الرهاب الإجتماعي

سامر83 · #1 12-01-2010, 12:19 PM

أعراض الرهاب الإجتماعي قد تتدرج من مستوى بعض الصعوبات لإثبات الذات والثقة في النفس أمام الآخرين وخاصة الأغراب، إلى المرض النفسي الذي يعيق النجاح المدرسي حيث ينقطع بعضهم عن متابعة دراسته خوفا من مواجهة نظرة الآخرين وتقييمهم لشخصه، وقد يضطر فئة إلى التخلي عن ترقية مهنية بسبب الخوف من التحدث أمام مجموعة العاملين، وقد يستفحل الأمر حيث يلجأ بعضهم لتناول المُسكرات وغيرها من المؤثرات العصبية توهما بقدرة هذه المواد على التخفيف من تشنجاته؛ وبالتالي الوقوع في إدمان أخطر يزيد الطين بلة ويرسخ مرض الرهاب الإجتماعي عند المصاب. كما أن الكثيرين يخفقون في توجيه حياتهم العاطفية الوجهة الصحيحة بسبب ضعف تقديرهم لمكانتهم مما يشجع الطرف الآخر على إخضاعهم للسيطرة.
يلاحظ القائمون على تربية الطفل الهدوء والخجل وقد يدعمون هذا السلوك ظنا منهم أنه سلوك سوي بما أن الحياء سمة حسنة، ولكنهم يغفلون انزواءه وميله للعزلة، مما سينعكس سلبا على كل مهاراته العلائقية والإجتماعية. ينبغي أن نميز الحياء عن الخجل وكذا الرهبة العابرة عن الرهاب. فالحياء خلق راق يتصف باحترام وتقدير من نحب من ذوينا أو أقاربنا أو محيطنا دون خوف أو مهابة، أما الخجل فهي ربكة أولية أثناء التواجد مع الآخرين. أما الرهبة العابرة فكثيرون عاشوها عند تقديمهم لأول عرض أمام زملائهم بالمدرسة، أو عند أدائهم لأي مهمة اجتماعية بحضور الناس وتزول الصعوبة النفسية والأعراض الفزيولوجية خلال دقائق.
أما مرض الرهاب الإجتماعي فقد يصيب ما يناهز 10% من المجتمع وترتكز أعراضه في الخوف من التواجد في المواقف الإجتماعية التي تتطلب تفاعلا مع الآخرين، وينشغل الذهن بالقلق والتخوف من التصرف بطريقة مخزية أو أن يلحظ المحيط أعراض الإرتباك، كما يدرك الشخص أن مخاوفه مبالغ فيها وأنها غير واقعية؛ مما يؤدي إلى تفادي الكثير من المواقف الإجتماعية لدرجة إعاقة نمط الحياة بصفة عامة وفي كثير من الحالات يصاحب الإضطراب النفسي نوبات هلع على شكل اضطرابات عضوية بارزة كصعوبة التنفس، آلام في الصدر، صعوبة البلع، تسارع في دقات القلب، تعرق شديد خاصة في راحتي الكفين، وقد يشعر المرء بالدوار أو فقدان التوازن لدرجة الخوف من عدم القدرة على التحكم في تصرفاته ويصل الهلع لدرجة توقع الجنون أو الموت.

تتسم شخصية الرهابي بالشعور بالدونية وتنقيص قيمته الذاتية، رغم تقدير الآخرين له إيجابيا، كما يصبح كثير الإنزعاج لدرجة الإحباط إذا تعرض للإنتقاد أو ملاحظات مما يرسخ نظرته السلبية لذاته.
يصبح الشخص الذي يعاني من الرهاب الإجتماعي شديد التوتر، كثير التعب لدرجة الإرهاق الجسدي والنفسي، كما أن تركيزه يتمحور على ما يفكر به الآخرون نحوه وترتفع حساسيته وانتباهه للأعراض الجسدية التي يعاني منها، وهذا يسبب إرهاقا ذهنيا يؤدي إلى ضعف في الذاكرة وصعوبات التركيز. بقدر ما يخشى عالمه الخارجي بنفس القدر يتجه كل تركيزه على عالمه الداخلي، مما يخل من استفادته من التفاعل مع المؤشرات العلائقية التي يصعب عليه استيعابها.
تبدأ مكونات الإضطرابات في الطفولة بسبب نمطين تربويين متناقضين يؤديان إلى نفس النتيجة السلبية، أي نقص المهارات الإجتماعية لدرجة الخلل. الحماية المبالغ فيها، حيث يمنع الطفل من الإعتماد على نفسه في اكتشافه لواقع الحياة الإجتماعية بكل مكوناتها المختلفة، والنمط القمعي في التربية الذي يرهبه من الإقدام على أي مبادرة للتعرف على الواقع.
أهم مرحلة لإكتساب المهارات الإجتماعية هي مرحلة النمو حيث أن الطفل يتدرج في فهمه واستيعابه للقواعد العلائقية والتفاعل مع الصراعات ومختلف النزاعات التي تنشب بين الأطفال في مختلف المراحل العمرية.

