إنضمامك إلي منتديات استراحات زايد يحقق لك معرفة كل ماهو جديد في عالم الانترنت ...

انضم الينا
استراحات زايد الصفحة الرئيسية

         :: الحمل في المنام للمطلقة (آخر رد :نوران نور)       :: تفسير حلم منزل جديد (آخر رد :نوران نور)       :: المحكمة في المنام (آخر رد :نوران نور)       :: البريعصي في الحلم (آخر رد :نوران نور)       :: منتجات ams على ويلنس سوق: تجربة تسوق فريدة تضمن لك الجودة والتنوع (آخر رد :نادية معلم)       :: قهوجي ومباشر ضيافة في جدة مباشرات قهوه 0539307706 (آخر رد :ksa ads)       :: فسير حلم الفستان الازرق (آخر رد :نوران نور)       :: قهوجي وصبابين قهوة ومباشرين في جدة 0552137702 (آخر رد :ksa ads)       :: ما هو التداول؟ (آخر رد :محمد العوضي)       :: برامج الرشاقة السعيدة. (آخر رد :دارين الدوسري)      

إضافة رد
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 09-18-2011, 09:50 PM
عضو ماسي
بيانات محروم.كوم
 رقم العضوية : 503
 تاريخ التسجيل : Dec 2007
الجنس : female
علم الدوله :
 المشاركات : 2,100,611
عدد الـنقاط :3341
 تقييم المستوى : 2139

جذور الصحوة الإسلامية والمخاطر التي تهددها

المكان: طهران ـ القاعة الخاصة بالإذاعة والتلفزيون
المناسبة: انعقاد المؤتمر الدولي الأول للصحوة الإسلامية
الزمان: 26/6/1390ﻫ.ش 18/10/1432ﻫ.ق 17/9/2011م.
الحضور: رؤساء السلطات الثلاث، جمع غفير من الضيوف المشاركين في المؤتمر (ما يقارب ستمائة شخصية ومفكر إسلامي من سائر بلدان العالم وأربعمائة شخصية من داخل الجمهورية الإسلامية)


بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على نبينا محمد وآله الطيبين وصحبه المنتجبين.
قال الله العزيز الحكيم: بسم الله الرحمن الرحيم
{يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ اتَّقِ اللَّهَ وَلا تُطِعِ الْكَافِرِينَ وَالْمُنَافِقِينَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلِيمًا حَكِيمًا وَاتَّبِعْ مَا يُوحَى إِلَيْكَ مِن رَّبِّكَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيرًا وَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ وَكَفَى بِاللَّهِ وَكِيلا}.
أرحّب بالحضور الكرام والضيوف الأعزاء.
إن ما جمعنا هنا هو الصحوة الإسلامية، أعني حالة النهوض والوعي في الأمة الإسلامية، التي أدّت إلى تحوّل كبير بين شعوب المنطقة، والى انتفاضات وثورات لم تكن تستوعبها أبداً محاسبات الشياطين الإقليميين والعالميين. ثورات عظيمة هدمت قلاع الاستبداد والاستكبار وألحقت الهزيمة بحرّاسها.
إن مما لاشك فيه أن التطورات الاجتماعية الكبرى تستند دائماً إلى خلفية تأريخية وحضارية، وهي حصيلة تراكم معرفي وتجارب طويلة. في الأعوام المائة والخمسين الماضية كان حضور الشخصيات الفكرية والجهادية الكبيرة والفاعلة الإسلامية في مصر والعراق وإيران والهند والبلدان الأخرى الآسيوية والأفريقية مقدمة تمهيدية لهذا الوضع الحالي في دنيا الإسلام.
إنّ ما جرى في العقدين الخامس والسادس من القرن الماضي الميلادي في عدد من البلدان من تطورات أدت إلى تولّي أنظمة تميل غالباً إلى مدارس فكرية مادية، وقد تورّطت بمقتضى طبيعتها بعد أمد في شراك القوى الاستكبارية والاستعمارية الغربية، إنما هو أيضاً من التجارب المليئة بالعبر ومما كان له سهم وافر في بلورة الأفكار العامة والعميقة في دنيا الإسلام.
إن ما شهدته إيران من ثورة إسلامية كبري هي على حد تعبير الإمام الخميني العظيم انتصار الدم على السيف، وإقامة نظام متجذّر ومقتدر وشجاع ومتطوّر وموثّر في الصحوة الإسلامية الراهنة، هو أيضاً يشكل فصلاً مُسهباً يحتاج إلى بحث وتحقيق، وسيستوعب حتماً مساحة هامة في تحليل وتدوين الوضع الحالي لدنيا الإسلام.
والحصيلة أن الحقائق المتزايدة الحالية في دنيا الإسلام، ليست بالحوادث المنفصلة عن جذورها التأريخية وأرضيتها الاجتماعية والفكرية، ولذلك من العبث أن يعمد الأعداء أو السطحيون إلى اعتبارها موجة عابرة وحادثة سطحية، وأن يحاولوا بتحليلاتهم المنحرفة والمغرضة إطفاء شعلة الأمل في قلوب الشعوب.
**********
إنني في حديثي الأخوي هذه أريد أن أقف عند ثلاث نقاط أساسية:
1- إلقاء نظرة مجملة على هوية هذه النهضات والثورات.

