التسوق الالكتروني ملاذ المستهلكين من "غول" الغلاء

خـوار تلي · #1 01-15-2011, 09:20 AM

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

يبدو ان المستهلك الذي نال منه الغلاء ما نال، بسبب ارتفاع الأسعار الذي مس سلعاً أساسية يحتاجها في قوت يومه، ودفعه إلى التقشف في مصاريفه والابتعاد عن شراء سلع أو منتجات كانت ضرورية قبل أن يهاجمه “غول الغلاء” ويجبره على التخلي عنها لحساب منتجات أكثر احتياجاً .

قد بدأ في كبح جماح الغلاء بطريقته الخاصة بعدما ضاق ذرعا بممارسات التجار و”المحتكرين” التي جعلته يصرف الكثير مقابل القليل .

المستهلك الذي بات أكثر وعياً، أدرك أن ثمة حلولاً بسيطة تخرجه من دائرة الغلاء، التي يزداد نطاقها اتساعاً يوماً تلو الآخر، توجه إلى الشراء الالكتروني وبدأ في الشراء من المتاجر الالكترونية المحلية والعالمية ليحصل مقابل ذلك على الكثير من احتياجاته بأسعار تقل بكثير عن أسعارها في الاسواق، إضافة إلى حصوله على الكثير من المميزات الأخرى التي تلجأ اليها تلك المحال الالكترونية، في إطار التنافس القائم بينها، مثل الحصول على شحن مجاني لمنتجاته أو فوزه بجائزة قيمة إلى جانب الميزة الأساسية المتمثلة في السعر المخفض لمشترياته والذي يصل في بعض الأحيان إلى تخفيض أكثر من 50% .

يقول عبدالله بن شرمان الدرمكي “موظف” الملاحظ خلال الأعوام الماضية أن التجارة الالكترونية بدأت في الانتشار بين افراد المجتمع المحلي بشكل كبير، مضيفاً أن أغلب الذين يتعاملون مع هذا النوع من التجارة من فئة الشباب، وذلك نتيجة لامكاناتهم العالية في التعاطي مع عمليات البيع والشراء الالكتروني، متابعاً ان اتجاه الشباب للشراء الالكتروني له العديد من الأسباب، يتصل بعضها بارتفاع أسعار بعض المستلزمات في اسواقنا المحلية، نتيجة احتكار التجار لها، وبالتالي صعوبة اقتنائها من قبل الكثير من الشباب، الذين يبحثون بدورهم في المواقع العالمية ويجدون السلعة او المنتج نفسه يباع بأسعار معقولة تتناسب وإمكاناتهم رغم ان الراغبين في الشراء يقومون بدفع مبالغ اضافية خاصة بالتوصيل والشحن إلا أنهم يحصلون على مبتغاهم بأسعار جيدة .

أسعار مخفضة

اما عبيد النعيمي “موظف” فيقول: إن التجارة الإلكترونية في الوقت الحالي الحل الأمثل لشراء منتجات جيدة وبأسعار مخفضة، مضيفا انه ومنذ عدة اعوام يتعامل مع هذا النوع من التجارة في توفير مستلزماته من الملابس والهدايا والاجهزة الالكترونية موضحا انه وجد فروقات كبيرة بين أسعار المنتجات التي يشتريها الكترونيا وبين ما يباع في المحال، مؤكداً أنه في الكثير من الاحيان يحصل على ما يود شراؤه من منتجات بأسعار تقل عن أسعار السوق المحلية بنسبة تصل إلى 40%، وذلك بعد إضافة تكلفة الشحن .

وأكد النعيمي ان الكثير من أصدقائه وزملائه في العمل اصبحوا يطلبون منه شراء احتياجاتهم المختلفة عن طريق الانترنت، مشيراً إلى إن الأمر برمته لا يتطلب سوى 5 دقائق لإنجاز عملية الشراء والاتفاق على نوعية التوصيل التي يختلف سعرها بحسب المدة والتي تتراوح ما بين يومين إلى اسبوعين ليتم بعد ذلك إرسال رقم تتبع الشحنة ومعرفة تحركاتها إلى حين تسلمها .

