|
إنضمامك إلي منتديات استراحات زايد يحقق لك معرفة كل ماهو جديد في عالم الانترنت ...
انضم الينا
#1
| ||
| ||
الإمعان في الظلم لا يزيد الصبر عند هذا الشعب إلاصبرا، والعزيمة إلا عزيمة، والإرادة إلا مضاءة، والتصميم إلا تصميما إلى أن يصل إلى الغاية آية الله قاسم: إن للمواطنين على طريق المطالبة بالحقوق صبراً لا ينفذ، وعزماً لا يتراجع، وإرادةً لا تلين، وتصميماً لا يهن خطبة الجمعة (472) 8 ذو القعدة 1432هـ 7 أكتوبر سبتمبر 2011 جامع الإمام الصادق (ع) بالدراز
امتحن الوطن العربي خاصة والوطن الإسلامي عامة بمداً زمنٍ طويل بأنظمة حكم تسلطية، فرضة نفسها على خلاف إرادة الأمة ودينها، ولا يمكن لها في ضلوعي الأمة وصحوتها وادراكها لمقتضيات هويتها ومصلحتها واعتزازها بذاتها وحضارتها أن تنال ولاءها وثقتها ومناصرتها، فصارت تعمل دائماً على تجهيلها واستغفالها وقتل إرادتها، ومنع اسباب القوة والنهوض عنها، درءاً لما تراه خطراً عليها في صحوتها ووعيها وقوتها، وادراك مآساتها هذا من جهة. ومنجهة آخرى، لقد مكنت هذه الأنظمة للأجنبي من رقبتها، واباحة له الأرض العربية والإسلامية وخيراتها، واعانته على غزو ثقافتها واخلاقيتها وقيمها، وافساد دينها وتربيتها شعوراً منها امامه بالضعف، وحاجتها إلى دعمه وتأييده في قبال حركة الشعوب المتوقعة، وهذا ما جعل بقاء هذه الأنظمة مرهوناً بإرادة الأجنبي، واتاح له أن يبتزها بأي درجةٍ من الدرجات متى شاء وكيف شاء، وجعل له تغلغلاً واضحاً في كل مفاصل هذه الدول الذليلة المستسلمة، وملكه علاقاتٍ مهيمنةً على مستوى التفكير والشعور والإرادة ونوع الطموح على كثيرٍ من أبنائها خارج جسم الحكومات، لتكون البديل المناسب لخدمة نفوذه ومصالحه عند الضرورة. وقد جعل هذا الواقع المعقد حركات الإصلاح والتغيير الصالح في الأرض العربية والإسلامية، تواجه خطر القمع الداخلي العنيف على يد الأنظمة الحاكمة والدعم الأجنبي لها، والذي كان قائماً في المثال الليبي إلى وقتٍ كان القذافي يقمع فيه الشعب وينزل حمم سخطه عليه.. كما تواجه خطر البديل المتعاون مع الاستعمار الأجنبي من أبناء شعوبها، ممن صنعوا على عين المستعمر نفسه لمدة طويلة على ايدي الحكومات الظالمة، واعدو بصورة جاهزة لخدمته وتمثيل سياسته واهدافه. وخطرٌ آخرعلى حركات الإصلاح والتغيير في البلاد العربية والإسلامية، قد اوقعها فيه ذلك الواقع المرير الذي صنعته الأنظمة الفاسدة والحكومات الجائرة، وهو شعور الكثير من هذه الحركات إلى مغازلة الأجنبي واسترضائه، والدخول في مساومةٍ معه، لا إيماناً بقيمته ولكن اذعاناً ليهمنته.. وقل أن تتحرر حركة تغيير أو اصلاح من هذا الهاجس، وتتمتع بروح الإستقلال الحقيقي، وتعتمد على قوتها الداخلية ورصيدها الوطني، وجهدها وجهادها وتضحياتها وإن طال الطريق، وذلك وإن قل [1] إلا أنه قد تحقق على الأرض وهو قائمُ وموجودٌ فعلاً. وإذا وجود، كان معاداً من جميع قوى الظلم والإنحراف والزيف والظلال، وكان عليه أن يواصل جهوده المضنية، ويصبر على مر الأعداء الكثيرين وحربهم وآذاهم، وأن يملك دائماً انتباهه ويقظته لما يدور حوله وما يحاك له من مؤامرات، وأن يبني قوةً متينةً متناميةً تحميه. ولا أمل فيتحرر الأمة وانعتاقها من ذل العبودية لقوى الطاغوتية في الداخل والخارج، إلا في حركة اصلاحٍ أو تغييرٍ مستقلة عن هيمنة القوى المعادية للأمة، تولد من رحم امتها المجيدة، ووعيها الإسلامي، وخطها الحضاري، وإرادتها الحرة التي لا تخضع إلا لله، ولا تستكين إلا أمام إرادته، ولا تتطلع إلا إليه، ثم لا