2- الآفات والأخطار والعقبات الكبرى التي تقف في طريقها.
3- اقتراحات بشأن مواجهة هذه الآفات والأخطار ومعالجتها.
**********
1- في الموضوع الأول، أعتقد أن أهم عنصر في هذه الثورات الحضور الواقعي والشمولي للشعوب في ميدان العمل وساحة النضال والجهاد، لا فقط بقلبهم وبعواطفهم وإيمانهم، بل أيضاً بأجسامهم وإقدامهم.
إن الفرق كبير وعميق بين مثل هذا الحضور، وبين انقلاب يقوم به جمع من العسكريين أو مجموعة مناضلة مسلحة أمام شعب لا يتفاعل معهم أو حتى أن لا يكون راضياً عنهم.
في حوادث العقدين الخامس والسادس من القرن الميلادي الماضي كان عبء الثورات في عدد من بلدان آسيا وأفريقيا لا تحمله الجماهير والشباب، بل تنهض به مجموعات انقلابية أو فئات صغيرة ومحدودة مسلحة. أولئك عزموا وأقدموا، ولكن حين غيروا هم أو الجيل الذي تلاهم طريقهم على أثر دوافع وعوامل عديدة فإن الثورات قد انقلبت إلى ضدها وعاد العدو ليفرض سيطرته مرة أخرى.
إن هذا يختلف كل الاختلاف مع تغيير تنهض به جماهير الشعب التي تندفع بأجسامها وأرواحها إلى الميدان وتطرد العدو من الساحة.
و هنا، وهنا فقط تصنع الجماهير شعاراتها، وتعيّن أهدافها وتشخّص عدوّها وتفضحه وتتعقبه، وترسم - ولو بإجمال - مستقبلها، وبالنتيجة تقطع الطريق أمام الخواص المداهنين والملوثين بل أمام المندسّين وبذلك تحول دون الانحراف ومداهنة العدو وتغيير المسير.
إن التحرك الجماهيري قد يؤدّي إلى تأخر الانتصار النهائي للثورة، ولكنه يبتعد عن السطحية وعن عدم الثبات، إنه الكلمة الطيبة التي قال عنها سبحانه:
{أَلَمْ تَرَ كَيْفَ ضَرَبَ اللّهُ مَثَلاً كَلِمَةً طَيِّبَةً كَشَجَرةٍ طَيِّبَةٍ أَصْلُهَا ثَابِتٌ وَفَرْعُهَا فِي السَّمَاء} .
إنني حين رأيت التجمع الجماهيري الضخم المقاوم للشعب المصري الفخور من شاشة التلفزيون في ميدان التحرير أيقنت أن هذه الثورة منتصرة بإذن الله.
أذكر لكم هذه الحقيقة وهي: أنه بعد انتصار الثورة الإسلامية وإقامة النظام الإسلامي في إيران وما نزل على أثر ذلك من زلزال عظيم هزّ القوى الطامعة الشرقية والغربية وما ولّده من موجة هائلة فريدة بين الشعوب المسلمة.. كنا نتوقع أن مصر سوف تنهض قبل غيرها. والذي أثار في قلوبنا هذا التوقع ما كنا نعرفه عن مصر من تاريخ جهادي وفكري ولما أنجبته من شخصيات مجاهدة وفكرية كبري. لكننا لم نسمع صوتاً واضحاً من مصر. كنت مع نفسي أخاطب الشعب المصري بقول أبي فراس الحمداني:

