كلنا يعلم ان اهداف الثورة الحالية هي اسقاط النظام او الملكية الدستورية المتمثلة بحكومة منتخبة ، فهذا الخياران اللذان اختارهما الشعب ، و خلال الوضع الحالي نشهد فعاليات تقرير مصير اسبوعية و فعاليات يومية ، و سوف نقوم بتقييم هذه الفعاليات و تحقيق اهدافها و سنتحدث بصراحة لنضع خارطة طريق للمرحلة القادمة .
و سوف نبدأ بآخر تقرير مصير حصل في السنابس يوم الخميس الماضي في ليلة الجمعة ، يومها تحولت السنابس بأكملها و بكافة مناطقها الى ساحة حرب مشتعلة ، و اضطر النظام لاغلاق الشوارع المؤدية للسنابس مما أدى لشل الحركة و تأثر الحركة التجارية ، الا ان هدف الاعتصام الرئيسي كان الوصول لميدان اللؤلؤة و الهدف غير الرئيسي الوصول لدوار الدانة ، و رغم ذلك لم يتحقق هذا الهدف ، ليس بسبب نقص في الاحرار و الحرائر او نقص في صمود الاهالي ، لكن بسبب لجوء النظام للقمع العنيف و الشديد و استعداده بالاسلحة و الذخائر في مقابل شعب أعزل يحاول الوصول للميدان فيواجه بما يشبه القصف من مسيلات و قنابل صوتية و رصاص ، و ظل الاهالي تحت القمع لفترات طويلة من تلك الليلة ، و تحولت منطقة السنابس الى ما يشبه منطقة خربة ، تضررت على اثرها سيارات بعض الاهالي بسبب اثار المعركة الموجودة في الارض من حجارة و مسامير وضعت لاصطياد المرتزقة و قد اصطادت بعض المرتزقة فعلا لكن بعضها الآخر اصطاد الاهالي ايضا فتضررت سياراتهم و كل ذلك فداء للثورة و لا يهم . انما المهم ان الهدف من الاعتصام هو الوصول للدوار و هو لم يتحقق و لن يتحقق بهذه الطريقة ، صحيح اننا نجحنا في الحاق خسائر بالنظام و لكننا تلقينا خسائر ايضا ، فالعملية اشبه بأنك تربح في تجارتك عشرين دينار و تخسر في المقابل 100 دينار على مصاريف اخرى ! لا نقلل من جهود الابطال فقد قدموا و سطروا اروع الملاحم في سنابس و قبلها بني جمرة و باقي المناطق ، لكن بهذه الطريقة لن نحقق هدفنا الرئيسي و هو اسقاط النظام او حتى الملكية الدستورية على أقل تقدير و حكومة منتخبة ، بل و حتى لن نتمكن من الوصول للميدان فلذلك يجب تغيير الاستراتيجية ، و اقترح أن يكون العمل السري عنوان المرحلة القادمة ، بحيث اذا كان الهدف الوصول للدوار يتم التخطيط سرا لمجموعة سرية من الاحرار و الابطال و يحدد لهم وقت و ساعة صفر ينطلقون فيها سرا للدوار ( انظر كيف فعل النظام في مجزرة الدوار الاولى و الثانية ايضا و هو يمتلك السلاح و العتاد ، حيث لم يقوم النظام بالتحذير المسبق كي لا يتجمع الناس في الدوار و ياخذوا حذرهم بل قام بذلك بشكل سري حتى يكون عدد الناس في الدوار قليل ، و نحن اذا قمنا بالتحشيد للذهاب للدوار فان النظام سيقوم بتجهيز نفسه و اسلحته و قواته المرتزقة حتى يمنع الوصول للدوار ، لكن اذا قمنا بالتخطيط للعملية بشكل سري ، فان الوصول للدوار سيكون أسهل و أقرب ، و كذلك ستكون الاضرار من ناحيتنا اقل فلن تتضرر مناطقنا و أهالينا من القمع ، بل ستكون المواجهة في الميدان نفسه او بالقرب منه مما سيشكل أزمة حقيقية للنظام) .. و لذلك نرجو أن نتبادل الرأي و نقوم بتقييم الموقف و نخطط للمرحلة القادمة ، فاذا كان لدينا خطة لم تنجح ، فبامكاننا استخدام خطط اخرى .