توفير الوقت

ويشير محمد خليفة الدرمكي “موظف” إلى ان التعاملات الالكترونية في الوقت الحالي لم تعد مقتصرة على عمليات الشراء أو البيع فقط، بل إن القائمة اصبحت تضم الكثير من الخدمات الالكترونية التي توفرها المؤسسات الحكومية في اطار توجهها نحو الاستفادة من وسائل التكنولوجيا الحديثة، ويقول إن العامين الماضيين شهدا توجهاً ملحوظاً من قبل عدد من الجهات والمؤسسات الحكومية إلى التعاطي مع الشبكة العنكبوتية بشكل أكثر فاعلية، حيث وفرت تلك الجهات عدداً من خدماتها بشكل الكتروني الأمر الذي يسهل على المراجع عملية الاستفادة من تلك الخدمات أو انجاز معاملاته من خلال جهاز الحاسب الآلي الخاص به في أي وقت من دون تكلف التوجه إلى مقر المؤسسة التي ينوي إنجاز معاملاتها، وبطبيعة الحال فإن ذلك التوجه الحكومي يصب في مصلحة المواطن والمقيم، حيث إنه يقضي على الازدحام واضاعة الوقت في الوقوف في طوابير لا نهاية لها من أجل دفع رسوم خاصة بمعاملة أو مخالفة موضحاً ان معظم الشباب في الوقت الحالي يسددون مخالفاتهم المرورية عن طريق الانترنت من خلال مواقع شرطة المرور التي وفرت تلك الخدمة، بل ان الأمر وصل إلى ان الكثير من الجهات الحكومية قامت بتنصيب تطبيقات تفاعلية خاصة بالأجيال الحديثة من الهواتف المتحركة، حيث بات بإمكان صاحب الهاتف انجاز معاملة تستغرق يوماً كاملاً خلال وقت لا يتجاوز العشر دقائق، وبالتالي فإن وجود الجهات الحكومية وتوفير خدماتها الالكترونية أمر يعكس جدوى التوجه الالكتروني بمفهومه الواسع، الذي لايقتصر على الشراء أو البيع فقط .

بطاقات خاصة

وترى أم عبدالله “موظفة” أنها كانت في البداية تتخوف كثيراً من الشراء الالكتروني الذي يتطلب من المشتري إدخال رقم بطاقة الائتمان الخاصة به، إلى جانب العديد من المعلومات الشخصية، التي يمكن السطو عليها من قبل قراصنة الانترنت، لاسيما أنها كانت تسمع الكثير من القصص حول تعرض زملاء لها للقرصنة الالكترونية، التي استهدفت ارقام بطاقاتهم الائتمانية ونجم عنها خسائر مادية فادحة .

وتضيف ان الوقت الحالي هناك الكثير من المميزات التي تدفع المشتري للتعامل مع الانترنت في عمليات الشراء، حيث اصبحت مواقع الشراء اكثر أماناً وحفاظاً على سرية بيانات عملائها إلى جانب قيام عدد من المصارف والبنوك العاملة في الدولة بإصدار بطاقات خاصة بالتعاملات الالكترونية تتمتع بمواصفات أمان خاصة إلى جانب أن صاحب البطاقة بإمكانه وضع مبالغ محددة وبالكاد تكفي لإتمام عمليات الشراء، موضحة انها قامت قبل اسبوعين من شراء احذية وملابس لابنائها من احد المواقع الشهيرة بمبلغ لايتجاوز الالف درهم في حين ان المنتجات التي اشترتها تباع بأكثر من ضعف المبلغ في السوق المحلية، مضيفة أنها تلقت اتصالاً من “البريد” يفيد بوصول طلبيتها قبل يومين، ودعت ام عبدالله التجار إلى مراجعة أسعار منتجاتهم التي يبيعونها في محالهم وتخفيضها أو تصحيح أسعارها، لاسيما ان الغلاء المستشري في السوق المحلية دفع المستهلكين إلى التعامل مع الشراء الالكتروني باعتباره ملاذاً لهم من تضخم الأسعار محلياً .

“الخليج” استطلعت آراء الخبراء في المجال بغرض توفير المزيد من التفاصيل التي قد تغيب عن المستهلك، ولاستكمال أركان التحقيق، بحيث يحصل القارئ على الجرعة التي تنمي وعيه بأحد انماط التسوق المستقبلية .

