﴿... وَقُل رَّبِّ زِدْنِي عِلْمًا﴾ (طه:114)

نبارك للطَّلبة الأعزَّاء، والطَّالبات المحترمات حلول العامِّ الدِّراسيِّ الجديد، الذي يحلُّ على بلدنا العزيز البحرين، وهي تعيش ظروفًا مأزومة على المستوى الأمنيِّ والسِّياسيِّ والاجتماعيِّ، ممَّا انعكس سلبًا على جملة من القطاعات، ومنها القطاع التَّعليميّ، فالكثيرُ من المعلِّمين والإداريِّين مفصولون من ...عملهم، وبعضهم في السُّجون، وعدد من الطَّلبة محرومون من مواصلة دراستهم، ولكن مع ذلك كلِّه ينبغي أنْ تُعطى العمليَّة التَّعليميَّة أهميتها، ويحافظ عليها، وتُدعم حركتها في الاتِّجاه الصَّحيح، فإنَّما تتقدَّم الشُّعوب، وتتطوَّر الأمم من خلال انضباط العمليَّة التَّعليميَّة، وتقويتها، والعناية الجدِّيَّة بشؤونها.

وفي هذا السِّياق نؤكِّد على النِّقاط التَّالية:

1- ضرورة تدارك الأخطاء والتَّجاوزات التي حصلت تجاه الكادر التَّعليميِّ والطَّلبة الأعزَّاء، والإرجاع الفوريِّ لجميع المفصولين عن العمل، والمحرومين من مواصلة الدِّراسة، والإفراج عن جميع المسجونين من السِّلك التَّعليميِّ.


2- ضرورة أنْ يتمَّ الارتكاز في الواقع التَّعليميِّ على الطَّاقات التَّعليميَّة المحليَّة الوطنيَّة المؤهَّلة، وأنْ يكون المعيار في الاختيار والتَّوظيف هو الكفاءة دون غيرها من مبادئ تمييزيَّة ظالمة تقوم على أساس المذهب، أو الطَّائفة، أو التَّوجُّه السِّياسيِّ.

3- التَّأكيد على حِفظ الوحدة الوطنيَّة، والأُخوَّة الإسلاميَّة، والتَّماسك الاجتماعيِّ، وأنْ تكون السَّاحة التَّعليميَّة نموذجًا حيًّا متقدِّمًا؛ للتَّعايش السِّلميِّ الأهليِّ، وعدم الانجرار إلى أيِّ حركة، أو مشروع، أو برنامج، أو استفزاز يؤجِّج في نفوس الطَّلبة، والمجتمع خلاف ذلك.

4- نؤكِّد على كلِّ أبنائنا وبناتنا الأعزَّاء ضرورة الجدِّ والاجتهاد والمثابرة في التَّحصيل العلميِّ، فهو ساحة جهادهم، وهو ما يؤمِّن مستقبلهم ومستقبل أهلهم ووطنهم، وأنْ تُجنَّبَ المدارسُ والجامعاتُ التَّجاذبات السِّياسيَّة، أو الطَّائفيَّة المضرَّة.

5- للمدرِّسين والمرشدين وأولياء الأمور دورٌ مهمٌّ في توعية وتوجيه وإرشاد الطَّلبة بما يُسهم في الحِفاظ على الحركة التَّعليميَّة؛ لتكون قويَّة ضامنة لمستقبل أبنائنا الأعزاء، ووطننا الغالي.

ندعو الله تعالى أنْ يُصلح الأمور، ويُسدِّدَ الخُطى في طريق الحقِّ، والعدل، والعلم النَّافع.

المجلس الإسلاميّ العلمائيّ

12 شوال 1432هـ

11 / 9 / 2011م