سوف اتحدث عن مشاهداتي خلال اليومين الماضيين ، انا شخص أعمل بنظام النوبات ، و مع تقدير الكبير للاحرار الصامدين في ساحات المواجهات و لشعبنا الابي الصابر المواصل على ما تبقى من ثورته ، الا انني سأسجل ملاحظاتي على الاحداث الجارية و الاحجاجات الليلية و المواجهات ، خلال يومين اعود للمنزل ليلا بعد انتهاء العمل فالاقي صعوبة كبيرة في الوصول للمنزل بسبب المتاريس الموضوعة من حاويات و اخشاب و حجارة و مسامير احيانا ، و في المقابل يوجد في بعض المنافذ قوات الشغب و المرتزقة ما يشكل صعوبة و تخوف من العبور عبر المنافذ التي يوجد بها هؤلاء لامكانية تعرضهم لي ، عموما كل شيء يهون في سبيل مطالب الشعب و لكن المؤسف انه اثناء اخذي لجولة في الشوارع الرئيسية و بالقرب من المجمعات و مناطق مثل شارع المعارض و غيرها تجد ان الحركة مستمرة و صور الموالاة للنظام و شيوخ النظام معلقة في كل الشوارع الرئيسية ، و سيارات الموالين للنظام تتجول بكل حرية و يعيشون حياتهم بكل حرية و يذهبون و يأتون ، بينما من يتضرر هم نحن ابناء القرى و المناطق لان الاحتجاجات لا يمكن ان تخرج من داخل القرى و تصل الى الى الشوارع العامة حيث سيتم قمعها بكل قسوة ، فيما المتضرر هو نحن ، شخص عائد لمنزله ليلا من نوبة عمل مضنية ، او شخص يريد الذهاب للمستشفى بأهله في حالة طارئة ، فيخاف ان يقع في وسط المواجهات فيصاب من قنابل قوات الشغب ، او لا يستطيع المرور اساسا بسبب ما هو موجود في الارض ، علما بأن ما هو موجود في الارض لن يعيق قوات الشغب بل سيؤخرها قليلا و لو اضطرت تلك القوات ستدخل مشيا على الاقدام .
بالتالي اعتقد ان تكتيك النظام حاليا ابقاء الاحتجاجات داخل القرى و عدم السماح بوصول الاحتجاجات للشوارع العامة حيث يتم قمع الاحرار و الاهالي بقسوة شديدة لمنعهم من الوصول للشوارع العامة ، فتبقى الشوارع العامة يتحرك فيها الموالون للنظام و غيرهم بكل اريحية و يتجولون و يتسوقون دون ان نحرز نحن اي تقدم استراتيجي اللهم الا الضغط للافراج عن المعتقلين ، اما مطالب الثورة الرئيسية فلن يستجيب لها النظام بهذه الطريقة .
فقد كان الوضع مختلفا تماما ايام الدوار ، حيث سيطرنا على بقعة حساسة جدا هي الميدان قريبة من المرفأ المالي والمجمعات التجارية و هي اهم منطقة اقتصادية و سياحية في البحرين ، و لذلك سعى النظام بقوة لاخراجنا منها و انزل الجيش و القوات لمنعنا من الوصول لها مجددا ، بالتالي انا ما يحدث اليوم هو احتجاجات شبيهة فعلا كما قال الاخ المفتش بايام السلندرات و الاطارات ، مع اختلاف بسيط هو استبدال الاطارات بأمور اخرى الا ان الاحتجاجات تبقى داخل القرى محصورة و لا توجع النظام بقدر ما تستنزف النظام ماديا للصرف على الاسلحة و المعدات و رواتب المرتزقة ، و لا شك ان النظام سيصرف هذه الاموال للحفاظ على بقاءه و لن يتردد في القمع و ابقاء الوضع على ما هو عليه ، بل ربما يحضر لهجمات امنية جديدة و اعتقالات بعد رحيل لجنة بسيوني في شهر اكتوبر ، و ان لم يكن التقرير لصالحنا فلن نكون قد حققنا اي تقدم استراتيجي من خلال احتجاجاتنا الحالية ، فلذلك اقول مثلما قال الاخ المفتش في موضوع آخر ، اما ان نترك الساحة للوفاق و باقي الجمعيات المعارضة للتتفاوض مع النظام و ترى ما يمكن تحقيقه و الحصول عليه من ( فتات) او نخطط لتغيير هذه الاستراتيجية بوضع خطط جديدة توجع النظام و تقلب المعادلة و تحقق مطالب الشعب ، اما بقاء هذه الطريقة من حاويات قمامة منثورة في الشوارع و ابواق تن تن تتن و يتم القمع ثم يتفرق الجمع ، فلن نحقق عبر هذه الطرق اي شيء .