أراك عصيّ الدمع شيمتك الصبر *** أما للهوى نهي عليك ولا أمر ؟

ولكن حين تدفقت الجماهير المصرية إلى ساحة التحرير والساحات المصرية الأخرى سمعت الجواب، فإن الشعب المصري كان يقول لي بلسان قلبه:

بلى أنا مشتاق وعندي لوعة *** ولكن مثلي لا يذاع له سرُّ

هذا السّر المقدس، يعني العزم على الثورة قد تبلور ونضج في أعماق الشعب المصري بالتدريج، وتجلّي بإذن الله وبحوله وقوته في الساحة بشكله العظيم.
تونس واليمن وليبيا والبحرين سوف تجرى على نفس هذه القاعدة إن شاء الله تعالى. {وَمِنْهُمْ مَّن يَنتَظِرُ وَمَا بَدَّلُواْ تَبْدِيلاً}.
في مثل هذه الثورات، الأصول والقيم والأهداف لم تدوّن في مشاريع مسبقة على يد الفئات والأحزاب، بل هي مدوّنة في أذهان كل أفراد الشعب المتواجد في الساحة وفي قلوبهم وإرادتهم، ومعلنة ومثبتة في شعاراتهم وسلوكهم.
بهذه المحاسبة يمكن بوضوح تشخيص أن أصول الثورات الحالية في مصر وبقية البلدان تتجلّي بالدرجة الأولى فيما يلي:
- إحياء وتجديد العزة والكرامة الوطنية التي انتُهكت على يد الهيمنة الدكتاتورية للحكام الفاسدين والسلطة السياسية لأمريكا والغرب.
- رفع راية الإسلام الذي يمثل العمق العقائدي والعاطفي للشعب وتوفير الأمن النفسي والعدالة والتقدم والتفتح مما لا يتحقق إلاّ في ظلّ الشريعة الإسلامية.
- الصمود أمام النفوذ والسيطرة الأمريكية والأُوربية التي أنزلت خلال أعوام أكبر الضربات والخسائر والإهانات بشعوب هذه البلدان.
- نضال الكيان الصهيوني الغاصب ودولته اللقيطة التي غرسها الاستعمار مثل خنجر في خاصرة بلدان المنطقة وجعلها وسيلة لاستمرار سلطته المتجبرة، وشرّد شعباً من أرضه التأريخية.
مما لاشك فيه أن تبنّي ثورات المنطقة لهذه الأصول وسعيها لتحقيقها لا ينسجم مع رغبات أمريكا والغرب والصهيونية، وهؤلاء يبذلون ماوسعهم من جهد لينكروا ذلك، لكن الواقع لا يتغيّر بإنكاره.
إن شعبية هذه الثورات هي أهم عنصر في تشكيل هويتها. القوى الطامعة بذلت كل جهدها ومارست كل أساليبها الملتوية لحفظ الحكام المستبدّين والفاسدين والتابعين في هذه البلدان، ولم تكفّ عن دعمهم إلاّ حينما انقطع أملها على أثر ثورة الجماهير وعزمها.
من هنا فإن هذه القوى لا يحق لها أن تعتبر نفسها مساهمة في هذه الثورات. وفي بلد مثل ليبيا لا يستطيع تدخّل أمريكا والناتو أن يكدّر هذه الحقيقة. في ليبيا أنزل الناتو خسائر فادحة لا تعوّض. لو لم يكن هذا التدخّل فإن انتصار الشعب الليبي كان من الممكن أن يتأخر قليلاً، ولكن سوف لا ينزل بالبلد كل هذا الدمار في بُناه التحتية، ولا تزهق كل هذه الأرواح من النساء والأطفال، ولا يدّعي أولئك الأعداء الذين كانت يدهم لسنوات بيد القذافي بأنّ لهم حق التدخّل في هذا البلد المظلوم المُدمّر.
إن جماهير الشعب والنخب الجماهيرية والذين انطلقوا من الجماهير هم أصحاب هذه الثورات والأمناء على حراستها والذين يرسمون مستقبلها ويدفعون بعجلتها إن شاء الله تعالى.
