أصبحت البحرين الحكاية المخفية في الربيع العربي، فبينما هيمنت الانتفاضات الشعبية في ليبيا وسوريا واليمن على الأخبار في الأشهر الأخيرة؛ أُعطِيَ قدر أقل بكثير من الاهتمام للإمارة الصغيرة جداً الواقعة في الخليج الفارسي والاستراتيجية في الوقت ذاته، والتي تستضيف الأسطول الأمريكي الخامس. هذا يعود جزئياً إلى أن عائلة آل خليفة الحاكمة في البحرين تجنَّبت الانتقاد حول حملة القمع الهائلة التي شنَّتها في شهر مارس وذلك بإطلاقها وعداً بأنها ستستهل حواراً مع المعارضة وأنها ستنفذ إصلاحات سياسية. النظام على أية حال لم يقم بتنفيذ هذا، وهو الآن يجازف بانفجار الاضطرابات من جديد مما يمكن أن يزعزع ليس فقط استقرار البحرين وإنما استقرار المنطقة من حولها.

المشكلة الأخيرة بدأت مع الحوار الوطني الموعود، والذي سرعان ما انهار بعد أن بدأ في شهر يوليو. الحكومة أعطت أكبر مجموعات المعارضة خمسة مقاعد من بين المقاعد الثلاثمائة المشاركة في الحوار، كما تركت بعض قضايا الإصلاح المفصلية -مثل إصلاح الدوائر الانتخابية- خارج جدول النقاش. أغلب مجموعات المعارضة انسحبت قبل يُختَتَم الحوار بإطلاق عدة توصيات بسيطة، وواحدة من هذه التوصيات هي زيادة صلاحيات المتشدد الرئيسي في النظام وهو رئيس الوزراء خليفة بن سلمان آل خليفة الذي يشغل منصبه منذ عام 1971.

مبادرة تصالحية أخرى وهي إنشاء لجنة للتحقيق في الاضطرابات قد قُوِّضَت نتيجةً لسلوك رئيسها المصري الذي أطلق تصريحات علنية تبرِّئ العائلة الحاكمة بشكل استباقي. الوعد بإعادة توظيف آلاف العمال الذي طُرِدُوا من أعمالهم الحكومية بسبب الاشتباه في دعمهم للمعارضة تم الإيفاء به بشكل جزئي فقط، وبينما تم إطلاق سراح بعض السجناء السياسيين -أطلِقَ في هذا الأسبوع سراح مجموعة من الأطباء بعد أن قاموا هم وسجناء آخرون بالإضراب عن الطعام- لا يزال هناك المئات من الأشخاص قابعين في السجن ولا يزال النظام يواصل استخدامه لـ "محكمة السلامة الوطنية" لسجن قادة المعارضة.

عوضاً عن التحرك نحو المصالحة؛ تعد البحرين الآن أكثر استقطاباً من أي وقت مضى حيث يتسع على نحو متزايد خط الصدع ما بين النخبة السنية الحاكمة وبين الأغلبية الشيعية من السكان. الاشتباكات بين المحتجين والشرطة تحدث في كل ليلة تقريباً في القرى الشيعية، كما أدَّت وفاة فتى يبلغ من العمر 14 عاماً في الواحد والثلاثين من شهر أغسطس تقول المعارضة بأنه ضُرِبَ بواسطة عبوة من عبوات الغاز المسيل للدموع إلى تضخم التوترات. المفكرون البحرينيون يشعرون بالقلق من أن انفجار الاحتجاجات الجماهيرية من جديد بات وشيكاً، وأن هذا قد يؤدي إلى قيام صراع طائفي محض يمكن أن يمتد إلى المملكة العربية السعودية وحتى إلى العراق.


الولايات المتحدة تمتلك نفوذاً كبيراً في البحرين من خلال الأسطول الخامس وبرامج المساعدات العسكرية واتفاقية التجارة الحرة، ولكن إدارة أوباما كانت خجولة هنا بالنظر إلى مواقفها في أماكن أخرى خلال الربيع العربي. في شهر مايو أطلق الرئيس أوباما تصريحاً قوياً حول البحرين في خطابه حول الشرق الأوسط الذي وعد فيه بدعم قضية التغيير الديمقراطي في كافة أنحاء المنطقة. ولكن لم يكن هناك متابعة؛ لم يزر أي شخص من كبار المسؤولين الأمريكيين البحرين منذ أشهر، ولم تقل الإدارة أي شيء حول الوضع المتدهور. هذا أمر يفتقر للنظر إلى المستقبل: إذا انفجر الوضع في البحرين فإن المصالح الأمريكية الحيوية ستكون في خطر. يجب على الإدارة أن تستخدم تأثيرها الآن قبل أن تُستَأنف الأزمة.

رابط المقال: اضغط هنا

http://feb14translator.blogspot.com/...g-post_10.html

تعليق: أن تكتب صحيفة تعد من كبرى الصحف الأمريكية هذا المقال شديد اللهجة للإدارة الأمريكية حول الوضع في البحرين فهذا يعني أن كل المحاولات التي قام بها النظام لتصوير الوضع وكأنه قد هدأ قد باءت بالفشل .. المطلوب منا الآن هو الثبات على ما ثبتنا عليه طوال هذه الأشهر .. من يمتلك النفس الأطول هو الذي سينتصر في النهاية.