عادة ما يشعر المريض بالعزلة لتوهمه أن إصابته فريدة وأنه الوحيد الذي يعاني من هذا المرض الغريب، ويترسخ شعوره نظرا لعدم تشخيص المرض؛ حيث أنه يراجع مصالح الطب العام أو اختصاص أمراض القلب والشرايين ورغم تحسن الحالة ظرفيا بعد الخضوع للعلاج العام، تعاوده الحالة .
أثبتت الدراسات السريرية أن العلاج السلوكي والذهني متميز في علاج الرهابات بصفة عامة و خاصة الرهاب الإجتماعي.
يبدأ المعالج بتشخيص دقيق لدرجة الرهاب والظروف الوظيفية المسببة، ثم يركز على جعل كل الإضطرابات واضحة الأسباب وملموسة بالنسبة للمريض، وبعد ذلك القيام ببعض التقنيات التي تجعل المريض يواجه مخاوفه من الأعراض الجسدية، بحيث يقوم المعالج بإثارة معظم الأعراض حيث يساعد المريض على تجاوزها والتغلب على مبالغاته الذهنية. تستمر الجلسات العلاجية وفق برنامج محدد وصولا إلى العلاج الذي يتم قياسه بأداء مجموعة من المهام الإجتماعية بسلاسة ودون صعوبات.

بالنسبة للأطفال والطلبة ينبغي الإهتمام بتنمية مهاراتهم العلائقية وذلك بدعم قدراتهم التخاطبية وتشجيعهم على التعبير عن آرائهم واللباقة في التعامل مع الآخرين وكذلك تقبل الملاحظات والحنكة في التعامل مع الإنتقادات.
يعتمد المريض على مقارنة كفاءاته الفكرية مع أقرانه وإذا كان ينقصهم في التكوين، فغالبا ما يبالغ بشكل يشل جهوده لتحسين مداركه، لذلك نركز على قياس المهارات الذهنية بصفة موضوعية باعتماد الروائز النفسية لتحديد المستوى ووضع أهداف واقعية للتحصيل المعرفي.
يقوم المحيط الأسري بدور أساسي في التأثير سلبا أو إيجابا في سيرورة سلوكيات المريض. أحيانا كثيرة يستغل المحيط "ضعف شخصية" المريض وعدم قدرته على رفض الطلبات باستنزافه نفسيا وماديا، وكذا في حياته المهنية حيث يخضع لمن هم أقل درجة منه إداريا وأكاديميا.
الدعم الإيجابي والتحفيز لتجاوز الصعوبات الإجتماعية من طرف صديق أو أخ أو قريب يشعر المريض بالثقة بمن حوله وبالتالي يثق بنفسه وينطلق للتغلب على صعوباته.

منقول www.psycho.ae __DEFINE_LIKE_SHARE__

المواضيع المتشابهه
الموضوع	كاتب الموضوع	المنتدى	مشاركات	آخر مشاركة
▁▂▃▅▆▇ هل تعاني من مرض الرهاب أو الفوبيا ▇▆▅▃▂▁	محروم.كوم	منتدى أخبار المواقع والمنتديات العربية والأجنبية	0	07-03-2010 09:20 PM
اطراف حرة الرهاة وجانب من بجدة (سكب)	محروم.كوم	منتدى أخبار المواقع والمنتديات العربية والأجنبية	0	04-06-2010 03:00 AM
أعراض الرهاب (الخوف غير المبرر):phobias وانواعه ... حياكم ....	الرهيب القطراوي	الإستشارات النفسية والاحتياجات الخاصة وتطوير الذات	2	03-22-2010 09:30 AM
إلى أصحاب الضمان الإجتماعي الف مبروك	محروم.كوم	منتدى أخبار المواقع والمنتديات العربية والأجنبية	0	09-13-2009 07:00 PM
شحاذون من حول العالم : غياب للعدل الإجتماعي أكثر من كونه سلوك شاذ (( مجموعة صور )) !	محروم.كوم	منتدى أخبار المواقع والمنتديات العربية والأجنبية	0	04-25-2009 05:40 PM