**********
2- موضوع الآفات والأخطار.. لابد من التأكيد أولاً أن الآفات والأخطار موجودة، ولكنّ هناك أيضاً سبلاً للوقاية منها. لا ينبغي أن تكون الأخطار مبعث خوف الشعوب، دعوا الأعداء يخافوكم واعلموا {إِنَّ كَيْدَ الشَّيْطَانِ كَانَ ضَعِيفًا} ربّ العزة والجلال يقول بشأن فئة من المجاهدين في عصر الرسالة: { الَّذِينَ قالَ لَهُمُ النَّاسُ إِنَّ النَّاسَ قَدْ جَمَعُوا لَكُمْ فَاخْشَوْهُمْ فَزادَهُمْ إِيماناً وقالُوا حَسْبُنَا اللَّهُ ونِعْمَ الْوَكِيلُ فَانْقَلَبُوا بِنِعْمَةٍ مِنَ اللَّهِ وفَضْلٍ لَمْ يَمْسَسْهُمْ سُوءٌ واتَّبَعُوا رِضْوانَ اللَّهِ واللَّهُ ذُو فَضْلٍ عَظِيمٍ }.
لابدّ من معرفة الأخطار والآفات للوقاية من الحيرة والترديد عند مواجهتها، ولنكون على معرفة مسبقة بتشخيص علاجها.
إننا واجهنا هذه الأخطار بعد انتصار الثورة الإسلامية وعرفناها وجربناها وخرجنا من أكثرها بسلام بفضل الله وقيادة الإمام الخميني ووعي جماهيرنا وبصيرتهم وتضحياتهم. طبعاً لا يزال الأعداء يحوكون المؤامرات ولا يزال الشعب يقاوم بعزيمة راسخة لا تلين.
إنني أقسّم هذه الأخطار والآفات على قسمين: ما كان له جذور في داخلنا وينبثق من ضعفنا، وما كان نتيجةً مباشرةً لتخطيط أعدائنا.
القسم الأول هو: من قبيل الشعور والظن بأن سقوط الحاكم العميل والفاسد والديكتاتور هو نهاية الطريق. إن هذا سوف يبعث على الارتخاء وراحة البال والغرق في نشوة النصر، وما يتبع ذلك من ضعف الدوافع وهبوط العزائم. هذا هو الخطر الأول. وسوف يتفاقم هذا الخطر حين يعمد أشخاص إلى الحصول على سهم خاص في الغنيمة. ما جرى في (معركة أُحد) حيث طمع المحافظون على مضيق الجبل بالغنيمة الأمر الذي أدّى إلى هزيمة المسلمين وإلى لوم ربّ العالمين إنما هو نموذج بارز ينبغي أن لا ننساه أبداً.
إن الشعور بالخشية من الهيمنة الظاهرية للمستكبرين والإحساس بالخوف من أمريكا وسائر القوى الطامعة، خطر آخر من هذا القبيل، ولا بّد من توقّيه. النخب الشجاعة والشباب يجب أن يطردوا من قلوبهم هذا الخوف.
إن الثقَة بالعدوّ والانخداع بابتسامته ووعوده ودعمه إنما هو من الآفات الكبرى الأخرى التي يجب أن يحذر منها بشكل خاص النخب وقادة المسيرة. يجب معرفة العدوّ بعلاماته مهما تلبس من لباس، وصيانة الشعب والثورة من كيده الذي يدبره في مواضع خلف ستار الصداقة ومّد يد المساعدة. ومن جانب آخر قد يعتري الأفراد غرور ويحسبون العدوّ غافلاً، لا بّد من اقتران الشجاعة بالتدبير والحزم وحشد كل الإمكانات الإلهية في وجودنا لمواجهة شياطين الجنّ والإنس.
إثارة الاختلافات وخلق الصراعات بين الثوريين والاختراق من خلف جبهة النضال هي أيضاً من الآفات الكبرى التي يجب الفرار منها بكل ما أوتينا من قوة.
**********
أما أخطار القسم الثاني:
فإن شعوب المنطقة قد خبرتها غالباً في الحوادث المختلفة. وأولها تولّي الأمور عناصر تعتقد أن لها التزامات أمام أميركا والغرب. الغرب يسعى بعد السقوط الاضطراري للعناصر التابعة أن يحافظ على أصل النظام والمحاور المفصلية للقدرة ويضع رأساً آخر على هذا البدن وبذلك يواصل فرض سيطرته.
و هذا يعني إهدار كل المساعي والجهود، وفي هذه الحالة إن واجهوا مقاومة الجماهير ووعيها فسوف يسعون إلى بدائل انحرافية أخرى يضعونها أمام الثورة والجماهير.
هذه البدائل يمكن أن تتمثل باقتراح نماذج للحكم والدستور تدفع بالبلدان الإسلامية مرة أخرى إلى شراك التبعية الثقافية والسياسية والاقتصادية للغرب، ويمكن أن تتمثل في اختراق صفوف الثورة وتقديم الدعم المالي والإعلامي لتيار مشكوك وعزل التيارات الثورية الأصلية. وهذا يعني أيضاً عودة تسلط الغرب وتثبيت النماذج المتهرئة الغربية والبعيدة عن مبادئ الثورة ثم سيطرة الأجنبي على الأوضاع.
و لو أن هذه الخطط لم تفلح بأجمعها فإن تجربتنا تقول إنهم سيعمدون إلى أساليب منها إثارة الفوضى والاغتيالات والحرب الداخلية بين أتباع الأديان أو القوميات والقبائل والأحزاب، بل بين الشعوب والبلدان الجارة، إلى جانب وفرض الحصار الاقتصادي والمقاطعة وتجميد الأرصدة الوطنية وأيضاً الهجوم الشامل الإعلامي والدعائي.
إن الهدف من وراء كل ذلك جعل الشعوب تشعر بالتعب واليأس، والثوار بالترديد والندم، والأعداء يعلمون أن مثل هذه الحالة تجعل هزيمة الثورة ممكنة وميسورة. اغتيال النخب الصالحة والفاعلة والإساءة إلى سمعة الآخرين، ومن جهة أخرى شراء ذمم العناصر الهزيلة هي أيضاً من الأساليب المتداولة للقوى الغربية وأدعياء التمدن والأخلاق!!
إن وثائق وكر التجسس الأمريكي التي وقعت بيد الثورة الإسلامية في إيران الإسلام، أوضحت بدقة أن كل هذه الدسائس قد خطط لها نظام الولايات المتحدة الأمريكية. إعادة الرجعية والاستبداد والحاكمية التابعة في البلدان الثورية مبدأ يجيز لهم ممارسة كل هذه الأساليب القذرة.
**********
3- وفي آخر قسم من حديثي أضع أمام تشخيصكم وانتخابكم توصيات استقيها من تجاربنا العينية في إيران ومن مطالعة دقيقة لبقية البلدان.
من المؤكد أن ظروف الشعوب والبلدان ليست على نحو واحد في جميع الأمور. لكن ثمة بيّنات تستطيع أن تكون للجميع مفيدة.
أول الحديث هو أنه من الممكن التغلب على كل هذه الموانع الآفات واجتيازها اجتيازاً منتصراً بالاتكال على الله والاعتماد عليه وحسن الظن بما ورد في كتابه العزيز من وعد بالنصر، والتحلّي بالتعقل والعزم والشجاعة، إنكم طبعاً قد نهضتم بعمل كبير كبير ومصيري. لذلك لا بّد أن تتحملوا من أجله أيضاً متاعب كبيرة، أمير المؤمنين علي (عليه السلام) يقول:
« فَإِنَّ اللَّهَ لَمْ يَقْصِمْ جَبَّارِي دَهْرٍ قَطُّ إِلَّا بَعْدَ تَمْهِيلٍ ورَخَاءٍ ولَمْ يَجْبُرْ عَظْمَ أَحَدٍ مِنَ الْأُمَمِ إِلَّا بَعْدَ أَزْلٍ وبَلَاءٍ وفِي دُونِ مَا اسْتَقْبَلْتُمْ مِنْ عَتْبٍ ومَا اسْتَدْبَرْتُمْ مِنْ خَطْبٍ مُعْتَبَر...»