تعتمد مع بذل كل الجهد إلاعلى ربها، وتتحمل المعاناة الصعبة والتضحيات الجسيمة في سبيله، وتكون على نباهةٍ وعيٍ بالغين لا يسمحان بأن تسرق صنائع الأجنبي وخلاياه المعدة عطاء التضحيات الباهظة لجماهير الأمة ومكاسبها [2] أما عن شأننا المحلي،، فإن كل يوم يحتفل فيه العالم لتكريم المرآة أو المعلم أوالطبيب أو الصحافي الحر، هو يوم اهانة، وتهميش، وملاحقة، ورعب، وإزدراء، ومحاكمة ظالمة لكل هؤلاء، ولكل مطالبٍ بالحق ومنتصرٍ له في هذا الوطن المظلوم الكئيب المعذب. فهل هذا هو التقدم المدعى، والإصلاح الموعود، والرشد المطلوب، والسياسة الرشيدة يا أهل السياسة؟! صار لا يصبح هذا الوطن ولا يمسي إلاعلى أخبار الإضطهاد، وشن الهجمات على المناطق، وانتهاك الحرمات، والمحاكمات الصورية بلا حساب، والأحكام التبرعية القاسية، والسجن والإعدام، ومجالس التأديب للشرفاء المخلصين، والفصل التعسفي، وألوان المظالم والتعديات، وكل ذلك لذنبٍ واحد هو المطالبة بالحقوق واسترداد الحرية والكرامة والعيش بسلام. وإن للمواطنين على هذا الطريق لصبراً لا ينفذ، وعزماً لا يتراجع، وإرادةً لا تلين، وتصميماً لا يهن، وإيماناً لا يدخله خلل. وطول الطريق، وشدة المحنة، وازدياد الكلفة، وتضاعف التعب، والإمعان في الظلم صار لا يزيد الصبر عند هذا الشعب إلا صبرا [3]، والعزيمة إلا عزيمة، والإرادة إلا مضاءة، والتصميم إلا تصميما ،، النفس طويل وسيبقى هذا النفس طويلاً إلى أن يصل هذا الشعب إلى الغاية [4]. ومن لم يبتغي في الأرض شراً ولا فسادا، ولم يخرج أشراً ولا بطرا، وإنما كل حركته للإصلاح، وطلباً للحرية والإنعتاق من عبودية العباد، ورفضاً للظلم والبغي في الأرض، كان الله معه، ومن كان الله معه كان النصر حليفه وكان من الغالبين. ثم إنه من اسوء حالات السياسة أن تمعن في الظلم والتضييق، وسد كل منافذ الحل، وغلق فرص التدارك، وفي التجويع والترهيب والإزدراء والتهميش والإقصاء والإستهداف باحق أنواع السوء، حتى تنطق هذه اللغة العدوانية من أي حكومة من الحكومات التي تمارسها للشعب الذي تحكمه بهذا المقال: (هذا فراقٌ بيني وبينك، وأنا عليك ما دمتُ، فاحمي نفسك إن استطعت)، فهذه اللغة لغة لا تبقي ولا تذر. ____________________________________ [1] أي وجود النماذج، نماذج التغيير والإصلاح الحقيقي المستقل النابع منضمير الأمة والناظر لمصلحتها. [2] هتاف جموع المصلين: لن نركع إلا لله. [3] هتاف جموع المصلين: هيهات منا الذلة. [4] هتاف جموع المصلين: لن نركع إلالله. . __DEFINE_LIKE_SHARE__ |
مواقع النشر (المفضلة) |
| |
المواضيع المتشابهه | ||||
الموضوع | كاتب الموضوع | المنتدى | مشاركات | آخر مشاركة |
فيديو : القائد آية الله قاسم: اغلقوا طريق هذه المؤامرة !! | محروم.كوم | منتدى أخبار المواقع والمنتديات العربية والأجنبية | 0 | 06-17-2010 01:30 PM |
«أبوظبي للمساكن» ينفذ 4493 وحدة سكنية للمواطنين | محروم.كوم | منتدى أخبار المواقع والمنتديات العربية والأجنبية | 0 | 04-22-2010 02:10 AM |
الشيخ عيد يحث الشباب على الإرتقاء بأساليب المطالبة بالحقوق المشروعة | محروم.كوم | منتدى أخبار المواقع والمنتديات العربية والأجنبية | 0 | 03-20-2010 04:00 PM |
المطالبة بالحقوق السياسية و تداعياتة على العائلة الخليفية | محروم.كوم | منتدى أخبار المواقع والمنتديات العربية والأجنبية | 0 | 02-23-2010 11:50 PM |
المطالبة بالحقوق أم تسول الفتات ؟ | محروم.كوم | منتدى أخبار المواقع والمنتديات العربية والأجنبية | 0 | 11-29-2009 10:40 AM |