكل واضح هل نحن مع أو ضد فيجب أن ندرك مايلي :-

أنني عندما ألتقط صورة ما بكل تأكيد أتوقع أن أوثق أو أنقل للمشاهد ماتراه عيني أو الفكرة التي أود نقلها أو الحكاية التي أريد إخبارها..

وأنا أفعل ذلك من خلال عدسة الكاميرا..وهنا تكمن المشكلة..فعدسة الكاميرا مجرد أداة صنعها البشر ولن تستطيع بحال من الأحوال أن تحيط بكل جوانب المشهد المراد عكسه في تلك الصورة – كالعين التي خلقها الله بإمكانياتها المذهلة – لأنها جامدة ولاتمتلك عقلا تميز به الأشياء كالذي حبانا به الله سبحانه وتعالى.


فالمتحسس في الكاميرا لا يرى العالم إلا بثلاثة ألوان فقط أبيض + أسود + رمادي ، بينما العالم من حولنا مليء بالألوان المتنوعة والإضاءات المتباينة من الشدة إلى الخفوت..


حسنا لماذا إذاً أعالج صوري..؟

1. أعالج صوري لكي أصحح بعض تلك الأخطاء التي ترتكبها تلك الأداة الحمقاء إن صح لنا التعبير.
2. أعالج صوري لتصحيح بعض الأخطاء التي قمت بإرتكابها دون قصد مني أو لم يكن بإمكاني تجنبها كإدخال بعض العناصر التي تكون مشتتة للمتلقي في إطار الصورة مثلا.
3. أعالج صوري لإضافة بعض الحدة والتشبع اللوني وتوازن اللون الأبيض وزيادة أو تقليل الإضاءة أو الإقتصاص للتركيز على الهدف وإبرازه.
4. أعالج صوري لأنقل للمتلقي رؤيتي الفنية للمشهد..كإبراز تقاطيع وجه رجل كبير في السن بشكل مبالغ فيه كناية عن الأثر الناجم عن مرور السنين وفقد أحباءه وووو…لأستغني بذلك عن كتابة الكثير من الكلمات في وصف حاله.

أي الصيغ أستخدم؟؟



مايجهله الكثير هنا والذي يناقض ماذهب إليه الفريق الأول من عدم المعالجة مطلقا أنه عند إستخدامنا للصيغة JPEG فإن الكاميرا تقوم بالتعديل رغما عنهم وفقا لماتراه مناسبا وذلك بشكل أوتوماتيكي !!
قما تراه على الشاشة الخلفية للكاميرا ما هي إلا صورة معدلة للمشهد الذي قمت بالتقاطه قبل قليل!

والدليل على ذلك أنك إذا ما قمت بمشاهدة نفس الصورة باستخدام أخد برامج التعديل والتي تدعم كلا الصيغتين الJPEG والـRAW فأنت تلاحظ أن هناك إختلافا كبيرا لايحتاج لخبير للتفريق بينهما!

الإجابة للأسف خاطئة!!

تبقى الصيغة RAW أفضل دون مقارنة، لأنها الصورة الخام التي تستطيع أنت فقط أن تتحكم فيما فعلته الكاميرا في الصيغة JPEG..

حيث أنها تحوي كافة البيانات وتتيح لك جميع الخيارات التي تراها مناسبة للوصول بصورتك لما تشاهده في العالم الحقيقي وتود نقله للمتلقي مؤطرا في تلك الصور..



إذاً وصلنا إلى خلاصة أن المعالجة تتم في كلا الحالتين سواء شئنا ذلك أم أبينا، كما أن لدينا الحرية المطلقة في الإستفادة من الصورة الخام RAW للحصول على أفضل النتائج فيما بعد.

بعد كل ما استعرضناه آنفا لديك خياران هنا :-

1. عدم المعالجة والتصوير بصيغة JPEG وستبقى مرتهنا بنوعية الكاميرا والعدسات التي تستخدمها وليس هناك تطور ملحوظ في مستواك رغم أنك تمتلك موهبة فذة في التصوير.
2. المعالجة والتصوير بصيغة RAW وستتغلب بذلك على النقص الناتج عن تواضع عدتك وستلاحظ التطور السريع والمذهل في مستواك شرط إمتلاكك الموهبة وإستخدامك أساسيات التصوير الصحيحة..

ملاحظة أخيرة :هناك بعض الصور التي لايمكن معالجتها وهي تلك التي لم يتم التقاطها بشكل صحيح سواء من ناحية التكوينو توزيع الإضاءة، في هذه الحالة فلا تهدر وقتك وجهدك في محاولة أصلاحها

وقد قيل فيما ما مضى:

“وهل يصلح العطار ما أفسد الدهر؟“

منقول للفائدة