أنــــــــواع الإطــــــــــــراء ..

♕ وليد الجسمي ♕ · #1 03-14-2009, 11:59 PM

بسم الله الرحمن الرحيم ..

والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم تسليما كثيرا إلى يوم الدين ...

وبعد ..

أنــــــواع الإطـــــــــراء ..

وقد جاء في صحيح البخاري قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : { لا تطروني كما أطرت النصارى عيسى ابن مريم فإنما أنا عبد الله ورسوله }

كلمة لا تطروني .. تفيد نفي الإطراء , وعدم جوازه .. و إن إكتفى رسول الله بذلك لأصبح الإطراء بالشريعه الإسلامية حرام ..

لقوله تعلى : { ۚ وَمَا آتَاكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَمَا نَهَاكُمْ عَنْهُ فَانْتَهُوا ۚ وَاتَّقُوا اللَّهَ ۖ إِنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ (7)] }

و كلمة لا تطروني >> نهي عن الأطراء ..

ولكــــــــــن أي إطـــــــراء ؟؟!!

لو تأملنا بالحديث لوجدنا أن الرسول - صلى الله عليه وسلم - قد حدد نوعا من الإطراء ..

قفد قال - صلوات الله و سلامه عليه - (( كما أطرت الناصارى عيسى ابن مريم ))

فماذا قالت النصارى في عيسى إبن مريم ؟؟

قال تعلى : { ( وَقَالَتِ الْيَهُودُ عُزَيْرٌ ابْنُ اللَّهِ وَقَالَتِ النَّصَارَى الْمَسِيحُ ابْنُ اللَّهِ ذَلِكَ قَوْلُهُمْ بِأَفْوَاهِهِمْ يُضَاهِئُونَ قَوْلَ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ قَبْلُ قَاتَلَهُمُ اللَّهُ أَنَّى يُؤْفَكُونَ ) التوبة /30 }

قال الله تعالى : ( وَإِذْ قَالَ اللَّهُ يَا عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ أَأَنتَ قُلْتَ لِلنَّاسِ اتَّخِذُونِي وَأُمِّي إِلَهَيْنِ مِنْ دُونِ اللَّهِ قَالَ سُبْحَانَكَ مَا يَكُونُ لِي أَنْ أَقُولَ مَا لَيْسَ لِي بِحَقٍّ إِنْ كُنتُ قُلْتُهُ فَقَدْ عَلِمْتَهُ تَعْلَمُ مَا فِي نَفْسِي وَلا أَعْلَمُ مَا فِي نَفْسِكَ إِنَّكَ أَنْتَ عَلامُ الْغُيُوبِ (116) مَا قُلْتُ لَهُمْ إِلا مَا أَمَرْتَنِي بِهِ أَنْ اعْبُدُوا اللَّهَ رَبِّي وَرَبَّكُمْ وَكُنتُ عَلَيْهِمْ شَهِيدًا مَا دُمْتُ فِيهِمْ فَلَمَّا تَوَفَّيْتَنِي كُنتَ أَنْتَ الرَّقِيبَ عَلَيْهِمْ وَأَنْتَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ شَهِيدٌ ) المائدة /116-117.

من يقرأ هذه الآيات .. يجد أن النصارى قد بالغت في مدح عيسى ابن مريم .. و أعطته بعض خصائص الله سبحانه وتعالى .. ونسبوه إلى الله ..

وهذا هو الإطراء الذي نهانا عنه رسولنا الكريم ..
فإطراء رسول الله صلى الله عليه وسلم الذي نُهينا عنه هو الغلو في مدحه صلى الله عليه وسلم، وذلك بأن يمدح بما هو من خصائص الله كأن يرفع إلى مقام الألوهية أو يعطى بعض صفات الله، كما قالت امرأة في زمنه وهي تمدحه: وفينا نبي يعلم ما في غد. فنهاها صلى الله عليه وسلم، وذلك لأن علم الغيب من خصائص وصفات الله، وقد أمر الله رسوله أن يقول: [وَلَوْ كُنْتُ أَعْلَمُ الْغَيْبَ لَاسْتَكْثَرْتُ مِنَ الْخَيْرِ ] (لأعراف: 188).

أما الإطراء العادي .. فيجوز , وذلك بأن يكون المدح لائق به صلى الله عليه وسلم ..

و نسبة بعضهم إلى رسول الله أنه قال: اطروني ولكن ليس كما أطرت النصارى، فلم نقف على صحته، ولو صح فهو بمعنى امدحوني المدح اللائق ولا تغالوا كما غالت النصارى، فهو راجع إلى التفصيل السابق.

فإن كان كثرة الإطراء والمبالغه فيه لرسول الله - صلى الله عليه وسلم - محرما ..

فمن باب أولى أن يكون محرما لغيره ..

و إن ســمِـــعَ أحدكم إطراءاً مبالغ فيه أو وصف لا يليق بالبشر .. فعليك أن تحث التراب بوجه صاحب الإطراء ..

لقوله صلى الله عليه وسلم (( إذا رأيتم المدَّاحِين فاحْثُوا في وجوههم التراب . )) صحيح مسلم

أما إن كان على الشبكة العنكبوتيه .. فعليك أن تعرض .. وتنبه ذاك الشخص .. فلَــرٌبمــا كان غافلا عنها ..

"¨°°o°°¨]§[° وجــــــــزاكم الله عني كل خيـــــــــر °]§[¨°°o°°¨"

منقول __DEFINE_LIKE_SHARE__