الدكتور نبيل القيريم أستاذ مشارك في التجارة الإلكترونية بكلية تقنية المعلومات في جامعة الامارات، قال: “بشكل عام نجحت التجارة الإلكترونية في تأمين أبسط الاحتياجات المنزلية في الدول الغربية، وتحديداً في الولايات المتحدة الأمريكية التي دعمت في مرحلة من المراحل هذا النمط التجاري بإلغاء الضريبة على المنتجات التي يتم شراؤها إلكترونياً، مما زاد من إقبال الناس عليها وأصبح هناك فعلياً تسوق شبه يومي إلكتروني، ولكن على الصعيد المحلي قد لا تنجح هذه الفكرة بنفس المستوى خاصة على صعيد الاستهلاك اليومي، فهناك ظروف خاصة ترتبط بطبيعة المجتمع واحتياجاته” .

وأضاف: “نحتاج على الصعيد العام لتطوير أكثر في نشر الثقافة الإلكترونية لنصل إلى مرحلة جيدة من الانفتاح على استخدام التجارة الإلكترونية، وذلك يتطلب نشر الوعي الالكتروني أولاً، ثم زرع الثقة لدى المستهلك التي لا يجب أن تستند فقط إلى قوانين قد يستغرق وضعها فترات زمنية طويلة تسهم في زيادة التأخير عن مواكبة تطور التجارة الإلكترونية والتغيرات الحاصلة فيها، فالثقة يجب أن تكون موجودة من قاعدة أن الشركات والمؤسسات الكبرى تحرص دوماً على المحافظة على زبائنها فلن تسيء التصرف بأي خطوة استغلال أو تحايل .

غياب القانون

كما أكد الدكتور محمد خليفة أستاذ إدارة الأعمال في جامعة الإمارات، أن التجارة الإلكترونية وسيلة تجارية متقدمة، بدأت تعمل بها شركات كبرى في الإمارات، لكنها لم تصل بعد إلى حد اعتمادها بشكل كامل يمكنها من الاستغناء عن الكادر الوظيفي البشري، فالشركات تنظم المهام بشكل جزئي يعتمد نصفه الأول على التسويق والبيع الإلكتروني والنصف الآخر يسند للموظفين والاختصاصيين .

وأضاف: “أبرز الأسباب التي تقيد الانفتاح المطلق على التجارة الإلكترونية، غياب قانون موحد وشامل ينظم هذه التجارة بشكل متكامل، بحيث يعالج المشكلات كافة التي قد تنتج عنها بين التاجر والمستهلك، ولكننا قد نصل مستقبلاً إلى حد تصبح فيه التجارة الإلكترونية سوق البيع الأول، خاصة أن الاهتمام الأكاديمي بهذا الاختصاص وحتى القوانين المنظمة له والتخصصات الناتجة عنه، بدأ يشهد تطوراً ملحوظاً وإقبالاً كبيراً عليه من قبل الطلاب، فبعد أن كانت التجارة الإلكترونية وجرائمها تدرس كمادة ضمن مناهج التعليم العالي، أصبحت وخلال فترة قصيرة اختصاصاً مستقلاً يتخرج منه أعداد كبيرة من الكوادر الوطنية، تعي مميزات هذا النمط التجاري للمستهلك من حيث سهولة وسرعة التسوق فيه، والمكاسب التي تعود على الشركات والتجار من خلال توفير تكلفة مراكز العرض، والاستغناء عن الأيدي العاملة والانتشار الأوسع والبيع الأكبر” .

وتابع: “على الصعيد الاجتماعي مازالت التجارة الإلكترونية وسيلة غير رائجة بشكل كبير يصل إلى حد التسوق اليومي من خلالها رغم أن مراكز التسوق الكبرى والهايبرماركت بدأت تسويق منتجاتها عبر المواقع الإلكترونية، ولكن إدراك الناس لماهية وكيفية البيع والشراء الإلكتروني لازالت في مرحلة أولية تقتصر على الاطلاع والتعرف إلى الإجراءات والقوانين التي تنظم هذه العملية، على اعتبار أن الجرائم الإلكترونية قد تدخل في هذا النمط التجاري من أبواب ضيقة لا يدركها إلا صاحب الخبرة والدراية” .

انتشار واسع لمنتديات البيع والشراء

تشهد منتديات البيع والشراء المحلية انتعاشاً كبيراً سببه “غول” الأسعار الذي يلتهم نسبة لا بأس بها من الدخل الشهري للأسر، خاصة أصحاب الدخل المحدود منها ونتيجة لذلك زاد الإقبال من جانب المتسوقين عبر تلك المنتديات وأصبح يقدر عددهم بالآلاف وذلك بحسب كل منتدى وما يطرحه الاعضاء من سلع ومنتجات تبدأ من السيارات المستعملة وتمر بمستلزمات الأسر والأجهزة الكهربائية وتصل إلى توفير السلع والأطعمة والمأكولات .