توصيتي الهامة أن تروا أنفسكم دائماً في الساحة: {فَإِذَا فَرَغْتَ فَانْصَبْ} واجعلوا الله سبحانه نصب أعينكم وثقوا بأنه في عونكم {وَإِلَى رَبِّكَ فَارْغَبْ} وأن لا تكون الانتصارات مبعث غرور وغفلة: {اِذا جاءَ نَصْرُ اللهِ والْفَتْحُ ورَاَيْتَ النّاسَ يَدْخُلُونَ في دينِ اللهِ اَفْواجاً فَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ واسْتَغْفِرْهُ اِنَّهُ كانَ تَوّاباً} هذه دعامات حقيقية لكل شعب مؤمن.
توصيتي الأخرى إعادة قراءة أصول الثورة بشكل مستمر. الشعارات والأصول يجب أن تخضع للتنقيح والتطبيق مع أصول الإسلام ومحكماته. الاستقلال والحرية والعدالة، وعدم الاستسلام أمام الاستبداد والاستعمار، ورفض التمييز القومي والعنصري والمذهبي، ورفض الصهيونية رفضاً صريحاً وهي التي تشكل أركان النهضات المعاصرة في البلدان الإسلامية، هي بأجمعها مستقاة من الإسلام والقرآن.
دوّنوا مبادئكم، وحافظوا بحساسية كبيرة على أصالتكم، ولا تدعوا أعداءكم يدوّنون نظام مستقبلكم، لا تدعوا أصولكم الإسلامية تُقدم قرباناً على مذبح المصالح العابرة.
الانحراف في الثورات يبدأ من الانحراف في الشعارات والأهداف، لا تثقوا إطلاقاً بأمريكا والناتو وبالأنظمة المجرمة مثل بريطانيا وفرنسا وإيطاليا التي جثمت لأمد طويل على صدور بلدانكم ووزّعت بينها بلدانكم ونهبت ثرواتكم، تعاملوا معها بسوء ظن ولا تصدّقوا ابتساماتهم، فوراء هذه الابتسامات والوعود تكمن الخيانات والمؤامرات. ابحثوا عن حلولكم من منبع الإسلام الفيّاض وردّوا وصفات الأجانب إليهم.
توصيتي المهمة الأخرى الحذر من الاختلافات المذهبية والقومية والعنصرية والقبلية والحدودية. اعترفوا بالتفاوت ووجّهوه بإدارة حاذقة. التفاهم بين المذاهب مفتاح النجاة.
أولئك الذين يضرمون نيران التفرقة المذهبية أو يعمدون إلى تكفير هذا وذاك، هم عملاء الشيطان وجنده حتى لو لم يعلموا هم بذلك.
إقامة النظام عمل كبير وأساسي، إنه عمل معقد وصعب. لا تدعوا النماذج العلمانية أو الليبرالية الغربية، أو القومية المتطرفة، أو الاتجاهات اليسارية الماركسية تُفرض عليكم.
إن المعسكر الشرقي قد انهار والمعسكر الغربي يتوسل بالعنف والحرب والخدعة، ليحافظ على بقائه وليس له عاقبة خير متصورة في الأفق.
مرور الزمان بضررهم ولصالح تيار الإسلام. الهدف النهائي يجب أن يتمثل في التوجه نحو الأمة الواحدة الإسلامية وبناء الحضارة الإسلامية الجديدة على أساس الدين والعقلانية والعلم والأخلاق. تحرير فلسطين من مخالب الوحش الصهيوني هو أيضاً هدف كبير.
بلدان البلقان والقوقاز وغرب آسيا قد تحررت من سيطرة الاتحاد السوفيتي السابق بعد ثمانين سنة من الاحتلال، فلماذا لا تستطيع فلسطين المظلومة بعد سبعين سنة أن تتحرر من أسر السيطرة الصهيونية ؟!
الجيل المعاصر في البلدان الإسلامية له قدرة القيام بمثل هذا العمل الكبير. جيل الشباب مبعث افتخار مَنْ سبقه من أجيال.
يقول الشاعر العربي:
قالوا: أبو الصخر من شيبان قلت لهم *** كلا لعمري ولكن منه شيبانُ
وكم أبٍ قد علا بابنٍ ذُرى شَرَفٍ *** كما عـلا برسولِ الله عدنانُ

