يكفي إلقاء نظرة سريعة على موقع الشروق اليومي لنلاحظ بسهوله الانقلاب الكبير الذي حدث منذ نجاح الثورة المصرية، وظهر جليا بعد مباراة الكرة بين مولودية العاصمة والأهلي المصري ضمن رابطة أبطال إفريقيا والتي تحوّلت برغم أهميتها البليغة رياضيا إلى شبه مهرجان من الحب بين الشعبين..
ولم تقتصر هاته الروح الكبيرة على المسؤولين على الناديين واللاعبين الذين كانوا في قمة المسؤولية، بل تعداه إلى الجماهير التي شجعت فريقها وخرجت خائبة متحسرة على التعادل السلبي، ولكنها معترفة بقانون الكرة، وانتقل ذلك إلى المنتديات الالكترونية ومنها الشروق اليومي الذي تحوّلت منذ الساعات الأولى من نهار أمس أي بعد صافرة النهاية في منتصف الليل إلى محج للجزائريين وخاصة المصريين الذين توافدوا بالمئات على موقع الشروق اليومي وأمضوا ليلة بيضاء في تقديم التهاني فبرغم النتيجة الصفرية، إلا أنهم قالوا أن النتيجة الأهم من المباراة هي رسم الصورة الحضارية بين الشعبين والثورتين بالخصوص فكانت تهاني العيد هي الغالبة، ونادرة هي الزيارات التي تحدثت عن المباراة من جوانبها التقنية والتكتيكية، وإذا كان الملاحظ هو التوافد الكبير للمصريين على موقع الشروق اليومي ونوعية الزائرين من البلدين وحتى من دول عربية ومغتربين مصريين وجزائريين في الخارج ثمّنت هذا الالتحام المتزامن مع استقبال عيد الفطر المبارك والذي يختلف بالكامل عن استقبال عيد الأضحى في ديسمبر 2009 فإن ما لاحظناه أيضا أن الذين كانوا في الصفوف الأولى في المعركة التي أعقبت اللقاء الكروي الذي جرى في أم درمان هم أيضا ألقوا بأسلحتهم وحولوها إلى ورود أكدت أن ما بين الجزائريين وإخوانهم المصريين أكبر من أن يهتز رغم قوة الزلزلة التي حدثت في نوفمبر 2009 وتغيرت حتى الألقاب الإلكترونية لبعض الزوار مثل عاشق النيل وفقط الذي غيّر إسمه إلى عاشق النيل والأوراس وإسم جزائري والبقية لا يهم إلى جزائري ومحب لمصر والبقية لا يهمني وغيرها من الألقاب الجديدة التي من المفروض أن تصبح مثالا يقتدى به في كل الدول العربية.. الزائر المصري محمد الجارحي قال أنه نسي خلال المباراة إن كانت تجري في الجزائر أو في القاهرة وقال زائر جزائري أسمى نفسه جزائري حد النخاع أنه سجد فرحا بعد المناظر الجميلة التي تابعها وتيقن أن ما حدث منذ أم درمان كان سحابة سوداء لا تعني الشعبين أبدا.. وبينما هتف مصريون "وان تو ثري فيفا لالجيري" كان جزائريون يؤكدون أن بلاد الثورة لا بد وأن تلتقي، لأن طرد المستعمر أو الديكتاتوريين لا يقدر عليه إلا نوع خاص من الشعوب. http://www.echoroukonline.com/ara/sports/83156.html