وازداد انتشار منتديات البيع والشراء نتيجة للجهود التي يبذلها الباعة في توفير احتياجات المتصفحين ومقارنة أسعارها بأسعار السوق، إلى جانب التنافس في سرعة التوصيل والمصداقية، لاسيما أن كل عضو في منتديات البيع والشراء المحلية يكون له مساحة يتم تخصيصها لآراء الذين تعاملوا معه مسبقا الامر الذي يفيد المتعاملين الجدد في قياس مدى رضا المتعاملين السابقين، وذلك إلى جانب الشروط الدقيقة التي يضعها القائمون على امر المنتدى والتي تصل إلى حد الملاحقة القضائية للاعضاء الذين يسيئون التصرف مع المتصفحين او المتعاملين .

فروع افتراضية تبيع بخصم 30%

يبدو أن القائمين على أمر محال الهايبرماركت ومنافذ البيع الكبرى في الدولة قد أدركوا حجم الضرر الذي من الممكن ان تتسبب فيه عمليات البيع والشراء الالكترونية مستقبلاً، لاسيما ان التطور التقني الذي يشهده عالم الحاسب الآلي، الذي يعتبر همزة الوصل بين البائع والمشتري، والذي تقابله تطورات تقنية للقضاء على مايسمى بالقرصنة الالكترونية وهو الأمر الذي دفع اصحاب تلك المحال إلى المبادرة وإنشاء مواقع الكترونية خاصة بهم تبيع المنتجات نفسها التي تباع في محلاتهم مع تخفيضات كبيرة في الأسعار تصل في بعض الأحيان إلى اكثر من 30% وهو تخفيض مغر، خاصة عندما يأتي مع الاجهزة الكهربائية والالكترونية من هواتف متحركة واجهزة كمبيوتر نقالة وغيرها .

ولجأت تلك المحال إلى العديد من اساليب الجذب التي باتت هي المعيار الاول في المنافسة “الالكترونية”، ففي الوقت الذي يعلن احد هذه المحال عن سرعة توصيل المنتجات يقوم آخر بالاعلان عن سحوبات وهدايا مجانية للمتسوقين .

ويبدو أن معالم الصورة قد بدأت تتضح تدريجياً أمام القائمين على أمر تلك المحال والذين طالما كانوا يغالون في أسعار منتجاتهم تحت حجج ارتفاع أسعار البترول وتغير أسعار الصرف وغيرها من الأعذار التي باتت غير مقنعة للمتسوق الذي بدا اكثر ذكاء وذهب إلى أبعد من مقاطعة المنتجات التي تشهد أسعارها زيادات مستمرة وتوجه إلى الانترنت واشترى معظم احتياجاته .

الخليــــــــــــــــــــــــج .... __DEFINE_LIKE_SHARE__

المواضيع المتشابهه
الموضوع	كاتب الموضوع	المنتدى	مشاركات	آخر مشاركة
""""""""مطلوب لكزس lx570 الدفع كاااش """"""""""	محروم.كوم	منتدى أخبار المواقع والمنتديات العربية والأجنبية	0	07-19-2010 03:50 AM
"""""""""""""""""""""""""""فساتين زفاف راقية ومميزة """"""""""&am	محروم.كوم	منتدى أخبار المواقع والمنتديات العربية والأجنبية	0	07-13-2010 12:00 AM
الاتصالات تعلن عن إمكانية تفعيل خدمة نوكيا "للبريد الالكتروني" وخدمة "الدردشة"	محروم.كوم	منتدى أخبار المواقع والمنتديات العربية والأجنبية	0	11-24-2009 07:30 PM
"سيتي" يصدر تصنيفات إيجابية لـ "إعمار" و"الدار" و"العربية" و"الخليج الأول"	محروم.كوم	منتدى أخبار المواقع والمنتديات العربية والأجنبية	0	09-29-2009 01:20 PM
"""""للبيع باترول سوبر سفاري موديل 99 ديزل """""""""	محروم.كوم	منتدى أخبار المواقع والمنتديات العربية والأجنبية	0	04-28-2009 02:40 PM