ثقوا بجيل شبابكم أحيوا روح الثقة بالنفس في وجودهم وغذّوهم بتجارب الآباء والأجداد.

و ثمة ملاحظتان مهمتان في هذا المجال:
الأولى: أن أحد أهم مطالب الشعوب الثائرة والمتحررة أن يكون لها الحضور وأن يكون لأصواتها الدور الحاسم في إدارة البلاد. ولما كانت هذه الشعوب مؤمنة بالإسلام فإن مطلوبها هو " نظام السيادة الشعبية الإسلامي" أي إن الحكام يُنتخبون وفق تصويت الناس، وأن تكون القيم والأصول الحاكمة على المجتمع وفق أصول قائمة على المعرفة والشريعة الإسلامية.
و هذا يمكن تحقيقه في البلدان المختلفة بأساليب وأشكال مختلفة بمقتضى ظروفها، لكن يجب المراقبة بحساسية كاملة كي لا يختلط هذا المشروع بالديمقراطية الليبرالية الغربية. الديمقراطية الغربية العلمانية أو المعادية للدين أحياناً ليس لها أي ارتباط بسيادة الشعب الإسلامية الملتزمة بالقيم وبالخطوط الأصلية الإسلامية في نظام البلاد.
**********
الملاحظة الثانية: أن التوجه الإسلامي يجب أن لا يختلط بالتحجّر والقشرية والتعصب الجاهل والمتطرف.
لا بدّ أن يكون الفاصل بين هذين الاثنين واضحاً. التطرف الديني المقرون غالباً بالعنف الأعمى هو عامل التخلف والابتعاد عن الأهداف السامية للثورة، وهذا بدوره عامل ابتعاد الجماهير وفي النتيجة سيكون عامل فشل الثورة.
خلاصة الحديث أن الكلام عن الصحوة الإسلامية ليس بحديث عن مفهوم مبهم غير مشخص ويقبل التأويل والتفسير. إنه حديث عن واقع خارجي مشهود ومحسوس ملأ الأجواء وفجّر الثورات الكبرى وأسقط عناصر خطرة في جبهة الأعداء وأخرجهم من الساحة. ومع ذلك فالساحة لا تزال هشّة وتحتاج إلى بلورة وإلى تحقيق الأهداف النهائية.
الآيات التي تليت في مطلع الحديث تشتمل على منهج كامل للعمل وله الفاعلية الدائمة وخاصة في هذه البرهة الحساسة المصيرية. إنها تخاطب النبي الأكرم (صلى الله عليه وآله وسلم) لكننا جميعا في الواقع مخاطبون بها ومكلفون.
أول توصية في هذه الآيات بالتقوى بمعناها السامي والواسع، ثم رفض الطاعة للكافرين والمنافقين، ثم إتباع الوحي وبالتالي التوكل على الله والاعتماد عليه.
مرة أخرى أمرّ على هذه الآية الكريمة: بسم الله الرحمن الرحيم{ يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ اتَّقِ اللَّهَ وَلا تُطِعِ الْكَافِرِينَ وَالْمُنَافِقِينَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلِيمًا حَكِيمًا وَاتَّبِعْ مَا يُوحَى إِلَيْكَ مِن رَّبِّكَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيرًا وَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ وَكَفَى بِاللَّهِ وَكِيلا}.

و السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
__DEFINE_LIKE_SHARE__
رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة


المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
فيديو السيد القائد الخامنائي يناجي الامام الحجه محروم.كوم منتدى أخبار المواقع والمنتديات العربية والأجنبية 0 06-26-2009 12:30 PM
الخامنائي ( القائد ) : أنا أقرب إلى آراء الرئيس ( أحد المتنافسين ) محروم.كوم منتدى أخبار المواقع والمنتديات العربية والأجنبية 0 06-19-2009 03:20 PM
الخامنائي ( القائد ) : أنا أقرب إلى آراء الرئيس ( أحد المتنافسين ) محروم.كوم منتدى أخبار المواقع والمنتديات العربية والأجنبية 0 06-19-2009 03:10 PM
الخامنائي ( القائد ) : أنا أقرب إلى آراء الرئيس ( أحد المتنافسين ) محروم.كوم منتدى أخبار المواقع والمنتديات العربية والأجنبية 0 06-19-2009 03:01 PM
الخامنائي ( القائد ) : أنا أقرب إلى آراء الرئيس ( أحد المتنافسين ) محروم.كوم منتدى أخبار المواقع والمنتديات العربية والأجنبية 0 06-19-2009 02:52 PM


الساعة الآن 12:56 AM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
Content Relevant URLs by vBSEO 3.5.2 TranZ By Almuhajir

RSS RSS 2.0 XML MAP HTML